أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : رمضان شهر الطاعات ، للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : رمضان شهر الطاعات ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 5 رمضان 1445هـ ، الموافق 15 مارس 2024م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 15 مارس 2024م بصيغة word بعنوان : رمضان شهر الطاعات ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 15 مارس 2024م بصيغة pdf بعنوان : رمضان شهر الطاعات ، للدكتور محمد حرز.

عناصر خطبة الجمعة القادمة 15 مارس 2024م بعنوان : رمضان شهر الطاعات.

 

أولًا: رمضانُ كريمٌ أيُّها الأخيارُ.

ثانيـًـــا: رمضانُ موسمٌ للطاعاتِ وليس موسمَ التوسعِ في المستلذاتِ.

ثالثًا وأخيرًا: اغتنمْ أنفاسَكَ في رمضانَ قبلَ حلولِ الأجلِ!!!

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 15 مارس 2024م بعنوان : رمضان شهر الطاعات : كما يلي:

رمضانُ شهرُ الطاعاتِ  د. محمد حرز

بتاريخ: 5 رمضان 1445هــ –15 مارس 2024م

الحمدُ للهِ الذي فرضَ على عبادهِ الصيامَ.. وجعلَهُ مطهرًا لنفوسِهِم مِن الذنوبِ والآثامِ..الحمدُ للهِ الذي خلقَ الشهورَ والأعوامَ ..والساعاتِ والأيامَ .. وفاوتَ بينهَا في الفضلِ والإكرامِ .. وربُّكَ يخلقُ ما يشاءُ ويختارُ، الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ البقرة185،وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وليُّ الصالحين وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ مِن خلقهِ وخليلُهُ، خيرُ مَن صلَّى وصامَ، وبكَى مِن خشيةِ ربِّهِ حينَ قامَ، القائلُ كمَا في حديثِ  أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يَقُولُ: (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ)، فاللهُمَّ صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ  المختارِ وعلى آلهِ وأصحابِهِ  الأطهارِ الأخيارِ وسلمْ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ. أما بعدُفأوصيكُم ونفسِي أيُّهَا الأخيارُ بتقوىَ العزيزِ الغفارِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران :102)

أيُّهَا السادةُ: ( رمضانُ شهرُ الطاعاتِ )، عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا.

أولًا: رمضانُ كريمٌ أيُّها الأخيارُ.

ثانيـًـــا: رمضانُ موسمٌ للطاعاتِ وليس موسمَ التوسعِ في المستلذاتِ.

ثالثًا وأخيرًا: اغتنمْ أنفاسَكَ في رمضانَ قبلَ حلولِ الأجلِ!!!

أيُّها السادةُ : بدايةً ما أحوجَنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلى أنْ يكونَ حديثُنَا عن رمضانَ شهرِ الطاعاتِ، وخاصةً ورمضانُ موسمٌ مِن مواسمِ الخيرِ والطاعةِ، تُضاعفُ فيهِ الحسناتُ وتُمحَى فيهِ السيئاتُ، وتُجزَلُ فيهِ الهباتُ، وتُرجًى فيهِ المغفرةُ، وخاصةً والمسلمونَ ينتظرونَ شهرَ رمضانَ مِن السنةِ إلى السنةِ طمعًا في الرحمةِ والمغفرةِ والرضوانِ والعتقِ مِن النيرانِ، أنَّهُ ربيعُ أمةِ سيدِ النبيينَ ، جاءَ رمضانُ بمَا فيهِ مِن خيرٍ وبركةٍ، جاءَ رمضانُ يحملُ البشرياتِ للعاملين، جاءَ رمضانُ فرصةً للعابدينَ، جاءَ رمضانُ ليرفعَ في الجنةِ درجاتِ المحبين، جاءَ رمضانُ ليغسلَ ذنوبَ التائبينَ النادمينَ، جاءَ رمضانَ فهلْ مِن مشمرٍ إلى الجنةِ، جاءَ رمضانُ فهلْ مِن تائبٍ، فهلْ مِن نادمٍ، فهلْ مِن مستغفرٍ، فهلْ مِن عادٍ إلى علامِ الغيوبِ وستيرِ العيوبِ.

شهرٌ يفوقُ على الشهورِ بليلةٍ *** مِن ألفِ شهرٍ فُضلتْ تفضـيلاً

طُوبَى لعبدٍ صحَّ فيهِ صيامُهُ    ***  ودعَا المهيمنَ بكرةً وأصيــلًا

وبليلةٍ قــدْ  قامَ يختمُ وردَهُ ***  متبتِّـــلاً لإلهــهِ تبتــيلاً

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : رمضان شهر الطاعات 

أولًا: رمضانُ كريمٌ أيُّهَا الأخيارُ.

أيُّها السادةُ: لقد أنعمَ اللهُ جلَّ وعلا على هذه الأمةِ بهذا الشهرِ الكريمِ والموسمِ العظيمِ الذي تُفتَّحُ فيهِ أبوابُ الخيراتِ، ويُقبِلُ فيهِ العبادُ على اللهِ عزَّ وجلَّ بشتَّى أنواعِ الطاعاتِ، يأتِي شهرُ رمضانَ ليكونَ ميقاتًا لتوبةِ التائبين وهدايةَ الضالِّين وعودةَ المنحرفين، فكم مِن تائبٍ تابَ ورجعَ إلى اللهِ جلَّ وعلا  في رمضانَ! وكم مِن ضالٍّ منحرفٍ عرَفَ طريقَ الهدايةِ في رمضانَ! وكم من مضيع للصلاة، وهاجرٍ للقرآنِ، وغافلٍ عن ذكرِ الرحمنِ، عرفَ الطريقَ في رمضانَ!! لذا كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَسْتَبْشِرُ بِقُدُومِ رَمَضَانَ، وَيُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- بِهَذِهِ الْمِنْحَةِ الرَّبَّانِيَّةِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ ، فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغَلَّقُ  فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ  فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ  لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا  فَقَدْ حُرِمَ » . رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، وَكَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُونَ يَنْتَظِرُونَ قُدُومَ رَمَضَانَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ, ثُمَّ إِنَّهُمْ يَدْعُونَ اللهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- سِتَّةَ أَشْهُرٍ أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنْهُمُ الْعَمَلَ الصَّالِحَ مِنَ الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ وَالصَّدَقَةِ وَالتِّلَاوَةِ فِي رَمَضَانَ .يَظَلُّونَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ يَدْعُونَ اللهَ -جَلَّ وَعَلَا- أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنْهُمْ, وَيَدْعُونَ اللهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- سِتَّةَ أَشْهُرٍ أَنْ يُبَلِّغَهُمُ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ رَمَضَانَ  ، صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا رَقِيَ عَتَبَةً، قَالَ: “آمِينَ” ثُمَّ رَقِيَ عَتَبَةً أُخْرَى، فقَالَ: “آمِينَ” ثُمَّ رَقِيَ عَتَبَةً ثَالِثَةً، فقَالَ: “آمِينَ” ثُمَّ، قَالَ: “أَتَانِي جِبْرِيلُ، فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْتُ: آمِينَ، قَالَ: وَمَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا، فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْتُ: آمِينَ، فقَالَ: وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ”. إنَّ إدراكنَا لرمضانَ .. نعمةٌ ربانيةٌ .. ومنحةٌ إلهيةٌ ..فهو بشرَى .. تساقطتْ لهَا الدمعاتُ .. وانسكبتْ العبراتُ ..أقبلَ رمضانُ بفضائلهِ ، و فوائدهِ ، و نفحاتهِ …أقبلَ رمضانُ  بأنفاسهِ العطرةِ، ووجههِ المُشرقِ …أقبلَ رمضانُ  وهو يُنادِي : يا باغِيَ الخيرِ أقبلْ .. و يا باغيَ الشرِّ أقصرْ.. أقبلَ رمضانُ  وهو يصرخُ محذرًا: خابَ وخسرَ مَنْ أدركَ رمضانَ ولم يُغفرْ لهُ، أقبلَ  رمضانُ فتفتحتْ أبوابُ الجنانِ … وغُلقتْ أبوابُ النيرانِ، و سُلسلتْ الشياطينُ .. أقبلَ  رمضانُ و المسلمونَ يتشوقونَ إلى صيامِ نهارهِ و قيامِ ليلهِ ..فيَا لهُ مِن شهرٍ عظيمٍ .. وموسمٍ  كريمٍ .. و تجارةٍ رابحةٍ لن تبورَ  ……… أقبلَ رمضانُ فماذَا أنتُم فاعلون ؟ المؤمنُ يفرحُ بقدومِ شهرِ رمضانَ, والمنافقُ يتأذًّى كلَّ الأذَى بقدومِ شهرِ رمضانَ، لماذِا لأنَّ  المؤمنَ الحقيقيَّ  يفرحُ بمواسمِ الخيراتِ لأنَّ المؤمنَ الصادقَ لا يفرحُ بالمالِ ولا بالجاهِ ولا بالمنصبِ فحسب  وإنَّما يفرحُ بفضلِ اللهِ، وهلْ هناكَ فضلٌ يفوقٌ فضلَ رمضان، قالَ جل وعلا { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ  }58، قالَ ابنُ رجبٍ – رحمه اللهُ في لطائفه -: وكيفَ لا يُبشّرُ المؤمنُ بفتحِ أبوابِ الجنانِ؟ وكيفَ لا يُبشّرُ المذنبُ بغلقِ أبوابِ النيرانِ؟ وكيفَ لا يُبشّرُ العاقلُ بوقتٍ يُغلُّ فيه الشيطانُ، ومِن أينَ يشبهُ هذا الزمانُ زمانَ؟ ففضلُ رمضانَ عظيمٌ فهو شهرُ الطاعاتِ شهرُ الرحماتِ شهرُ المغفرةِ شهرُ العتقِ مِن النارِ شهرٌ لهُ طابعٌ خاصٌّ في قلوبِ المؤمنينَ الموحدينَ باللهِ جلَّ وعلا .لذَا نادَي اللهُ على  أهلِ الإيمانِ بنداءِ الكرامةِ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ  }سورة البقرة 183، فرمضانُ شهرٌ عظيمٌ شهرٌ جعلَ اللهُ صيامَ نهارِهِ فريضةً وقيامَ ليلهِ تطوعًا، رمضانُ شهرٌ نزل فيه القرآن  { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}. فرمضان شهر القرآن ، بل فرصةٌ في رمضانَ لتدخلَ في زمرةِ الأكابرِ مع النبيينَ والصديقينَ والشهداءِ والصالحينَ وحسنُ أولئكَ رفيقًا، فعن عمرو بنِ مرةَ الجهنِي رضي اللهُ عنه قال جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ فقالَ يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إنْ شهدتُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وأنَّك رسولُ اللهِ وصليتْ الصلواتِ الخمس، وأديتُ الزكاةَ وصمتُ رمضانَ وقمتُهُ فمِمَّن أنَا قالَ مِن الصديقينَ والشهداءِ) سبحانَ الملك، فرصةٌ ذهبيةٌ لتكونَ مِمن قالَ اللهُ في حقِّهِم (وحسنُ أولئكَ رفيقًا) بل فرصةٌ في رمضانَ لتكفيرِ الذنوبِ والمعاصِي والآثامِ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) فرصٌ لا تعوضُ لتتطهرَ مِن ماضيكَ ولتبدأَ صفحةً جديدةً مع اللهِ. بل كفي برمضانَ شرفًا وفضلًا أنَّهُ يشفعُ للعبدِ يومَ القيامةِ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  قالَ الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ)) رواه أحمد في مسندِه بل كفَي برمضانَ شرفًا وفضلًا أنَّه سببٌ مِن أسبابِ دخولِ جنةِ النعيمِ أسألُ اللهَ أنْ يجعلنِي وإياكُم مِن أهلِ النعيمِ  فعَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ)) رواه مسلم نعمْ.. كمْ مِن قلوبٍ تمنتْ.. ونفوسٍ حنتْ.. أنْ تبلغَ هذه الساعاتِ ..شهرٌ .. تتضاعفُ فيه الحسناتُ .. وتكفرُّ فيه السيئاتُ ..وتُقالُ فيه العثراتُ .. وتُرفعُ فيه الدرجاتُ ..تُفتحُ فيه الجنانُ .. وتُغلقُ فيه  النيرانُ .. وتُصفدُ فيه الشياطينُ ..فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ)) رواه البخاري بل كفي برمضانَ شرفًا وفضلًا أنَّهُ لا يعلمُ ثوابَهُ إلا الملك، فعن أَبَى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ)) متفق عليه بل كفي برمضانَ شرفًا وفضلًا أنَّهُ شهرُ العتقِ مِن النارِ لقولِ النبيِّ إِنَّ لِلَّهِ عُتَقَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ )، من النارِ نعمْ .. شهرُ رمضانَ ..هو شهرُ الخيرِ والبركاتِ .. والفتوحاتِ والانتصاراتِ .. فما عرفَ التاريخُ غزوةَ بدرٍ وحطين .. ولا فتحَ مكةَ والأندلس .. ولا السادسَ مِن أكتوبر إلَّا في رمضانَ ..فانتبهْ قبلَ فواتِ الأوانِ واغتنمْ هذه الفرصَ  التي لا تعودُ لأنَّك لا تدرِي يا مسكينُ هل ستعيشُ إلى رمضانَ المقبلِ أم لا لأنَّك لا تدرِي إذا جنَّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجرِ.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : رمضان شهر الطاعات 

ثانيـًـــا : رمضانُ موسمٌ للطاعاتِ وليسَ موسمَ التوسعِ في المستلذاتِ.

أيُّها السادة: نحن في هذه الحياةِ نسيرُ إلى ربِّنَا، فكلُّ يومٍ يقرِّبُنَا مِن الآخرةِ، ويبعدُنَا مِن الدنيا، فما أحوَجَنا في سيرِنَا إلى ربِّنَا أنْ نقطعَ مراحلَ الطريقِ في سيرٍ متواصلٍ غيرِ منقطعٍ، مِن غيرِ كللٍ ولا مللٍ! ولا يكونُ ذلك إلّا إذا استحضرنَا طولَ الطريقِ، ولم نستنفذْ الجهدَ كلَّهُ في بعضِ مراحلِ الطريقِ، فاستبقَيْنَا جهدَنَا لبقيةِ الطريقِ،  المهمُّ أنْ نلزمَ الطريقَ ونواصلَ السيرَ ولو كان فيهِ ضعفٌ، فعَنْ عَائِشَةَ -رضي اللهُ عنها- ، أَنَّهَا قَالَتْ: قال رَسُولُ اللهِ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّ )، نحن في شهرٍ أبوابُ الجنةِ فيهِ مفتحةٌ وأبوابُ النارِ فيهِ مغلقةٌ.. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: “إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ”. إنّهَا أيامٌ معدوداتٌ تُضاعفُ فيها الحسناتُ، ويزدادُ العبدُ قربًا مِن ربِّ الأرضِ والسمواتِ بمقدارِ ما يتقربُ بهِ مِن الطاعاتِ، وتركِ المخالفاتِ. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: “أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً”، هكذا يكونُ الجزاءُ بقدرِ تقربِ العبدِ مِن ربِّهِ بفعلِ الطاعاتِ، يُضاعفُ لهُ الجزاءُ ويزدادُ تقربًا مِن ربِّهِ.

وإنَّ مِمَّا ينبغِي في هذه الأيامِ والليالي المباركاتِ التزودَ مِن الصالحاتِ والطاعاتِ والقرباتِ بكلِّ أنواعِهَا وفي مقدمِتَها الفرائضُ والواجباتُ مع الإكثارِ مِن النوافلِ وسائرِ الحسناتِ والقرباتِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ” إِنَّ اللَّهَ قَالَ: ((وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ)).

والفرائضُ والواجباتُ أولَى بالاهتمامِ وعدمِ التفريطِ فيهَا وفي مقدمتِهَا الصلواتُ الخمس، وغيرُهَا مِمّا فرضَ اللهُ تعالى، ثم النوافلُ وأنواعُ القرباتِ مِن السننِ الراتبةِ والتراويحِ وقيامِ الليلِ، والصدقاتِ والذكرِ وتلاوةِ القرآنِ والإحسانِ إلى الناسِ….(( وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ))، تحيطُ بالعبدِ عنايةُ اللهِ ورعايتُهُ وحفظُهُ وتوفيقُهُ لهُ.

ومِن أفضلِ الطاعاتِ والقرباتِ: التكافلُ المجتمعيُّ والبحثُ عن الفقراءِ والمساكين وأنتَ في شهرِ الجودِ والإنفاقِ فلا تبخلْ، أنفقْ يُنفق عليكَ، وصلْ رحمَكَ، وبر والديكَ، وأحسنْ إلى جارِك، وأمطْ الأذى عن الطريقِ، فما جزاءُ الإحسانِ إلّا توفيقًا وامتنانًا ورضًا مِن الرحمنِ، ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾. البدارَ البدارَ بالجُودِ والكرَمِ، فرسولُ اللهِ كان أجودَ الناسِ، “وكان أجودَ ما يكونُ في رمضان حين يلقاهُ جبريل فيعرِضُ عليه القرآن، فرسولُ اللهِ أجودُ بالخير من الرِّيحِ المُرسَلة((فكُن – أيُّها المسلمُ – جوَّادًا بالخيراتِ والطاعاتِ التي تُقرِّبُكَ إلى ربِّ الأرضِ والسماواتِ .. كُن جوادًا كريمًا مُحسِنًا في قولِكَ وفعلِكَ وسُلوكِكَ.. كُن مُحسِنًا بأنواعِ الإحسانِ القوليِّ والفعليِّ. وتذكَّرْ الفقراءَ والمساكينَ في هذه الأيامِ وفي تلكم الأزماتِ  وفي وقت الغلاء.. فلا تنسَوهُم بفضلِكّم وإحسانِكُم، (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) سبأ: 39.ورسولُ اللهِ يقولُ كما في حديثِ  أَبِي كَبْشَةَ الأَنْمَارِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ثَلاَثٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ ، وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ ، قَالَ : فَأَمَّا الثَّلاَثُ الَّتِي أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ : فَإِنَّهُ مَا نَقَّصَ مَالَ عَبْدٍ صَدَقَةٌ ، وَلاَ ظُلِمَ عَبْدٌ بِمَظْلَمَةٍ فَيَصْبِرُ عَلَيْهَا إِلاَّ زَادَهُ اللَّهُ بِهَا عِزًّا ، وَلاَ يَفْتَحُ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلاَّ فَتَحَ اللَّهُ لَهُ بَابَ فَقْرٍ)، فرمضانُ شهرُ الصدقاتِ، شهرُ الزكواتِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ خاصةً في شهرِ النفحاتِ والرحماتِ  سرورٌ تُدخلهُ على مسلمٍ أو تكشفُ عنه كربةً أو تقضي عنه دينًا أو تطردُ عنه جوعًا ، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضي اللهُ عنهما أنَّ رجلًا جاء إلى رسولِ اللهِ فقال : يا رسولَ اللهِ أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ ، تَكشِفُ عنه كُربةً ، أو تقضِي عنه دَيْنًا ، أو تَطرُدُ عنه جوعًا ، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ؛ أَحَبُّ إليَّ من أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا)) رواه الطبراني بسند حسن))وكيف لا ؟وإنَّ مِن أهمِّ سِماتِ المُجتمعاتِ الراقيةِ أنْ تكونَ مترابطةً، متماسكةً في بنيانِهَا، يشدُّ بعضُهَا بعضًا، وصدقَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  إذْ يقولُ كما في صحيحِ مسلمٍ من حديثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)، وفي صحيحِ البخاريِّ مسلمٍ مِنْ حديثِ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ قَالَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ)

تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : رمضان شهر الطاعات 

 ومِن أفضلِ الطاعاتِ في شهرِ الطاعاتٍ: المداومةُ على فعلِ الخيراتِ وتركِ المنكراتِ، فالمداومةُ على العملِ الصالحِ شعارُ المؤمنين، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : “مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا؟” قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: “فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟” قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: “فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟” قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: “فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟” قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : “مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ، إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ“. وقال مسروقٌ -رحمه اللهُ- : سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها– : أَيُّ العَمَلِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ  – ؟ قَالَتْ: الدَّائِمُ)، فالمداومةُ على الأعمالِ الصالحةِ مِن خصائصِ عبادِ اللهِ المؤمنين، قالَ تعالى مادحًا أهلَ الإيمانِ: { الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ } [المعارج: 23]

ومِن أفضلِ الطاعاتِ في شهرِ الطاعاتِ: التخلقُ بأخلاقِ الإسلامِ مع جيرانِكَ وأقارِبِكَ ومع الناسِ في كلِّ مكانٍ، و التخلقُ بأخلاقِ سيدِ الرجالِ فلقد اجتمعَ في النبيِّ خصالُ الخيرِ كلُّهَا  مِن حياءٍ وشجاعةٍ وعفةٍ وكرامةٍ وحلمٍ وطهارةٍ وأدبٍ واحترامٍ وتواضعٍ  وتسامحٍ وعفوٍ وكفِّ الأذىَ وتركِ الشتمِ والسبِّ وحفظِ اللسانِ عن السوءِ.

لذا قالَ اللهُ مخاطبًا إياهُ { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)سورة  القلم(4) بل لقد سُئِلَتْ السيدةُ عَائِشَةُ رضى اللهُ عنها عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَتْ كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ ) رواه أحمد، وللهِ درُّ القائلِ

تشبهْ بالرجالِ ولو لم تكنْ مثلَهُم *** فإنَّ التشبهَ بالرجالِ فلاحُ

فما بالكُم بالتشبهِ بسيدِ الرجالِ صلَّى اللهُ عليه وسلم

فأين نحن من أخلاق الإسلام في شهر الصيام؟

أين نحن من أخلاق سيد الرجال في شهر الصيام؟

وواللهِ ثم واللهِ ما غُيبَ المسلمون عن قيادةِ الأممِ وريادةِ الشعوبِ إلا بسببِ تخلِّيهم عن مكارمِ الأخلاقِ وبحثهِم وراء القيمِ الشرقيةِ تارةً والغربيةِ تارةً آُخري لتكونَ بديلًا عمَّا جاءَ به الإسلامُ .لذا نادي النبيُّ صلُّى اللهُ عليه و سلمَ قائلًا كما في حديثِ  أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ)رواه أبو داود …وللهِ درُّ القائلِ

           صَـلاحُ أَمْـرِكَ لِلأَخْـلاقِ مَرْجِعُـهُ*** فَقَـوِّمِ النَّفْـسَ بِالأَخْـلاقِ تَسْتَقِـمِ

تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : رمضان شهر الطاعات 

ومِن أفضلِ الطاعاتِ في شهرِ الطاعاتٍ: عَدَمُ الْإِسْرَافِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31].يَا بَنِي آدَمَ! كُلُوا وَاشْرَبُوا مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ، لَا تُسْرِفُوا بِتَجَاوُزِ الْحَدِّ فِي الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ إِلَى مَا يُؤْذِي أَوْ يَضُرُّ؛ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ أَسْرَفَ فِي الْمَأْكُولِ وَالْمَشْرُوبِ وَالْمَلْبُوسِ وَغَيْرِ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ الْإِسْرَافَ يُوصِلُ إِلَى الْوُقُوعِ فِي الْمَضَارِّ وَالْمَهَالِكِ، أَوِ الظُّلْمِ وَالتَّحْرِيفِ ِفي الدِّينِ. وَعَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَتَجَنَّبَ الشِّبَعَ الْمُفْرَطَ؛ لِقَوْلِ الرَّسُولِ: (مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ. فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ، فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ).

ومِن أفضلِ الطاعاتِ في شهرِ الطاعاتِ: الصِّيَامُ عَنْ جميعِ  الْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ وَالْآثَامِ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ؛ فَلَا يَرْفُثْ -وَالرَّفَثُ: هُوَ ذِكْرُ الْجِمَاعِ وَمُقَدِّمَاتِ الْجِمَاعِ عِنْدَ النِّسَاءِ خَاصَّةً- فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ؛ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ» .وَقَالَ ﷺ: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ» وفي رواية ((…إِنَّمَا الصِّيَامُ  مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ)).

ومِن أفضلِ الطاعاتِ في شهرِ الطاعاتِ: التوبةُ مِن الذنوبِ صغيرِهَا وكبيرِهَا، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }، فبادرْ بالتوبةِ .. ولا تيأسْ مِن رحمةِ اللهِ .. فاليأسُ والقنوطُ سلاحٌ لإبليسَ يمضِيه في العاصِي حتى يستمرَّ على عصيانِه … مهمَا عملَ العبدُ مِن المعاصِي والفجورِ … فالإسلامُ لا يأسَ فيهِ مِن رحمةِ اللهِ … فالتوبةُ تهدمُ ما قبلَهَا … والإنابةُ تجبُّ ما سلفهَا… فمَن كان مُبتلَى بمعصيةٍ … فرمضانُ موسمُ التوبةِ والإنابةِ، الشياطينُ مصفّدةٌ، والنفسُ منكسرةٌ، واللهُ تعالى يُنادِي: (قُلْ يعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم ). وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: ” قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً “. فما عليكَ إلّا أنْ تعودَ إلى اللهِ فإنَّهٌ كريمٌ، “إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا”.

دَعْ عَنْكَ ما قَدْ فات في زَمَنِ الصِّبا *** واذكر ذنوبكَ وابكها يا مذنب

واخْشَ مناقَشَة َ الحِسَابِ فإِنَّه **** لا بدّ يحصى ما جنيت ويكتب

لم يَنْسَهُ المَلِكانِ حين نَسِيْتَه **** بَلْ أَثْبَتَاهُ وَأَنْتَ لاهٍ تَلْعَبُ

و الروح فيك وديعة أودعتها **** سنردّها بالرغم منك وتسلب

وَغُرورُ دُنْياكَ التي تَسْعَى لها ***** دارٌ حَقِيقَتُها متاعٌ يَذْهَبُ

و الليل فاعلم والنهار كلاهما ****** أَنْفَاسُنا فيها تُعَدُّ وَتُحْسَبُ

أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم

الخطبةُ الثانيةُ الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يُستعانُ إلا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ  …………………… وبعدُ

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : رمضان شهر الطاعات 

ثالثًا وأخيرًا: اغتنمْ أنفاسَكَ في رمضانَ قبلَ حلولِ الأجلِ!!!

 أيُّها السادةُ :  الوقتُ هو الحياةُ والوقتُ هو رأسُ مالِ المسلمِ ،فالعاقلُ هو الذي يعرفُ قدرَ وقتِهِ وشرفَ زمانِهِ فلا يضيعُ ساعةً واحدةً مِن عمرِهِ إِلّا في خيرِ الدنيا والآخرةِ، وأيامُ رمضانَ وليالِي رمضانَ وساعاتُ رمضانَ ودقائقُ رمضانَ وثوانِي رمضانَ كلُّهَا نفحاتٌ مِن نفحاتِ الرحمنِ فاغتنمُوهَا في طاعةِ الرحمنِ قبلَ فواتِ الأوانِ، فالعبدُ منذُ أنْ استقرَّتْ قدماهُ في هذه الدنيا فهو مسافرٌ إلى ربِّهِ، ومُدَّةُ سفَرهِ هي عُمُرُهُ ووقتُهُ وهذه الأنفاسُ التي كُتبتْ لهُ، قالَ الحسنُ البصريُّ – رحمه اللهُ تعالى -: “ابْنَ آدَمَ إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامٌ وَكُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ ذَهَبَ بَعْضُكَ”. الدنيا وقتُهَا قصيرٌ ولابُدَّ مِن الرحيلِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  قَالَ: «أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ، إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ»، وقال جلَّ وعلا ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها ﴾ [النازعات: 46]؛ أَيْ: إِذَا قَامُوا مِنْ قُبُورِهِمْ إِلَى الْمَحْشَرِ يَسْتَقْصِرُونَ مُدَّةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا حَتَّى كَأَنَّهَا عِنْدَهُمْ كَانَتْ عَشِيَّةً مِنْ يَوْمٍ أَوْ ضحى مِن يومٍ. فكنْ غيورًا على وقتِكَ، حريصًا على لحظاتِ أنفاسِكَ، حتى لا تندمَ ساعةَ لا ينفعُ الندمُ، قال ابنُ مسعودٍ رضي اللهُ عنه: “ما ندمتُ على شيءٍ ندمِي على يومٍ غربتْ شمسُهُ نقصَ فيه أجلِي ولم يزدْ فيهِ عملِي“. واعلمُوا عبادَ اللهِ أنَّكُم غدًا بينَ يديِ اللهِ موقوفونَ وعن أوقاتِكُم مسؤولون، كما في حديثِ أبي برزةَ الأسلميِّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ   قال: قال: النبيُّ المختارُ :  لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ فِيمَا أَنْفَقَهُ وَمِنْ أَيْنَ كَسَبَهُ، وَعَنْ عَلِمهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ؟ رواه الترمذي.. فوظفْ أنفاسَكَ في طاعةِ مولاكَ ، وجاهدْ نفسكَ وهواكَ ،وابتعدْ عن وساوسِ الشيطانِ ،

دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له***إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني

فارفعْ لنفسِكَ بعدَ موتكَ ذكرَهَا ***فالذكرُ للإنسانِ عُمرٌ ثاني

فاغتنمْ أنفاسَكَ في تلاوةِ القرآنِ العظيمِ، حيثُ إنَّ بعضَ المسلمينَ هجرَ تلاوةَ القرآنِ العظيمِ، مِمّن حافظَ على تلاوةِ القرآنِ العظيمِ، وخاصةً في هذه الأيامِ.

لأنَّ تلاوةَ القرآنِ العظيمِ تزيدُ في الإيمانِ.

ولأنَّ تلاوةَ القرآنِ العظيمِ تجعلُ السكينةَ في القلبِ.

ولأنَّ تلاوةَ القرآنِ العظيمِ تجعلُكَ مِن أهلِ اللهِ وخاصتِهِ مِن خلقِهِ.

ولأنَّ تلاوةَ القرآنِ العظيمِ تزيدُ في حسناتِكَ بكلِّ حرفٍ منهُ عشرَ حسناتٍ.

ولأنَّ تلاوةَ القرآنِ العظيمِ تجعلُ حياتَكَ طيبةً كريمةً.

ولأنَّ تلاوةَ القرآنِ العظيمِ تجعلُكَ سعيدًا في الدنيا والآخرةِ.

ولأنَّ تلاوةَ القرآنِ العظيمِ تقربُكَ مِن اللهِ تعالى.

ولأنَّ تلاوةَ القرآنِ العظيمِ تجعلُكَ على بصيرةٍ مِن أمرِكَ.

تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : رمضان شهر الطاعات 

يا عبادَ اللهِ، لنحافظْ على تلاوةِ القرآنِ العظيمِ، حتى لا نكونَ مشمولينَ بقولِهِ تعالَى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}.

ولنجزمْ ولنعزمْ على قراءةِ أكثرَ مِن ختمةٍ مِن القرآنِ العظيمِ في هذه الأيامِ المباركاتِ قبلَ فواتِ الأوانِ، وواللهِ لن نندمَ إذا تفرَّغنَا لتلاوةِ كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ولكن قد نندمُ ونتحسَّرُ إذا ضاعتْ أوقاتُنَا في اللهوِ والغفلةِ عن اللهِ تعالَى.

يا مَن بدنياهُ اشتغلْ … وغره طولُ الأمل

ولم يزلْ في غفلةٍ … حتى دنَا منه الأجل

الموتُ يأتي بغتةً … والقبرُ صندوقُ العمل

لذا قال النبيُّ :  (اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ شَبَابَك قَبْلَ هَرَمِك ، وَصِحَّتَك قَبْلَ سَقَمِك ، وَغِنَاك قَبْلَ فَقْرِك ، وَفَرَاغَك قَبْلَ شُغْلِك ، وَحَيَاتَك قَبْلَ مَوْتِك) رواه الحاكم.

اغتنمْ الحياةَ، فمَن ماتَ انقطعَ عملُهُ وفاتَ أملُهُ وحقَّ ندمُه.

اغتنمْ الصحةَ، فمَن مرضَ ضعفَ عن كثيرِ عملٍ، وتمنَّى لو صامَ وصلَّى

اغتنمْ الفراغَ قبلَ أنْ تداهمَكَ الشواغلُ وتشغلَكَ صوارفُ الأيامِ.

اغتنمْ الشبابَ قبلَ أنْ يكبرَ سنُّكَ، ويقلَّ جسمُكَ وتعجزَ أعضاؤُكَ

اغتنمْ الغنَى.. تصدقْ وأنفقْ وابذلْ قبلَ أنْ تفقدَ مالكَ أو يرحلَ عنكَ.

فأفقْ مِن غفلتِكَ، وانتهزْ الفرصةَ واستثمرْ وقتَكَ  في رمضانَ وغيرِهِ بعملِ الخيراتِ والطاعاتِ بدلًا مِن أنْ تجلسَ بالساعاتِ أمامَ الأفلامِ والمسلسلاتِ والمصارعةِ والمبارياتِ،  اجلسْ كي تقرأَ جزءًا مِن القرآنِ، اجلسْ مع أولادِكَ تعلمُهُم سنةَ النبيِّ المختارِ استثمرْ أنفاسك في الدعوةِ إلى اللهِ، استثمرْ أنفاسك في الإصلاحِ بين الناسِ، استثمرْ أنفاسك في الإكثارِ مِن الصلاةِ ومن التسليمِ على  سيدِ الأنامِ،  استثمرْ أنفاسك في كلِّ طاعةٍ تقربُكَ من مولَاك

وقُلْ: يا نفسُ إنّ العمرَ هو بضاعتِي إذا ضاعَ عمري ضاعَ رأسُ مالِي ولا أربحُ أبدًا

يا نَفسُ قَد أَزِفَ الرَحيلُ****وَأَظَلَّكِ الخَطبُ الجَليلُ

فَتَأَهَّبي يا نَفسِ لا****يَلعَب بِكِ الأَمَلُ الطَويلُ

فَلَتَنزِلِنَّ بِمَنزِلٍ *****يَنسى الخَليلَ بِهِ الخَليلُ

وَلَيَركَبَنَّ عَلَيكِ فيه****ِ مِنَ الثَرى ثِقلٌ ثَقيلُ

قُرِنَ الفَناءُ بِنا فَما****يَبقى العَزيزُ وَلا الذَليلُ

حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.

                                كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه     د/ محمد حرز

_______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »