أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة : إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، العمل التطوعي من مظاهر الرفق وتجلياته ، الدكتور/ أحمد علي سليمان

بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان ، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية : 22 شعبان 1446هـ / 21 فبراير 2025م

خطبة الجمعة بعنوان: إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، عظمة الإسلام في رفقه ويسره وتدرجه، ونبذِه للغلو والتطرف، العمل التطوعي من مظاهر الرفق وتجلياته ، بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان ، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية : 22 شعبان 1446هـ / 21 فبراير 2025م

لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 21 فبراير 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان : إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق  عظمة الإسلام في رفقه ويسره وتدرجه، ونبذِه للغلو والتطرف العمل التطوعي من مظاهر الرفق وتجلياته:

لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 21 فبراير 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان: إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق  عظمة الإسلام في رفقه ويسره وتدرجه، ونبذِه للغلو والتطرف العمل التطوعي من مظاهر الرفق وتجلياته ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

خطبة الجمعة بعنوان: إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، عظمة الإسلام في رفقه ويسره وتدرجه، ونبذِه للغلو والتطرف العمل التطوعي من مظاهر الرفق وتجلياته ، بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان ، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية : 22 شعبان 1446هـ / 21 فبراير 2025م
خطبة الجمعة بعنوان: إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، عظمة الإسلام في رفقه ويسره وتدرجه، ونبذِه للغلو والتطرف العمل التطوعي من مظاهر الرفق وتجلياته ، بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 21 فبراير 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان ، بعنوان : إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ، عظمة الإسلام في رفقه ويسره وتدرجه، ونبذِه للغلو والتطرف، العمل التطوعي من مظاهر الرفق وتجلياته : كما يلي:

إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق 

عظمة الإسلام في رفقه ويسره وتدرجه، ونبذِه للغلو والتطرف

العمل التطوعي من مظاهر الرفق وتجلياته

بقلم المفكر الإسلامي

الدكتور/ أحمد علي سليمان

عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

الجمعة: 22 شعبان 1446هـ / 21 فبراير 2025م¬¬¬¬

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله الذي جعل لنا الإسلامَ نورًا وهدًى، وأكرمنا بشريعة سمحة مستمدة من وحي الله (عز وجل)، نحمده سبحانه ونشكره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
 وأشهدُ أن لا إله إلا الله، وحدَه لا شريكَ له ، هو الأوَّلُ فليس قبلَه شيء، وهو الآخِرُ فليس بعدَه شيء، وهو الظَّاهِرُ فليس فوقَه شيء، وهو الباطِنُ فليس دونَه شيء، بيدِه مَلَكوتُ كلِّ شيءٍ وإليه المصيرُ ، جلَّ عن الشبيهِ والمثيلِ والنِّدِّ والكُفْءِ والنَّظيرِ، سبحانَه سبحانَه، لا شريكَ له، ولا نِدَّ له، ولا شبيهَ له، له الملكُ وله الحمدُ، يُحيي ويُميتُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، شهادةً ألقى بها اللهَ سبحانَه، موقِنًا بوحدانيَّتِه، معترِفًا بربوبيَّتِه، مستسلِمًا لأمرِه، خاضعًا لعظمتِه، مؤمنًا بأسمائِه الحُسنى وصفاتِه العُلى، لا مَلجأَ ولا مَنجى لنا منه إلَّا إليه.
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، وصفيه وخليلُه، وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، أرسله ربه رحمة للعالمين.
بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله تعالى به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين… فهدى الله تعالى به من الضلالة، وبصَّر به من الجهالة، وكثَّر به بعد القلة. 
فصلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين، ما ذكره الذاكرون الأبرار، وما تعاقب الليل والنهار. 
عباد الله: أوصيكم ونفسي المقصّرة بتقوى الله.. يقول الحق تبارك وتَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102) ..
أما بعد..
جوهر الإسلام:
أيها المسلمون في كل مكان: 
لقد أكرمنا الله تعالى بالإسلام، وهذه النعمة من أكبر نِعم الله تعالى علينا، ندعو الله أن نكون قوامين على أمر هذا الدين الحنيف، متمسكين بما جاء به، منتهين عما نهي عنه…
والإسلام الحنيف هو الدين العالمي الخاتم لكل الرسالات السماوية والمتمم لها، والصالح لكل زمان ومكان وحال، وقد بث الله تعالى فيه:
– قوة ذاتية ليبقى قويا مؤثرا ومتجددا يستوعب تطورات الحياة ويعالج مشكلاتها.
– ومقومات الخاتمية والعالمية والصلاحية لكل زمان ومكان.
ومن ثم فهو دين الرحمة اللين والرفق في جوهره ورسالته، والعدل في أحكامه وتشريعاته، والتيسير في جملته وتفصيله، فلا عنت فيه ولا مشقة، بل هو هداية للقلوب، وسكينة للنفوس، وسعادة للدنيا والآخرة…
أيها المؤمنون اعلموا جيدا وعلِّموا الناس:
 أنَّ الاعتدال والتسامح والرفق واللين والرحمة هو جوهر الشريعة الإسلامية وروحها.  
• وأنَّ التشدد والتزمت انحراف عن الجادّة. 
• وأنَّ التطرّف والغلو انحرافٌ كبير عن جادّة الصواب ومخالفةٌ للفطرة السوية.  
• وأنَّ الإرهاب (بأي صورة) هو أبشع صور هذا الانحراف، إذ يؤدي إلى الفساد في الأرض، ويهدد أمن الأوطان، ويمزق نسيج الأمم والشعوب والإرهاب، لا يمتّ للإسلام ولا للرسالات السماوية بصلة، بل هو سلوك منحرف ترفضه الفطرة السوية، وتُدينُه القيم الإنسانية، وتحاربه التشريعات السماوية والقوانين الوضعية على حدّ سواء. 
    وقد جاءت الشريعة الإسلامية لترسي دعائم السلم والأمان، وحذّرت من كل أشكال العنف والتطرف، مؤسِّسة لمبدأ الوسطية والاعتدال.
 وأنَّ الإسلام جاء رحمةً للعالمين، بل هو رحمة بكل مفردات الطبيعة والبيئة والكون والحياة.  
 فالإسلام رحمةٌ في عباداته، رحمةٌ في تشريعاته. 
 رحمةٌ في معاملاته.
 رحمةٌ في قيمه وأخلاقياته، رحمةٌ منذ مجيئه وعبر عصوره وسيظل إلى قيام الساعة.
 رحمةٌ في جميع الأحوال والأماكن والأزمان.  
 رحمةٌ مع الكبير والصغير، مع الرجل والمرأة، مع المسلم وغير المسلم، مع الإنسان والحيوان والنبات وحتى الجماد.  
 إنه هدية الله وهداياته لأهل الأرض أجمعين.  
 ولقد اختار الله عزّ وجلّ لهذا الدين العالمي الخاتم رسولًا عالميًا رحيمًا، وصفه الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107). وبقوله تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة: 128).
 كما اختار الله عزّ وجلّ لنبيّه صحابته الكرام الذين قال الله تعالى فيهم: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ…) (الفتح: 29) .  فهم رجال أنقياء، أتقياء، أقوياء، رحماء.  
هذا هو الإسلام، إنه دين الرحمة، دين الرفق، دين الاعتدال.  وهذا هو رسول الإسلام الرحمة المهداة والنعمة المسداة للناس أجمعين.  
أما التشدد والتطرف والغلو والمغالاة في فهم الدين وفي تطبيقه على النفس وعلى الغير، فإن الله لا يرضاه، والرسول (ﷺ) يأباه يأباه يأباه.
ديننا يسر لا عسر:
   يقول الحق تبارك وتعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) (الحج: 78) ، وقال جل وعلا: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (البقرة: 185) ، ويقول سبحانه: (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) (النساء: 28) ، ويقول عز وجل: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) (البقرة: 286).
وكان  النبيُّ العظيم (ﷺ) أنموذجًا في رحمته… في يُسره… في تيسيره.. في اعتداله، فكان مُعتدلًا في عباداته، حيث كان يُصلّي باعْتدال، فيقومُ الليلَ حتَّى تتفطَّر قَدَماه، ويأخذُ قسطًا من الرّاحة. ويصومُ بعضَ الأيامِ، ويُفطِرُ بقيةَ الأيام. وكان يتزوَّج النساء، ويختارُ الأيسرَ من الأمور، فعنْ أم المؤمنين عائشةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنها) قالت: “ما خُيِّرَ رسولُ اللهِ (ﷺ)  بين أمريْن قطُّ إلا أخذَ أيْسرَهما ما لم يكنْ إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعدَ الناسِ منه…”( ) .
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله (ﷺ) قال: (إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، ولَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أحَدٌ إلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وقَارِبُوا، وأَبْشِرُوا، واسْتَعِينُوا بالغَدْوَةِ والرَّوْحَةِ وشيءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ) ( ) .
فدِينُ الإسلامِ -كما أشرنا- هو دِينُ اليُسرِ فهو مُيسَّرٌ مُسهَّلٌ في عَقائدِه وأخلاقِه، وفي أفعالِه وتُروكِه، وقدْ حثَّ النبيُّ (ﷺ) على مُلازمةِ الرِّفقِ والتيسير في الأعمالِ، والاقتصارِ على ما يُطيقُه العاملُ، ويُمكِنُه المداوَمةُ عليه، وأنَّ مَن شَادَّ الدِّينَ وتعمَّقَ انقطَعَ، وغلَبَه الدِّينُ وقهَرَه. 
ثمَّ وصَّى بالتَّسديدِ وهو العملُ بالقصدِ والمقارَبةِ، وتَقويةِ النُّفوسِ بالبِشارةِ بالخيرِ، وعدَمِ اليأسِ، والتَّوسُّطُ في العِبادةِ، فلا يُقصِّرُ فيما أُمِرَ به، ولا يَتحمَّلُ منها ما لا يُطِيقُه، مِن غيرِ إفراطٍ ولا تَفريطٍ. 
ثم قال «وقارِبوا»، أي: إنْ لم تَستطيعوا الأخْذَ بالأكملِ، فاعمَلوا بما يَقرُبُ منه. 
 «وأبشِروا»، أي: بالثَّوابِ على العملِ وإن قَلَّ.
ثمَّ أرشَدَ النبيُّ (ﷺ) إلى ما يُساعِدُ على السَّدادِ والمقارَبةِ، فقال: «واستعِينوا بالغَدْوةِ والرَّوْحةِ، وشَيءٍ مِن الدُّلْجةِ»؛ فهذه الأوقاتُ الثَّلاثةُ أوقاتُ العملِ والسَّيرِ إلى اللهِ.
 فالغَدوةُ: أوَّلُ النَّهارِ.
 والرَّوحةُ: آخِرُه.
 والدُّلجةُ: سَيرُ آخرِ اللَّيل، وسَيرُ آخرِ اللَّيل مَحمودٌ في سَيرِ الدُّنيا بالأبدانِ، وفي سَيرِ القُلوبِ إلى اللهِ بالأعمالِ. وقال: وَشيءٍ مِن الدُّلجةِ، ولم يقُلْ: والدُّلجة؛ تَخفيفًا بالأمة ورحمة بها؛ لمَشقَّةِ عمَلِ اللَّيل..
 وصَدَرَ هذا الكلامُ منه (ﷺ) كأنَّه يُخاطِبُ مُسافرًا يَقطَعُ طَريقَه إلى مَقصدِه، فشَبَّهَ الإنسانَ في الدُّنيا بالمسافرِ، وكذلك هو على الحَقيقةِ؛ لأنَّ الدُّنيا دارُ انتقالٍ وطَريقٌ إلى الآخرةِ، فنَبَّه (ﷺ) أُمَّتَه أنْ يَغتنِموا أوقاتَ فُرصتِهم وفَراغِهِم، وتَبشيرُهم بالخيرِ والثَّوابِ المُرتَّبِ على الأعمالِ الصالحة( ).
قصص عن الرفق
السيدة عائشة والبعير:
قصة الكلب:
قصة القوارير:
حبل السيدة زينب بنت جحش (رضي الله عنها)
قصة الرهط الثلاثة الذي سألوا عن عبادة النبي: 
ما معنى الدين متين.. 
وما المقصود بـ”الإيغال برفق؟
المقصود بـ”الإيغال برفق”: 
الرفق في تطبيق العبادات:
كيف نوغل في الدين برفق؟
1. التدرج في الطاعات وعدم تحميل النفس فوق طاقتها، فالقليل الدائم خير من الكثير المنقطع.
2. الموازنة بين العبادة والعمل والأسرة، وعدم الانعزال عن الحياة.
3. الالتزام بالفرائض والسنن دون غلو أو تشدد.
4. التعامل بالرفق مع الآخرين في الدعوة والتعليم وسائر شؤون الحياة…إلخ، والابتعاد عن العنف والتطرف.
5. فهم أن الإسلام دين يسر، وليس مشقة، فلا نجعل الدين سببًا للضيق، بل سببًا للراحة والسعادة.
عباد الله:
إن هذا الدين متين، ومن أراد أن يصل إلى رضا الله، فعليه أن يسير فيه باعتدال ورفق، كما علمنا النبي ﷺ، حتى لا يصاب بالفتور أو يترك الطاعة.
ملاحقة النبيُّ (ﷺ) أولئك الذين يُرهقون أنفسهم في التَّعبُّد إرهاقًا شديدًا
أيُّها الإخوةُ المؤمنون:
 يا أيها الناس: 
لا تتشددوا فيشدد عليكم، ولا تضيقوا فيضيق عليكم، وحاسِبوا أنفُسَكم قبل أن تُحاسَبوا، وزِنوا أعمالَكم قبل أن تُوزَن عليكم، واستعِدّوا للعرضِ الأكبر، يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنونَ إلّا من أتى اللهَ بقلبٍ سليم.
إنَّ مَلَكَ الموتِ قد تَخَطّانا إلى غيرِنا، وسيتخطَّى غيرَنا إلينا، فليأخُذْ كلٌّ منّا حَذَرَه، وليغتنِمْ أيّامَه، فالكَيِّسُ من دانَ نفسَه وعملَ لما بعدَ الموت، والعاجزُ من أتبَعَ نفسَه هواها، وتمنّى على اللهِ الأماني.
أقولُ ما تسمعون، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، فاستغفِروه وتوبوا إليه، إنّه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي جعل في أعمال الخير سعادة القلوب، ورفع بها الدرجات، وفتح بها أبواب الرحمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًاعبدُه ورسولُه، خيرُ المتطوعين، وأكرم الباذلين، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله..يقول الحق (تبارك وتَعَالَى): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102) أما بعد،
العمل التطوعي من تجليات قيمة الرفق
التي نثرها الإسلام في قلوب المسلمين
العمل التطوعي من أعظم القربات، وأفضل الطاعات، التي غُمرت بمياه الرحمة، ورُويت برحيق الرفق، وسُقيت   بغيث اللين والرأفة، تسهم في نهضة المجتمعات وتكافلها، وهو سمة من سمات المجتمعات الراقية، حيث يبذل الإنسان وقته وجهده وماله في سبيل نفع الناس، ابتغاء مرضاة الله، وطمعًا في الأجر العظيم.
يقول تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة: ٢). وقوله تعالى: (وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) (البقرة: ١٥٨)، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلمَ) (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى) ( ).
ومن عظيم أجره وكثير فضله قول النبي (صلى اللهُ عليه وسلم): (أحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفعُهُمْ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ تُدخِلُهُ على مُسلِمٍ، أو تَكشِفُ عنهُ كُربةً، أو تَقضِيَ عنهُ دَيْنًا، أو تَطرُدَ عنهُ جُوعًا…)  ( ).. . 
أهمية العمل التطوعي في الإسلام  
لقد جعل الإسلام التطوع ميدانًا واسعًا للأجر والثواب، فكل عمل يقوم به الإنسان دون مقابل مادي، بنيّة صالحة وخالصة لله تعالى، يُكتب له فيه أجر عظيم. قال الله تعالى:  (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ) (البقرة: 184).  
وقال تعالى:  (…وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ…) (المزمل: 20).  
صور من العمل التطوعي في الإسلام  
 1. إغاثة الملهوفين والمحتاجين  
قال النبي – (ﷺ) -:  (المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ) ( ).
2. كفالة الأيتام ورعايتهم  
فعنْ سَهل بنِ سعدٍ الساعدي (رضيَ اللهُ عَنْه) قال (صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ): (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وأَشارَ بالسَّبَّابَةِ والوُسْطَى، وفَرَّجَ بيْنَهُما شيئًا)( ) 
 3. خدمة الضعفاء وكبار السن  
قال النبي – (ﷺ) -:  (ليس منَّا من لم يرحمْ صغيرَنا ويُوَقِّرْ كبيرَنا ويأمُرْ بالمعروفِ وينهَ عن المُنكرِ) ( ).
 4. إماطة الأذى عن الطريق  
قال – (ﷺ) -:  (الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ)  ( ).
 
 5. التطوع بالعلم وتعليم الناس  
قال – (ﷺ) -:  (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له) ( ).
 النبي (ﷺ) والعمل التطوعي قولًا وفعلًا  
الصحابة والعمل الخيري والتطوعي  
 الأنبياء… والعمل الخيري والتطوعي 
ثمار العمل التطوعي  
1. تحقيق التكافل الاجتماعي والتآخي بين الناس.  
2. نشر روح المحبة والتعاون في المجتمع.  
3. تحقيق السعادة والراحة النفسية للمتطوع.  
4. تكفير الذنوب ورفع الدرجات عند الله.  
5. بناء مجتمع قوي متماسك قائم على التعاون والخير.  
موائد الرحمن من تجليات الرفق والعمل التطوعي الجليل
من الأمور العظيمة التى تستلفت النظر والانتباه، وتجعلنا كمصريين نقف مشدوهين متعجبين، وتذكرنا بالزمن الجميل، الذي ساد فيه الحب والتكامل والتكافل والتعاضد والمحبة بين جميع فئات المجتمع، انتشار موائد الرحمن التى تعج بها مساجد مصرنا الغالية وشوارعها.. 
هذه الظاهرة التى تؤكد أن الخير، سيظل فى أمة سيدنا محمد (ﷺ) إلى أن يرث الله تعالى الأرضَ ومَنْ عليها، ذلك لأن إطعام الطعام مِن أفضل أنواع القربات التى يتقرب بها العبد إلى مولاه. 
وقد حثَّ الله (عز وجل) على إطعام الطعام، وعلى فعل الخيرات، وعلى صنائع المعروف وجبر الخواطر، فى كثير من آيات القرآن الكريم؛ لتحصيل الحسنات والارتقاء فى الدرجات، يقول تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) (الإنسان:٨-٩) وقوله: (.. وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج:٧٧).
وقد نبه النبي (ﷺ)  على ذلك فى كثيرٍ مِن أقواله وأفعاله، فعنْ عبدِ الله بنِ سلام (رضي الله عنه) قال: لمَّا قدِمَ رسولُ اللَّهِ (ﷺ) المدينةَ، انجَفلَ( ) النَّاسُ قبلَهُ، وقيلَ: قد قدمَ رسولُ اللَّهِ (ﷺ)، قد قدمَ رسولُ اللَّهِ، قد قدمَ رسولُ اللَّهِ ثلاثًا، فَجِئْتُ في النَّاسِ… فَكانَ أوَّلُ شيءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ، أن قالَ: (يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ)( ). موضحا الطريقَ الآمنَ الذى يوصل إلى جنة الرحمن التى عرضها كعرض السماوات والأرض أُعدَّت للمتقين الذين يتقون ربهم فى كل أمورهم، ويوقنون بأن المال الذى أعطاه الله إياهم هو مال الله، وهم مستأمنون عليه لإنفاقه فى أوجه الخير التى تُرضِيه سبحانه.
ومن الأمور التى يجب أنْ نُذَكِّر أنفسنا بها أنه:
• يجب أن يكون المال المنفق على هذه الموائد من حلال.
• وأن يكون خالصًا طيِّبًا لا تشوبه شائبة، لأن الله (عز وجل) طيبٌ لا يقبل إلا طيِّــــبًا، يقول تعالى: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَىْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (آل عمران:٩٢).
• وأن يكون معلومَ المصدرِ، وبالتالى فلا يجوز أن ينفق عليها من أموال محرمة كالربا والسرقة والنهب والاختلاس، أو من أموال كسبت بطريقة غير مشروعة كالاتجار فى المخدرات، أو الرشوة، وغيرهما من المصادر التى يحرمها الله..!! تلك الأشياء التى لا يقبلها الله ولا يثيب عليها، بل يعاقبُ فاعِلَهَا يوم القيامة.. ومن يقترب من بعض هذه الموائد المشبوهة وهو عَالِمٌ بمصدرها يدخل فى دائرة من يأكلون السحت والحرام.
• كما يجب على مَنْ يُقيم هذه الموائد أن يتحرى الأمانةَ والحلالَ فيما يُقدمه من طعامٍ، وأنْ يكون من أجود الأصناف، لأنها تُقدم لضيوف الحنان المنان. 
• وعليه أن يبتعد عن الرياء والتفاخر والتباهى بها، أو أن يجعلها سُلَّمًا للتـرقى لنيل مغانم الدنيا الزائلة. وليعلم أنَّ مَنْ أفطر صائمًا له مثل أجر الصائم دون أن ينقص مِن أجر الصائم شيئًا.
كما أدعو المقتدرين فى مصر وفى كل مكان ألا ينسوا أهلنا المستضعفين في فلسطين، وفي غيرها، وأن يتوسعوا فى إقامة مثل هذه الموائد طوال العام، لتكون ملجأ للفقراء والمساكين الذين لا يجدون الغذاء ولا حتى الدواء ولا الكساء.. 
وعلى كل من جادت نفسه الطيبة لإقامة مثل هذه الموائد أن يوقن بأن الفضل بيد الله يؤتيه مَن يشاء، والله واسعٌ عليمٌ.. (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران ٢٦).
أيها المسلمون:
لنجعل العمل التطوعي جزءًا من حياتنا، ولنغرسه في قلوب أبنائنا، فمهما كان العمل صغيرًا، فإن أثره عظيم عند الله. فاللهم اجعلنا من المتطوعين في سبيلك، الساعين في نفع عبادك، المحسنين إلى خلقك. اللهم حبب إلينا فعل الخيرات، ووفقنا لما تحبه وترضاه.  
أدعو الله القدير الرحيم الحنان المنان أن يشرح صدوركم ويكثر خيركم ويبارك في ذرياتكم ويجعلكم خيرا وسعدا وسعادة ونورا يسير على الأرض  
اللهم اجبر خاطركم جبرا يليق بجلال الله وكماله وجماله وعزه وعزته.. اللهم أدخل عليكم وعلى أهليكم وأنجالكم وأحفادكم وذراريكم أجمعين الفرح والسرور والسعادة العامة التامة الكاملة الشاملة الدائمة إلى يوم الدين
نسأل الله السلامة لنا ولأولادنا، ولمجتمعنا ولشعبنا..اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..وأقم الصلاة.
خادم الدعوة والدعاة د/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
 والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: [email protected]
 
يُرجي من السادة الأئمة والدعاة متابعة الصفحة الرسمية، وعنوانها: 
(الدكتور أحمد علي سليمان)؛ لمتابعة كل جديد
 

لقراءة الخطبة أو تحميلها كاملا يرجي تحميل الخطبة من ملف pdf بالأعلي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »