الأوقاف
انعقاد جلسات الدوار بقرية دمنهور مركز منفلوط بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة بأسيوط بعنوان ” الزواج المبكر للبنات واضراره “
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وبإشراف الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية، ومتابعة الشيخ محمود جميل محمود، مدير التدريب، انعقدت اليوم الأربعاء الموافق 4 ديسمبر 2024، جلسة حوارية تناولت قضية “العنف ضد الزواج المبكر للبنات وأضراره”، وذلك بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة. وقد أُقيمت الجلسة بقرية دمنهور مركز منفلوط،
استهل فضيلة الشيخ عبد العزيز عبد العظيم محمد حديثه بالقول إن الإسلام قد جعل من الزواج ميثاقًا غليظًا يقوم على التفاهم والرحمة والمودة، وهو ما نص عليه الله سبحانه وتعالى في قوله: *﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾* (الروم: 21). وأشار إلى أن تحقيق السكينة والمودة في الزواج يستلزم النضج الجسدي والعقلي والنفسي، وهي شروط لا تتحقق في الزواج المبكر الذي يُفرض على الفتاة قبل أن تكون مستعدة لتحمل مسؤوليات الحياة الزوجية.
وأوضح فضيلته أن الزواج المبكر يتنافى مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي تهدف إلى الحفاظ على النفس والنسل والعقل. واستشهد بقول النبي ﷺ: *”يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء”* (رواه البخاري ومسلم). وبين أن الحديث يشير إلى أهمية الاستطاعة، وهي تشمل القدرة البدنية والنفسية والمالية، مما يعني أن الإسلام لا يجيز الزواج دون توافر هذه المقومات.
ثم تناول فضيلته الأضرار الاجتماعية والصحية والنفسية التي تترتب على الزواج المبكر للبنات. فمن الناحية الصحية، أشار إلى أن الفتاة الصغيرة قد لا تكون مهيأة جسديًا للحمل والولادة، مما يعرضها لمضاعفات خطيرة قد تؤثر على حياتها. ومن الناحية النفسية، فإن الزواج المبكر يحرم الفتاة من فرصة النضج الفكري والتعليمي، مما يحد من قدرتها على بناء أسرة مستقرة ومتماسكة. كما يؤدي إلى مشكلات اجتماعية مثل ارتفاع معدلات الطلاق والتفكك الأسري.
وشدد الشيخ عبد العزيز على أن الإسلام يرفض الظلم والإجبار في الزواج، حيث قال النبي ﷺ: *”لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا البكر حتى تستأذن”* (رواه البخاري). وأكد أن هذا الحديث يدل على أن رضا المرأة شرط أساسي في الزواج، وأن إجبار الفتاة على الزواج المبكر هو تعدٍ على حقوقها المشروعة.
وفي إطار توجيهات وزارة الأوقاف، أكد فضيلة الشيخ أهمية دور المؤسسات الدينية والمجتمعية في توعية الأسر بخطورة الزواج المبكر، وضرورة الاستثمار في تعليم الفتيات وتمكينهن من تحقيق ذواتهن. وأشاد بالتعاون المثمر بين مديرية أوقاف أسيوط والمجلس القومي للمرأة في تنظيم هذه الجلسة، التي تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بالقضايا المرتبطة بالمرأة والأسرة.
وفي ختام الجلسة، دعا فضيلة الشيخ عبد العزيز إلى تفعيل القوانين التي تجرم الزواج المبكر، وتشديد الرقابة على تطبيقها، مع التركيز على توعية الأسر من خلال المساجد والندوات ووسائل الإعلام. كما دعا إلى الاقتداء بهدي النبي ﷺ في التعامل مع الفتيات، حيث كان النبي ﷺ نموذجًا في الرحمة والعدل، ولم يكن يومًا ليقبل بممارسات تضر بمصلحة الفتاة أو تنتقص من كرامتها.
إتبعنا