مقالات وأراء

الدكتور سيد نافع يكتب : نفخ الروح

مرحلة نفخ الروح من المعلوم أنه جاء عن رسول الله العديد من الأحاديث الصحيحة بعضها يذكر الأطوار وبعضها يذكر المدد وبعضها يذكر مرحلة نفخ الروح والجمع بينهم بفهم واعي يتضح الإعجاز النبوي والعلمي وسبق الإسلام العالم في هذا العلم وتتضح دلائل النبوة فمن المأثور والذي يحدد فيه مرحلة نفخ الروح في الجنين بعد 120 يوماً بالتمام والكمال قول الرسول صلي الله عليه وسلم : ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويأمر بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فو الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) (رواه البخاري ومسلم ) فمن الحديث تتضح مرحلة نفخ الروح وهي نفس مدة العدة ولا يعني أن مرحلة النطفة تأخذ اربعين يوما ومرحلة العلقة أربعين أخري ومرحلة المضغة أربعين ثالثة فقد ورد حديث صحيح يوضح أن كل تلك المراحل تحدث في الأربعين ليلة الأولي وبنهايتها تضح معالم وهيئة الجنين البشرية ، لكن قد يعبر عن الجنين في بطن الأم حتي آخر لحظة بلفظ النطفة أو العلقة أو المضغة وما يستفاد من الحديث السابق هو موعد نفخ الروح في الجنين وكذلك القدر المسبق -ومن المأثور الذي حافظ علي ترتيب الأطوار وخلا من المدة ما رواه البخاري عن أبي النعمان وما رواه مسلم عن أنس قال رسول الله : ( إن الله وكل بالرحم ملكاً يقول أي رب نطفة أي رب علقة أي رب مضغة فإذا أراد الله خلقها قال يا رب أذكر أم أنثي ؟ أشقي أم سعيد ؟ فما الرزق ؟ فما الأجل ؟ فيكتب كذلك في بطن أمه ) . *-وما فيه تحديد مدة اتضاح الهيئة الإنسانية ما أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم والبيهقي عن حذيفة ابن أسيد قال سمعت رسول الله بأذني هاتين يقول : ( إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ) ، وفي رواية أخري ( إذا وقعت النطفة في الرحم ومضي عليها خمس وأربعون ليلة قال الملك يا رب أذكر أم أنثي ؟ ) وفي رواية أخري ( يدخل الملك علي النطفة بعدما تستقر بأربعين أو خمس وأربعين ليلة فيقول يا رب أشقي أم سعيد ؟ فيكتبان ، فيقول أذكر أم أنثي ؟ فيكتبان ويكتب عمله وأثره وأجله ورزقه ثم تطوي الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص ) – وفي رواية أخري ( إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها ثم قال يا رب أذكر أم أنثي ؟ فيقضي ربك ما يشاء ويكتب الملك ، ثم يقول يا رب أجله فيقول ربك ما يشاء ويكتب الملك ………باقي الحديث) وذكر أربعين أو اثنتين وأربعين أو خمس أربعين ليلة يحمل علي أن المراد فترة تختلف من حمل لآخر في تلك الحدود وكلها متقاربة تكون قد اتضحت الهيئة البشرية للجنين وتضح الحركة الإرادية للجنين في أربعة أشهر كعلامة محسوسة للتغير المصاحب لنفخ الروح ، والثلاثة أطوار ( النطفة والعلقة والمضغة ) تقع في الستة أسابيع الأولي قبل تكون اللحم والعظام خاصة لعدم ذكر النطفة وبيان منحها كل الأربعين فلو أن الأربعين للنطفة وحدها ولكل من الطورين الآخرين مدة مستقلة مساوية لذكرت بالاسم بياناً لاستمرارها في كل الأربعين ، وقد ورد في حديث حذيفة ابن أسيد ما يدل علي خلق العظام واللحم ( العضلات ) في أول الأربعين الثانية وهذه الرواية تؤكد صريحاً وقوع الأطوار الثلاثة الأولي في الستة أسابيع الأولي ( اثنتان وأربعين ليلة ) وتكون العظام واللحم ابتداء من الأسبوع السابع 3- الاختلاف بين عدة المطلقة والأرملة هو اختلاف بسيط لحكمة ومن الناس من ويقول أن طولها في المتوفي عنها زوجها وهي الأرملة هو وفاء للزوج وهذا صحيح فالمفترض أنها كانت تحيا حياة مستقرة ، لكن الحقيقة أن فترة العدة في الحالتين تكاد تكون واحدة في الحالات الطبيعية والفرق طفيف جداً ، ففي حال الطلاق لا يقع إلا في طهر ثم تحيض المرأة ثم تطهر وهذه واحدة ثم تحيض ثم تطهر وهذه الثانية ثم تحيض ثم تطهر وهذه الثالثة ، وإذا دققنا سنجد أن الفترة تكاد تقترب من عدة المتوفي عنها زوجها فالثلاث حيضات حوالي تسعين يوما وأقصي فترة للطهر قبلها هو حوالي ثلاثة وعشرين يوما فيكون الإجمالي حوالي مائة وثلاثة عشر يوما فتكون المدة تقريبا واحدة لكن ما الحكمة في أنها جاءت مرة بالقروء ومرة بالشهور ؟ الحكمة هي أن الدورة قد لا تكون منتظمة فقد تأتي كل ستة أشهر وبالتالي في حال انتظام الدورة تحسب بالقروء ويكون الأمر يسير تجاه تأكيد عدم وجود حمل ، وفي حال عدم انتظامها يمكن أن تحسب بالشهور وأطول مدة هي أربعة أشهر وعشرة أيام ، ففي حال انقطاع الطمث أقل مدة للتأكد من وجود الحمل من عدمة هو الأربعة أشهر وعشرة أيام ، فالطمث قد يتأخر للحمل وخلافة لكن الأكثر احتمالية هو الحمل وبالتالي الانتظار لحين حدوث حركات ارادية منسقة واضحة . وبالتالي في حال عدم انتظام الدورة وتأخرها لمدد طويلة يتجه بعض الفقهاء في حال الطلاق إلي احتساب العدة كعدة الأرملة وهي أربعة أشهر وعشر أيام حيث قد تصل العدة في حال احتسابها بالقروء إلي حوالي السنة وفي توجههم هذا الكثير من الفهم والصحة , هل هذا التشريع الذي أخذ بكل الاحتمالات بما فيها الحالات المرضية يمكن أن يكون تشريع بشري ؟ حاشاه هل التشريع الذي أخذ بكل الأحوال في الميراث يمكن أن يكون بشري ؟ حاشاه إنما هو تشريع سماوي مكتمل فيه من الإعجاز ما يبهر عقول العلماء والله أعلي وأعلم .

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »