الأوقاف
انطلاق الأسبوع الثقافي بأوقاف أسيوط بمسجد محمد محمود باشا التابع لإدارة أوقاف ساحل سليم
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية السيد الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، انطلقت فعاليات الأسبوع الثقافي بمسجد محمد محمود باشا التابع لإدارة أوقاف ساحل سليم، في يوم الأحد الموافق 10 نوفمبر 2024. كان عنوان هذا الأسبوع هو قوله تعالى: “وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ” (الأنبياء: 30)، وذلك بهدف تسليط الضوء على نعمة الماء وحرمة إهدارها، وكيفية ترسيخ مفهوم الحفاظ على هذه النعمة العظيمة التي تعد أساس الحياة لجميع الكائنات.
بدأت الفعالية بتلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم، تلاها الشيخ مصطفى محمود يوسف، الذي أضفى بتلاوته المميزة أجواء من السكينة والخشوع بين الحضور. وتجمع في المسجد جمع غفير من المواطنين، الذين أظهروا حرصهم على الاستفادة من المحاضرات والمواعظ التي قدمها كبار العلماء والدعاة.
ألقى فضيلة الشيخ أسامة عبد الفتاح محمود، مدير إدارة الإدارات، كلمة أشار فيها إلى الدور الحيوي للماء في حياتنا، مؤكدًا على أن الله سبحانه وتعالى قد جعل من الماء العنصر الأساسي للحياة، حيث قال في محكم تنزيله: “وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى” (طه: 53). واستشهد الشيخ بعدة آيات قرآنية وأحاديث نبوية تؤكد على أهمية الماء وضرورة الحفاظ عليه، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جارٍ”، موضحًا أن الإسراف في استخدام الماء يتعارض مع مبادئ الإسلام التي تدعو إلى الاقتصاد وعدم التبذير.
كما ركز الشيخ أسامة على أهمية نشر الوعي المجتمعي بأهمية المحافظة على الماء، مشيرًا إلى أن العالم اليوم يواجه تحديات كبيرة تتعلق بموارد المياه، حيث تشهد العديد من الدول نقصًا حادًا في المياه بسبب التغيرات المناخية والإسراف غير المسؤول في استخدام الموارد الطبيعية. وأكد فضيلته على أن الإسلام يدعو إلى حماية البيئة والحفاظ على كل الموارد التي أنعم الله بها على الإنسان، وهو ما يتطلب منا اتباع سلوكيات رشيدة واستخدامًا مسؤولًا للماء في حياتنا اليومية.
ثم تحدث الأستاذ الدكتور مرسي محمد حسين، عميد كلية أصول الدين الأسبق، الذي بدأ كلمته بتقديم شرح مفصل عن البعد الديني والعلمي لأهمية الماء في حياة الإنسان. وأوضح أن الماء هو سر الحياة، وهو العنصر الذي يربط بين جميع الكائنات الحية على وجه الأرض، حيث قال الله تعالى: “وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا” (الفرقان: 48). وأضاف الدكتور مرسي أن الماء يدخل في العديد من العبادات الإسلامية، مثل الوضوء والغسل، حيث يعتبر الماء رمزًا للطهارة والنقاء، وهذا يعكس قيمته العظيمة في الشريعة الإسلامية.
وأشار الدكتور مرسي إلى أن العلماء قد أثبتوا أن الماء يشكل حوالي 70% من كتلة جسم الإنسان، ويلعب دورًا محوريًا في العمليات الحيوية المختلفة، مثل الهضم والدورة الدموية وتنظيم حرارة الجسم. واستطرد قائلاً: “إن الحفاظ على الماء هو مسؤولية دينية وأخلاقية، حيث يُعتبر التبذير فيه تعديًا على حقوق الآخرين وحقوق الأجيال القادمة”. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى سعد بن أبي وقاص يتوضأ بإسراف، فقال له: “ما هذا الإسراف يا سعد؟” فرد سعد: “أفي الوضوء إسراف؟” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “نعم، وإن كنت على نهر جارٍ”.
وأكد الدكتور مرسي أن الإسلام يضع قواعد واضحة للاقتصاد في استخدام الموارد وعدم الإسراف فيها، حتى ولو كانت متوفرة بوفرة، مما يدل على أهمية الحفاظ على الماء وضرورة ترشيد استهلاكه. وأضاف أن التحديات البيئية التي نواجهها اليوم، مثل تغير المناخ والجفاف، تزيد من أهمية اتخاذ إجراءات فعّالة للحفاظ على الموارد المائية، مشيرًا إلى أن التعاون الدولي والمحلي في هذا المجال يعد أمرًا ضروريًا لمواجهة الأزمات المائية المتوقعة.
وفي ختام الفعالية، أثنى الحضور على الجهود المبذولة في تنظيم هذا الأسبوع الثقافي، الذي يسعى إلى نشر ثقافة الحفاظ على الماء ورفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية هذه النعمة العظيمة. كما وجهوا الشكر لمعالي وزير الأوقاف الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وللسيد الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، على دعمهم المتواصل لمثل هذه الفعاليات التي تهدف إلى توعية المجتمع وترسيخ القيم الإسلامية.
إتبعنا