الأوقاف
انعقاد جلسات الدوار بأوقاف أسيوط بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة بأسيوط
انعقاد جلسات الدوار بجمعية البر وكفالة اليتيم بقرية عرب الجهة و قريه عرب فزاره بإدارة بالقوصية شرق بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة بأسيوط
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور/ أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور/ محمود سعد شاهين، مدير مديرية أوقاف أسيوط، وبإشراف الشيخ/ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية، وبمتابعة الشيخ/ محمود جميل محمود، مسئول التدريب بالمديرية، انعقدت يوم الأحد الموافق 8 ديسمبر 2024م جلسة حوارية هامة حملت عنوان “المباعدة بين الولادات”، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، في إطار الجهود المشتركة لنشر الوعي المجتمعي وتعزيز الاستقرار الأسري.
الجلسة شهدت حضورًا مميزًا وإقبالًا من المهتمين بقضايا الأسرة والمجتمع. وقد تميزت الكلمات التي أُلقيت خلالها بأسلوبها الراقي وعمقها في تناول موضوع المباعدة بين الولادات من مختلف الزوايا الشرعية، والصحية، والنفسية، والاجتماعية. بدأ الحديث الشيخ محمد رفعت، الذي أشار إلى أن الإسلام دين التوازن والاعتدال، مستشهدًا بقوله تعالى: “وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا” (البقرة: 143). وأوضح الشيخ أن تنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية، بل هي من الأمور التي تدعم استقرار الأسرة وتحفظ صحتها. وأكد أن السنة النبوية دعت إلى الرفق والاعتدال في جميع شؤون الحياة، بما في ذلك رعاية الأم والأطفال، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما خُيِّرَ بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا” (رواه البخاري).
كما أشار الشيخ محمد إلى أن المباعدة بين الولادات تُعد وسيلة لتعزيز صحة الأم والطفل، حيث تسمح للأم باستعادة عافيتها وتوفر بيئة أفضل لتنشئة الأطفال. واستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إن لبدنك عليك حقًا” (رواه البخاري)، مشددًا على أن التخطيط الأسري ليس مجرد خيار شخصي بل هو مسؤولية شرعية ومجتمعية.
من جانبه، تناول الشيخ سيد محمود علي عثمان الجانب الصحي للمباعدة بين الولادات، مبينًا أهمية منح الأم فترات راحة بين الحمل والآخر، وهو ما أكده الطب الحديث كضرورة للحفاظ على صحة الأم وصحة الأجيال القادمة. واستشهد بقوله تعالى: “وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا” (النحل: 80)، مؤكدًا أن استقرار الأسرة يبدأ من صحة الأم ودعمها من قبل الأسرة والمجتمع. كما أوضح الشيخ أن للآباء دورًا رئيسيًا في دعم زوجاتهم وتشجيعهن على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن التخطيط الأسري، مؤكدًا أن مسؤولية تربية الأبناء ورعايتهم تقع على عاتق الزوجين معًا.
وفي نهاية الجلسة، تم التأكيد على أن التعاون بين مديرية أوقاف أسيوط والمجلس القومي للمرأة يمثل نموذجًا مشرفًا للعمل المشترك في خدمة المجتمع. وأشار المحاضرون إلى أهمية مثل هذه الجلسات التوعوية في نشر الوعي بقضايا الأسرة وتشجيع الأسر على تبني القرارات الصحية والمدروسة التي تحقق التوازن والاستقرار. وأوضحوا أن هذا التعاون يعكس حرص وزارة الأوقاف على تعزيز دورها المجتمعي، انسجامًا مع تعاليم الإسلام السامية التي تدعو إلى التكافل وتحقيق الخير للجميع، مستشهدين بقوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ” (النحل: 90).
الجلسة اختتمت بتوصيات هامة تهدف إلى استمرار الجهود التوعوية من خلال عقد المزيد من الورش التدريبية والجلسات الحوارية التي تستهدف تمكين الأسر من اتخاذ قرارات رشيدة ومستدامة. وتم التشديد على أهمية دور المؤسسات الدينية في نشر القيم الإيجابية التي تسهم في بناء مجتمع مستقر ومتماسك، بما يحقق رسالة الإسلام في نشر السلام والسكينة بين الناس.
إتبعنا