خاطرة طبيب الغلابة وحسن الخاتمة لوزير الأوقاف
خاطرة
طبيب الغلابة وحسن الخاتمة
د محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف
مرت جنازة على سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأثنى الناس عليها خيرا ، فقال ( صلى الله عليه وسلم ) ؛ ” وجبت ” ، ثم مرت جنازة أخرى فأثنى الناس عليها شرا ، فقال ( صلى الله عليه وسلم ) :” وجبت ” ، فقالوا : وما ” وجبت ” يا رسول الله ؟ فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : ” أما الأول فأثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة ، وأما الآخر فأثنيتم عليه شرا فوجبت له النار ، أنتم شهداء الله في الأرض ” .
لم نسمع ولَم يسمع أحد ممن نعلم أن الطبيب محمد مشالي المعروف بطبيب الغلابة لم يسع إلى مال أو جاه أو شهرة ، وظل طوال حياته بعيدا عن الأضواء إلى أن شاءت إرادة الله أن تجعل منه نبراسا مضيئا وعلما على العطاء والتفاني في خدمة الفقراء والمحتاجين والمكروبين ، ومعلوم أن من فرج عن إنسان كربة فرج الله عز وجل عنه كربة من كرب يوم القيامة .
ولعل أجمل ما في الأمر هو حسن خاتمة الرجل وما ناله من دعوات الصالحين ، مما بجعل من عطائه مثلا يحتذى ، نسأل الله العلي العظيم أن يجزيه خير الجزاء ، وأن يتغمده بواسع رحمته ، وأن يسكنه فسيح جناته ، وأن يغفر لنا وله ، وأن يهدينا إلى سواء السبيل ، وأن يوفقنا لعمل صالح يقبضنا عليه غير ضالين ولا مضلين ولا مغيرين ولا مبدلين ، وعلى هدى وسنة نبينا وحبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم )سائرين .