أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : وَجَعَلْنَا ‌مِنَ ‌الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ، للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : وَجَعَلْنَا ‌مِنَ ‌الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 6 جماد أول 1446هـ ، الموافق 8 نوفمبر 2024م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 8 نوفمبر 2024م بصيغة pdf بعنوان : وَجَعَلْنَا ‌مِنَ ‌الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ، للدكتور محمد حرز.

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 8 نوفمبر 2024م بعنوان : وَجَعَلْنَا ‌مِنَ ‌الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ.

 

أولًا الماءُ وما أدراكَ ما الماءُ؟

ثانيًا: هل شكرنَا اللهَ على هذه النعمةِ العظيمةِ؟

ثالثــــًا وأخيرًا: إيَّاكَ والإسرافَ في الماءِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 8 نوفمبر 2024م بعنوان : وَجَعَلْنَا ‌مِنَ ‌الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ : كما يلي:

 

﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ) د. محمد حرز

 بتاريخ: 7 من جمادى الأولى1446هــ–  8 نوفمبر2024م

الْحَمْدُ للهِ ربِّ العالَمين، أنزلَ منَ السماءِ ماءً بقَدَرٍ، نَقِيًّا مِنَ الشَّوائبِ والكَدَر، الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ )(الْأَنْبِيَاءِ: 30)، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لهُ، وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، القائلُ كما في حديثِ أبي هُريرةَ رَضِيَ الله عنه، قال: ( قلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي إذا رأيتُك طابَتْ نَفسي، وقرَّتْ عيني، فأنبِئْني عن كُلِّ شَيءٍ، فقال: كُلُّ شَيءٍ خُلِقَ مِن ماءٍ) رواه أحمد، فاللهُمَّ صلِّ وسلِّمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ  المختارِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ الأطهارِ وسلمْ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ. أمَّا بعدُ …..فأوصيكُم ونفسِي أيُّها الأخيارُ بتقوَى العزيزِ الغفارِ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (آل عمران :102).

 أيُّها الأخيارُ: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ) عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا

 عناصرُ اللقاءِ :

أولًا الماءُ وما أدراكَ ما الماءُ؟

ثانيًا: هل شكرنَا اللهَ على هذه النعمةِ العظيمةِ؟

ثالثــــًا وأخيرًا: إيَّاكَ والإسرافَ في الماءِ.

أيُّها السادةُ:  ما أحوجنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلي أنْ يكونَ حديثُنَا عن ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ) وخاصةً ونعمةُ الماءِ نعمةٌ عظيمةٌ ومنّةٌ كبيرةٌ، فلا حياةَ بدونِ الماءِ، وخاصةً ونجدُ الكثيرَ مِن الناسِ إلَّا ما رحمَ اللهُ يسرفُ في الماءِ بطريقةٍ غريبةٍ بطريقةٍ لا تُرضِى اللهَ جلَّ وعلا، وخاصةً وإنَّ مِنَ الناسِ مَنْ تَعوَّدُوا وُجُودَ النِّعْمَةِ وأَلِفُوها، فَهُمْ تَحْتَ تأثيرِ هذا الإِلْفِ وهذهِ العادةِ قَدْ يَنْسَونَ قَدْرَ هذهِ النِّعْمَةِ عليهم؛ لأَنَّها دائمًا حاضرةٌ بينَ أَيدِيهِم، ومِنْ هذهِ النِعَمِ التي قَدْ يَنْسى البعضُ أهمِّيَّتَها نِعْمَةُ الماء، فلْيتَخَيَّلْ أحدُكُم فَقْدَهُ لِهذهِ النِّعمةِ ولو لِزَمَنٍ يَسيرٍ، حينَها يعلمُ أنَّ فضلَ اللهِ عليهِ بها عظيمٌ، وأنَّ فَقْدَهَا خَطَرٌ جسيمٌ، قالَ جلَّ وعلا: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ) [الْمُلْكِ: 30)،فكان لزامًا علينَا نحنُ الدعاةُ تحذيرُ الناسِ مِن الإسرافِ في الماءِ والنداءِ بالليلِ والنهارِ بالمحافظةِ على الماءِ.

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : وَجَعَلْنَا ‌مِنَ ‌الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ 

أولًاالماءُ وما أدراكَ ما الماءُ؟

 أيُّها السادةُ: إنَّ نِعَمَ اللهِ على الإنسانِ كثيرةٌ وعديدةٌ لا يَحدُّها حَدٌ، ولا يُحصيهَا عَدٌّ، ولا يُستثنَى مِنْ عُمومِهَا أَحَدٌ، فَهِيَ نِعَمٌ عامَّةٌ، سابغةٌ تامّةٌ، ظاهرةٌ وباطنةٌ، قال جلَّ وعلا: )وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النَّحْلِ: 18]، ويقولُ جلَّ شأنُه )وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) [لُقْمَانَ: 20]، ومِنْ أجلِّ نِعَمِ اللهِ على الإنسانِ وأعظمِهَا وكُلُّها جليلةٌ وعظيمةٌ نِعْمَةُ الماءِ. الماءُ وما أدراكَ ما الماءُ؟  مَصدَرُ الحياةِ، وأعظمُ مخلوقاتِ اللهِ جلَّ وعلا ومِن أولِهَا في الوجودِ، وقد جعلَهُ اللهُ أساسَ الحياةِ وعنصرهَا، الذي تقومُ عليهِ وتبدأُ منهُ، قالَ سبحانَهُ: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30)

وكيفَ لا ؟ وقد قرنَ اللهُ ذكرَ خلقِ الماءِ بخلقِ العرشِ، قالَ جلَّ وعلا: ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) هود: 7. وكيفَ لا؟ ولولَا الماءُ ما كانَ إنسانٌ وما عاشَ حيوانٌ وما نبتَ زَرْعٌ أو شَجَرٌ، فمِنَ الماءِ يَشربُ الإنسانُ ومنهُ يَخرجُ المَرعَى، وبهِ تُكْسَى الأرضُ بِساطًا أَخضرَ، فتبدُو للناظرينَ أَجْملَ وأَنضرَ، قالَ جلَّ وعلا: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النَّحْلِ: 10-11)، قالَ جلَّ وعلا: ( وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا ﴾ النبأ: 14، 15، الماءُ وما أدراكَ ما الماءُ؟ يلازمُ الماءُ عبادَ اللهِ المؤمنين حتى دخولِ الجنةِ، فيجدونَ فيهَا الأنهارَ والعيونَ العذبةَ ذاتَ الحسنِ والبهاءِ، يقولُ ربُّ الأرضِ والسماءِ: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ)[محمد: 15]، وقالَ سبحانَهُ: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ) المرسلات:41. الماءُ وما أدراكَ ما الماءُ؟ ولعظيمِ حاجةِ الناسِ للماءِ وتشوُّفهِم لنزولِهِ ضربَ اللهُ بالماءِ أمثالًا متعددةً في القرآنِ، فلقد شبَّهَ اللهُ جلَّ وعلا الدنيَا بالماءِ في آياتٍ كثيرةٍ، قالَ جلَّ وعلا: ﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا ﴾ [الكهف: 45]، وجوامعُ التشبيهِ بينهمَا متعددةٌ، منها: الماءُ ليسَ لهُ قرارٌ والدنيا ليستْ دارَ قرارٍ، وقِيلَ: لأنَّ الماءَ إنْ أمسكتَهُ نتنَ وتغيَّرَ وكذلك الدنيا لِمَن أمسكَهَا بليَّةٌ! وقِيلَ: لأنَّ الماءَ يأتِي قطرةً قطرةً ويذهبُ دفعةً واحدةً، وكذلك الدنيا، والماءُ طبعُهُ النقصانُ وكذلك الدنيا.الماءُ وما أدراكَ ما الماءُ؟ جندٌ مِن جندِ اللهِ، ورحمةٌ مِن رحماتِهِ، فلقد رحمَ اللهُ بالماءِ نوحًا ونجَّاهُ مِن قومِهِ على ظهرِ سفينةٍ، وحملَ موسَى الرضيعَ وهو في التابوتِ على مائِهِ، ورحمَ اللهُ به موسَى وقومَهُ لمَّا استسقوهُ، ورحمَ بهِ رسولَنَا ﷺ وصحبَهُ الكِرامَ يومَ بَدْرٍ، وثبتَهُم وربطَ على قلوبِهِم، وحملَ جندَ الإسلامِ في ذاتِ الصوارِي زمنَ ذي النورينِ عثمانَ، والغيثُ في عامتِهِ خيرٌ ورحمةٌ، قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ الشورى: 28.

 والماءُ جندٌ مِن جندِ اللهِ عذَّبَ اللهُ بهِ أقوامًا، فأغرقَ بالماءِ قومَ نوحٍ لمَّا كفرُوا باللهِ وخالفُوا أمرَهُ، وأغرقَ بهِ الطاغيةَ فرعونَ بعدَ تفاخرِهِ بالماءِ، فأعلمَهُ اللهُ قدرَهُ ونجَّاهُ ببدنِهِ؛ ليكونَ للناسِ عبرةً، وأغرقَ سبأَ بالسيلِ العَرِمِ، قالَ تعالى:  ﴿ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ﴾ سبأ: 15، 16.

الماءُ وما أدراكَ ما الماءُ؟ أفضلُ صدقةٍ يتصدقُ بهَا الإنسانُ سقىَ الماء ، سقْيُ الماءِ عبادةٌ مِن أفضلِ العباداتِ والأعمالِ، فعن سَعدِ بنِ عُبادَةَ رَضِي اللهُ عَنه: “أنَّ أمَّه ماتَتْ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أمِّي ماتَت؛ أفأتصَدَّقُ عنها؟”، أي: أَتنفَعُها صدَقَتي لها، فيَعودُ عليها ثَوابُها وتُؤجَرُ بها؟ فقال رسولُ اللهِ ﷺ: “نعَم”، فقال سعدٌ رَضِي اللهُ عَنه: “فأيُّ الصَّدقَةِ أفضَلُ؟”، أي: أيُّ أعمالِ الصَّدقاتِ تكونُ أكثَرَ أجرًا وأنفَعَ؟ فقال رسولُ اللهِ ﷺ: “سَقْيُ الماءِ“، قالَ ابنُ عباسٍ رضي اللهُ عنه حبرُ الأمةِ وتُرجمانِ القرآنِ حينَ سُئِلَ عن أفضلِ الصَّدَقةِ، قال: الماء؛ ألم تروا إلى أهلِ النارِ حين استغاثُوا بأهلِ الجنةِ: ﴿ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ﴾ [الأعراف: 50 ) الماءُ وما أدراكَ ما الماءُ؟ بِهِ تَتَحَقَّقُ الطَّهَارَةُ: وَالطَّهَارَةُ مِنْ أَهَمِّ الْمُهِمَّاتِ فِي دِينِ اللهِ -جَلَّ وَعَلَا-، وَأَهَمِّيَّتُهَا دَلَّتْ عَلَيْهَا نُصُوصُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: قالَ ربُّنَا -جَلَّ وَعَلَا-: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108].وقال -جَلَّ وَعَلَا-: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 6].

فَالطَّهَارَةُ هِيَ مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ، الطَّهَارَةُ شَرْطُ لصِحَّةٍ اِلصَّلَاةِ، فَلَا تَصِحُّ الصَّلَاةُ بِغَيْرِ طَهَارَةٍ. أَخْرَجَ مُسْلِمٌ فِي ((صَحِيحِهِ)) مِنْ رِوَايَةِ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ))الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ -أَيْ نِصْفُهُ))،  الماءُ وما أدراكَ ما الماءُ؟ قالَ جلَّ وعلا: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10-12. وأَخْبَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنَّ مِنْ عُقُوبَاتِ الذُّنُوبِ مَنْعَ الْمَطَرِ أَوْ نُدْرَتَهُ، وَمَا يَتَرَتِّبُ عَلَيْهِ مِنْ جَدْبٍ وَقَحْطٍ: فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: ((يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ -وَذَكَرَ مِنْهَا-: وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُواالماءُ وما أدراكَ ما الماءُ؟ مُلْكٌ عَظِيمٌ لَا يُسَاوِي شَرْبَةَ مَاءٍ يالله  لَمَّا دَخَلَ ابْنُ السَّمَّاكِ عَلَى هَارُونَ الرَّشِيدِ، وَكَانَ فِي يَدِهِ جَامٌ مِنْ مَاءٍ -أَيْ: كُوبٌ أَوْ كَأْسٌ فِيهِ مَاءٌ-، فَقَالَ لَهُ الرَّشِيدُ: عِظْنِي.

فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَرَأَيْتَ لَوُ أَنَّكَ كُنْتَ فِي صَحَرَاءَ مُجْدِبَةٍ، وَانْقَطَعَتْ بِكَ السَّبِيلُ، وَلَمْ تَجِدْ مَاءً وَلَا غِذَاءً، أَكُنْتَ تُعْطِي مَنْ يُعْطِيكَ هَذِهِ الشَّرْبَةَ الَّتِي فِي يَدِكَ نِصْفَ مُلْكِكَ؟!!وَمُلْكُهُ الْمُشَارُ إِلَيْهِ هُوَ الَّذِي كَانَ يُقَالُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ: لَا تَغِيبُ عَنْهُ الشَّمْسُ، فَإِنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى السَّحَابَةِ فِي السَّمَاءِ، وَيَقُولُ لَهَا مُخَاطِبًا: ((امْطُرِي حَيْثَ شِئْتِ فَسَوْفَ يَأْتِينِي خَرَاجُكِ))، فَمَهْمَا نَزَلَ قَطْرُكِ، فَسَوْفَ يَنْزِلُ عَلَى أَرْضٍ عَلَيْهَا تُرَفْرِفُ رَايَةُ الْإِسْلَامِ الْعَظِيمِ. هَذَا الْمُلْكُ الْفَسِيحُ لَمَّا سَاوَمَ عَلَيْهِ ابْنُ السَّمَّاكِ بِكَأْسٍ مِنْ مَاءٍ، أَوْ سَاوَمَ عَلَى نِصْفِهِ بَدْءًا، قَالَ: أَكُنْتَ تُعْطِي لِمَنْ يُعْطِيكَ هَذِهِ الشَّرْبَةَ الَّتِي فِي يَدِكَ نِصْفَ مُلْكِكَ؟!!قَالَ: بَلْ أُعْطِيهِ مُلْكِي كُلَّهُ. لِأَنَّهُ لَا يُسَاوِي حِينَئِذٍ شَيْئًا، وَهَذِهِ الشَّرْبَةُ تُسَاوِي الْحَيَاةَ. حِينَئِذٍ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّكَ شَرِبْتَهَا فَاحْتُبِسَتْ فِيكَ، أَكُنْتَ تُعْطِي لِمَنْ يُخْرِجُهَا مِنْكَ نِصْفَ الْمُلْكَ الْآخَرَ؟!! قَالَ: بَلْ أُعْطِيهِ مُلْكِي كُلَّهُ. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَانْظُرْ إِلَى مُلْكٍ لَا يُسَاوِي عِنْدَ نِعَمِ اللهِ بَوْلَةً وَلَا شَرْبَةً.الماءُ وما أدراكَ ما الماءُ؟ الماءُ حقٌّ للجميعِ، قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: ((الناسُ شُركاءُ في ثلاث: الماء، والكلأ، والنار)،  الماءُ وما أدراكَ ما الماءُ؟ الماءُ آيةٌ مِن آياتِ اللهِ ودليلٌ على قدرةِ اللهِ الواحدِ الديانِ، قالَ جلَّ وعلا: }أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} [النمل: 60 ، وللهِ درُّ القائلِ:

فَيا عَجَبًا كَيفَ يُعصَى الإِلَهُ**** أَم كَيفَ يَجحَدُهُ الجاحِدُ

وَفي كُلِّ شَيءٍ لَهُ آيَةٌ ********تَدُلُّ عَلى أَنَّهُ واحِدُ

لتكلمة الخطبة يرجي تحميل pdf من الأعلي

_______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »