الأوقاف
انعقاد الندوة العلمية بأوقاف أسيوط تحت عنوان: “مواجهة الإهدار والإسراف مسئولية دينية ومجتمعية”
انعقاد الندوة العلمية الكبرى بمسجد السلام بقرية بنى مر مركز الفتح تحت عنوان: “مواجهة الإهدار والإسراف مسئولية دينية ومجتمعية”
=============================
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وبإشراف الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية، ومتابعة الشيخ أحمد كمال علي، رئيس الإرشاد الديني بالمديرية.
نظمت مديرية أوقاف أسيوط ندوة علمية كبرى بعنوان: “مواجهة الإهدار والإسراف مسئولية دينية ومجتمعية”، يوم الأحد الموافق 24 نوفمبر 2024، بمسجد السلام في قرية بني مر، مركز الفتح، التابع لإدارة أوقاف الفتح بحري، وذلك بحضور كوكبة من العلماء والدعاة، يتقدمهم الشيخ ناصر محمد السيد علي، مدير المتابعة بالمديرية، والشيخ أحمد عبد المعز مرزوق، مدير إدارة أوقاف الفتح بحري، والشيخ محمد عبد الحميد محمود، مفتش بالإدارة.
بدأت الندوة بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم قدمها الشيخ أسامة عبد المعطي، إمام وخطيب قارئاً ومبتهلا الذي أبهر الحاضرين بصوته العذب وأدائه المميز، مما أضفى أجواء من السكينة والخشوع على الجميع. وفي أجواء إيمانية مهيبة، ارتفعت القلوب خاشعة مع كلمات الله التي تعكس عظمة الدين في توجيه الحياة نحو الاعتدال والرشاد.
ألقى الشيخ ناصر محمد السيد علي، مدير المتابعة بالمديرية، كلمة مؤثرة حملت رسالة واضحة حول موضوع الندوة “مواجهة الإهدار والإسراف مسئولية دينية ومجتمعية”. استهل الشيخ كلمته بتوضيح أن الإسلام دين يدعو إلى التوازن في كل شيء، ويرفض الغلو والتبذير، مستدلًا بقول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأعراف: 31). وأكد أن الإسراف لا يقتصر على الممارسات المالية فقط، بل يشمل كافة مناحي الحياة، مثل استهلاك المياه والطاقة والطعام، وكل ما يؤدي إلى هدر الموارد وإفساد الأرض.
وأضاف الشيخ ناصر أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الإسراف، حتى في الأمور التي قد تبدو بسيطة، مثل الوضوء، حيث قال: “لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جارٍ” (رواه ابن ماجه). وأوضح أن هذا التوجيه النبوي يجسد النظرة العميقة للإسلام في ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية، مشيرًا إلى أن الإسراف يؤدي إلى خسائر فادحة، سواء على مستوى الفرد أو المجتمع، وأن الترشيد هو جزء من شكر النعم الذي أمرنا الله به في قوله: {وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (البقرة: 172).
وأشار الشيخ إلى أن مواجهة ظاهرة الإسراف مسؤولية جماعية، تبدأ من الفرد وتمتد إلى الأسرة والمجتمع. وأكد أن دور العلماء والدعاة هو توعية الناس بخطورة هذه الظاهرة، وبيان أثرها السلبي على المجتمع والبيئة. وأشاد بالجهود التي تبذلها وزارة الأوقاف بقيادة معالي الدكتور أسامة السيد الأزهري في تعزيز هذه القيم من خلال الدروس والخطب والندوات التي تعزز الوعي وتساهم في بناء مجتمع واعٍ ومسؤول.
ثم ألقى فضيلة الشيخ محمد عبد الحميد محمود، مفتش الإدارة، كلمة أضاءت دور وزارة الأوقاف ومديرية أوقاف أسيوط في العمل الدؤوب لتصحيح المفاهيم ونشر القيم الدينية الصحيحة. وأوضح الشيخ أن الجهود المبذولة لا تتوقف عند تنظيم مثل هذه الندوات، بل تمتد إلى تقديم برامج توعية شاملة تستهدف جميع الفئات العمرية، وذلك بالتعاون مع المؤسسات التعليمية والاجتماعية. وأكد أن هذا العمل المنظم يعكس حرص الوزارة على استثمار كل الفرص لترسيخ المفاهيم الإسلامية الصحيحة في المجتمع، بما يعزز الوحدة الوطنية والتكاتف المجتمعي.
اختُتمت الندوة بكلمات رقيقة أطلقها الشيخ أسامة عبد المعطي في ابتهال مؤثر، توجه فيه إلى الله بالدعاء أن يحفظ بلادنا وأن يبارك في جهود كل من يسعى لترسيخ قيم الدين الإسلامي الحنيف.
إتبعنا
