خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 31 يناير 2020: علو الهمة سبيل الأمم المتحضرة
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 31 يناير 2020م : علو الهمة سبيل الأمم المتحضرة ، بتاريخ 6 من جمادي الأخري لسنة 1441 هـ ، الموافق 31 من يناير لسنة 2020 م
لتحميل خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف word : علو الهمة سبيل الأمم المتحضرة
لتحميل خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف pdf : علو الهمة سبيل الأمم المتحضرة
صرح أ.د/ محمد مختار جمعة مبروك وزير الأوقاف بأن موضوع : ” علو الهمة سبيل الأمم المتحضرة “ سيكون موضوع خطبة الجمعة القادمة ٣١ / ١ / ٢٠٢٠م بإذن الله تعالى .
وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة القادمة: علو الهمة سبيل الأمم المتحضرة ، بتاريخ 6 من جمادي الأخري لسنة 1441 هـ ، الموافق 31/1/2020 م.
وتؤكد وزارة الأوقاف على جميع السادة الأئمة الالتزام بنص الخطبة : علو الهمة سبيل الأمم المتحضرة ، بتاريخ 6 من جمادي الأخري لسنة 1441 هـ ، الموافق 31 من يناير لسنة 2020 م، أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى.
كما أن وزارة الأوقاف واثقة في سعة أفقهم العلمي والفكري ، وفهمهم المستنير للدين.
وتؤكد تفهم الأئمة لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوي ، مع استبعاد أي خطيب لا يلتزم بموضوع الخطبة 31 يناير 2020.
ومن الجدير بالذكر أن وزارة الأوقاف سوف تنظم عدد من القوافل الدعوية خلال هذا الأسبوع لإلقاء الخطبة بعدد من المحافظات ، حيث إن وزارة الأوقاف تقوم بعمل قوافل دعوية موسعة لعلماء شباب وزارة الأوقاف ، لنشر الفكر الوسطي المعتدل ، المتمثل في منهج الأزهر الشريف بوسطيته واعتداله.
وستكون قوافل وزارة الأوقاف حول موضوع خطبة الجمعة : علو الهمة سبيل الأمم المتحضرة بتاريخ 6 من جمادي الأخري لسنة 1441 هـ ، الموافق 31 من شهر يناير لسنة 2020 م ، وتجوب القوافل الدعوية لوزارة الأوقاف ربوع مصر ، من شباب علماء وزارة الأوقاف.
وممن جاء في خطبة الجمعة:
ومن ميادين علو الهمة :
العمل ، فقد أعلت الشريعة من شأن العمل، ورفعت منزلته ، حيث ربط القرآن الكريم بين العبادة والعمل ،وجعلهما قرينين ، وفي ذلك يقول الحق (جل شأنه) : {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ، وقد وعد الله (عز وجل) من أحسن في عمله بالحياة الطيبة في الدنيا ، والنعيم المقيم في الآخرة ، فقال الله سبحانه : {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} ، وقال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً} .
وليس أدل على شرف العمل من أن جميع الأنبياء (عليهم السلام) كانوا يعملون ، فكان آدم وإبراهيم ولوط (عليهم السلام) زُرَّاعًا ، وكان نوح (عليه السلام) نجارًا ، وإدريس (عليه السلام) خياطًا ، وصالح (عليه السلام) تاجرًا ، وداود (عليه السلام) حدادًا ، قال تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} ، فالإنسان تعلو قيمته ، ويشرف بما يجيد ويحسن ، فالعمل خير من سؤال الناس ، يقول (صلى الله عليه وسلم) : (لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا ، فَيُعْطِيَهُ ، أَوْ يَمْنَعَهُ) .
وليس المراد مجرد العمل ؛ وإنما المراد إتقان العمل ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) :
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ) ، وكان (صلى الله عليه وسلم) حريصًا على أن يكون لكل فرد عمل طيب ، ينفع به نفسه وغيره ، يقول (صلى الله عليه وسلم) : (عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ) ، فَقَالُوا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ ؟ قَالَ : (يَعْمَلُ بِيَدِهِ ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ) ، قَالُوا : فَإِنْ لَمْ يَجِدْ ؟ قَالَ : (يُعِينُ ذَا الحَاجَةِ المَلْهُوفَ) ، قَالُوا : فَإِنْ لَمْ يَجِدْ ؟ قَالَ : (فَلْيَعْمَلْ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ ، فَإِنَّهَا لَهُ صَدَقَةٌ) ، فحث (صلى الله عليه وسلم) من يعجز عن العمل على الإمساك عن ضرر الناس ، وجعل ذلك عملا يثاب عليه ؛ لأنه وقى الناس من شروره وضرره .
ومن أعلى درجات الهمة : الهمة في خدمة المجتمع ، وإعانة الضعيف ، وإغاثة الملهوف ، وقضاء حوائج المحتاجين ، والنجدة والشهامة ، فقد جَاءَ رجل إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ (عَزَّ وَجَلَّ؟) ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) :
(أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا ، أَوْ تطردُ عَنْهُ جُوعًا ، وَلِأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ – يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ – شَهْرًا ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ ، مَلَأَ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) قَلْبَهُ أَمْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى أَثْبَتَهَا لَهُ أَثْبَتَ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ) .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
* * *
الحمد لله رب العالمينَ ، وأشهدُ أن لاَ إلهِ إلا اللهُ وحدَه لاَ شريكَ له ، وأشهدُ أنّ سيدَنا ونبينَا مُحمّدًا عَبدهُ وَرَسُولُه ، اللهُم صَلّ وسلمْ وباركَ عليهِ ، وعَلى آلهِ وصحْبهِ أَجمعينَ ، ومن تبعهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين .
إخوةَ الإِسلام :
إن من أجَلِّ الميادين التي ينبغي أن نتنافس جميعًا فيها ، وأن نكون أصحاب همة عالية : خدمة الوطن ، فخدمة الوطن من الإيمان ؛ وقد أمرنا الله تعالى بالتنافس في ميدان الخير ، والنفع الذي يعود أثره على الوطن ، حيث يقول الحق سبحانه : {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}، وقد مدح الله (جل شأنه) عباده الذين يسارعون في بذل الخير للناس ، ويبين سبحانه أن ذلك الخير ينفع صاحبه في الدنيا والآخرة ، يقول تعالى : {إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَبًا وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ} ، بعلو همة ، ورغبة في نفع الناس ، وثقة كاملة في فضل الله تعالى وتوفيقه .
ومن الهمة العالية :
الهمة في بناء الأوطان ، وتحمل المسئولية المجتمعية ، والمنافسة في أعمال البر ؛ من صيانة المساجد ، وبناء المدارس ، وتجهيز المستشفيات، وعلاج المرضى ، فكل ذلك من الصدقات الجارية ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ ، وهُو فِي قَبْرِهِ : مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا ، أَوْ كَرَى نَهْرًا ، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا ، أَوْ غَرَسَ نَخْلا ، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا ، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ) .
فما أجمل أن يكون بيننا تنافس في خدمة الوطن الذي يحتوينا جميعًا ، ويعود خيره وفضله على جميع أبنائه ، ونحقق ذلك بالتكاتف ، والاتحاد ، والوعي، والتراحم ، ومد يد العون للجميع ، فالوطن لنا جميعًا ، ويتقدم بنا جميعًا ، ولسنا أقل إرادة ، ولا قوة ، ولا جهدًا من غيرنا ، فنحن أصحاب الحضارة ، والأصالة ، والتاريخ ، ولا بد أن نعلم أن تحقيق السبق والتفوق يتطلب اقتحام الصعاب والأهوال ، وإنكار الذات ، فالمكارم منوطة بالمكاره ، والمصالح والخيرات لا يُتوصل إليها إلا بالجهد والمشقة ، ولله در أبي تمام في قوله:
بصُرْتُ بالرَّاحةِ الكُبرى فلمْ أرهَا ** تُنالُ إلاَّ على جسرٍ منَ التَّعبِ .
اللهم ارزقنا همما عالية نحوز بها السبق ، والفضل ، والتقدم ، والرقي
فيما ينفعنا في الدنيا والآخرة ، واحفظ ديننا ، وبلادنا ، وسائر بلاد العالمين .
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف