خطبة الجمعة : الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد ، للشيخ كمال المهدي
خطبة الجمعة القادمة 11 ديسمبر 2020م بعنوان : الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد ، للشيخ كمال المهدي ، بتاريخ 26 من ربيع الثاني 1442هـ ، الموافق 11 ديسمبر 2020 م.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 11 ديسمبر 2020م بعنوان : الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد ، للشيخ كمال المهدي
١- حفظ المال من الضروريات الخمس..
٢- التحذير من الاعتداء على المال الخاص والمال العام وترتيب العقاب على من يتعدى..
٣- نماذج مشرفة من السلف الصالح وحرصهم على المال العام..
٤- صور الإفساد في الأرض بالتعدي على المال العام.
٥- رسالة للمتعدين على المال العام.
٦- وجوب التصدي للمفسدين والمخربين..
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 11 ديسمبر 2020 كما يلي:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم..
أما بعد:
أحبتي في الله :-
إن من مقاصد الشريعة التي جاء الإسلام بها حفظ الضروريات الخمس، وهي حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ العرض، وحفظ المال.
وقد تحدثنا في اللقاءات السابقة عن حفظ النفس وحفظ العرض..
وتعالوا بنا اليوم لنتحدث عن ضرورة أخرى من هذه الضروريات الخمس ألا وهي (حفظ المال)
فلقد عني الاسلام عناية بالغة بالمحافظة على المال باعتبار أن المال هو قوام الحياة ومن أهم أساليب تعمير الأرض..
فالمال له أهمية كبرى في تسيير أمور الحياة والنهوض بالإفراد والأمم لتحقيق وسائل العيش..
والمال ينقسم إلى قسمين :-
** (مال خاص) هو المال الذي تعود ملكيته إلى فرد وقد يكون هذا المال ملك للفرد نفسه أو ملك لغيره..
** والقسم الثاني :(المال العام) وهو المال الذي تعود ملكيته إلى مجموع أفراد المجتمع، ويكون الانتفاع به للجميع، وهذا المال يشمل كافة ممتلكات الدولة ومواردها الطبيعية، كالمرافق الحكومية وما تحويه من أدوات ومواد والمدارس والمستشفيات، والحدائق العامة، والكهرباء والماء.. وغيرها.
** وقد أمر الشرع بالحفاظ على المال ونهى عن التعدي عليه بأي شكل من أشكال التعدي..
ففي المال الخاص نجد أن الله تعالى نهى عن الإسرافُ فيه، ووَضْعُه في غيرِ مَوضعِه، وصَرْفُه في غَيرِ وُجوهِه الشَّرعيَّةِ، قال تعالى :(ولا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً* إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ)[الإسراء: ٢٦_٢٧].
والناظر في زماننا هذا يجد أن كثيرا من الأموال يسرف في السفاسف، وفيما يسمى بالكماليات تضيع أموال ضخمة جداً بالمليارات سنوياً في بلد واحد، بسبب عمليات تجميل بدون حاجة إليها، زيادة في الإنفاق، وكم يضيع من الأطعمة في الولائم؟ وكم، وكم يهدر من الأموال؟
هذه كلها مخالفة لحفظ الضرورات الخمس،
** ونهى جل وعلا الإنسان أن يُؤتى المال للسفهاء لأن إيتاء السفهاء المال يكون سبباً في ضياعه.
قال تعالى: (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ) [النساء: ٥].
** ونهى كذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تضييع المال ،فعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: (إنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قيلَ وقالَ، وإضَاعَةَ المَالِ، وكَثْرَةَ السُّؤَالِ).
** ولقد جعل الشرع الحفاظ على المال والدفاع عنه أمراً واجباً فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي قال فلا تعطه مالك قال أرأيت إن قاتلني قال قاتله قال أرأيت إن قتلني قال فأنت شهيد قال أرأيت إن قتلته قال هو في النار).
ولقد وضع الله جل وعلا الحدود من أجل المحافظة على المال. فحرم الله تعالى السرقة ورتب عليها قطع اليد فقال جل وعلا {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} . ونفى النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عن السارق فقال ﷺ (لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن) والمعنى أنه ناقص الإيمان وليس بكافر.
** وحذر جل وعلا من الاعتداء على مال الغير فقال ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) [البقرة :١٨٨]
وقال تعالى (ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا)[ النساء:١٠] ووضع جل وعلا أحكاماً خاصة باللقطة من أجل المحافظة على المال فقد قال صلى الله عليه وسلم : (من آوى ضالة فهو ضال ما لم يعرفها)،
وورد أنه قال : (اعرف وكاءها أو قال وعاءها وعفاصها ثم عرفها سنة).
وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاعتداء على مال الغير. فقال
(لا يحل لمسلم أن يأخذ من مال أخيه الا بطيب نفس) وقال عليه الصلاة والسلام مبيناً حرمة التعدي على مال الغير : (كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه).
كل ذلك إذا كان المال خاصاً..
* والمال العام أعظم خطراً من المال الخاص ، ذلك لأن المال العام ملك للجميع وهو ما اصطلح الناس على تسميته ” مال الدولة..
ولقد أمر الاسلام بالمحافظة على المال العام وحذر من الاعتداء عليه كذلك، فالسارق له سارق للأمة لا لفرد بعينه،
فسلب القليل من المال العام ولو كان مخيطاً أو ما في قيمته يفضح العبد يوم القيامة حيث أنه يُبعث وهو يحمله على رقبته أمام الخلائق ويذهب بحسناته ، ومما يدل على ذلك ما رواه البخاري عن أَبَي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ:
(افْتَتَحْنَا خَيْبَرَ وَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً إِنَّمَا غَنِمْنَا الْبَقَرَ وَالْإِبِلَ وَالْمَتَاعَ وَالْحَوَائِطَ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وَادِي الْقُرَى؛ وَمَعَهُ عَبْدٌ لَهُ يُقَاتِ لَهُ مِدْعَمٌ أَهْدَاهُ لَهُ أَحَدُ بَنِي الضِّبَابِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ سَهْمٌ عَائِرٌ حَتَّى أَصَابَ ذَلِكَ الْعَبْدَ، فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” بَلْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَصَابَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنْ الْمَغَانِمِ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا”،
فَجَاءَ رَجُلٌ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِرَاكٍ أَوْ بِشِرَاكَيْنِ فَقَالَ:
هَذَا شَيْءٌ كُنْتُ أَصَبْتُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “شِرَاكٌ أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ”
** وأخرج البخاري في صحيحه، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيّ رضي الله عنه قَالَ اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلًا مِنْ الْأَزْدِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْأُتْبِيَّةِ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، قَالَ: “فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ فَيَنْظُرَ يُهْدَى لَهُ أَمْ لَا؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ” ثُمَّ رَفَعَ بِيَدِهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ إِبْطَيْهِ: “اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ (ثَلَاثًا).
فانظر أخي الحبيب هذا رجل أدى مال المسلمين كاملاً، وأخذ ما أهدي إليه، ومع ذلك غضب من فعله ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف بمن أخذ من مال المسلمين؟
** ومن هنا أقول لكل من أخذ هدية بسبب منصبه ووجاهته: انظر إلى حالك بعد يوم واحد من التقاعد، كيف يكون حالك ترى الذي أهداك بالأمس لا يكاد يلقي عليك السلام! فهل كانت هديته لمحبة أم لأمر أخر؟ فليعتبر من هم اليوم في مناصب ووجاهات بمن سبق، قبل أن يعتبر بهم من بعدهم.
**أحبتي في الله :-
أقول لمن يقبل الهدايا أو الرشاوى في عمله وهو يظن أن لم يره أحد، أقول له: إن لم يرك البشر فإن رب البشر يراك، وإن لم تتب من عملك المشين ذاك فستفضح على رؤوس الخلائق من لدن آدم -عليه السلام- إلى آخر ما خلق الديَّان، فمن أخذ ظرفاً فيه مبلغ من المال أتى به يحمله على عنقه، ومن أخذ سيارة يأتي بها على عنقه، ومن أخذ أرضاً يأتي بها على عنقه، وهكذا… فمستقل ومستكثر.
** ولذلك لما علم سلفنا الصالح خطورة وحرمة المال العام ، فقد كانوا أبعد ما يكون من التعدي عليه.
**وأسوق إليكم بعض النماذج المشرفة من محافظة السلف الصالح على المال العام :
فهذا أبوبكر الصديق لما بويع للخلافة حدد له الصحابة راتبه من بيت المال، ثم سلَّموه لقحة :”ناقة ذات لبن” ، وجفنة: “وعاء يوضع فيه الطعام”، وقطيفة: ” تلبس ويلف فيها من البرد”، هذه عدة قصر الحاكم خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فلما حضرته الوفاة أمر بردها، فعنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، قَالَ:
لَمَّا احْتُضِرَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: «يَا عَائِشَةُ انْظُرِي اللِّقْحَةَ الَّتِي كُنَّا نَشْرَبُ مِنْ لَبَنِهَا، وَالْجِفْنَةَ الَّتِي كُنَّا نَصْطَبِحُ فِيهَا، وَالْقَطِيفَةَ الَّتِي كُنَّا نَلْبَسُهَا، فَإِنَّا كُنَّا نَنْتَفِعُ بِذَلِكَ حِينَ كُنَّا فِي أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا مِتُّ فَارْدُدِيهِ إِلَى عُمَرَ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ» أَرْسَلْتُ بِهِ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: رَضِيَ اللهُ عَنْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَقَدْ أَتْعَبْتَ مَنْ جَاءَ بَعْدَكَ” ( رواه الطبراني )
وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد روى عبد الرحمن بن نجيح قال: (نزلت على عمر ، فكانت له ناقة يحلبها، فانطلق غلامه ذات يوم فسقاه لبناً أنكره، فقال: ويحك من أين هذا اللبن لك؟ قال: يا أمير المؤمنين إن الناقة انفلت عليها ولدها فشربها، فخليت لك ناقة من مال الله، فقال: ويحك تسقيني نارًا).
** وما أجمل هذه الصورة التي حدثت مع أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه حيث دخلت عليه ذات يوم عمته تطلب زيادة على راتبها من بيت مال المسلمين، وإذا به يأكل عدسًا وبصلاً، فلما كلمته في شأنها، قام عن طعامه وجاء بدراهم من فضة ووضعها على النار، ثم وضعها في كيس، وقال لها خذي هذه الزيادة، فما إن قبضت عليه.
حتى طرحته أرضًا لاحتراق يدها من شدة الحرارة، وكاد يغشى عليها،
فقال لها عمر رضى الله عنه: يا عمتاه؛ إذا كان هذا حالك مع نار الدنيا، فكيف بنار الآخرة؟ وما أنا إلا عبد استودعه الله على خلق من خلقه، وخازن لبيت مال المسلمين أسأَلُ عن كل درهم فيه يوم القيامة، فكيف يكون حالي في ذلك اليوم إذا أنا أعطيتك درهمًا واحدًا على باقي الرعية؟.
**وهذا موقف آخر لسيدنا عمر بن عبد العزيز جاءه أحد الولاة وأخذ يحدثه عن أمور المسلمين، وكان الوقت ليلاً وكانوا يستضيئون بشمعة بينهما، فلما انتهى الوالي من الحديث عن أمور المسلمين وبدأ يسأل عمر عن أحواله قال له عمر: انتظر. فأطفأ الشمعة وقال له: الآن اسأل ما بدا لك. فتعجب الوالي وقال: يا أمير المؤمنين! لم أطفأت الشمعة؟ فقال عمر: كنت تسألني عن أحوال المسلمين وكنت أستضيء بنورهم، وأما الآن فتسألني عن حالي فكيف أخبرك عنه على ضوء من مال المسلمين؟.
فأين أنت من هؤلاء يا من تنظر للمال العام بأنه غنيمة باردة فتنهب منه بغير حق.
** أحبتي في الله :- اعلموا علم اليقين أن
المال العام ينبغي الحفاظ عليه، ويعتبر الاعتداء عليه بأي وسيلة أو طريقة نوع من الإفساد في الأرض، قال تعالى -: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا * ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[الأعراف: ٨٥].
** ؤانه لمن المحزن أن من ينظر إلى كثير من الممتلكات العامة يجد الإهمال والتسيب والاعتداء واضحاً على معالمها؛ فكثير من الناس لا يحافظون على نظافتها ولا أدواتها، ولا يقومون بإصلاح ما تلف أو تعطل منها، أو رفع ذلك إلى الجهات المسئولة عنها.(ألا يُعد ذلك إفساد في الأرض).
**وقد يقوم بعض أفراد المجتمع بتخريب المباني والحدائق، وأثاث المدارس بصورة متعمدة (ألا يُعد ذلك إفساد في الأرض) .
**المجاملة في ترسِيَة العَطَاءات والمناقصات – عمْدًا – على شخصٍ بعينه، ويوجَد مِن بين المتقدِّمين مَن هو أفضلُ منه. ( ألا يُعد ذلك إفساد في الأرض) ..
**الحصول على عمولة من المشتري أو من المورِّد أو مَن في حُكْمهم؛
نَظِير تسهيل بعض الأمور دون عِلْم المالك، (ألا يُعد ذلك إفساد في الأرض).
* وفي الختام :-
أقول لكل من يفعل ذلك استمع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال -: (إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة).
** أقول لمن يستخدم الأموال العامة في قضاء مصالحه الخاصة اتق الله فإنه لا يجوز لك؛ ومن يستخدم السيارة التي أعطيت له من قبل العمل لقضاء مصالح العمل في قضاء مصالحه الخاصة، ومن يستخدم موظفاً يأخذ راتبه من قبل جهة العمل لقضاء حاجاته الخاصة فيستخدم سائق المصلحة على سبيل المثال في توصيل الأولاد إلى المدارس والعودة بهم، أو في شراء احتياجات البيت من السوق، أقول له اتق الله.. فكل جسم نبت من حرام فالنار أولى به…
**واقول لكل إنسان شريف إن رأيت فساداً في مكانٍ ما فلابد من تبليغ الجهات المعنية فمن رأى منكم منكرا فليغيره، فلنتكاتف سويا لنعيش في مجتمع غني بثرواته وبأبنائه المخلصين فكلنا في مركب واحدة ولنضرب على أيد المفسدين والمخربين بيد من حديد لأننا إن تركناهم وما يفعلون غرقنا جميعا..
*
أسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم رزقاً حلالاً طيباً وأن يبارك لنا فيه. وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
****
كتبه :- الشيخ /كمال السيد محمود محمد المهدي..
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف