أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : فضل ليلة القدر وصدقة الفطر ، للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : فضل ليلة القدر وصدقة الفطر ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 25 رمضان 1442هـ ، الموافق 7 مايو 2021م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 7 مايو 2021م بصيغة word : فضل ليلة القدر وصدقة الفطر  ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 7 مايو 2021م بصيغة pdf : فضل ليلة القدر وصدقة الفطر ، للدكتور محمد حرز.

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 7 مايو 2021م بعنوان : فضل ليلة القدر وصدقة الفطر ، للدكتور محمد حرز:

 

أولًا: حنانيك يا رمضان تمهلاً قليلاً.

ثانيًا: فضل ليلة القدر.

ثالثًا: كيف اغتنم ليلة القدر؟

رابعًا: زكاة الفطر فضلها وحكمها.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 7 مايو 2021م كما يلي:

 

الحمد لله القائل في محكم التنزيل: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ (القدر:3(وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائل كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، فاللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله كما أمر الله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (سورة  أل عمران :102)

ثم أما بعد: (فضل ليلة القدر وزكاة الفطر) عنوان وزارتنا وعنوان خطبتنا.

عناصر اللقاء

أولًا: حنانيك يا رمضان تمهلاً قليلاً.

ثانيًا: فضل ليلة القدر.

ثالثًا: كيف اغتنم ليلة القدر؟

رابعًا: زكاة الفطر فضلها وحكمها.

أيها السادة : ما أحوجنا إلى أن يكون حديثنا عن ليلة القدر وفضلها وعن زكاة الفطر وحكمها، وخاصة ونحن على أعقاب شهر رمضان ,وخاصة ونحن في العشر الأواخر من رمضان، وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهَا، حيث كان يعتكف فيها  ويتحرى ليلة القدر ، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ) متفق عليه.

أولًا: حنانيك يا رمضان تمهلاً قليلاً.

أيها السادة : ها هي الساعات تمر, والأيام تجرى من  وراءها ,أوشك رمضان على الانتهاء ,كنا بالأمس القريب نتلقى التهاني بقدومه، ونسأل الله بلوغه، واليوم نتلقى التعازي برحيله، ونسأله الله قبوله.. كنا في شوق للقائه، نتحرى رؤية هلاله، ونتلقى التهاني بمقدمه، وها نحن في آخر ساعاته، نتهيأ لوداعه، وهذه الجمعة هي آخر جمعة في هذا الشهر المبارك لهذا العام، فسبحان مُصَرِّفِ الشهور والأعوام، سبحان مدبر الليالي والأيام، سبحان الذي كتب الفناء والموت على جميع خلقه وهو الحي الباقي الذي لا يموت ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ (الرحمن: 26، 27).

فو الله إن قلوب الصالحين إلى هذا الشهر تحن، ومن ألم فراقه تئن، وكيف لا؟ وقد نزلت فيه رحمة رب العالمين؟ كيف لا تتألم قلوب المحبين على فراقه وهم لا يعلمون هل يعيشون حتى يحضرونه مرة أخرى أم لا، فإن لم نحسن استقباله يا سادة فلنحسن توديعه، فالعبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية (فالعبرة بالخواتيم)، شهر ربح فيه من ربح.. وخسر فيه من خسر.. وقُبل فيه من قُبل.. وطرد فيه من طرد.. فيا ليت شعري.. من المقبول منا فنهنئه؟ يا ليت شعري.. من المطرود منا فنعزيه!! فطوبي لمن أدرك رمضان وغفر له، وطوبي لمن أدرك رمضان وعتقت رقبته من النار، وخاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له، خاب وخسر من أدرك رمضان ولم تعتق رقبته من النار

فيا عيني جودي بالدمع من أسف ***على فراق ليال ذات أنوار                                                                 على ليال لشهر الصوم ما جُعلت*** إلا لتمحيص آثام وأوزار                                                                  ما كان أحسننا والشمل مجتمع*** منا المصلى ومنا القانت القارئ

ها هو شهر الخير يرتحل، وصفحاته تطوى، ولحظاته تسعى.. سينقضي رمضان وفي قلوب الصالحين لوعة، وفي نفوس الأبرار حرقة، وكيف لا يكون ذلك؛ وأبواب الجنان ستغلق، وأبواب النيران ستفتح، ومردة الجن ستطلق.. وداعًا يا شهر رمضان.. وداعًا يا شهر القرآن.. وداعًا يا شهر القيام.. وداعا يا شهر الإحسان وداعًا يا شهر الجود والإكرام.. وداعًا يا شهر العتق من النيران

أيا رمضانُ: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا رمضان لمحزنون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. فالله الله في رمضان ونفحاته، الله الله في رمضان ورحماته، الله الله في رمضان ومغفرة الذنوب، الله الله في العتق من النيران. فاغتنموا ما بقي من أيام النفحات قبل فوات الأوان؛ لأنك لا تدري يا مسكين إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر؟

ثانيًا: فضل ليلة القدر.

أيها السادة :شاءت حكمة الله جل وعلا بأن فضل الأماكن بعضها على بعض, ففضل مكة علي غيرها من الأماكن بأن جعل فيها البيت الحرام, وفضل الجنان بعضها على بعض ففضل جنة الفردوس على غيرها من الجنان بأن جعل سقفها عرش الرحمن, وفضل الناس بعضهم على بعض (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ) (النحل:71 ),وفضل الأنبياء بعضهم على بعض ففضل محمدًا صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء والمرسلين ,وفضل الشهور بعضها على بعض ,ففضل شهر رمضان على غيره من الشهور بأن جعله شهر الصيام والقرآن وفضل الأيام بعضها على بعض ففضل يوم الجمة على غيره من الأيام بأن جعله خير يوم طلعت فيه الشمس , وفضل الليالي بعضها على بعض ففضل ليلة القدر على غيرها من الليالي بأن جعلها خير من ألف شهر

وليلة القدر هي الليلة المباركة، هي سيدة الليالي، هي ليلة القضاء و الحكم، وهي ليلة التدبير و الأمر، وهي ليلة الشرف و الفضل و القدر، ليلة القدرِ منحةُ الملكِ العلَّامِ لأُمة الإسلام، ليلة تبدأ من غروب الشمس إلى مطلع الفجر ليلة اطلع الله فيها على الذنوب فغفرها وعلى العيوب فسترها وعلى حوائج السائلين فقضاها بفضله ويسرها، ليلة عظيمة أشاد القرآن بفضلها ، وأخبر عنها المعصوم، وتواترت في فضلها النصوص، وتسابق إليها الصحابة الكرام، والأئمة الأعلام، فصنفت في فضلها المصنفات، ودونت في شرفها المدونات، وكتبت في أحكامها المجلدات، وما ذاك إلا لعظمها، وعظم قدرها، وعلو منزلتها، ورفعة شأنها، وكيف لا ؟وهي خير من ألف شهر، وكيف لا؟ وفيها تتنزل الملائكة والرحمات، وكيف لا؟ وفيها تغفر الذنوب وتمحى السيئات، وكيف لا؟ وفيها ترتفع الدرجات، ويجود بالفضل والمغفرة رب البريات على العباد. سميت ليلة القدر بذلك لعدة معان قيل: لشرفها وعظيم قدرها عند الله، وقيل: لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة لقوله – تعالى -: {فيها يُفرق كلُّ أمر حكيم.} (الدخان:4)، وقيل: لأنه ينزل فيها ملائكة ذوو قدر. وقيل: لأنها نزل فيها كتاب ذو قدر، بواسطة ملك ذي قدر، على رسول ذي قدر، وأمة ذات قدر. وقيل: لأن للطاعات فيها قدرًا عظيمًا، وقيل: لأن من أقامها وأحياها صار ذا قدر.

ومن فضائل هذه الليلة المباركة أن الله -عز وجل- اختصها بأن أنزل فيها القرآن العظيم، قال ربنا) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرَاً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [الدخان:3–6).

وقال جل وعلا ) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) )سورة القدر). قال ابن عباس ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ : أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العِزّة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم)ومن فضلها – أن الله -عز وجل- جعلها ليلة مباركة قال ربنا (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَة) وبركة هذه الليلة بركة في الوقت، وبركة في العمل، وبركة في الثواب والجزاء عند الله -عز وجل-.

ومن فضلها – أن الله جعلها خيرًا من ألف شهر، أي خيرًا من أكثر من ثلاث وثمانين سنة! ليلة واحدة قال تعالى (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)

ومن فضائلها أن الملائكة تتنزل فيها، وفيهم جبريل، يتنزلون بالخير والرحمة والبركة، قال الله (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) [القدر:4)

ومن فضلها أنها سلام حتى مطلع الفجر، فهي ليلة سالمة لا شر فيها؛ بل كلها خير ونعمة وفضل وبركة.

ومن فضلها أنه يفرق فيها كل أمر حكيم، أي يكتب فيها ما هو كائن من أعمال العباد إلى ليلة القدر الأخرى، والمراد بالكتابة هنا الكتابة السنوية لا الكتابة العامة التي في اللوح المحفوظ

ومن فضائل هذه الليلة أنها تغفر الذنوب وتستر العيوب ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه“. فالمحروم يا سادة من حرم خيرها وفضلها، فالمحروم من ضيعها، والمحروم من باع ليلة القدرة بتجارة زائفة أو بمجلس غيبة ونميمة أو بالسهر في المقاهي وأمام التلفاز فالبدار البدار قبل فوات الأوان أيها الأخيار.

ثالثًا: كيف اغتنم ليلة القدر؟   

  أيها السادة : ليلة القدر منحة ربانية ,وغنيمة إلهية, ونفحة من نفحات الرحمن يتنافسُ فيها المتنافسون ,ويستغفر فيها المستغفرون, ويتوبُ فيها المذنبون ,نفحة من نفحات ربكم ألا فتعرضوا لها لماذا يا رسول الله ؟ لعل أن تصيبكم نفحة من نفحات ربكم فلا تشقون بها أبدًا.

كيف اغتنم هذه الليلة بتجديد التوبة والرجوع إلى الله، والندم على ما فرطت في جنب الله قال تعالي: ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ) [ الزمر: 53]. فباب التوبة مفتوح لا يغلق أبدا فهل من توبة قبل فوات الأوان؟ فسبحان من يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار هل من توبة تمحو الخطايا والذنوب؟ قال ربنا 🙁إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} الفرقان:71]

اغتنم هذه الليلة بالصلاة والقيام والتهجد بين يدي الله بذل وانكسار فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه

اغتنم هذه الليلة بالإكثار من الدعاء، ولا سيما ذلكم الدعاء العظيم المأثور الذي علمه النبي -صلى الله عليه وسلم- أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، ففي الترمذي أن عائشة -رضي الله عنها- قالت: يا رسول الله، أرأيت إنْ علمتُ ليلة القدر أي ليلة هي، فماذا أقول؟ قال: “قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني“. فإذا أردت أن يعفو عنك الملك فلابد وأن تعفو عن الناس قال ربنا: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [سورة الأعراف: 199]

وكَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: «أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ»، رواه مسلم

اغتنم هذه الليلة بالذكر والاستغفار وقراءة القرآن، قال أحد الصالحين يومًا لجلسائه: أنا اعلم متي يذكروني ربي؟ فتعجب الناس فسألوه كيف ذلك؟ أي متي يذكرك ربك؟ قال: أما قرأتم قول الله تعالي: {فاذكروني أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152] فإذا ذكرت مولاك ذكرك مولاك ومن أنت حتى يذكرك مولاك؟ أنت العبد الضعيف الذليل الذي لا تملك لنفسك حولا ولا طولا ولا قوة ولا حياة. الذكر هو التخلص من الغفلة والنسيان فتمجد وتقدس وتسبح الواحد الديان. فذكر الله ترياق المذنبين وأنس المقطعين وكنز المتوكلين وغذاء الموقنين وحيلة الواصلين ومبدأ العارفين وطعام الموقنين وشراب المحبين وبساط المقربين‏.

وعليك بكثرة الاستغفار (طُوبى لِمن وَجَد في صَحيفتِه استِغفارًا كثيرًا. (كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم.

فيا هذا نفسك معدود، وعمرك محسوب، فكم أملت أملاً، وانقضي الزمان وفاتك، ولا أراك تفيق حتى تلقي وفاتك. فاحذر ذلل قدمك، وخف طول ندمك، واغتنم حياتك قبل موتك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، وصحتك قبل مرضك وشبابك قبل هرمك

دقات قلب المرء قائلـــةٌ له *** إن الحياة دقـــــائق وثوان
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها ***   فالذكر للإنسان عمر ثان

أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم

الخطبة الثانية

الحمد لله ولا حمد إلا له وبسم الله ولا يستعان إلا به وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ  ……………………  وبعد

رابعًا : زكاة الفطر فضلها وحكمها .

أيها السادة : زكاة الفطر  شرعها الله في رمضان فهي كسجود السهو بالنسبة للصلاة وكالدين بالنسبة للروح , وتسمى زكاة الرؤوس والأبدان ,شرعت زكاة الفطر تطهيرًا للنفس من أدران الشح، وتطهيرًا للصائم من اللغو والرفث، ومواساةً للفقراء والمساكين، وإظهارًا لشكر نعمة الله تعالى على العبد بإتمام صيام شهر رمضان وقيامه، وفعل ما تيسر من الأعمال الصالحة فيه. روى أبوداود في سننه من حديث ابن عباس – رضي الله عنه – قال: فرض رسول الله – صلى الله عليه وسلم – زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين)

وزكاة الفطر واجبة تجب بالفطر من رمضان قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى﴾ [الأعلى: 14]؛ قال عمر بن عبد العزيز أي أخرج زكاة الفطر وعن ابن عمر رضى الله عنهما كما في الصحيحين: “فَرَضَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ”. قال ابن المنذر: “وأجمعوا على أن صدقة الفطر فرض”.

فتجب زكاة الفطر على كل مسلم: حرٍّ أو عبدٍ، أو رجل أو امرأة، صغيرٍ أو كبيرٍ. لحديث (فَرَضَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: حرٍّ أو عبدٍ، أو رجلٍ أو امرأةٍ، صغيرٍ أو كبيرٍ”.

ومقدارها صاعًا كما في حديث ابن عمر: “فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ”.  والصاع بالكيلو هو ما بين اثنين كيلو ونصف إلى ثلاثة كيلو تقريبًا.

والأصل في إخراجها أن تكون طعامًا ففي حديث أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ يَقُولُ: “كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ”. ويجوز إخراجها قيمة أو نقدا كما قال أبو حنيفة الثوري وغيره، وخاصة إذا كانت الضرورة داعية إلى هذا ولقد حددتها دار الافتاء المصرية 15 جنيها كحد أدنى لزكاة الفطر.

ويجوز تعجيل صدقة الفطر قبل العيد بيوم، أو يومين. قال ابن عمر رضي الله عنهما: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر، أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة. قال نافع: وكان ابن عمر يؤديها، قبل ذلك، باليوم، أو اليومين. كما تجب زكاة الفطر على الفقير إذا كانت فائضة عن حاجته وحاجة من يعول لما رواه أحمد و أبو داود عن ثعلبة عن أبي صغير عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أدوا صدقة الفطر صاعًا من قمح أو قال بر عن كل إنسان صغير أو كبير حر أو مملوك غني أو فقير ذكر أو أنثى أما غنيكم فيزكيه الله، وأما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطى”

والأصل أن تخرج زكاة الفطر في البلد الذي وجبت فيه على المزكي، إلا أن يكون البلد الذي وجبت فيه ليس به فقراء فيجوز إخراجها في بلد آخر قريب ونقلها للضرورة.

أيها السادة : هذه همسات الوداع تقول : أحسنوا وداع شهركم .. ضاعفوا الاجتهاد في هذه الليالي، أكثروا من الذكر … أكثروا من تلاوة القرآن … أكثروا من الصلاة، أكثروا من الصدقات، أكثروا من إفطار الصائمين.

أيها السادة: خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له، خاب وخسر من أدرك رمضان ولم تعتق رقبته من النار، فليلة القدر هي ليلة المغفرة، هي ليلة الرحمة، هي ليلة العتق من النيران، فالسعيد من اغتنمها والشقي والمحروم من حرم خيرها.

فالبدارً البدارً قبل فوات الأوان!!!   التوبةً التوبة ً قبل فوات الأوان!!!  الرجوعً الرجوعً إلى الله قبل فوات الأوان !!!

أبت نفسي أن تتوب فما احتيالي***     إذا برز العباد لذي الجلال
وقاموا من قبورهم سكارى   ***       بأوزار كأمثال الجبال
وقد نصب الصراط       ***    لكي يجوزوا فمنهم من يكب علي الشمال
ومنهم من يسير لدار      ***    عدل تلقاه العرائس بالغوالي
يقول له المهيمن يا ولي   ***     غفرت لك الذنوب فلا تبالي

عباد الله : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [سورة  الأحزاب (56) }….الدعاء

 كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه

                                                                           د/ محمد حرز                                                                                                                                                                                                   إمام بوزارة الأوقاف

 

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »