خطبة الجمعة القادمة للدكتور مسعود عرابي بعنوان : منزلة الشهداء عند ربهم
خطبة الجمعة القادمة 10 مارس 2023م بعنوان : منزلة الشهداء عند ربهم ، للدكتور مسعود عرابي، بتاريخ 18 شعبان 1444هـ ، الموافق 10 مارس 2023م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 10 مارس 2023م بصيغة word بعنوان : منزلة الشهداء عند ربهم ، للدكتور مسعود عرابي
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 10 مارس 2023م بصيغة pdf بعنوان : منزلة الشهداء عند ربهم ، للدكتور مسعود عرابي
عناصر خطبة الجمعة القادمة 10 مارس 2023م ، بعنوان : منزلة الشهداء عند ربهم ، للدكتور مسعود عرابي.
الأولُ: شريعتُنَا تراحمٌ وتسامحٌ ووفاءٌ، لا عنفَ فيهَا ولا اعتداء.
ثانيًا: شواهدُ مِن سيرتهِ العطرةِ على سماحةِ الإسلامِ.
ثالثًا: منزلةُ الشهداءِ عندَ ربِّهِم.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 10 مارس 2023م ، بعنوان : منزلة الشهداء عند ربهم ، للدكتور مسعود عرابي ، كما يلي:
منزلةُ الشهداءِ عندَ ربِّهِم
الحمدُ للهِ على مواهبِهِ التي لا نُحصيهَا عددًا، ولا نعرفُ لهًا أمدًا، حمدًا نبلغُ بهِ رضَاه، ونستدرُّ بهِ نُعمَاه، والشكرُ لهُ على منائحِهِ التي أولاهَا ابتداء، ووعدَ على شكرهَا جزاء.
وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، الهادِي إلى السننِ الأرشدِ، بالوحيِ الذي أوحاهُ اللهُ إليهِ، وبالكلامِ الذي أنزلَهُ عليهِ، مبلغًا لرسالتِهِ، وداعيًا لعبادتِهِ، صادعًا بالدعاءِ إلى توحيدِهِ، مُعلنًا بتعظيمهِ وتمجيدهِ، ناصحًا لأمتهِ وعبيدهِ، اللهُمّ صلِّ عليهِ صلاةً زاكيةً ناميةً، وسلمْ تسليمًا كثيرًا، وعلى آلِ بيتهِ الذينَ أذهبَ اللهُ عنهُم الرجسَ وطهرَهُم تطهيرًا.
وبعــــــدُ ،،،
فإنَّ خطبتَنَا هذه بعونِ اللهِ ومددهِ وتوفيقِهِ ورعايتهِ تدورُ حولَ هذه العناصرِ:
الأولُ: شريعتُنَا تراحمٌ وتسامحٌ ووفاءٌ، لا عنفَ فيهَا ولا اعتداء.
ثانيًا: شواهدُ مِن سيرتهِ العطرةِ على سماحةِ الإسلامِ.
ثالثًا: منزلةُ الشهداءِ عندَ ربِّهِم.
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : منزلة الشهداء عند ربهم
العنصرُ الأولُ: شريعتُنَا تراحمٌ وتسامحٌ ووفاءٌ لا عنفَ فيها ولا اعتداء.
منحَ اللهُ عزَّ وجلَّ الخلقَ أجمعَ شريعةٍ غراء، لا ترَى فيهَا عوجًا ولا تنطوِي أحكامُهَا على أيْ ظلمٍ أو اعتداءٍ، ولا يستطيعُ البشرُ أنْ يعيشُوا بدونِهَا سعداءَ، فقد وجَّهَ الحقُّ سبحانَهُ وتعالَى للمؤمنين بهِ هذا النداءَ، فقالَ: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ﴾. [ البقرة، 208]. دعاهُم ربُّنَا سبحانَهُ وتعالَى إلى أنْ يدخلُوا في أحكامِهِ التي أساسُهَا الخضوعُ والانقيادُ والاستسلامُ، ومِن أصولِ هذا الدينِ الوفاقُ بينَ الناسِ والمسالمةُ والوئامُ، وتركُ الحروبِ والشحناءِ وكلِّ ما يدعُوا إلى الخصامِ، تلك هي المبادئُ الساميةُ، والقيمُ الراسخةُ العاليةُ لشريعةِ الإسلامِ.
ثم وجَّهَهُم توجيهًا راقيًا في حالِ الدعوةِ إليهِ، وهدايةِ الخلقِ إليهِ، أنْ تكونَ الدعوةُ ممزوجةً بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ والحوارِ الهادئِ المثمرِ، فقالَ سبحانَهُ وتعالَى: ﴿ ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾. [ النحل، 126]. والمعنَى أنَّ الحقَّ سبحانَهُ وتعالَى أمرَ نبيَّهُ ﷺ أنْ يدعوَ مَن أرسلَهُ إليهِم ربُّهُ، بالدعاءِ إلى طاعتهِ، والعملِ بشريعتهِ، ﴿بِالْحِكْمَةِ ﴾. أي: بوحيِ اللهِ الذي يوحيهِ إليهِ وبكتابهِ الذي ينزلُهُ عليهِ ﴿ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾. أي: بالعبرِ الجميلةِ التي جعلَهَا اللهُ حجةً عليهِم في كتابهِ، وذكّرَهُم بها في تنزيلِهِ، ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾. أي: أنْ تصفحَ عمّا نالُوا بهِ عرضَكَ مِن الأذَى، ولا تعصهِ في القيامِ بالواجبِ عليكِ مِن تبليغِهِم رسالةَ ربِّكَ. [ تفسير الطبري ].
ثُم جعلَ رسولُ اللهِ ﷺ هذه الآيةَ الكريمةَ قاعدةً للدعوةِ إلى اللهِ، ومنهجَ حياةٍ، وتوجيهًا نبويًّا شريفًا يقودُ الأمةَ إلى التعايشِ السلميِّ بينَ كافةِ طوائفِ المجتمعِ، فعندَ أبي داودَ وغيرِه، أنَّ رســـولَ اللهِ ﷺ قال: « أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهَدًا أَوِ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِإِصْبُعِهِ إِلَى صَدْرِهِ « أَلَا وَمَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ رِيحَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ سَبْعِينَ عَامًا ».
فحذّرَ ﷺ مِن التجاوزِ للحدودِ، والإجحافِ على الحقوقِ، وأخذِ الأموالِ بغيرِ وجهِ حقٍّ، وإنْ كانَ الاعتداءُ على مخالفٍ في العقيدةِ، فحقوقُ كافةِ البشرِ مصونةٌ بالإسلامِ، ولا يُظلمُ في شرعِ اللهِ أحدٌ مِن الخلقِ، وأنَّهُ ﷺ حجيجُ كلِّ معتدٍ على إخوانِهِ أمامَ اللهِ عزَّ وجلَّ، ولو كانَ المعتدَى عليهِ مِن غيرِ أهلِ الإسلامِ.
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : منزلة الشهداء عند ربهم
العنصرُ الثانِي: شواهدُ مِن سيرتهِ العطرةِ على سماحةِ الإسلامِ.
الدينُ الإسلاميُّ دينُ سلامٍ، ورسولُ اللهِ ﷺ ما جاءَ إلا ليخرجَ الناسَ مِن الظلماتِ إلى النورِ، فهو رحمةٌ للعالمين، وهدايةٌ للناسِ أجمعين، فقد أدمُوهُ وأذُوه، ولمطلبِهِ لم يجيبُوه، وسلطُوا عليهِ السفهاءَ والصبيةَ بالحجارةِ يقذفُوه، فلَمَّا رجعَ كاسفَ البالِ حزينًا، أرادَ أنْ ينتصرَ له القويُّ المتينُ، فأرسلَ إليهِ جبريلَ الأمينَ، كما في الصحيحينِ مِن حديثِ أمِّنَا عائشةَ الصديقةَ بنتِ الصديقِ رضي اللهُ عنها، قَالَتْ لِلنَّبِيِّ ﷺ: هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ، قَالَ: ” لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ العَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، فَنَادَانِي مَلَكُ الجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ، ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ، لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا “.
ولمَّا دانتْ لهُ ﷺ الجزيرةُ مِن أقصاهَا إلى أقصاهَا، وأصبحَ خصومُهُ في قبضتهِ، وملكَ القوةَ التي يستطيعُ بها الثأرَ لنفسِه، صدعَ بقولهِ عاليًا، اذهبُوا فأنتُم الطلقاء، صبرَ على التعذيبِ والجفاءِ، لكنَّه لمَّا ملكَ صفحَ وعفَى، وتجاوزَ عمّا مضَى، ولِمَا لا يصفحُ، وقد صنعَهُ اللهُ على عينهِ، وأرسلَهُ برسالةِ سلامٍ للعالمِ، يدعوهُم فيهَا إلى كظمِ الغيظِ والصفحِ والعفوِ، قال تعالى مُخاطبًا رسولَهُ ومصطفَاهُ: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾.
لَمّا نزلتْ هذه الآيةُ، قال رسولُ اللهِ ﷺ: يا جبريلُ، ما هذا؟ قال: ما أدرِي حتّى أسألَ العالِم! قال: ثُم قالَ جبريلُ: يا محمدٌ، إنَّ اللهَ يأمرُكَ أنْ تَصِلَ مَن قطعَكَ، وتُعطِي مَن حرمَكَ، وتعفُو عمَّن ظلمَكَ. [ تفسير الطبري].
وقبولُ النبيِّ ﷺ الصلحَ في الحديبةِ مع ما فيهِ مِن إجحافٍ على حقوقِ المسلمين، وما كان ذلك إلّا لينشرَ السلامَ، ويحقنَ الدماءَ، وعادَ ﷺ دونَ أنْ يعتمرَ، ونزلَ على رغبةِ قريشٍ وقبلَ شروطَهُم، وما عادَ إليهِم إلّا بعدمَا نقضُوا العهدَ وبغُوا على أهلِ الإسلامِ وأعملُوا فيهم القتلَ والفناءَ، وليس أدلَّ على النماذجِ المشرقةِ في تاريخِ الإسلامِ، مِن وصيتِهِ لقادةِ جنودهِ، بألّا يغدرُوا، ولا يمثلُوا، ولا يقتلُوا شيخًا كبيرًا، ولا امرأةً، ولا يهدمُوا منزلًا ولا بيعةً، ولا يقطعُوا شجرةً، ولا يحدثُوا فسادًا وهم في الحروبِ، فدينُنَا دينُ سلامٍ وعمارةٍ وبناءٍ لا هدمٍ وتخريبٍ.
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : منزلة الشهداء عند ربهم
العنصرُ الثالثُ: منزلةُ الشهداءِ عندَ ربِّهِم.
الشهيدُ هو مَن ماتَ مِن المسلمينَ في قتالٍ مشروعٍ، وسُمِّيَ شهيدًا، مِنَ الشُّهُودِ؛ لِأَنَّ الْمَلَائِكَةَ تَحْضُرُهُ وَتُبَشِّرُهُ بِالْفَوْزِ وَالْكَرَامَةِ، أَوْ من شاهد; لِأَنَّهُ يَلْقَى رَبَّهُ وَيَحْضُرُ عِنْدَهُ، أَوْ مِنَ الشَّهَادَةِ؛ لَأنَّهُ بَيَّنَ صِدْقَهُ فِي الْإِيمَانِ وَالْإِخْلَاصَ فِي الطَّاعَةِ بِبَذْلِ النَّفْسِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. [ مرقاة المفاتيح، للهروي ].
فلما ضحُّوا بأرواحِهِم في سبيلِ دينِهِم ووطنِهِم وأعراضِهِم، وتصدُّوا للدفاعِ دونَ أنْ ينكلُوا عن الحربِ، كافأهُم اللهُ بمَا لا يخطر على قلبِ بشرٍ، فاشترَى منهُم الأرواحَ الطيبةَ والأنفسَ الذكيةَ بمقابلٍ لا يُتصورُ، ومنزلةٍ لا تُضاهَى، فعند ابنِ ماجةَ، قال رسولُ اللهِ ﷺ: « لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ: يَغْفِرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ، وَيُزَوَّجُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ ».
ثم أخبرَ ربُّنَا سبحانَهُ وتعالَى، بأنَّ الشهداءَ أحياءٌ عندَهُ، بقولهِ: ﴿ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾. [ آل عمران، 169]، فعندَ أحمد، قَالَ رسولُ اللهِ ﷺ: « لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ، جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ، تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ، فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَشْرَبِهِمْ وَمَأْكَلِهِمْ، وَحُسْنَ مَقِيلِهِمْ قَالُوا: يَا لَيْتَ إِخْوَانَنَا يَعْلَمُونَ بِمَا صَنَعَ اللَّهُ لَنَا، لِئَلا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ، وَلا يَنْكُلُوا عَنِ الْحَرْبِ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ ». فَنزلتْ هذه الآيةُ.
ثُمَّ بيَّنَ سبحانَهُ وتعالَى في قولِهِ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ﴾. أنَّ الجنةَ جُعلتْ لهم عوضًا عن أرواحِهِم الزكيةِ الطاهرةِ التي لم يضنُّوا بها على ربِّهِم، ووهبوهَا في سبيلِهِ دفاعًا عن دينِهِ، وابتغاءَ مرضاتِهِ، قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: بَايَعَهُمْ وَاللَّهِ فَأَغْلَى ثَمَنَهُمْ. [ تفسير ابن كثير ].
ولعلَّ مِن أجلِّ البشرياتِ التي أتحفَ بهَا ربُّنَا هذه الأمةَ، أنَّهُ منحَهُم عظيمَ العطايَا على حسنِ النوايَا، فأنزلَهُم منازلَ الشهداءِ متى طلبُوا الشهادةَ بصدقٍ، وإنْ ماتُوا على فرشِهِم، فعندَ مسلمٍ، قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: « مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ». ثُمَّ جعلَ صاحبَ الهدمِ، والحريق، والغريقَ، والمبطونَ مِن الشهداءِ بصبرِهِم على البلاءِ.. اللهم ردّنَا وجميعَ خلقِكَ إلى دينِكَ ردًا جميلًا، وارزقنَا عيشَ السعداءِ وأجرَ الشهداءِ .. واحفظْ مصرَ وشعبَهَا وقادتَهَا مِن كلِّ سوءٍ ومكروهٍ وسائرَ بلادِ المسلمين!
بقلم: د/ مسعود عربي
عضو هيئة تدريس بجامعة الأزهر
وخطيب مكافأة لدى وزارة الأوقاف المصرية.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف