القدس لنا .. عروبة القدس أمر لا يقبل العبث أو التغيير
الداعية الإسلامية “أمانى الليثى” : عدم تلبية نداء المقدسيين بزيارة القدس ليست خيانة
الداعية الإسلامية “أمانى الليثى”: لا مانع إطلاقا من تهديد الكيان الصهيونى مع المقاطعة الاقتصادية
حوار : محمد الزهيرى
هبَّة قوية قامت بها الشعوب العربيَّة والإسلامية وأحرار العالم رافضة ما أعلنه ، الرئيس الأميريكى “دونالد ترامب” ، نهاية العام الماضى ، بأن القدس عاصمة لإسرائيل .
وصوب الجميع أنظارهم تجاه المؤسسة الإسلامية العالمية الكبرى ، الأزهر الشريف ؛ منتظرين رد الإمام الأكبر “أحمد الطيب” ،شيخ الأزهر ، وعلماء الأزهر الشريف ، فجاء المؤتمر العالمى “نصرة القدس” بقيادة شيخ الأزهر ، وبالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين ، وبرعاية رئيس الجمهورية السيد “عبد الفتاح السيسى” ، والذى حضره عدد كبير من العلماء ،ورجال الدين، والمفكرين ،والكتاب، من أكثر من 86 دولة ؛ ليؤكد للعالم أن الأزهر بذل ويبذل جهوده لنصرة القدس ، وأن عروبة القدس أمر لا يقبل العبث أو التغيير ، وعن أثر هذا المؤتمر فى نفوس الجميع أجرت “صوت الدعاة” حوارا مع الداعية الإسلامية “أمانى الليثى” .. وإليكم نص الحوار ..
– نود أن تحدثينا عن أثر مؤتمر الأزهر علي القضية الفلسطينية خاصة والشأن العربي والإسلامي عامة .
بكل تأكيد لما أن للأزهر مكانة عربية وإسلامية في قلوب المسلمين ، في الدول الاسلامية خاصة ، والعالمية عامة ، فإن مؤتمر الأزهر كان له صدى واسع علي المستوي الإقليمي والدولي في مناصرة قضية القدس ، وهذا له أثر كبير في عرض وتثبيت قضية القدس في قلوب أبناء الأمة العربية والاسلامية ، فنحن علي ثقة أن الأزهر سيبذل أقصي مافي وسعه في المرحلة القادمة لمناصرة الأقصى ، وسيكون له دورا إيجابيا ملموسا في القضية الفلسطينية خاصة ، والمقدسات الاسلامية بوجهة عامة، وخصوصا بعد ما رأينا البيان الختامي لمؤتمر الأزهر الأخير ، وتشديده علي مناصرة القضية الفلسطينية بكل الطرق من خلال الدعم المادي المعنوي ، وجعل عام 2018 هو عام الأقصي ، وتدريس قضية القدس والتعريف بها في شتي مراحل التعليم المختلفة .
– ما أثر هذا المؤتمر علي قرار ترامب وعلي الكيان الصهيوني؟
مؤتمر الأزهر كان له صدي واسع علي مستوي العالم ، وكان المؤتمر بمثابة دعم وتأييد وتوحيد الكلمة علي مستوي الشعوب العربية والإسلامية ، أما تحديدا أثره علي قرار ترامب، والكيان الصهيوني ، إن لم يكن أثره ظاهرا الآن علي القرار فهو يعد بمثابة نشر القضية، وتدويلها للرأى العالمي ، وبيان موقف المسلميين والعرب من تمسكهم بأقصاهم ، وأنهم علي قلب رجل واحد تجاه قضاياهم العربية ، ومقدساتهم الدينية .
– كيف ترون وقوف عنصري الأمة العربية مسلمين ومسحيين جنبا إلى جنب في هذا الموتمر ؟وما أثرهذه الوحدة علي الجماعات الإرهابية قبل الإسرائليين؟
– هذا التلاحم الذي ظهر بقوة بين عنصري الأمة بمؤتمر الأزهر ، لا شك يعد ضربة قوية لأصحاب الفتن المتطرفة عامة ، وعلي الكيان الصهيوني خاصة ؛ لأنهم يسعون دائما لبث النزاع ، والتفرقة ، والوقيعة بين عنصري الأمة ، فجاء هذا التلاحم العظيم حول القدس في مؤتمر الأزهر كرسالة قوية ، موجهة لكل هؤلاء أنهم لم ولن يستطيعو أن يفرقوا وحدتنا العربية بسبب اختلاف العقيدة أو الدين .
– هل عدم استجابتنا لنداء المقدسيين ورئيسهم بزيارة الأقصى يعتبر خيانه؟
– لا يستطيع أحد أن يشكك في مكانة القدس الدينية ، ومحبتنا جميعا والاشتياق الي زيارته والصلاة فيه، بِمَا له من فضل كبير وعظيم في شريعتنا الاسلامية ، حيث أنه أولي القبلتين ، وثالث الحرمين ، ومسري نبينا ، صلى الله عليه وسلم ، وأن الصلاة فيه كما ورد عّن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، تعد 500 صلاة من المساجد الأخري .. ومع هذا كله فأنا أري من وجهة نظري الشخصية أن الذهاب الي الأقصي في هذا الوقت الحالي هو إقرار بهذا الاحتلال الغاشم ؛ لأنه بطبيعة الحال من يريد الذهاب الي القدس لا بد أن يستخرج موافقه أو تصريح من الكيان الصهيوني ، حتي يتم السماح له بالدخول للقدس ، وزيارة المسجد الأقصي ، وهذا من وجهة نظري يعد اعترافا بهم ، واعترافا باغتصابهم للقدس ، فأنا لا أري عدم الذهاب الآن إلي الأقصي يمثل اي خيانة ، ومن أراد الأجر بفضل الصلاة فأمامه مكة ، فيذهب للمسجد الحرام ، والصلاة فيه ب100الف صلاة فيما سواه ، أو أمامه مدينة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فالصلاة في مسجد النبي ب1000 صلاة فيما سواه من المساجد ، كما ورد عّن النبي ، صلى الله عليه وسلم .
– هل اُسلوب الإثارة والتهديد والوعيد للكيان الصهيوني حل للقضية؟
كل الوسائل لا بد وأن تكون متاحة لمواجهة عدة الغطرسة ، والاعتداء علي المقدسات العربية ، والاسلامية ، بمعني أن نلجأ بكل الطرق والوسائل التي ترد وتمنع هذا الكيان الصهيوني ، عّن الاعتداء علي مقدساتنا العربية، والاسلامية ، فلا مانع إطلاقا من التهديد ، مع المقاطعة الاقتصادية ، وتدويل الأمر دوليا ، حتي نتمكن من رد هؤلاء ، واعتدائهم علي المقدسات العربية والاسلامية
. -تابع هاشتاج مؤتمر الأزهر أكثر من نصف مليار من رواد مواقع التواصل .. فما دلالة ذلك من حيث العبء الثقيل الذى يتحمله الأزهر والآمال التى يعلقها العرب والمسلمون على قادة الأزهر؟
هذا يدل ويبرهن عن مدي المسؤولية الكبري الملقاة علي عاتق تلك المؤسسة الكبري العالمية ، وهي موسسة الأزهر الشريف ، وهذا يلقي بطبيعة الحال بمزيد من المسؤولية علي الأزهر ، وقادته، وعلمائه ، ويبرهن ، أيضا ، بشكل واضح عن مدي ثقة العالم العربي والاسلامي في موسسة الأزهر ، وجعلها مرجعيتها الدينية لهم جميعا ، وأنهم يعولون كثيرا علي تحركاته ، ومايقوم به من دور فعال تجاه القضايا علي مستوي العالم الاسلامي والعربي .