أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة : تقدير المصلحة وتنظيم المباح ، للشيخ كمال مهدي

خطبة الجمعة القادمة بعنوان (تقدير المصلحة وتنظيم المباح) بتاريخ ٢٣ من محرم ١٤٤٢ هـ الموافق ١١ سبتمبر ٢٠٢٠م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة word : تقدير المصلحة وتنظيم المباح ، للشيخ كمال مهدي

لتحميل خطبة الجمعة القادمة pdf : تقدير المصلحة وتنظيم المباح ، للشيخ كمال مهدي

 

ولقراءة الخطبة كما يلي:

 

                 **

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه…

أحبتي في الله :-

حديثنا اليوم بعنوان (تقدير المصلحة وتنظيم المباح)

** والمصلحة بوجه عام هي كل ما يجلب نفعا ويدفع ضرا..

وهي على قسمين :-

مصلحة عامة  ** ومصلحة خاصة والمصلحة العامة يعود نفعها على الجميع بخلاف المصلحة الخاصة التي يعود نفعها على شخص واحد وقد تتعارض المصلحتان مع بعضهما البعض وقد نرى بعضا بل الكثير من الناس من يقدم مصلحته الشخصية على المصلحة العامة  وربما ضر بعمله هذا المجتمع وبخاصة إذا تعارضت مصلحته مع المصلحة العامة…

!! وللأسف الشديد!!

بعض المجتمعات اليوم تعاني من تقديم المصالح الخاصة على المصالح العامة في الكثير من شؤون الحياة وعدم تقدير المصلحة ، وقد أشتهر تسمية ذلك بين الناس بالفساد الإداري، وأي فساد، وأي ضرر أعظم من التعدي على المال العام، والحقوق العامة، والتساهل في ذلك دون خوف من الله تعالى..

 والتعدي على المصالح العامة تعدٍّ على حقوق المجتمع بأكمله، وضرر يلحق بالجميع، بل هو في الحقيقة جريمة في حق المجتمع لما له من آثار سلبية خطيرة. ***وتعالوا بنا لنذهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونرى كيف كان يهتم بالمصالح العامة ويدعوا إلى الإهتمام بها : 

فعن السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالَوا: وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللهِ .. قَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِى عَلَيْهِ إِلاَّ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُولِ اللهِ، فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ

: أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا، إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ؛ وَايْمُ اللهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ ابْنَةَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ، لَقَطَعْتُ يَدَهَا﴾،

*درس في المساواة أمام قانون الله، فكأنه به يقول: ألا فلتعلم يا أسامة أن المخزومية الحسيبة النسيبة مثلها مثل الأمة الحبشية الغريبة، فالإسلام  قد سوَّى بين عمر القرشي وبلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي كلهم في الحقوق والواجبات سواء،  ثم قرر  قاعدة عظيمة حينما قال ﴿وَأيْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يَدَهَا﴾ .

والحديث الشريف يتضمن المحافظة على المصالح الخاصة، وتتمثل في عدم التعدي على حقوق الآخرين، وإيذائهم بسرقة أموالهم، كما يتضمن المحافظة على المصالح العامة بتطبيق الحق العام، وهو إقامة حد السرقة على السارق، وفيه ردع لكل من تسوّل له نفسه التعدي على حقوق الآخرين سواء عامة، أو خاصة..

إذاً لابد أن نقدر المصلحة والمصلحة تقدر بقدرها

**ولقد أقَسَم رسول صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق بقطع يد ابنته فاطمة الزهراء الشريفة – رضي الله عنها – فيما لو سرقت، وحاشاها – رضي الله عنها –

 وهذا تأكيد منه صلى الله عليه وسلم بأنه أول من يحافظ على المصالح العامة، وعدم محاباة من له صلة قرابة في تقديم المصالح العامة لصالحه دون غيره.

** وبين صلى الله عليه وسلم الآثار السلبية لتفشي تقديم المصالح الخاصة على المصالح العامة، وأنها دليل الضلال، والهلاك للأمم في شؤون الحياة كلها: الاقتصادية، والسياسية، والتربوية، والاجتماعية، والثقافية،… الخ، وهذا توجيه نبوي شريف بأن الأمم السابقة (ضلت) عند عدم المحافظة على المصالح العامة بإقامة العدل، والمساواة بين الجميع.

**ولقد ظهر في هذا الحديث شدة غضب النبي صلى الله عليه وسلم، وإنكاره لأسامة – رضي الله عنه – في هذا الموضوع لأنه من الموضوعات المهمة التي لا تقبل المسامحة، أو التنازلات، لأنه سيترتب عليها فساد، وضلال، وهلاك للمجتمع…

!!! ومن الأمثلة المشرقة في حياة سلف الأمة، ما قام به الخليفة الراشد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – في المحافظة الشديدة على المصالح العامة، فمن مواقفه المعروفة: إن ابنه عبد الله بن عمر – رضي الله عنه -: اشترى إبلاً وأرسلها إلى الحمى حتى سمنت، فدخل عمر السوق فرأى إبلاً سماناً فقال: لمن هذه الإبل؟ قيل: لعبد الله بن عمر، قال: فجعل يقول: يا عبد الله بن عمر بخ… بخ… ابن أمير المؤمنين، ما هذه الإبل؟ قال: قلت: إبل اشتريتها وبعثت بها إلى الحمى، أبتغي ما يبتغي المسلمون، قال: فقال: فيقولون: ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين، اسقوا إبل ابن أمير المؤمنين، يا عبد الله بن عمر اغد إلى رأس مالك، واجعل باقيه في بيت مال المسلمين.

!! موقف في غاية الورع، والزهد، والمحافظة على المصالح العامة، وعدم تقديم المصالح الخاصة عليها، وفي الحقيقة أن السيرة النبوية الشريفة، وسيرة الخلفاء الراشدين، وسلف الأمة الصالح زاخرة بهذه المواقف المضيئة، والمشرقة في سماء المجتمع المسلم،

!!! فهذا سيدنا عثمان رضي الله عنه، فعن ابن عباس قال: قحط الناس في زمان أبي بكر، فقال أبو بكر: لا تمسون حتى يفرج الله عنكم. فلما كان من الغد جاء البشير إليه قال: قدمت لعثمان ألف راحلة براً وطعاماً، قال: فغدا التجار على عثمان فقرعوا عليه الباب فخرج إليهم وعليه ملاءة قد خالف بين طرفيهما على عاتقه فقال لهم: ما تريدون؟ قالوا: قد بلغنا أنه قد قدم لك ألف راحلة براً وطعاماً، بعنا حتى نوسع به على فقراء المدينة، فقال لهم عثمان: ادخلوا. فدخلوا فإذا ألف وقر قد صب في دار عثمان، فقال لهم: كم تربحوني على شرائي من الشام؟ قالوا العشرة اثني عشر، قال: قد زادوني، قالوا: العشرة أربعة عشر، قال: قد زادوني. قالوا: العشرة خمسة عشر، قال: قد زادوني، قالوا: من زادك ونحن تجار المدينة؟ قال: زادني بكل درهم عشرة، عندكم زيادة؟ قالوا: لا!! قال: فأشهدكم معشر التجار أنها صدقة على فقراء المدينة قال عبد الله بن عباس: فبت ليلتي فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي وهو على برذون أشهب يستعجل؛ وعليه حلة من نور؛ وبيده قضيب من نور؛ وعليه نعلان شراكهما من نور، فقلت له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد طال شوقي إليك، فقال صلى الله عليه وسلم: إني مبادر لأن عثمان تصدق بألف راحلة، وإن الله تعالى قد قبلها منه وزوجه بها عروسا في الجنة، وأنا ذاهب إلى عرس عثمان.”…

 فانظر أخي الحبيب إلى سيدنا عثمان رضي الله عنه ما قدم مصلحته الشخصية وهو ربحه الكثير من المال على المصلحة العامة وهي وقتها حاجة الناس للطعام والقوت في وقت القحط…

وصدق القائل :-

إن لله عبادا فُطنا **طلقوا الدنيا وخافوا الفِتنا…

نظروا فيها فلما علموا ** أنها ليست لحي سكنا…

جعلوها لُجة واتخذوا ** صالح الأعمال فيها سفنا….

 أحبتي في الله :

إن من يتتبع مقاصد الشريعة الإسلامية،وفقه الأولويات يرى أمثلة كثيرة لتقديم المصلحة العامة على الخاصة،وتقدير المصلحة  ومن صور ذلك، ما كان من نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إهدار الماء،أو الإسراف فيه، فإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الإسراف في الماء إذا استعمل فيما وضع له كالوضوء ، كما جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما “أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ ” مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ ؟ قَالَ : أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ ؟ قَالَ ” نَعَمْ ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ” . فكيف يرضى الإسلام بإهداره في غير ما وضع له…

 !!ومن ذلك أيضا، ما كان من نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاحتكار؛ فالإسلام لا يستكثر على التجار أن تكون لهم تجاراتهم الرابحة؛ ولكنه جعل لها طرقَها المشروعةَ التي لا يضار بها المجتمع، فان كان في نظر المحتكر أن في احتكاره زيادة للمال والربح لكنه بذلك في نظر الشرع يضيق على المجتمع ويستغل حاجة الناس،ويقطع أواصر الألفة والمودة، لهذا ولغيره كان نهى الإسلام عن الاحتكار إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ “..

وختاما :-

 أقول نحن بحاجة ماسة للعودة الصادقة إلى سيرة سلف الأمة، وتلمس أسرار نجاحها، وتفوقها حتى نستطيع أن نرقى بأوطاننا…

فاللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه واحفظ مصرنا من كل سوء واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه…

كتبه:_

الشيخ/كمال السيد محمود محمد المهدي

إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »