خطبة الجمعة القادمة بعنوان : وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ ، للدكتور محمد حرز
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 10 ربيع الأول 1446هـ ، الموافق 13 سبتمبر 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 سبتمبر 2024م بصيغة word بعنوان : وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ ، للدكتور محمد حرز.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 سبتمبر 2024م بصيغة pdf بعنوان : وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ ، للدكتور محمد حرز.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 13 سبتمبر 2024م بعنوان : وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ.
أولًا: مولدُ النبيِّ مولدُ أمةٍ.
ثانيــًــا :النبيُّ المختارُ رحمةٌ للعالمين.
ثالثًا وأخيرًا: واجبُنَا في شهرِ مولدهِ.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 13 سبتمبر 2024م بعنوان : وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ : كما يلي:
(( وُلِـدَ الـهُـدَى فَـالكائِناتُ ضِياءُ ))
د/ مُحمد حرز بتاريخ: 10 من ربيع الأول 1446هــ – 13 سبتمبر 2024م
الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ: ﴿لَقَدْ جَاءَكَمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عليهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ سورةُ التوبةِ4، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وليُّ الصالحينَ، وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ مِن خلقِهِ وخليلُهُ، خيرُ مَن صلَّى وصامَ، وبكى مِن خشيةِ ربِّهِ حينَ قام، القائلُ كما في حديثِ أبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ رضيَ اللهُ عنهُ أنهُ قالَ: سُئِلَ رسولُ اللهِ ﷺ عن صَومِ يومِ الاثنَينِ فقالَ: “ذاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ )رواه مُسْلِمٌ)، فاللهم صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ المختارِ وعلى آلهِ وأصحابِهِ الأطهارِ الأخيارِ وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ.
أمَّا بعدُ: فأوصيكُم ونفسي أيُّها الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفارِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران :102)
عبادَ الله)) : وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ((عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا.
أولًا: مولدُ النبيِّ مولدُ أمةٍ.
ثانيــًــا :النبيُّ المختارُ رحمةٌ للعالمين.
ثالثًا وأخيرًا: واجبُنَا في شهرِ مولدهِ.
أيُّها السادةُ: ما أحوجنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلي أنْ يكونَ حديثُنَا عن: ( ولدَ الهدَى فالكائناتُ ضياءُ)، وخاصةً ونحن في شهرِ ربيعِ الأنوارِ شهرِ مولدِ سيدِ الأنامِ ﷺ ، وخاصةً والأمةُ الاسلاميةُ في مشارقِ الأرضِ ومغاربِهَا تحتفلُ بذكرَى ميلادِ المختارِ ﷺ، وما أجملَ أن يكونَ الحديثُ عن رسولِ اللهِ ﷺ ، وما أحلَى أنْ يكونَ الحديثُ عنهُ وكيفَ لا؟ وهو إمامُ الأنبياءِ وإمامُ الأتقياءِ وإمامُ الأصفياءِ، وكيف لا؟ وهو قدوتُنَا وأسوتُنَا ومعلمُنَا ومرشدُنَا بنصٍّ مِن عندِ اللهِ، والحديثُ عن رسول اللهِ ﷺ حديثٌ جميلٌ رقيقٌ رقراقٌ طويلٌ لا حدَّ لمنتهاهُ، وكيف لا؟
مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأعْرَابِ والعَجَمِ***مُحَمَّدٌ خَيْرٌ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ
مُحَمَّدٌ باسِطُ المَعْرُوفِ جَامِعَةً***مُحَمَّدٌ صاحِبُ الإِحْسانِ والكَرَمِ
مُحَمَّدٌ تاجُ رُسْلِ اللهِ قاطِبَةً***مُحَمَّدٌ صادِقُ الأٌقْوَالِ والكَلِمِ
مُحَمَّدٌ ثابِتُ المِيثاقِ حافِظُهُ***مُحَمَّدٌ طيِّبُ الأخْلاقِ والشِّيَمِ
مُحَمَّدٌ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ مِنْ مُضَرٍ***مُحَمَّدٌ خَيْرُ رُسْلِ اللهِ كُلِّهِمِ
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
أولًا: مولدُ النبيِّ مولدُ أمةٍ.
أيُّها السادةُ : مِن سننِ اللهِ في الكونِ أنَّ الضياءَ يأتِي بعدَ الظلامِ، وأنَّ الفرجَ يأتِي بعدَ الضيقِ، وأنَّ اليسرَ يأتِي بعدَ العُسرِ فكانَ ميلادُ النبيِّ العدنانِ ﷺ ميلادُ أمةٍ، فكان مولدُ النبيِّ ﷺ وبعثتُهُ مولدًا لنورِ الإسلامِ، وضياءً للحقِّ المبينِ، الذي تبدَّدتْ بهِ ظلماتُ الشركِ والكفرِ، وزالَ بهِ الرّانُ الذي طُبعَ على قلوبِ كثيرٍ مِن الناسِ.ففي هذا الشهرِ – شهرِ ربيعٍ الأولِ – أشرقَ النورُ وبزغَ الفجرُ ووُلِدَ خيرُ البشرِ رسولُنَا محمدٌ بنُ عبدِاللهِ ﷺ .
ولقد كان ميلادُ الرسولِ ﷺ ميلادَ أُمَّةٍ، وميلادَ فجرٍ جديدٍ، وميلادًا للقيمِ والأخلاقِ وميلادًا للحضارةِ الراقيةِ وميلادًا للإنسانيةِ كلِّهَا، فقد كانت حاجةُ العالَمِ إليهِ ﷺ حاجةَ المريضِ إلى الشِّفاءِ، والعطشانِ إلى الماءِ، والعليلِ إلى الدواءِ، والنَّظرِ الذي تتمنَّاهُ العينُ العمياءُ. نعم لقد وُلدَ الحبيبُ ﷺ ، فكان ميلادُهُ ثورةً على الظُّلمِ، وكانت بعثتُهُ نجدةً للمظلومين، أُطفِئَتْ نارُ فارسٍ، وزُلزِلَتْ عروشُ قيصر، وانهدمَتْ قصورُ الاستبدادِ، وسقطَتْ شرفاتٌ الظُّلمِ بعدَ أنْ كان العالَمُ غابةً يأكلُ القويُّ فيها الضَّعيفَ، ويَلتهمُ الغنيُّ فيها الفقيرَ، وكيف لا؟ واللهُ تعالى أدَّبَهُ وأحسنَ تأديبَهُ، وعلَّمَهُ فأحسنَ تعليمَهُ ،وشرحَ له صدرَهُ، ورفعَ لهُ قدرَهُ، وأعلَى لهُ ذكرَهُ، وطهرَهُ ورفعَهُ وكرّمَهُ على جميعِ العالمين، وكيف لا؟ والقلوبُ تتعلقُ بالجمالِ كأمرٍ فطريٍّ جبليٍّ، فكيف بمَن جمعَ اللهُ لهُ الجمالَ والكمالَ خَلقًا وخُلقًا أبي هو وأمي ﷺ ؟ زكَّاهُ ربٌّهُ في كلِّ شيءٍ ، زكَّاهُ في عقلِهِ فقالَ جلَّ وعلَا:(( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى((النجم:2]، وزكَّاهُ في بصرِهِ فقالً جلَّ وعلَا: ((مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ((النجم:17 ، وزكَّاهُ في صدرهِ فقالَ جلَّ وعلا)) أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ((الشرح:1 ، وزكَّاهُ في ذكرهِ فقالَ جلَّ وعلا))وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ((الشرح:4] ،وزكَّاهُ في طهرهِ فقال جلَّ وعلا: وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ))الشرح:2،وزكَّاهُ في صدقهِ فقال جلَّ وعلا (( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى))النجم:3 ،وزكَّاهُ في علمهِ فقال جلَّ وعلا)) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ((النجم:5] ، وزكَّاهُ في حلمهِ فقال جلَّ وعلا)) بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ((التوبة:128وزكَّاهُ في خُلقهِ كلِّهِ فقال جلَّ وعلا)) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ((القلم:4وكيف لا ؟ واللهُ جلَّ وعلا زكَّى بهِ نفوسَ المؤمنينَ وطهَّرَ بهِ قلوبَ المسلمين، وجعلَهُ رحمةً للعالمين، وحجةً على الخلائقِ أجمعين، صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه دائمًا أبدًا إلى يومِ الدين. وبعِثَهُ اللهُ جلَّ وعلا ليُخْرِجَ الناسَ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ، فكانَ رحْمَةً مُهْداةً للعالَمين والنعمةَ المسداةَ، يَحْنو على الكَبيرِ، ويرْحَمُ الصَّغيرَ، ويُواسي الكَسيرَ، يشْعُرُ بمَنْ حوْلَه، ويهْتَمُّ به اهتمامًا بالغًا، قال كما في حديثِ أبي هريرةَ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: )إنَّمَا أنَا رحمةٌ مُهداةٌ )، فكانتْ ولادتُهُ ﷺ فتحًا، وبعثتُهُ فجرًا، هدى اللهُ بهِ مِن الضلالةِ، وعلّمَ بهِ مِن الجهالةِ، وأرشدَ بهِ مِن الغوايةِ، وفتحَ اللهُ بهِ أعيُنًا عُميًا، وآذانًا صُمًّا، وقلوبًا غُلفًا، وكثَّرَ بهِ بعدَ القلةِ، وأعزَّ بهِ بعدَ الذِّلةِ. فهو ﷺ خليلُ الرحمنِ، وصفوةُ الأنامِ، لا طاعةَ للهِ إلَّا بطاعتهِ، ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾النساء: 80، وخيرُ مَن وطئَ الثرَى، وأولُ مَن تُفتحُ له الفردوسُ الأعلَى، قال ﷺ: ( أنا سيدُ ولدِ آدمَ ولا فخرَ، وأنا أولُ مَن تنشقُّ الأرضُ عنه يومَ القيامةِ ولا فخرَ، وأنا أولُ شافعٍ وأولُ مشفَّعٍ ولا فخرَ، ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ ولا فخرَ(، رواه ابنُ ماجه. ويقولُ شاعرُ الإسلامِ حسانُ بنُ ثابتٍ رضي اللهُ عنه في مدحِ النبيِّ ﷺ :
تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
وأفضلُ منكَ لن ترَ قطُ عيني***وأحسنُ منكَ لم تلدْ النساءُ
خُلِقتَ مُبرَّأً مِن كلِّ عيبٍ *** كأنَّك قد خُلِقتَ كما تشاءُ
إنَّه الحبيبُ المصطفَى والنبيُّ المجتبَى، الذي بعثَهُ اللهُ جلَّ علا ليخرجَ الأمةَ مِن الوثنيةِ والظلامِ إلى التوحيدِ والإسلامِ، وينقذَ الناسَ مِن التناحرِ والتفرقِ والآثامِ، إلى العدلِ والمحبةِ والوئامِ فلقد كان العربُ قبلَ بعثتهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعيشونَ في جاهليةٍ جهلاء، يعيثونَ في الأرضِ كالأنعامِ، يعبدونَ الأصنامَ ويستقسمونَ بالأزلامِ، يأكلونَ الميتاتِ ويئدونَ البناتِ، ويسطو القويُّ منهم على الضعيفِ.
ثم أذِنَ اللهُ لليلٍ أنْ ينجلِي، وللصبحِ أنْ يتنفسَ، وللظلمةِ أنْ تنقشعَ، وللنورِ أنْ يشعشعَ
فأرسلَ اللهُ رسولَهُ الأمينَ الرءوفَ الرحيمَ بالمؤمنين، أفضلَ البريةِ وأشرفَ البشريةِ، فأيُّ أمةٍ كنّا قبلَ الإسلامِ، وأيُّ جيلٍ كنَّا قبلَ الإيمانِ، وأيُّ كيانٍ نحنُ بغيرِ القرآنِ. كنَّا قبلَ مولدهِ أمةً وثنيةً، أمةً لا تعرفُ ربَّهَا، أمةً تسجدُ للحجرِ، أمةً تغدرُ، أمةً يقتلُ بعضُهَا بعضًا، أمةً عاقةً، أمةً لا تعرفُ مِن المبادئِ شيئًا, فأرادَ اللهُ أنْ يرفعَ قدرَهَا ، وأنْ يُعلِي شأنَهَا، فأرسلَ إلينَا رسولَ الإنسانيةِ ﷺ ، قال جلَّ وعلا: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ آل عمران: 164، فاختارَهُ اللهُ للنبوةِ واجتباهُ، وأحبَّهُ للرسالةِ واصطفاهُ ﷺ .
بلغَ العُلَى بكمالهِ، كشفَ الدُّجَى بجمالهِ، حسنتْ جميعُ خصالهِ، صلُّوا عليهِ وآلهِ. وكيف لا؟ وهو إمامُ الأنبياءِ وإمامُ الأتقياءِ وإمامُ الأصفياءِ وخاتمُ النبيين وسيدُ المرسلين وقائدُ الغرِّ المحجلين، وصاحبُ الشفاعةِ العظمَى يومَ الدين، وكيف لا؟ وهو قدوتُنَا وأسوتُنَا ومعلمُنَا ومرشدُنَا وحبيبُنَا بنصٍّ مِن عندِ اللهِ، وخاصةٌ ومُحَمَّدٌ ﷺ تَحِنُّ إِلَيْهِ القُلُوبُ … ومحمَّدٌ ﷺ تَطِيبُ بِهِ النُّفُوسُ.. ومحمَّدٌ ﷺ تَقَرُّ بِهِ العُيُونُ … محمَّدٌ ﷺ دُمُوعُ العاشِقِينَ تَسِيلُ لِذِكْرِهِ … وكَيْفَ لا؟ … كَيْفَ لا تَشْتاقُ إِلى مَنْ بَكَى الجَمَلُ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ وشَكَى إِلَيْهِ ثِقَلَ أَحْمالِهِ ؟!!… كَيْفَ لا تَشْتاقُ إِلى مَنْ حَنَّ الجِذْعُ اليابِسُ لِفِراقِه؟!!،
هـذا الـحبيـبُ الذي في مدحِهِ شرفِي *** وذكُرُهُ طيبٌ في مسمعِـي وفـمِـي
هذا أبو القـاسـمِ المـخـتـارُ مِن مُضَرِ ** هــذا أجـــلُّ عـبـــادِ اللـهِ كـلِّــهِـــمِ
هذا هو المصطفَى أزكَى الورَى خلقًا ** سبحانَ مَن خصَّهُ بالفضلِ والكرمِ
هذا الذي لا يصحُّ الفرضُ مِن أحـــدٍ**ولا الآذانُ بـلا ذكـرِ اسـمِـهِ الـعَـلَـمِ
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
ثانيــًــا :النبيُّ المختارُ رحمةٌ للعالمينَ.
أيُّها السادةُ: لقد بعثَ الله جلَّ وعلَا نبيَّه ﷺ هدايةً للضالينَ، وطمأنينَةً للحائرينَ، وسكينةً للخائفينَ، ودلالةً للتائهينَ، ورحمةً للعالمينَ فقالَ جلَّ وعلَا: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ الأنبياء: 107، قال ابنُ عباسٍ في تفسيرِهَا: ((مَن آمنَ باللهِ ورسولِه تمتْ لهُ الرحمةُ في الدنيا والآخرةِ، ومَن لم يؤمنْ باللهِ ورسولِه عُوفِيَ مِمّا كان يصيبُ الأممُ في عاجلِ الدنيا مِن العذابِ مِن الخسفِ والمسخِ والقذفِ، فذلك الرحمةُ في الدنيَا، قال جلَّ وعلَا واصفًا نبيَّه ﷺ ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة: وعن أبِي هريرةَ – رضيَ الله عنهُ – قال: ( قيلَ: يا رسولَ اللهِ! ادعُ على المشركينَ، قال: “إنِّي لم أُبعث لَعَّاناً وإنما بُعِثْتُ رحمةً) فهو الرحمةُ المهداةُ وهو السراجُ المنيرُ، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي اللهُ عنه أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ تَلَا قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي سيدنا إِبْرَاهِيمَ عليه السلام: ( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (إبراهيم:36) ، وَقَولَ سيدنا عِيسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ): «إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (المائدة:118) ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ، أُمَّتِي أُمَّتِي» وَبَكَى، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ، وَهُوَ أَعْلَمُ، فَقَالَ اللهُ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوؤُكَ» رواه مسلم))، فاختارَهُ اللهُ للنبوةِ واجتباهُ، وأحبَّهُ للرسالةِ واصطفاهُ ﷺ، وجعلَهُ رحمةً للعالمين، فهو رحمةٌ للمؤمنين، ورأفةٌ للصالحين، وهو نقمةٌ على الكافرين وعذابٌ على المفسدين، لَد سيدُ الخلقِ وحبيبُ الحقِّ وأفضلُ الرسلِ، وخاتمُ الأنبياءِ، حبيبُ القلوبِ، ولدَ الرحيمُ الرفيقُ بأمتهِ، ولدَ أشرفُ الأعرابِ والعجمِ المصطفَى العدنانِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولدَ خيرُ الخلقِ كلّهم.
وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ *** وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
نبيُّنَا ﷺ هو أبُو القاسمِ، محمَّدُ بنُ عبدِاللهِ بنِ عبدالمطَّلبِ بنِ هاشمِ بنِ عبدِ منافِ بن قُصَيِّ بن كلابِ بن مُرَّةَ بن كعبِ بن لؤيِّ بن غالبِ بن فِهْرِ بن مالكِ بن النَّضرِ بن كنانةَ بن خُزَيمةَ بن مُدرِكةَ بن إلياسَ بن مُضَرَ بن نِزارِ بن مَعدِّ بن عدنانَ.
وُلد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومَ الاثنينِ لاثنتَي عشرةَ ليلةً خلتْ مِن شهرِ ربيعٍ الأولِ مِن عامِ الفيلِ، نشأَ ﷺ يتيمًا، ولليُتْمِ مرارةٌ وحرقةٌ لا يعرفُهَا إلَّا اليتيمُ، وكان يُتمُهُ تشريفًا لكلِّ يتيمٍ على ظهرِ الأرضِ إلى يومِ أنْ يرثَ اللهُ الأرضَ ومَن عليها ،فكفلَهُ جدُّهُ ثم كفلَهُ عمُّهُ، وأرضعتْهُ حليمةُ السعديةُ في ديارِ بني سعدٍ، ونزلتْ الملائكةُ مِن السماءِ فشقتْ صدرَهُ، وغسلتْ قلبَهُ، فنشأَ نشأةَ طُهرٍ وعفافٍ، واشتهرَ بينَ قومِهِ بالصادقِ الأمينِ، لم يتجهْ يومًا بقلبهِ إلى صنمٍ، ولم يشربْ يومًا خمرًا، ولم يتسابقْ كغيرهِ إلى النساءِ.
ولا عجبَ في هذا كلِّهِ فقد أحاطتْهُ الرعايةُ الربانيةُ، والعنايةُ الإلهيةُ، وهيأَ اللهُ لهُ الظروفَ مع صعوبتِهَا وقسوتِهَا، وحماهُ مِن الشدائدِ مع حدتِهَا وحرقتِهَا، وسخّرَ لهُ القلوبَ مع كفرِهَا وظلمتِهَا.رَوَى أحْمَدُ في مسندهِ بسندٍ صحيحٍ عن أبِي أُمَامَةَ قالَ:
قيلَ يَا رَسُولَ اللهِ ما كانَ بَدْءُ أمرِكَ؟ قالَ: دَعْوَةُ أبِي إِبْراهِيمَ، وَبُشْرَى عيسَى ابنِ مريمَ،ورَأَتْ أمِّي أنهُ خَرَجَ منهَا نُورٌ أضاءَتْ لَهُ قُصورُ الشَّامِ ،(دعوَةُ أبِي إِبْراهِيمَ لما بَنَى إبراهيمُ عليهِ السلامُ البَيْتَ دَعَا رَبَّه فقالَ: ﴿رَبَّنا وابْعَثْ فيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عليهِمْ ءاياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ سورةُ البقرةِ / 129، فاستجابَ اللهُ تعالَى دعاءَهُ في نَبِيِّنَا ﷺ وجعَلَهُ الرَّسُولَ الذي سألَهُ إبراهِيمُ عليهِ السَّلامُ وبُشْرَى عيسَى ابنِ مريَمَ حيث بَشَّرَ قومَهُ بسيدِنا محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما أخبرَ القرءانُ الكريمُ حِكايَةً عن عيسى عليهِ السلامُ:﴿وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يأتِي مِنْ بَعْدِي اسمُهُ أَحْمَدُ﴾ سورة الصف / 6 ، ولقد طهرَ اللهُ جلَّ وعلا أصولَ نبِيِّهِ ﷺ تطهيرًا ثم اصطفاهُ مِن هذه الأصولِ الطاهرةِ ليكونَ هدىً ونورًا ورحمةً للعالمين، فعن وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إسماعيل، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» (رواه مسلم).
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
حُبِّبَ إليه الخلوةُ، فكان يخلُو بغارِ حراءٍ شهرَ رمضانَ يتحنَّثُ فيهِ، قبلَ مبعثهِ بستةِ أشهرٍ كان وحيُهُ منامًا، وكان لا يرَى رؤيَا إلّا جاءتْ مثلَ فلقِ الصبحِ، ولمَّا بلغَ أشدَّهُ وبلغَ أربعينَ سنةً هيأهُ ربُّهُ لأمرِ النبوةِ، وحمّلَهُ أمانةَ الرسالةِ، وكلّفَهُ بالبلاغِ والتحذيرِ، لا لطائفةٍ معينةٍ، أو مكانٍ محددٍ، بل لجميعِ مَن في الأرضِ، العربِ والعجمِ، الإنسِ والجنِّ، إنَّها لحملٌ عظيمٌ، كيف لرجلٍ واحدٍ أنْ يبلّغَ هذا البلاغَ ويصبرَ في سبيلهِ على المشاقِّ؟))!يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ*قُمْ فَأَنذِرْ)((المدثر:1-2 فقامَ ﷺ وظلَّ قائمًا بعدَهَا أكثرَ مِن عشرينَ عامًا، لم يسترحْ ولم يسكنْ، ولم يعشْ لنفسهِ ولا لأهلهِ قامَ بهذا الدورِ على أكملِ وجهٍ عرفَهُ التاريخُ أبي هو وأمي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكانت بعثتُهُ ﷺ رحمةً للعالمين.
سعدتْ ببعثةِ أحمدَ الأزمـانُ *** وتعطـرتْ بعبيرِه الأكـــــــوانُ
والشركُ أنذرَ بالنهايةِ عندمـا *** جاء البشيرُ وأشرقَ الإيمانُ
يا سيدَ العقلاءِ يا خيرَ الورى*** يا من أتيتَ الى الحياةِ مبشرًا
وبُعثتَ بالقرآن فينا هاديا ***وطلعتَ في الأكوان بدرا نيرًا
واللهِ ما خلق الإلهُ ولا برى ***بشرًا يرى كمحمدٍ بين الورى
أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لِي ولكُم
الخطبةُ الثانية الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلَّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يستعانُ إلَّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ……… وبعدُ
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
ثالثًا وأخيرًا: واجبُنَا في شهرِ مولدهِ.
أيُّها السادةُ: حريٌّ بنَا -عبادَ اللهِ- أنْ تكونَ ذكرانَا لمولدِ نبيِّنَا كلَّ يومٍ، وأنْ تكونَ هذه الذكرَى ذكرَى لسيرتهِ وشريعتهِ، وأنْ يدفعَنَا ذلك إلى الاقتداءِ بسنتهِ والاهتداءِ بهديهِ في سائر شؤونِ حياتِنَا، وصدقَ اللهُ إذ يقولُ ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا((الأحزاب: 21 .واجبُنَا أنْ نطيعَهُ ونتبعَ سنتَهُ ﷺ، وننفذَ أوامرَهُ، ونسلكَ طريقَهُ، ونقتديَ بهِ.يقولُ الفضيلُ بنُ عياضٍ رحمَهُ اللهُ: إنَّ العملَ إذا كان خالصًا ولم يكنْ صوابًا لم يقبلْ، وإذا كان صوابًا ولم يكنْ خالصًا لم يقبلْ، والصوابُ أنْ يكونَ على السنةِ، والخالصُ أنْ يكونَ للهِ، وقرأَ:﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ الكهف: 110.ويقولُ الإمامُ مالكٌ رحمَهُ اللهُ :السنةُ سفينةُ نوحٍ، مَن ركبَهَا نجًا، ومَن تخلفَ عنها هلكَ، ولا يصلحُ آخرُ هذه الأمةِ إلّا بمَا صلحَ بهِ أولُهَا، قالَ جلَّ وعلا﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7]، ويقولُ سبحانَهُ:﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.واجبُنَا محبتُهُ ﷺ وإجلالُهُ وتعظيمُهُ: قالَ جلَّ وعلا ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24.ومحبةُ النبيِّ ﷺ ليستْ أقوالًا تقالُ، ولا دعاوى تُدَّعى ، وإنَّما محبتُهُ ﷺ تعني طاعتُهُ واتباعُهُ، وإجلالُ أمرهِ ونهيهِ، يقولُ اللهُ في آيةِ الامتحانِ: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾آل عمران: 31 وقال النّبيُّ ﷺ :«مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {النّبي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}».وقال ﷺ(لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».ولمَّا قال عمرُ رضوانُ اللهِ عليهِ للنبيِّ ﷺ: لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا نَفْسِي, قَالَ:ولَا هذه يا عمرُ»، قَالَ: الْآنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كلِّ شيءٍ حتى نفسٍي, قَالَ:الْآنَ يَا عُمَرُ». وللهِ درُّ القائلِ
مَن يدَّعِي حبَّ النبيِّ ** ولم يفدْ مِن هديهِ فسفاهةٌ وهراءُ
فالحبُّ أولُ شرطهِ وفروضهِ ** إنْ كان صادقًا طاعةٌ ووفاءُ
واجبنَا أنْ نتخلقَ بأخلاقِ نبيِّنَا ﷺ وأنْ نسيرَ على دربهِ لنسعدَ في الدنيا والآخرةِ.
صلتْ عليكَ ملائكُ الرحمنِ*** و سرى الضياءُ بسائرِ الأكوانِ
لمَّا طلعتَ على الوجودِ مزودًا*** بحمَى الإلهِ و رايةِ القرآنِ
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
قال حسانُ رضى اللهُ عنه في مدحِ النبيِّ وفي وصفِ النبيِّ ﷺ
لما رأيتُ أنوارَهُ سطعتْ ***وضعتُ مِن خيفتِي كفِّى على بَصرِى
خوفاً على بصرِى مِن حُسنِ صورتِه*** فلستُ أنظرهُ إلّا على قَدرِي
روحٌ مِن النورِ في جسمٍ مِن القمرِ **** كحليةٍ نُسجتْ مِن الأنجمِ الزهرِ
حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وحقدِ الحاقدين ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.
كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه
د/ محمد حرز
إمام بوزارة الأوقاف
_______________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف