خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حق العمل ، للدكتور محروس حفظي
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 28 أبريل 2023 م بعنوان : حق العمل ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 8 شوال 1444هـ ، الموافق 28 أبريل 2023م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 28 أبريل 2023 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : حق العمل.
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 28 أبريل 2023 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : حق العمل، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 28 أبريل 2023 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : حق العمل ، بصيغة pdf أضغط هنا.
___________________________________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
عناصر خطبة الجمعة القادمة 28 أبريل 2023 م بعنوان : حق العمل، للدكتور محروس حفظي :
(1) حثُّ الإسلامِ على العملِ الشريفِ . (2) مباشرةُ الأنبياءِ والصالحين للأعمالِ المختلفةِ .
(3) ما يعينُ على إتقانِ حقِّ العملِ . (4) إتقانُ العملِ مقصدٌ شرعيٌّ حريٌّ بنَا تطبيقهُ في كافةِ المجالاتِ.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 28 أبريل 2023 م بعنوان : حق العمل ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي:
خطبة بعنوان: «حقُّ العملِ»
بتاريخ 8 شوال 1444 هـ = الموافق 28 أبريل 2023 م
الحمدُ للهِ حمدًا يُوافِي نعمَهُ، ويُكافىءُ مزيدَهُ، لك الحمدُ كما ينبغِي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِكَ، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا مُحمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمّا بعدُ ،،،
العنصر الأول من خطبة الجمعة
(1) حثُّ الإسلامِ على العملِ الشريفِ .
إنَّ الإسلامَ أمرَ بالعملِ، وحثَّ عليهِ، ورغبَ فيهِ، وقد ربطَ اللهُ في القرآنِ بينَ الإيمانِ والعملِ الصالحِ، فلا تجدُ آيةً وردَ فيها الإيمانُ باللهِ إلّا وقد قُرِنَ فيها العملُ ، كما وردَ لفظُ العملِ في القرآنِ في «360» آية، تضمنتْ الحديثَ عن أحكامِ العملِ، ومسؤوليةِ العاملِ وعقوبتهِ ومثوبتهِ في الدنيا والآخرةِ، قالَ تعالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً﴾، وقالَ جلّ وعلا: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ .
كما وازنَ الإسلامُ بينَ ضرورةِ العملِ لدفعِ حركةِ الحياةِ، وعجلةِ التنميةِ، وبينَ متطلباتِ الروحِ في العبادةِ، وابتغاء رضوانِ اللهِ بحيثُ لا يطغَى أحدهُمَا على الآخرِ، فيصابُ المسلمُ بموتِ الضميرِ، وعدمِ مراقبةِ العليمِ الخبيرِ قالَ تعالى: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ﴾، وقال جلّ شأنُهُ: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾، فليس مِن الحقِّ أنْ يتجهَ الإنسانُ بجميعِ طاقاتهِ لتحصيلِ متعِ الحياةِ، والظفرِ بملاذهَا الفانيةِ، وينصرفَ عن اللهِ بالكليةِ، بل عليهِ أنْ يعملَ لدنياه وآخرتهِ معًا، والناظرُ في القرآنِ يجدُ أنَّه دعا الناسَ جميعًا إلى العملِ، وأوجبَ عليهم أنْ يكونُوا إيجابيين بالجدِّ والنشاطِ ليفيدُوا ويستفيدُوا، وكرهَ لهم الحياةَ السلبيةَ، والانزواءَ عن العملِ فقالَ ربُّنَا: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ .
لقد ملأَ اللهُ الأرضَ بالخيراتِ، وبثَّ فيها الثرواتِ، ولن يظفرَ الإنسانُ بهذه المقدراتِ إلّا بالعملِ والمثابرةِ ومواصلةِ الليلِ بالنهارِ قالَ ربُّنَا:﴿وَآيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ* لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ﴾، فالسماءُ لا تمطرُ ذهبًا ولا فضةً، ولكن تمطرُ ماءً يعمرُ الحياةَ بشقِّ الأرضِ وزراعتِهَا، فيجني الإنسانُ ثمارَهَا، ويعفّ نفسَهُ وأهلَهُ عن خبثِهَا، لكنه عليه أنْ يأخذَ بالأسبابِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا». (الترمذي وحسنه) .
وقد جعلَ نبيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البديلَ للفقرِ والبطالةِ في عصرهِ العملَ والكدَّ، وذاك ما يتصورهُ الناسُ أنّه أحقرُ وأشقُّ المهنِ “الاحتطاب”، فقالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَنْ يأخذَ أحدكم حَبْلَهُ، فيَأْتِي بحِزْمَةِ الحطبِ على ظهرِهِ فيَبيعها، فيَكُفَّ اللهُ بها وجهَهُ، خيرٌ لهُ من أن يسألَ الناسَ، أعطوهُ أو منعوهُ» . (البخاري)، ويرسخُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مبدأَ ضرورةِ العملِ وأنَّهُ بابُ المغفرةِ فيقولُ: «مَن أمسَى كالًّا مِن عملِ يدهِ باتَ مغفورًا لهٌ» (ابن أبي شيبة)، وبابُ الخيريةِ والأفضليةِ حتى على العابدِ الراكعِ الساجدِ فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَهُوَ يَذْكُرُ الصَّدَقَةَ وَالتَّعَفُّفَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ «الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا الْمُنْفِقَةُ، وَالسُّفْلَى السَّائِلَةُ» (متفق عليه) .
العنصر الثاني من خطبة الجمعة
(2) مباشرةُ الأنبياءِ والصالحين للأعمالِ المختلفةِ .
عندمَا تقرأُ في سيرِ الأنبياءِ والصحابةِ والصالحين تجد أنَّهم باشرُوا الأعمالَ المختلفةَ، والحِرفَ المتنوعةَ، فهذا داودُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يشتغلُ بالحدادةِ ﴿وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ﴾، ﴿وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ﴾، وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ بَنِي آدَمَ طَعَامًا هُوَ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمِلِ يَدَيْهِ، وإن نَبِي اللهِ دَاوُد يَأْكُلُ مِنْ عَمِلِ يَدَيْهِ» (البخاري)، وموسى عَلَيْهِ السَّلَامُ في أرضِ مدينَ نجدُ أنَّه قد وافقَ أنْ يكونَ أجيرًا، يعملُ ويعرقُ جبينهُ ﴿قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾، وكان نبيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرعَى الغنمَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَعَثَ اللَّه نَبِيًّا إِلا رَعَى الْغَنَمَ، فَقَال أَصْحابُه: وَأَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلى قَرارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ» . (البخاري) .
وعلى ذلك سارتْ سنةُ الأنبياءِ – عليهم السلامُ – يعملونَ ولا يأنفونَ، فإبراهيمُ كان بنَّاءً، وهو الذي بنَى الكعبةَ وعاونَهُ ولدهُ إسماعيلُ عَلَيْهما السَّلَام، وإلياسُ كان نسَّاجًا، وصالحُ كانَ تاجرًا، وسيِّدُنَا عيسى عَلَيْهِ السَّلَامُ يَعْمَل بالطبِّ، يقولُ الإمامُ القرطبيُّ: (وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْ نَبِيِّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ كَانَ يَصْنَعُ الدُّرُوعَ، وَكَانَ أَيْضًا يَصْنَعُ الْخُوصَ، وَكَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَكَانَ آدَمُ حَرَّاثًا، وَنُوحٌ نَجَّارًا، وَلُقْمَانُ خَيَّاطًا، وَطَالُوتُ دَبَّاغًا، وَقِيلَ: سَقَّاءً، فَالصَّنْعَةُ يَكُفُّ بِهَا الْإِنْسَانُ نَفْسَهُ عَنِ النَّاسِ، وَيَدْفَعُ بِهَا عَنْ نَفْسِهِ الضَّرَرَ وَالْبَأْسَ) أ.ه .
ونحن قد أُمرنَا بالتأسِّي بهم، والسيرِ على نهجهِم قالَ تعالى: ﴿أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ﴾، أمّا أنْ يترفعَ الإنسانُ عن العملِ ويستنكفَ، ويحتقرَ مهنةً معينةً، ويفضلَ ويستسهلَ التسولَ، ومدَّ اليدِ، فهذا يخلُّ بالمروءةِ، ويحطُّ مِن قيمةِ الرجولةِ، ولذا كرِهَ رسولُنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للعبدِ سؤالَ الناسِ ما دامَ قادرًا على العملِ قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ حَتَّى يَلْقَى اللهَ، وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ» . (متفق عليه)، فلا بُدَّ مِن العرقِ، وطلبِ العفافِ مِن اللهِ بنيةٍ صادقةٍ، ومَن يفعلْ ذلك سيغنيه اللهُ مِن فضلهِ، ويرزقهُ مِن حيثُ لا يحتسب، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ نَاسًا مِنَ الْأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ، فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا عِنْدَهُ قَالَ: «مَا يَكُنْ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَصْبِرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِنْ عَطَاءٍ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ» . (متفق عليه)، ولذا أخبرَ نبيُّنَا عن محبةِ اللهِ للعبدِ المحترفِ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُؤْمِنَ الْمُحْتَرِفَ» . (رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ) .
وكان الصحابةُ لهم أعمالٌ ومهنٌ مختلفةٌ، فكان أبو بكرِ تاجرَ أقمشةٍ، وعمرُ بنُ الخطابِ دلالًا، وعثمانُ بنُ عفانَ تاجرًا، وعلىٌّ عاملًا، وعبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ تاجرًا، والزبيرُ بنُ العوامِ خياطًا، وسعدُ بنُ أبي وقاصٍ نَبَّالًا أي: يصنعُ النبالَ، وعمروُ بنُ العاصِ جزارًا ، وكان ابنُ مسعودٍ وأبو هريرةَ لديهم مزارعُ يزرعونَهَا، وكان عمارُ بنُ ياسرٍ يصنعُ المكاتلَ، ويضفرُ الخوصَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وصدقَ سيدُنَا عليٌّ حيثُ قالَ:
لحملِي الصخرَ مِن قمَمِ الجبالِ *** أحبُّ إليَّ مِن مننِ الرِّجَالِ
يقولُ الناسُ في الكسبِ عارٌ *** فقلتُ العارُ في ذلِّ السُّؤَالِ
ومِن أشهرِ مواقفِ عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ ما جاءَ عن أنسٍ رضي اللهُ عنهما قال: «قدِمَ عبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ، فآخَى صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بينَهُ وبينَ سعدِ بنِ الربيعِ، وعندَ الأنصاريِّ امرأتانِ، فَعَرَضَ عليهِ أنْ يُنَاصِفَهُ أهلَهُ ومالَهُ، فقال: باركَ اللهُ في أهلِكَ ومالِكَ دُلونِي على السوقِ، فأتى السوقَ فربِحَ شيئًا منْ أَقِطٍ وشيئًا من سمْنٍ» . (البخاري) .
العنصر الثالث من خطبة الجمعة
(3) ما يعينُ على إتقانِ حقِّ العملِ .
إنّ الإنسانَ متى عرفَ الوسيلةَ التي تعينُهُ على عملهِ، وفَقِهَ النتيجةَ مِن غرسهِ، سهلَ عليهِ فعلُ العبادةِ، وهانَ ما يلاقيهِ في سبيلِهَا مِن صعوبةٍ وعناءٍ ومشقةٍ، وفيمَا يلي إشارةٌ إلى بعضِ الوسائلِ التي تُعينُ العبدَ على إتقانِ عملهِ:
أولًا: التشجيعُ المستمرُّ مع وضعِ الحافزِ المعينِ على التحسينِ: بيَّنَ ربُّنَا في كتابهِ العزيزِ نتيجةَ مَن يتقنُ عملَهُ فقالَ: ﴿وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾، وشجعَ رسولُنَا ﷺ المسلمَ على إتقانهِ العبادة، ووضعِ حوافزَ لذلك قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، لَهُ أَجْرَانِ» (متفق عليه)، وبشرَ مَن يحسنُ وضوءَهُ وصلاتَهُ فقالَ ﷺ: «لَا يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ يُحْسِنُ وُضُوءَهُ، وَيُصَلِّي الصَّلَاةَ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ حَتَّى يُصَلِّيَهَا»(متفق عليه) .
ثانيًا: ضرورةُ الفهمِ والفقهِ بأنَّ التعلمَ عمليةٌ مستمرةٌ لا تنقطع: لما كانت العبادةُ لا تنقطعُ عن المسلمِ طالما يعيشُ على ظهرِ هذه الأرض كما قالَ ربُّنَا مخاطبًا نبيَّهُ: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾، وقال أيضًا على لسانِ عيسى عليه السلامُ: ﴿وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا﴾، فكذا التعلمُ واكتسابُ الخبراتِ والمهاراتِ لا يقفُ عندَ حدٍّ معينٍ وإنّمَا تحتاجُ إلى صبرٍ ومحاولةٍ قال ابْنُ مَسْعُودٍ: فَعَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ ; فَإِنَّهُ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ مَأْدُبَةِ اللَّهِ فَلْيَفْعَلْ، فَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ» (البزار، وَرِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ).
لقد بيِّن ربُّنَا في كتابهِ أنَّ سنتَهُ الكونيةَ اقتضتْ أنْ خلقَ البشرَ مِن أجلِ الكدحِ والكفاحِ وإلّا لما كان للحياة طعمٌ أو مذاقٌ ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ﴾، ومَن فهمَ هذا القانونَ الربانيَّ هانَ كلُّ شيءٍ في طريقهِ، وعافرَ وواصلَ الليلَ بالنهارِ، وحاولَ مرةً بعدَ أُخرى بغيةَ الوصولِ إلى مرماه، وتتعجبُ مِن حالِ الإنسانِ الذي هو الوحيدُ مِن بينِ الكائناتِ الحيةِ الذي يرفضُ قانونَ «الجهدِ المهدورِ» ذاك قانونُ رجالِ الأعمالِ، والقادةِ العظامِ، والعباقرةِ الجسامِ، فتجد الأسودَ مثلًا لا تنجحُ في الصيدِ إلّا في ربعِ محاولاتِهَا أي تفشلُ في 75% مِن صيدِهَا ومع ذلك لا تيأس مِن محاولاتِ المطاردةِ والمتابعةِ، ونصفُ مواليدِ الدببةِ تموتُ قبلَ البلوغِ، ونصفُ بيوضِ الأسماكِ يتمُّ التهامهَا ومع ذلك ما زالَ هذا القانونُ الإلهِي مستمرًا لا ينقطعُ عن الطبيعةِ، لكنَّ الإنسانَ إذا أخفقَ في مشروعٍ أو فشلَ في عملٍ لا يريدُ أنْ ينهضَ مرةً أُخرى، بل يستسلمُ ويتكاسلُ، ويريدُ الحصولَ على مبتغاهُ بسهولةٍ، فيسلكَ سبلَ الحرامِ، وما يُؤتَى دونَ عَرَقٍ أو تعبٍ يذهبُ سُدَى، وقد يحتاجُ الإتقانُ إلى وقتٍ طويلٍ بحسبِ طبيعةِ العملِ، فقد مكثَ ابنُ حجرٍ في تأليفِ “فتحِ الباري” خمسةً وعشرينَ عامًا، وابنُ عبدِ البرِّ مكثَ في تأليفِ “التمهيدِ” ثلاثينَ عامًا، والإمامُ البخاريُّ أتقنَ ترتيبَ كتابهِ “الصحيح” على الأبوابِ الفقهيةِ أيّما إتقان، وكان لا يضعُ حديثًا حتى يُصلّي ركعتين .
ثالثًا: تمثلُ القدوةِ الحسنةِ فتكونَ مثالًا يُحتذَى بهِ في العملِ: مِن أهمِّ القيمِ التي كان رسولُ اللهِ ﷺ يسعَى إلى غرسِهَا في نفوسِ صحابتهِ هو إتقانُ العملِ وتحسينُهُ سواءٌ كان عملًا دينيًّا أو دنيويًّا وذلك بالجمعِ بينَ العلمِ والعملِ معًا فعَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْ كَانَ يُقْرِئُنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ كَانُوا «يَقْتَرِئُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ آيَاتٍ، فَلَا يَأْخُذُونَ فِي الْعَشْرِ الْأُخْرَى حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِي هَذِهِ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، قَالُوا: فَعَلِمْنَا الْعِلْمَ وَالْعَمَلَ» (أحمد) .
والناظرُ في عبادةِ النبيِّ ﷺ يَجِدُ أَنَّ عِبَادَتَهُ مُتقَنَةٌ سئلت عَائِشَة، كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ فِي رَمَضَانَ؟ قَالَتْ: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ، وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ» (متفق عليه) .
العنصر الرابع من خطبة الجمعة
(4) إتقانُ العملِ مقصدٌ شرعيٌّ حريٌّ بنَا تطبيقهُ في كافةِ المجالاتِ.
إنَّ إتقانَ العملِ والوصولَ بهِ إلى أعلَى درجاتِ الجودةِ، وأرقَى متطلباتِ الإنتاجِ، وأفضلَ حالاتِ الشفافيةِ بما يسمحُ للمنتجِ بالوفاءِ بحاجةِ البشرِ ويمكنهُ مِن غزوِ الأسواقِ لهو مقصدٌ شرعيٌّ حثّنَا عليهِ دينُنَا، وأمرَ بهِ نبيُّنَا قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ» (شعب الإيمان)، ولكي يُنَمَّى خلقُ المراقبةِ لدى العبدِ أخبرَ ربُّنَا أنَّ أعمالنَا ستعرضُ عليهِ ليحاسبنَا عليهَا فقالَ:﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾، وهذا مِن شأنهِ أنْ يُحيي الضميرَ، ويزيدُ إحساسنَا بالمسئوليةِ، فعلينَا أنْ نُراقبَ اللهَ في أعمالِنَا، ولنعلمْ أنّ أفعالَنَا مسجلةٌ ومُحصاةٌ، وأفضلُهَا هي التي تكونُ على عينِ صاحبِهَا في كافةِ مراحلِ الإنتاجِ؛ لأنّه عندما تغيبُ الرقابةُ يحدثُ الخللُ والفسادُ، وقد ضربَ لنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثلًا عمليًّا في تدريبِ الأبناءِ على إتقانِ العملِ فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ مَرَّ بِغُلَامٍ يَسْلُخُ شَاةً، فَقَالَ لَهُ:«تَنَحَّ حَتَّى أُرِيَكَ، فَإِنِّي لَا أَرَاكَ تُحْسِنُ تَسْلُخُ، قَالَ: فَأَدْخَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَدَهُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ، فَدَحَسَ بِهَا حَتَّى تَوَارَتْ إِلَى الْإِبْطِ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَكَذَا يَا غُلَامُ فَاسْلُخْ، ثُمَّ انْطَلَقَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، وَلَمْ يَمَسَّ ماء» (ابن حبان)، لم يستكبرْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنْ يساعدَ الغلامَ في عملهِ، ويذللَ لهُ الصعابَ، ويعلمَهُ ما خفيَ مِن إتقانِ السلخِ!! إنّها مهمةُ المعلمِ، وإحساسُ المربِي بمسئوليةِ الإرشادِ الدائمِ والتقويمِ المستمر في كلّ وقتٍ، فيا حبذَا لو أتقنَ الإنسانُ عملًا تميزَ بهِ، وشاعَ عنه أنَّه رائدهُ، وأنّه علامةٌ مسجلةٌ فيهِ، بدلَ، ممارستهِ أعمالًا عدةً قد تصنفهُ في عِدادِ الفاشلين، وتضعهُ في نطاقِ المقصرين، وانفرادُ بعض العلماءِ بتخصصٍ معينٍ أكبرُ شاهدٍ على ذلك، وصدقَ القائلُ:
بِقَدْرِ الْكَدِّ تُكْتَسَبُ المعَالِي *** ومَنْ طلب العُلا سَهرَ اللَّيالِي
ومن طلب العُلا من غير كَدٍّ *** أَضَاع العُمْرَ في طلب الْمُحَالِ
والمستقرىءُ للقرآنِ يجدُ أنَّ اللهَ ضربَ نماذجَ فريدةً في إتقانِ العملِ كإتقانِ ذي القرنين بناءَ السدِّ حيثُ استخدمَ أعلَى مواصفاتِ التقنيةِ في الإحكامِ قال ربُّنَا:﴿قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ﴾ فكانت النتيجة الحتمية ﴿فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً﴾، وتأملْ قمةَ التقدمِ والإتقانِ الذي شيدَ بهِ سليمانُ قصرَ بلقيس ﴿قيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ﴾ فلمَّا عاينتْ علمتْ أنَّ هذا نبيٌّ رجعتْ إلى رشدِهَا ﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ﴾ .
وتأملْ الإتقانَ العسكري- الذي هو ضرورةٌ شرعيةٌ ومقصدٌ ربانيٌّ لا ينبغِي إغفالُهُ- في قصةِ طالوت ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾ فهذا مجالُ تفوقهِ، وذاك سببُ قيادتهِ، وقد جاءَ الأمرُ الإلهيُّ بضرورةِ الإعدادِ للعدوِّ فقالَ ربُّنَا: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾، وهل يظننَّ ظانٌّ أنًّ هذا الإعدادَ يتمُّ دونَ الإتقانِ والإحكامِ، ولذا نكّرَ ربُّنَا لفظَ القوةِ في﴿مِنْ قُوَّةٍ﴾ لتشملَ جميعَ أنواعِ القوةِ البدنيةِ والاقتصاديةِ والمدفعيةِ والسلوكيةِ… إلخ .
أخي الحبيب: إنّ العبدَ لا يجدُ طعمَ الراحةِ إلّا في دارِ الخلدِ، وطالمَا يعيشُ على ظهرِ هذه الأرضِ هو مطالبٌ بالعملِ والعبادةِ حتى ينتهِي أجلُهُ، بالأمسِ القريبِ قد انقضَى رمضانُ لكنّ المؤمنَ لا ينقضِي عملهُ، ولذا يخاطبُ اللهُ أشرفَ عبادهِ، وأزكى خلقهِ نبيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيقولُ: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾، وقد سُئِلَ بشرُ الحافي – رحمه اللهُ -عن أناسٍ يتعبدونَ في رمضانَ ويجتهدون، فإذا انسلخَ رمضانُ تركُوا، قال: «بئسَ القومُ لا يعرفون اللهَ إلّا في رمضانَ»، وسُئِلَ الشبليُّ – رحمه اللهُ -: أيُّما أفضلُ رجبُ أو شعبانُ ؟ فقال: «كنْ ربانيًّا ولا تكنْ شعبانيًّا»، فالعبرةُ ليستْ بكثرةِ العملِ ثم الانقطاع فجأة، بل بالمداومةِ سَأَلْتُ عَائِشَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ كَيْفَ كَانَ عَمَلُ رَسُولِ اللهِ؟ هَلْ كَانَ يَخُصُّ شَيْئًا مِنَ الْأَيَّامِ؟ قَالَتْ: «لَا، كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً، وَأَيُّكُمْ يَسْتَطِيعُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ يَسْتَطِيعُ» (متفق عليه) .
يا مَن اعتادَ حضورَ المساجدِ وعمارةَ بيوتِ اللهِ بالطاعةِ وأداءِ الصلواتِ اثبتْ ولا تقطعْ صلتَكَ باللهِ فيختمُ على قلبِكَ، يا مَن داومَ على تلاوةِ كتابِ اللهِ لا تقطعْ ذلك الثوابَ بل اجعلْ لنفسِكَ وردًا ولو قليلًا حتى لا تدخلَ تحتَ قولِ اللهِ تعالى: ﴿وَقالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً﴾، فالقرآنُ يفتحُ لك أبوابَ الخيرِ، ويا مَن تصدقَ في رمضانَ خصصْ لنفسِكَ شيئًا تتصدق به على الفقراءِ فإنَّ اللهَ يرضَى مِن عبادهِ الصدقةَ، فإنْ لم تجدْ فأمسكْ عليكَ لسانَكَ، واصنعْ المعروفَ مع مَن عرفتَ ومَن لا تعرف.
يا مَن صامَ الشهرَ صُمْ ستةً مِن شوالَ تجبرُ ما ثلمَ، وتكملُ ما نقصَ قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»(مسلم)، ويجوزُ صيامُهَا متتابعةً أو متفرقةً، وليس عليهَا صدقةً كما يُشاعُ.
اللهُمّ إنّا نسألُكَ أنْ تحفظَ دينُنَا الذي هو عصمةُ أمرِنَا، ودنيانا التي فيها معاشُنَا، وآخرتنَا التي إليها مردّنَا، وأنْ تجعلَ هذا الشهرَ الكريمَ شاهدًا لنَا لا علينا، وأنْ تجعلَ بلدنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمنًا أمانًا، سلمًا سلامًا وسائرَ بلادِ العالمين، وأنْ توفقَ ولاةَ أُمورِنَا لِمَا فيهِ نفعُ البلادِ والعبادِ.
كتبه: د / محروس رمضان حفظي عبد العال
عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر بأسيوط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف