الأوقاف
“المعاملات المحرمة وأثرها السلبي على الفرد والمجتمع”، دروس دينية بأوقاف أسيوط
ألقت الواعظة رشا على محمد درسًا بعنوان “المعاملات المحرمة وأثرها السلبي على الفرد والمجتمع”.”
=======================
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وتحت إشراف الشيخ محمد عبد اللطيف، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية، قدمت الواعظة الفاضلة رشا علي محمد درسًا قيمًا بعنوان “المعاملات المحرمة وأثرها السلبي على الفرد والمجتمع”. تناولت فيه مفهوم المعاملات المحرمة من منظور إسلامي عميق، مستندة في سردها إلى الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
استهلت الواعظة حديثها بتعريف المعاملات المحرمة، موضحة أنها تشمل كل الأنشطة التجارية والمالية التي تتعارض مع تعاليم الشريعة الإسلامية وتؤدي إلى الإضرار بمصلحة الفرد والمجتمع على حد سواء. واستشهدت بقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ” (النساء: 29)، مشيرة إلى أن الإسلام يحث على كسب المال بالطرق المشروعة ويحرم الكسب من الطرق المحرمة مثل الربا، والغش، والاحتكار، والسرقة.
ثم تطرقت إلى الأثر السلبي لهذه المعاملات على الفرد، حيث تؤدي إلى ضعف الإيمان وزوال البركة من المال المكتسب بطرق غير مشروعة. وأكدت أن الكسب الحرام لا يجلب لصاحبه سوى الهم والغم، وأوردت حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به” (رواه الطبراني)، مشددة على أن المال الحرام يحرم صاحبه من بركة المال، ويعرضه لعذاب الله في الدنيا والآخرة. كما حذرت من أن قبول الأموال المكتسبة من طرق محرمة يجعل دعاء الإنسان غير مقبول عند الله، وذلك لما رواه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: “إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا” (رواه مسلم).
وانتقلت الواعظة إلى الحديث عن الأثر السلبي للمعاملات المحرمة على المجتمع، موضحة كيف تسهم هذه الممارسات في انتشار الفساد وغياب العدالة الاجتماعية، مما يؤدي إلى تفكك المجتمع وزيادة الفجوة بين طبقاته. وأوضحت أن انتشار الربا والغش التجاري يؤدي إلى زيادة الفقر وانعدام التكافل الاجتماعي، مستدلة بقوله صلى الله عليه وسلم: “لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه” (رواه مسلم). وأكدت أن هذه الأعمال تؤدي إلى محق البركة من المال والمجتمع بأسره، حيث قال تعالى: “يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ” (البقرة: 276).
وختمت الواعظة الدرس بالدعوة إلى التقيد بتعاليم الإسلام في التعاملات المالية والابتعاد عن الكسب الحرام، وحثت الحضور على التحري عن مصادر الرزق الحلال، مستدلة بقوله تعالى: “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ” (الطلاق: 2-3). كما أوضحت أهمية استحضار رقابة الله في كل معاملاتنا المالية وتجنب الوقوع في الفتن والمغريات التي قد تدفع الشخص إلى ممارسة الكسب المحرم.
وفي الختام، أشادت الواعظة الفاضلة بالجهود المبذولة من قبل وزارة الأوقاف في نشر الوعي الديني وتوضيح المفاهيم الإسلامية الصحيحة، ودعت الله أن يحفظ بلادنا من كل سوء، وأن يرزقنا جميعًا المال الحلال والعيش الكريم. كما أكدت على أهمية هذه الدروس في توجيه الأفراد نحو السلوك القويم والابتعاد عن المعاملات المحرمة التي تضر بالفرد والمجتمع، وتعزز من تماسك المجتمع وتعاون أفراده على البر والتقوى.
إتبعنا