أخبار مهمةشهر رمضان المباركعاجلمقالات وأراء

الدرس السابع عشر : صيانة الأعراض ، مفاتيح الجنان بذكر صفات عبـــاد الرحـمن : للشيخ عمر مصطفي

مفاتيح الجنان بذكر صفات عبـــاد الرحـمن : للشيخ عمر مصطفي  17 رمضان 1444هـ 8 أبريل 2023م

الدرس السابع عشر

صيانة الأعراض

العناصر

أولاً: مكـانة العــرض في الإســـلام

ثانياً :  من وسائل حفظ العرض في الإسلام

ثالثاً :  مسئوليتنا عن حفظ الأعراض

لتحميل الدرس بصيغة word 

لتحميل الدرس بصيغة pdf 

الموضوع

الحَمْدُ لله الدَّاعي إلى بابه، الهادي من شاء لصوابِهِ، أنعم بإنزالِ كتابِه، فيه مُحكم ومتشابه، فأما الَّذَينَ في قُلُوبهم زَيْغٌ فيتبعونَ ما تَشَابَه منه، وأمَّا الراسخون في العلم فيقولون آمنا به، أحمده على الهدى وتَيسيرِ أسبابِه، وأشهد أنْ لا إِله إلاَّ الله وحدَه لا شَريكَ له شهادةً أرْجو بها النجاةَ مِنْ عقابِه، وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه أكمَلُ النَّاس عَملاً في ذهابه وإيابه ، اللهم صلي عليه وعلي آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين . أما بعد :

أولاً: مكـانة العــرض في الإســـلام

عباد الله : مازلنا مع صفات عباد الرحمن ،  قال تعالي : {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} (الفرقان68).

علم عباد الرحمن ما للعرض من مكانة عند الله ، وعند الناس فصانوه ولم يقتربوا منه .

إن الشريعة الإسلامية كرمت الإنسان قال تعالي :{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا }(70)(الإسراء). ولقد كرمنا أولاد آدم بحسن القوام والنطق وتسخير الأشياء، وأعطيناهم الكرامة والعزة إن أطاعوا، وحملناهم فى البر على الدواب، وفى البحر على السفن، ورزقناهم من المستلذات، وفضلناهم على كثير من المخلوقات بالعقل والتفكير تفضيلا عظيماً.(تفسير المنتخب).

ومن تكريم الله للإنسان أن الشريعة راعت كل ما فيه مصلحة الإنسان  ، من كل ما يحفظ له طهره وعفافه وإنسانيته ، فهي شريعة الطهر والعفاف ، وجعلت الحفاظ علي الأعراض وصيانتها من الضرورات الخمس ، وجعلت الاعتداء عليها جريمة تستوجب العقاب .

عباد الله : إن الإنسان يضحي بنفسه وماله وكل ما يملك من أجل عرضه وشرفه وهذه فطرة في الإنسان ، ولم ينكر الإسلام هذه الفطرة بل أقرها ، وجعل المضحي بنفسه في سبيل الدفاع عن عرضه شهيد  فعَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ، أَوْ دُونَ دَمِهِ، أَوْ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»(سنن أبي داود).

فالإنسان الذي يدافع عن ماله، وأهله، ونفسه، وعرضه إنما دافع رجلاً معتدياً صائلاً، لا يندفع إلا بالقتل، فهنا إذا قتل الصائل كان في النار، وإن قتل المدافع كان شهيداً في الجنة.(شرح رياض الصالحين).

إن العرض من أعز ما يملك الإنسان لاسيما المسلم،  بل كان العربُ وهم في جاهليتهم المظلمة أغير ما يغارون على نسائهم وأعراضهم ، فالعرض أغلى من كل شيء، أغلى من المال والجوهر النفيس:

أصــون عرضي بمالي لا أدنســـه    ***   لا بارك الله بعد العرض بالمال

أحتال للمال إن أودى فأجمعه   ***   ولست للعرض إن أودى بمحتال

فما قيمة المال إن ضاعت الأعراض والحرمات، بل ما قيمة الحياة إذا انتهكت الأعراض.

ثانياً :  من وسائل حفظ العرض في الإسلام

عباد الله : إن الإسلام أكد وشدد على حفظ الأعراض والأنساب وحرم كل طريقٍ يؤدي إلى  النيل من الأعراض أو يؤدي إلي اختلاط الأنساب، فأوجب على المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم قال تعالي : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (30)(النور).

 وأوجب على المؤمنات أن يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن،( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)(النور).

 وحذر الإسلام   من الخلوة بالنساء أو الدخول عليهن من غير المحارم، وبين أن هذا العمل مذموم عند الله عز وجل وعند رسوله صلى الله عليه وسلم،  عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ» فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ الحَمْوَ؟ قَالَ: «الحَمْوُ المَوْتُ»(صحيح البخاري).

قوله: «الحمو الموت» . قال النووي: المراد به في الحديث أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه؛ لأنهم محارم للزوجة يجوز لهم الخلوة بها، ولا يوصفون بالموت، وإنما المراد الأخ، وابن الأخ، والعم، وابن العم، وابن الأخت، ونحوهم ممن يحل لها تزويجه لو لم تكن متزوجة ، وجرت العادة بالتساهل فيه فيخلو الأخ بامرأة أخيه. فشبّه بالموت وهو أولى بالمنع من الأجنبي، فإن الخلوة بقريب الزوج أكثر من الخلوة بغيره. والشر يتوقع منه أكثر من غيره، والفتنة به أمكن، لتمكنه من الوصول إلى المرأة، والخلوة بها من غير نكير عليها، بخلاف الأجنبي.(شرح مسلم للنووي)

وسبب مشروعية حد القذف  الحفاظ علي الأعراض قال الله تعالي: { وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (5)(النور). {والذين يَرْمُونَ المحصنات} أي يقذفون بالزنى العفيفات الشريفات {ثُمَّ لَمْ يَأْتُواْ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ} أي ثم لم يأتوا على دعواهم بأربعة شهود عدول يشهدون عليهم بما نسبوا إليهم من الفاحشة {فاجلدوهم ثَمَانِينَ جَلْدَةً} أي اضربوا كل واحدٍ من الرامين ثمانين ضربةً بالسوط ونحوه، لأنهم كذبة يتهمون البريئات، ويخوضون في أعراض الناس {وَلاَ تَقْبَلُواْ لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً} أي وزيدوا لهم في العقوبة بإهدار كرامتهم الإِنسانية فلا تقبلوا شهادة أي واحدٍ منهم ما دام مصراً على كذبه وبهتانه {وأولئك هُمُ الفاسقون} أي هم الخارجون عن طاعة الله عَزَّ وَجَلَّ لإِتيانهم بالذنب الكبير، والجرم الشنيع.(صفوة التفاسير).

ونهي عن إشاعة الفاحشة قال الله تعالي : {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }(19)(النور). {يُحِبُّونَ. .} [النور: 19]. إن الحب عمل قلبي، والكلام عمل لساني، وترجمة عملية لما في القلب، فالمعنى: الذين يحبون هذا ولو لم يتكلَّموا به؛ لأن لهذه المسألة مراحل تبدأ بالحب وهو عمل القلب، ثم التحدث، ثم السماع دون إنكار ، ولفظاعة هذه الجريمة ذكر الحق سبحانه المرحلة الأولى منها، وهي مجرد عمل القلب الذي لم يتحول إلى نزوع وعمل وكلام إذن: المسألة خطيرة ، والبعض يظن أن إشاعة الفاحشة فضيحة للمتهم وحده، نعم هي للمتهم، لكن قد تنتهي بحياته، وقد تنتهي ببراءته، لكن المصيبة أنها ستكون أُسْوة سيئة في المجتمع.

وهذا توجيه من الحق  سبحانه وتعالى  إلى قضية عامة وقاعدة يجب أن تُرَاعى، وهي: حين تسمع خبراً يخدش الحياءَ أو يتناول الأعراض أو يخدش حكماً من أحكام الله، فإياك أنْ تشيعه في الناس؛ لأن الإشاعة إيجاد أُسْوة سلوكية عند السامع لمن يريد أن يفعل، فيقول في نفسه: فلان فعل كذا، وفلان فعل كذا، ويتجرأ هو أيضاً على مثل هذا الفعل، لذلك توعد الله تعالى مَنْ يشيع الفاحشة وينشرها ويذيعها بين الناس {لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدنيا والآخرة. .} [النور: 19] .

والحق  تبارك وتعالى  لم يعصم أحداً من المعصية وعمل السيئة، لكن الأَسْوء من السيئة إشاعتها بين الناس، وقد تكون الإشاعة في حق رجل محترم مُهَابٍ في مجتمعه مسموع الكلمة وله مكانة، فإنْ سمعت في حَقِّه مَا لا يليق فلربما زهّدك ما سمعتَ في هذا الشخص، وزهَّدك في حسناته وإيجابياته فكأنك حرمتَ المجتمع من حسنات هذا الرجل.

وهذه المسألة هي التعليل الذي يستر الله به غَيْب الخَلْق عن الخَلْق، إذن: سَتْر غيب الناس عن الناس نعمة كبيرة تُثري الخير في المجتمع وتُنميه، ويجعلك تتعامل مع الآخرين، وتنتفع بهم على عِلاَّتهم، وصدق الشاعر الذي قال:

فَخُذْ بِعلْمي ولاَ تركَنْ إلىَ عَمِلي … وَاجْنِ الثمارَ وخَلِّ العُودَ للنَّارِ .(تفسير الشعراوي).

ثالثاً :  مسئوليتنا عن حفظ الأعراض

عباد الله : إننا جميعاً مسئولون عن الحفاظ علي الأعراض مسئولية مشتركه بين جميع أبناء المجتمع ، وتتأكد هذه المسئولية عن أبنائنا وبناتنا فهم يحتاجون قبل غيرهم أن نغرس فيهم حب الفضيلة والعفاف لأننا مسئولون عنهم يوم القيامة ،

 فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ: سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، قَالَ: فَسَمِعْتُ هَؤُلاَءِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْسِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»(صحيح البخاري).

 ومن الأمور المؤثرة في حفظ الأعراض و غرس الفضيلة في نفوس أبنائنا وبناتنا قناعتهم العقلية الراسخة بفضل العفة وشرفها ودناءة الفاحشة وحقارتها ، إن غالب الشباب يميلون إلي قناعتهم العقلية و إن كانت عند بعضهم قناعات يغلب  عليها التشويش والخطأ ، فينبغي أن نحدثهم بما يميلون إليه حتي نصل إلي ما نريد من بيان أهمية الفضيلة والحفاظ علي الأعراض   .

وإذا تأملنا وتدبرنا آيات سورة النور التي نحتاج أن نعلم أبنائنا وبناتنا ما فيها من آداب وأحكام ، حتي يتحصنوا بالفضيلة والعفاف ، لوجدنا  أحكامها معللة فهي لا تكاد تذكر حكماً أو وصفاً إلا وتتبعه ببيان سببه أو الحكمة منه، فمن أول آية فيها علل الله سبحانه سبب تنزيلها وفرضها وتمامِ البيان في آياتها بقوله (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (1)، ولما شرع الملاعنة بين الزوجين حين القذف قال سبحانه:( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10) أي ولولا فضل الله عليكم بإنزال حكم الملاعنة بين الزوجين لأُحرجتم وشق عليكم ما شدد الله به في مسألة شهود الزنا فحتى يخف على النفوس قبول مشروعية الملاعنة بين الزوجين بيّن أنها فضل ورحمة، وحين نهى عن قبول قذف القاذف إلا ببينة علل ذلك بأنهم كاذبون (فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (13)، وعلل الأمر بعفو الرجل عمن قذف أهل بيته بالفحش بقوله (أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) (22)، وبعد الأمر بالرجوع إن لم يُؤذن لمن استأذن قال (فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ) (28)، وكرر نفس العلة مع الأمر بغض البصر (ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ) (30)، ونزل النهي عن ضرب المرأة برجلها إظهارا لزينتها (لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ) (31)، وحين ذكر أحكام الزينة للمرأة قال (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (31)، ولما أمر بالصلاة والزكاة وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم قال (لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (56)، وعلل النهي عن مخالفته فقال (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (63)، والسورة أغلبها هكذا أحكامها معللة ،

و قد جاءت السنة بهذا أيضاً فعَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِىَّ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِى بِالزِّنَا . فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا مَهْ مَهْ . فَقَالَ « ادْنُهْ » . فَدَنَا مِنْهُ قَرِيباً . قَالَ فَجَلَسَ . قَالَ « أَتُحِبُّهُ لأُمِّكَ » . قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ . قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأُمَّهَاتِهِمْ » . قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لاِبْنَتِكَ » . قَالَ لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ . قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ » . قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لأُخْتِكَ » . قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ . قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأَخَوَاتِهِمْ » . قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ » . قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ . قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ » . قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ » . قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ . قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالاَتِهِمْ » . قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ « اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ وَحَصِّنْ فَرْجَهُ » . قَالَ فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَىْءٍ .(مسند أحمد).

فإذا أردنا أن نحصن أبنائنا  وبناتنا ونأمرهم بالفضيلة والعفاف وننهاهم عن الرذيلة والفواحش ، فعلينا أن نتحاور معهم نحدثهم بما يفهون لا نجعل بيننا وبنهم حواجز ، بل نبني جسوراً  تقربنا منهم لنحصنهم ونحميهم .

فاللهم احفظ أبنائنا وبناتنا من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، اللهم حصنهم بالفضيلة وجنبهم الرذيلة، اللهم احفظهم من كل مكروه وسوء ، وألهم كل رشد ، وجنبهم كل غي ، اللَّهُمَّ ارزقْنا تِلاوةَ كتابِكَ حقَّ التِّلاوة، واجْعَلنا مِمَّنْ نال به الفلاحَ والسَّعادة. اللَّهُمَّ ارزُقْنا إقَامَةَ لَفْظهِ ومَعْنَاه، وحِفْظَ حدودِه ورِعايَة حُرمتِهِ ، اللَّهُمَّ ارزقْنا تلاوته على الوجهِ الَّذِي يرْضيك عنَّا. واهدِنا به سُبُلَ السلام. وأخْرِجنَا بِه من الظُّلُماتِ إلى النُّور. واجعلْه حُجَّةً لَنَا لا علينا يا ربَّ العالَمِين. اللَّهُمَّ ارْفَعْ لَنَا به الدَّرجات. وأنْقِذْنَا به من الدَّرَكات. وكفِّرْ عنَّا به السيئات. واغْفِر لَنَا وَلِوَالِديِنَا ولجميعِ المسلمينَ برحمتكَ يا أرْحَمَ الراحمين. وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »