الأوقاف
بالصور منارة جديدة تحلق في سماء أسيوط، بافتتاح مسجد أبو شقة، غرب مدينة أسيوط
إعمارًا لبيوت الرحمن.. وفي إطار حرص وزارة الأوقاف على صيانة وعمارة بيوت الله عز وجل مبنى ومعنى، و بتوجيهات مباركة من معالي وزير الأوقاف ا. د/ أسامة السيد الأزهري، وبرعاية وكيل وزارة الأوقاف الدكتور/ محمود سعد شاهين، وإشراف مدير عام الدعوة بالمديرية الشيخ/ محمد عبد اللطيف محمود، تم اليوم الجمعة: 15 نوفمبر 2024
افتتاح مسجد أبو شقة، غرب البلد، مدينة أسيوط، بعد صيانته وتطويره.
جاء ذلك بحضور:
الشيخ/ إسماعيل محمد إسماعيل، مدير إدارة غرب المدينة، نائبا عن الدكتور/ محمود سعد شاهين وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، في افتتاح المسجد، والشيخ/ إبراهيم عبد الحميد إبراهيم، مفتش بالإدارة.
وقد شارك بالحضور/ السيد النائب/ محمد حمدي الدسوقي.
عضو مجلس النواب.
هذا وقد أدى خطبة الجمعة الشيخ/ إسماعيل محمد إسماعيل، مدير الإدارة،
والتي بعنوان : ” المال العام وحرمة التعدي عليه” وقد بين فضيلته نقاطًا هامة حول هذا الموضوع منها:
من الأصول القطعية في ديننا تحريم المكاسب الخبيثة، وإن من أقبح المكاسب المحرَّمة استغلال الفرص من وظيفة أو غيرها لسرقة المال العامّ، أو الاعتداء عليه بأي وسيلة كانت، وبأي طريقة عرَضَت، يقول جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ)[النِّسَاءِ: 29]، فمالُ الدولةِ الأصلُ فيه الحرمةُ؛ لأنه مِلْك للأمة جميعا، ومَصْرِفُه للنفع العامّ، والمصالح المشتركة، فمَنْ تولَّى وظيفة أيا كانت، فهو مسئول أمام الله -جل وعلا- عن كل ما خُوِّلَ فيه، لا يجوز له أن يتصرف في صغير ولا كبير ولا جليل ولا حقير إلا وَفْقَ شرع الله -جل وعلا-، وما اقتضته الأنظمةُ التي نُظِّمَتْ لتحقيق المصالح العامة للأمة، والمنافع المتنوعة للكافة؛ فالتفريط في أي مال يتبع الجهةَ التي تولاها أيُّ مسئول، التفريطُ في ذلك جريمة في نظر الشرع المطهَّر، ويلحق بذلك المحاباة لأحد من أجل قرابة أو صداقة أو منفعة شخصية، فذلكم في حكم السرقة من المال العام، ومن الفساد في البلاد، والخيانة لولي أمر المسلمين، بل للمجتمع ككل؛ لما يترتب على هذه الخيانة من المخاطر التي تهدد أمن المجتمع واقتصاده، وتطوره وازدهاره ورخاءه، يقول جل وعلا: (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 161]، يقال: “غل الرجل فهو يغل” إذا خان، فالإغلال هو الخيانة للأمانة في المسئولية بشتى صورها، وتُطلَق خاصة على السرقة من المال العامّ، بجميع الأشكال، قال سبحانه: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا)[الْأَعْرَافِ: 56].
ولا صلاح للمجتمع في أمور معاشه إلا حين يقوم الجميع بالأمانة خير قيام، ويتعاون الكل على حفظ المال العامّ بكل وسيلة متاحة، قال جل وعلا عن نبيِّه يوسف: (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)[يُوسُفَ: 55]، وقال عن إحدى ابنتَيْ شعيب: (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)[الْقَصَصِ: 26].
وإن استغلال الوظيفة أو غيرها؛ للأخذ من المال العام بغير حِلِّه من كبائر الذنوب، وقبائح الأمور، قال صلى الله عليه وسلم: “إن رجالًا يتخوَّضُون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة”(رواه البخاري).
واختتم فضيلته خطبة الجمعة قائلًا: إن الاعتداء على المرافق العامة؛ كالطرق والمحاور المرورية، أو التيار الكهربائي وغيرها من المرافق بتخريبها أو سرقتها أو بأي نوع من أنواع الاعتداء؛ عمل مُحَرَّم شرعًا، وفعل مُجَرَّم قانونًا؛ وفاعل ذلك آثم شرعًا، ويجب على ولي الأمر الضَّرْب على يده بالعقوبة الرادعة له ولأمثاله.
وقد تم الافتتاح في جو من الفرح والسرور من رواد المسجد، .ودامت بيوت الله عز وجل عامرة بذكره.
إتبعنا