المنزلق الثالث بقلم : الشيخ حسن عبد البصير
قلنا أنه حينما اجتمعت ثلاثية النهوض في حرب العاشر من رمضان _ وأعني بها الإسلام ، العروبة ، الوطن وتحققت المعجزة بانتصار الحق على الباطل وانكسرت شوكة الصهيو أمريكية ومنيت بأول هزيمة منذ ذلك الوقت بدأت خطة إمبريالية غربية بقيادة أمريكا على منع تكرار هكذا وحدة . وبدأ التخطيط للمنزلق الثاني وهو إخراج مصر من المعادلة العربية عن طريق كامب ديفيد. ولم يكتف بذلك بل تم التخطيط لتقسم الأوطان وتمزيقها ونشر النعرة الطائفية بين المواطنين. ولا يفوتني أن أنبه على الخطأ الذي وقع فيه الرئيس المغفور له السادات الذي دفعه الرفق بأبناء الوطن من كثرت ماعانوا من الحروب والويلات ان يبحث لهم عن سلام ولو كان أقرب لشق الصف العربي .بل لا يفوتني أن أنبه على إخلاء المنطقة من المجاهدين وإرسالهم إلى أفغانستان لاسقاط الاتحاد السوفيتي لصالح أمريكا بسلاح أمريكا واموالها مما صب في مصالح إسرائيل وللأسف شارك الإخوان وغيرهم من الذين يعانون مراهقة فكرية وسياسية في ذلك الأمر . والتي نتج عنه 30 قاعدة أمريكية في الخليج وتمدد إسرائيل في لبنان. كانت هذه مقدمات المنزلق الثالث وبدأ المنزلق الثالث مع كفران الشعوب بأوطانها نتاج استبداد مورست فيه كل ألون القمع والتعذيب . وتعامت الشعوب عن أصل الاستبداد وهو الغرب المستعمر الذي يمد المستبدين بأدوات التعذيب ويستر عليهم مادام ذلك في مصلحتهم . وبدأت الشعوب تلجأ للعدو الرئيسي باعتباره مخلصا _ تلجأ للغرب وامريكا لتخلصها من المستبدين. وبدأ الأمر بالعراق التى دخل على دبابات الأمريكان شراذم من الليبراليين والعلمانيين واليساريين بل والإسلاميين لاسقاط النظام العراقي وبدت الشعوب كمن يحتفي بالقتلة – أو كما قال شوقي :الرمية تحتفي بالرامي . ونتاج ذلك لا خرجت العراق من الاستبداد ولا نجت من براثن الطائفية المقيتة، بل وقعت تحت احتلال مقيت قسم العراق وأحرق حاضرة الخلافة بغداد العباسيين .وسلمها للصفويين الجدد في طهران وشاع القتل على الهوية وضاعت العراق وقضي على جيشها كمقدمة للقضاء على كل الجيوش العربية واحدا تلو الأخر وما زالت المحاولات متكررة ولكننا لا نقرأ التاريخ . إن ثمن العولمة ومابنيت عليه تفتيت الأوطان وهدم الجيوش كسلسلة بدأت من تفتيت الاتحاد السوفيتي ولم تنته عند العراق ولن تنتهي عند سوريا .
حفظ الله مصر