الدكتور غانم السعيد يكتب: إعلام الأزهر …. اسم للشموخ
كان حلمي في الشباب أن أكون يوما إعلاميا أناصر الحق بقلمي ، أو محاميا أدافع عن المظلوم وأنتصر للعدالة بمرافعتي ، ولكن بتشجيع من زميلي التحقت باللغة العربية ، وفيها لمحت على لوحة ، على باب تقول : (قسم الصحافة والإعلام) فثارت في النفس أشجان وأحزان ، وصرت بدافع الحب للقسم أصاحب منهم كثيرا من الزملاء ، وفي المدينة الجامعية كان من زملائي فيها أد محمود عبد العاطي ، أ.د أحمد زارع ، أ.د عبد الصبور فاضل ، أ.د محمد وهدان ، و د عبد العظيم خضر والصحفي اللامع إبراهيم أبو داه ، وغيرهم ، وكانوا هم الأقرب إلى قلبي من غيرهم . توطدت بيننا العلاقات وتواصلت ، وتعمقت بعدما تم تعييننا معيدين بالكلية ، وصرت أقضي معظم وقتي في قسمهم الذي كنت أشعر بزهو وفخار بتواجدي بينهم ومعهم ، وكان كثير من الزملاء في الأقسام الأخرى يعتقدون أنني من منتسبي قسم الصحافة والإعلام ، وفي محاولة رخيصة من نفوس مريضة يقتلها الغيظ والحقد من وجود قسم للإعلام في جامعة الأزهر صدر قرار من لجنة كانت قد كلفت بالنظر في تحويل القسم إلى كلية وكان قرارا غريبا عحيبا ، فقد ألغت القسم الذي كان يريد منتسبوه تحويله إلى كلية ، وأوصت بإنشاء معهد للدراسات الإعلامية بديلا عنه .
وهب شباب القسم الذين هم شيوخه الآن للدفاع عن عرينهم بكل ما أوتوا من قوة .. وخاضوا معركة شرسة من خلال وسائل الإعلام المختلفة وجهات أخرى، ووجدتني أخوضها معهم حتى تم تحويلي إلى التحقيق من قبل رئيس الجامعة آنذاك .
وتمر الأيام وتكبر الأحلام من جديد ويتحول القسم إلى كلية ، وتنزع من أحضان الأم لتنمو وتشب وتكبر ولكن الحبل السري لا يزال مربوطا والعشق القديم بقي موصولا ، حتى أني فوجئت من غير أن أدري وأنا أسجل بيانات صفحتي على الفيس أنها تقول لي ، أنك أستاذ في كلية الإعلام ، فنظرت إلى الكلمات مبتسما وسحبت أنفاسا عميقة ، وقلت في نفسي : أما لايزال حبك في قلبي واسمك على لسان وأثلة قلمي ، ثم تركتها من غير تصحيح لأن مسكنها في الفؤاد هو الصحيح .
وتأبى الروابط إلا أن تتواصل ، بل وتتعمق ليناديني الشوق إلى مراتع الشباب وأيام الطموح والآمال حينما دعيت لأن أكون عميدا لهذه البنت الفتية، وانتشر الخبر بفعل فاعل لمعرفة ردة الفعل عند أصحاب المصلحة ، وجاءت الردود منشورات ورسائل ومهاتفات تفيض بالمشاعر الصادقة، والحب النقي العميق ، وتدافع خيرة الشباب يبحثون عن القرار ، ويستحثون سرعة الإصدار .
كان المشهد مؤثرا ، والرضا والقبول لي دافعا ، فأدركت بأنه بهذا الحب الصافي سيتحول المستحيل إلى واقع ملموس ، واليأس إلى أمل موعود ، وأدركت أن هذه الكلية بشباب شبوخها وشيوخ شبابها ستصبح باقة كليات الجامعة وستنافس إعلام القاهرة .
وهذا وعد قطعته على نفسي بيني وبين ربي ، إن كلية إعلام الأزهر ستكون خلقا جديدا ، وبعثا مبينا بفضل الطموح والأمل الذي يلوح بريقه في عيون شبابها من الباحثين ، وبحكمة شيوخ علمائها المخلصين .
وإن غدا لناظره قريب .