خطبة الجمعة القادمة : الصدق في القول والعمل ، بتاريخ 4 شعبان 1444هـ – الموافق 24 فبراير 2023م.
وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف : الصدق في القول والعمل :
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
و للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
مسابقات الأوقاف
وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف 24 فبراير 2023م.
وتؤكد وزارة الأوقاف على جميع السادة الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة القادمة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير , وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة.
مع ثقتنا في سعة أفقهم العلمي والفكري ، وفهمهم المستنير للدين ، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة .
نسأل الله العلي القدير أن يجعل عودة صلاة الجمعة فاتحة خير ، وأن يعجل برفع البلاء عن البلاد والعباد.
عن مصرنا العزيزة وسائر بلاد العالمين ، وألا يكتب علينا ولا على أحد من خلقه غلق بيوته مرة أخرى.
لقراءة خطبة من الأرشيف كما يلي:
خطبة الجمعة القادمة 25 سبتمبر 2020م : الصدق في الأقوال والأفعال والهمم ، بتاريخ: 8 من صفر 1442هـ – 25 سبتمبر 2020م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير : الصدق في الأقوال والأفعال والهمم :
لتحميل خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير : الصدق في الأقوال والأفعال والهمم ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير : الصدق في الأقوال والأفعال والهمم ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير : الصدق في الأقوال والأفعال والهمم : كما يلي:
العنصر الأول: الترغيب في الصدق
العنصر الثاني: من أنواع الصدق
العنصر الثالث: حاجتنا إلى الصدق
المـــوضــــــــــوع
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.[التوبة: 119] ( آل عمران: 159). وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له ؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ؛ الملقب بالصادق الأمين ؛ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين . أما بعد :
عباد الله: لقد رغب الإسلام في الصدق وحث عليه في مجالات الحياة كلها واهتم به اهتماماً كبيراً؛ ولأهمية الصدق والعناية به في شئون الحياة كلها تضافرت نصوص القرآن والسنة في الحث عليه والتحلي به؛ فقد ورد لفظ (الصدق) في القرآن الكريم في ثلاثة وخمسين ومائة (153) موضعاً ؛ والأنبياء عليهم السلام كلهم موصوفون بالصدق، قال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا} [مريم: 41]. وقال: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا}[مريم: 56]. وَوُصِفَ يوسف عليه السلام بالصدق حينما جاءه الرجل يستفتيه فقال: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ} [يوسف: 46]. وأمر الله رسوله – صلى الله عليه وسلم – أن يسأله أن يجعل مدخله ومخرجه على الصدق: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} [الإسراء: 80]، وقد كان- صلى الله عليه وسلم – مشهوراً بالصدق قبل البعثة وبعدها؛ فكان يلقب قبل البعثة بالصادق الأمين؛ وبعد البعثة المباركة كان تصديق الوحي له مدعاة لأن يطلق عليه أصحابه «الصّادق المصدوق».
ولأهمية الصدق والحث عليه أمر الله المؤمنين أن يكونوا دوماً في زمرة الصادقين؛ فقال: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.[التوبة: 119] . فالصدق طمأنينة للقلب ؛ وفي ذلك يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :” دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ “.( النسائي والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح).
فالصدق طمأنينة ؛ أي: يطمئن إليه القلب ويسكن، والكذب ريبة؛ أي: يقلق القلب ويضطرب .
وفي مقابل ترغيب الإسلام في الصدق؛ فقد رهب الإسلام من الكذب وشنع القرآن على كل من كذب وخلف وعده وخان؛ بل عده الرسول صلى الله عليه وسلم من خصال المنافقين؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ؛ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ؛ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ.”(متفق عليه).
بل إن الكذب ينافي الإيمان؛ لأن الكذب والإيمان لا يجتمعان في قلب رجل واحد؛ فَعَنْ صَفْوَانَ بْنِ سَلِيمٍ؛ أَنَّهُ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا؟ قَالَ: «نعم» . فَقيل: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلًا؟ قَالَ: «نَعَمْ» . فَقِيلَ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا؟ قَالَ: «لَا» . ثم تلا قوله تعالى: { إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ }. (النحل: 105).(مالك والبيهقي في الشعب).
أيها المسلمون: إن صلاح اللسان صلاح لأعضاء الجسد كلها؛ وفساده فساد لأعضاء الجسد كلها؛ فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مَرفُوعاً قَالَ:”إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ؛ فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا؛ وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا”[ الترمذي بسند حسن ]. وقد ضمن الرسول صلى الله عليه وسلم الجنة لمن حفظ لسانه من خبيث الكلام؛ فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ؛ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “ مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ؛ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ؛ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ ” (البخاري). وعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمْ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ؛ وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ؛ وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ؛ وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ؛ وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ؛ وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ “. (أحمد والبيهقي والحاكم وصححه). وهكذا رغب الإسلام في الصدق ؛ ورهب من الكذب كما جاء في القرآن والسنة .
أيها المسلمون: كثير من الناس يعتقد أن الصدق مقتصر على مطابقة الخبر للواقع؛ أي كذب اللسان أن يُحدِّثَ بخلاف الواقع؛ وهذا أحد أنواع ومجالات الصدق؛ وهناك أنواع ومجالات أخرى للصدق منها ما يلي:
أولاً: الصدق في الأقوال: وهو أشهر أنواع الصدق وأظهرها؛ ومعناه: صدق اللسان في الإخبار، أي مطابقة الخبر للواقع؛ فحقٌّ على كلِّ عبد أن يحفظ ألفاظه، فلا يتكلم إلا بالصدق؛ وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم الصمت – إذا كان الكلام يجلب شراً – شعبة من شعب الإيمان ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»(متفق عليه) . قال الإمام النووي – رحمه الله – في رياض الصالحين:” اعلم أنه ينبغي لكل مكلفٍ أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه، لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرامٍ أو مكروهٍ؛ وذلك كثيرٌ في العادة، والسلامة لا يعدلها شيءٌ.”
ثانيًا: الصدق في الأفعال: وهو مطابقة الفعل للقول ؛ بحيث فعله يطابق قوله؛ وبالمثال يتضح المقال: فالمسلم الذي تعلم العلم الشرعي لابد أن يطبقه عمليًا ، كأن يكون المسلم عالماً بحرمة الغيبة وينهى عنها، فهذا لا بدّ أن يصدقّ قولُه عملَه وينتهي هو عن الغيبة قبل أن ينهى عنها، فإن لم ينتهَ لا يكون صادقاً في عمله. قال تعالى: { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} . ( البقرة: 44 ). فكل من يخالف فعلُه قولَه فهو غير صادق في فعله .
ومن أمثلة ذلك – أيضًا- ما حكاه الله لنا من عدم صدق إخوة يوسف عليه السلام في الأقوال والأفعال ، إذ كذبوا قولًا أنه أكله الذئب ؛ وكذبوا فعلًا بالدم الكاذب ؛ فجمعوا بين كذب القول وكذب الفعل، قال تعالى: { وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ * قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ * وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } . ( يوسف: 16 – 18}.
فبكاؤهم فعل كاذب، قصدوا به التعبير لأبيهم عن حزنهم على يوسف الذي أكله الذئب بزعمهم، وهم الجانون عليه إذ ألقوه في الجب. وقصتهم التي أخبروا عنها قصة مفتراة من عند أنفسهم، والذئب بريء من دم أخيهم، فأقوالهم فيها أقوال كاذبة، وتلطيخهم قميص يوسف بدمٍ شاة ذبحوها ليوهموا به صحة ما زعموه من أكل الذئب له فعل كاذب؛ والدم ليس دم يوسف بل هو دم كذب، وهكذا لفقوا عدة أكاذيب قولية وفعلية ليستروا بها ما جنوه على أخيهم.
ثالثًا: الصدق في الهمم: ومعناه : أن يصدق الإنسان في نيته وهمته وعزمه قبل العمل ؛ ليكون العمل صالحًا خالصًا لله وحده لا شريك له ؛ ولا يكون له باعث في الحركات والسكنات إلا الله تعالى، فإن مازجه شوب من حظوظ النفس بطل صدق النية والعزيمة والهمة، وصاحبه يجوز أن يسمى كاذبًا. يقول الله عز وجل : { فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ }. ( محمد:21 )، أي فإذا جدّ الحال وحضر القتال ، فلو أخلصوا النية لله لكان خيرًا لهم ، وفي الحديث ” أول ثلاثة تسعر بهم النار، عالم ، ومتصدق ، وشهيد ” أن الله يقول لكل منهم : ” كذبت ، وإنما قرأت ، أو تصدقت ، أو قاتلت ليقال كذا وكذا ” ( الحديث بتمامه في صحيح مسلم). أي وليس صدقًا في طلب الثواب من الله عز وجل .
وفي ذلك يقول الحسن البصري -رحمه الله-: رحم الله عبداً وقف عند همه؛ فإن كان لله مضى وإن كان لغيره تأخر .
ولهذا كان بعض السلف إذا قيل لأحدهم تعالى نحضر جنازة فلان والصلاة عليه. فيقول له: اصبر حتى أحضر للأمر نية، حتى يوجه بوصلة القلب إلى الله وابتغاء مرضاته!!
وهكذا يجب على الإنسان أن يكون صادق الهمة والنية والإرادة قبل فعل الشيء ؛ وأن يوجه نيته وهمته للإصلاح لا للإفساد.
أيها المسلمون: اعلموا أن قوام المجتمع في التعامل بصدق في جميع مجالات الحياة؛ فكيف يكون لمجتمع ما كيان متماسك، وأفراده لا يتعاملون فيما بينهم بالصدق؟! وكيف يكون لمثل هذا المجتمع رصيد من ثقافة أو تاريخ أو حضارة وأفراده يكذبون ويرجون للكذب؟! كيف يوثق بنقل المعارف والعلوم إذا لم يكن الصدق أحد الأسس الحضارية التي يقوم عليها بناء المجتمع الإنساني؟! كيف يوثق بنقل الأخبار والتواريخ إذا لم يكن الصدق أحد الأسس الحضارية التي يقوم عليها بناء المجتمع؟! كيف يوثق بالوعود والعهود ما لم يكن الصدق أحد أسس التعامل بين الناس؟!
ألا فلنعد إلى ما كان عليه سلفنا الصالح من صدق في الأقوال والأفعال والهمم حتى نكون قدوةً لغيرنا ودعوةً للآخرين إلى الدخول في هذا الدين الحنيف؛ إن فعلنا ذلك فزنا في الدنيا بالسعادة والتراحم فيما بيننا؛ وفي الآخرة بالجنة والثواب العظيم.
أحبتي في الله: إن الإسلام يوصي أن نغرس فضيلة الصدق في نفوس الأطفال، حتى يشبوا عليها، وقد ألفوها في أقوالهم وأحوالهم كلها. فعن عبد الله بن عامر قال: دعتني أمي يوماً، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت: تعال أعطك. فقال لها صلى الله عليه وسلم: ” وما أردت أن تعطيَه؟ ” قالت: أردت أن أعطيَه ثمراً. فقال لها: ” أما أنك لو لم تعطه لكذبت عليه كذبة”.( أحمد وأبو داود والبيهقي بسند حسن).
أختم هذا اللقاء بهذه القصة الجميلة وكيف ربَّى الصالحون الأوائل أولادهم على الصدق لأن فيه النجاة:
قال الشيخ عبد القادر الجيلاني -رحمه الله-: بَنَيْتُ أمري على الصدق، وذلك أني خرجت من مكة إلى بغداد أطلب العلم، فأعطتني أُمِّي أربعين دينارًا، وعاهدتني على الصدق، ولمَّا وصلنا أرض (هَمْدَان) خرج علينا عرب، فأخذوا القافلة، فمرَّ واحد منهم، وقال: ما معك؟ قلت: أربعون دينارًا. فظنَّ أني أهزأ به، فتركني، فرآني رجل آخر، فقال ما معك؟ فأخبرته، فأخذني إلى أميرهم، فسألني فأخبرته، فقال: ما حملك على الصدق؟ قلت: عاهدَتْني أُمِّي على الصدق، فأخاف أن أخون عهدها. فصاح باكيًا، وقال: أنت تخاف أن تخون عهد أُمِّك، وأنا لا أخاف أن أخون عهد الله!! ثم أمر بردِّ ما أخذوه من القافلة، وقال: أنا تائب لله على يديك. فقال مَنْ معه: أنت كبيرنا في قطع الطريق، وأنت اليوم كبيرنا في التوبة، فتابوا جميعًا ببركة الصدق وسببه” ( نزهة المجالس ومنتخب النفائس: الصفوري ) قارن بين ذلك وبين ما يحدث في واقعنا المعاصر: إذا طرق أحد الباب أو اتصل أحد على التليفون يقول الوالد لولده: قل له أبي مش موجود!!! إننا بهذا الشكل نربي أولادنا على الكذب ونطبقه أمامهم عملياً ولا شك أن هذه قدوة سيئة!!فلابد أن نضرب لهم القصص والأمثلة العملية التي تغرس في نفوسهم الصدق حتى يكون سجية وطباعا في تعاملهم مع الله ومع الناس وقبل كل ذلك مع أنفسهم!!
اللهم إنا نسألك الصدق في القول والعمل؛ ونعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق،،،،،،،،
الدعاء…….. وأقم الصلاة،،،، كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف