أخبار مهمةشهر رمضان المباركعاجلمقالات وأراء

الدرس الثاني والعشرون : حفظ الوقت ، (مفاتيح الجنان بذكر صفات عبـــاد الرحـمن) : للشيخ عمر مصطفي

مفاتيح الجنان بذكر صفات عبـــاد الرحـمن : للشيخ عمر مصطفي ، 22 رمضان 1444 هـ –  13 إبريل 2023م

الدرس الثاني والعشرون

حفظ الوقت

العناصر

أولاً : الوقت ثمين فاعرف قيمته

ثانياً :  لكل وقــت حــــق

ثالثاً : احرص علي أنفاسك

لتحميل الدرس بصيغة word 

لتحميل الدرس بصيغة pdf 

الموضوع

الحَمْدُ لله الدَّاعي إلى بابه، الهادي من شاء لصوابِهِ، أنعم بإنزالِ كتابِه، فيه مُحكم ومتشابه، فأما الَّذَينَ في قُلُوبهم زَيْغٌ فيتبعونَ ما تَشَابَه منه، وأمَّا الراسخون في العلم فيقولون آمنا به، أحمده على الهدى وتَيسيرِ أسبابِه، وأشهد أنْ لا إِله إلاَّ الله وحدَه لا شَريكَ له شهادةً أرْجو بها النجاةَ مِنْ عقابِه، وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه أكمَلُ النَّاس عَملاً في ذهابه وإيابه ، اللهم صلي عليه وعلي آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين . أما بعد :

أولاً : الوقت ثمين فاعرف قيمته

عباد الله : مازلنا نعيش سويا في رحاب القرآن ، مع صفات عباد الرحمن  هؤلاء الصفوة الذين شرفهم الله ونسبهم إلي نفسه لما لهم من أخلاق وأوصاف ارتقوا بها في الدرجات ، واليوم مع صفة أخري لهؤلاء الصفوة ، وهي أنهم يحافظون علي أعمارهم ، ف{لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ}أَيْ لَا يَحْضُرُونَ الْكَذِبَ وَالْبَاطِلَ وَلَا يُشَاهِدُونَهُ ،  {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} لا يقصدون حضوره ولا سماعه، ولكن عند المصادفة التي من غير قصد يكرمون أنفسهم عنه.

فأعمارهم أعز عليهم من أن يضيعوها في مجالس الزور والباطل ، أو مجالس اللغو ، فرأس مالهم الذي يتاجرون به مع الله هو العمر (الوقت ) ، فكيف ينفقوه في الزور أو اللغو ، فعباد الرحمن عرفوا قيمة الوقت فحافظوا عليه .

إن نعمة العمر والأوقات واللحظات والأنفاس يغفل عن قيمتها كثير من الناس.

قال الله عز وجل: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} [إبراهيم:33 – 34]، فتسخير ساعات الليل والنهار من أجل أن نملأ هذه الساعات بالطاعات، ومن أجل أن نسابق الأوقات بالطاعات نعمة من الله عز وجل.

وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} [الفرقان:62].

قال بعض السلف: من فاته طاعة الله عز وجل بالنهار كان له من أول الليل مستعتب، ومن فاته طاعة الله عز وجل بالليل كان له من أول النهار مستعتب.

والله عز وجل أقسم بالفجر وأقسم بالعصر وأقسم بالضحى وأقسم بالليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى، والله تعالى يقسم بما شاء من خلقه ،  من أجل أن يلفت أنظارنا إلى أهمية  المقسوم به،

قال الله عز وجل: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر:1 – 3].

وقال عز وجل: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر:1 – 3].

وقال عز وجل {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى:1 – 3].

وقال عز وجل: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} [الليل:1 – 3].

فالله تعالى أقسم بالزمن وبالوقت وبالعصر وبالضحى وبالفجر وبالليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى من أجل أن يبين لنا قيمة الزمن وقيمة العمر.

ويبين النبي صلي الله عليه وسلم أهمية وقيمة الوقت ، وأن كثير من الناس مغبون مخدوع مضيع له . عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ “(صحيح البخاري).

والمغبون هو: الذي باع شيئاً بأقل من ثمنه، أو اشترى شيئاً بأكثر من ثمنه، وهذا هو الغبن ، فأكثر الناس مغبون في شيئين: في الصحة والفراغ؛ لأنهم لم يعرفوا قيمتها.

ويوم القيامة هو يوم التغابن؛ لكثرة المغبونين في هذا اليوم، فمن أسماء يوم القيامة أنه يوم التغابن قال الله تعالي : {ذَلِكَ يَوْمُ التغابن} أي ذلك هو اليوم الذي يظهر فيه غبن الكافر وخسارته بتركه الإِيمان، وذلك أن المؤمنين اشتروا الجنة بترك الدنيا، واشترى الكفار النار بترك الآخرة، فظهر غبن الكافرين قال الخازن: وأصله من الغبن وهو أخذ الشيء بدون قيمته، والمغبونُ من غُبن أهله ومنازله في الجنة، وذلك لأن كل كافر له أهلٌ ومنزل في الجنة لو أسلم، فيظهر يومئذٍ غبن كل كافرٍ بتركه الإِيمان، ويظهر غبن كل مؤمن بتقصيره في الإِحسان.(صفوة التفاسير).

ولأهمية الوقت عند الله يسألنا عنه سؤالين ، أحدهما عن العمر عامة والثاني عن الشباب خاصة  عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَا تَزُولُ قَدْمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ: عَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ، وَعَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أُنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ “(مسند البزار).

فالزمن نعمة من الله عز وجل وله  أهمية كبيرة فينبغي أن لا نعرفها ولا نضيعه.

 

 

ثانياً :  لكل وقــت حــــق

عباد الله : إننا في زمان طيب مبارك فينبغي أن نغتنمه ، فاغتنام الوقت علي العموم مطلوب فعَنْ عَمْرو بْنٍِ مَيْمُونٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: ” اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ “(السنن الكبري للنسائي).

واغتنام الأزمان المباركة علي الخصوص مطلوب أيضاً ، فلكل وقت حق ،فنحن في شهر بارك الله في كلياته وجزئياته ، في ليله ونهاره ، فينبغي ألا نضيعه . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  قَالَ: “إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ  وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ” .(سنن ابن ماجة).

عباد الله : هذا زمان المغفرة والرحمة ، زمان النفحات والبركات فلا تضيعوه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ»(صحيح مسلم).

وفي رمضان  ليلة المحروم من حرم خيرها  ، من حرم فضلها وبركتها ، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم « قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ فِيهِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ »(مسند أحمد).

ثالثاً : احرص علي أنفاسك

عباد الله : إن النَّفَس  الذي يتنفسه   الإنسان  هو رأس ماله فينبغي أن يحرص عليه ولا يبدده ، يقتدي بهؤلاء الصفوة ، في استغلال أعمارهم في طاعة الله وعمارة الكون ،وما الأعمار إلا مجموعة أنفاس ، فلو أن العبد  تاجر  مع ربه عز وجل في كل نفس من أنفاسه لربح أعظم الأرباح ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( اقْرَءُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّكُمْ تُؤْجَرُونَ عَلَيْهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ الم، وَلَكِنِّي أَقُولُ أَلِفٌ، وَلَامٌ، وَمِيمٌ»(المستدرك علي الصحيحين).

وعَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ.(سنن الترمذي). وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ بُنِيَ لَهُ قَصْرٌ فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَرَأَهَا عِشْرِينَ مَرَّةً بُنِيَ لَهُ قَصْرَانِ، وَمَنْ قَرَأَهَا ثَلَاثِينَ مَرَّةً بُنِيَ لَهُ ثَلَاثٌ»(المعجم الأوسط للطبراني).فكل نفس جوهرة لو تاجر به العبد مع الله عز وجل.

عباد الله : إن الأنفاس التي قدرها الله تعالي  لنا في هذه الدنيا أنفاس  معدودة ، ولا يعلم عددها إلا الذي قدرها سبحانه وتعالي،  فالبدار البدار! فإنما هي أنفاس لو حبست انقطعت عنكم أعمالكم التي تتقربون بها إلى الله عز وجل، فرحم الله عبداً  نظر في نفسه ثم بكى على عدد ذنوبه، ثم قرأ: {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا}(مريم).

آخر العدد خروج نفسك، آخر العدد فراق أهلك، آخر العدد دخولك في قبرك.

{فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً} أي لا تتعجل يا محمد في طلب هلاكهم فإِنه لم يبق لهم أيام وأنفاس نعدُّها عليهم عدّاً ثم يصيرون إلى عذاب شديد قال ابن عباس: نعدُّ أنفاسهم في الدنيا كما نعدُّ عليهم سنيَّهم.(صفوة التفاسير).

فقوله: {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا}  يعني: الأنفاس ،  إن الله عز وجل قدر لكل عبد فينا عدداً محدداً من الأنفاس، فكلما تنفس نفساً سجل عليه هذا النفس، فيعد لكل واحد منا عد تنازلياً.

فالملائكة تسجل عليه الأنفاس التي تتنفسها حتى تصل إلى آخر العدد، وعند ذلك خروج النفس وفراق الأهل ودخول القبر.

عباد الله : كل نفس ينفق في غير طاعة الله عز وجل قد يكون آخر الأنفاس ، والعبرة بالخواتيم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيمِ)(صحيح البخاري).أي: إن عاقبة العبد تتعلق بخاتمته، فمن ختم له بعمل من أعمال أهل الجنة دخل الجنة، ومن ختم له بعمل من أعمال أهل النار دخل النار والعياذ بالله.

فنسأل الله أن يرزقنا صالح الأعمال وأن يختم لنا بالإيمان اللهم ارزقْنا تِلاوةَ كتابِكَ حقَّ التِّلاوة، واجْعَلنا مِمَّنْ نال به الفلاحَ والسَّعادة. اللَّهُمَّ ارزُقْنا إقَامَةَ لَفْظهِ ومَعْنَاه، وحِفْظَ حدودِه ورِعايَة حُرمتِهِ ، اللَّهُمَّ ارزقْنا تلاوته على الوجهِ الَّذِي يرْضيك عنَّا. واهدِنا به سُبُلَ السلام. وأخْرِجنَا بِه من الظُّلُماتِ إلى النُّور. واجعلْه حُجَّةً لَنَا لا علينا يا ربَّ العالَمِين. اللَّهُمَّ ارْفَعْ لَنَا به الدَّرجات. وأنْقِذْنَا به من الدَّرَكات. وكفِّرْ عنَّا به السيئات. واغْفِر لَنَا وَلِوَالِديِنَا ولجميعِ المسلمينَ برحمتكَ يا أرْحَمَ الراحمين. وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »