الحياء ….. نداء إليك أختي بقلم الداعية : منى الحفناوي
الحياء
نداء إليك أختي
بقلم الداعية : منى الحفناوي
بسم الله الرحمن الرحيم …… اختاه هل سئلتِ نفسك ذات يوم : ما معنى الحياء ؟ وهل هو موجود فى ظل الظروف التى نعانى منها الآن ؟ يقول النبى صلى الله عليه وسلم : ” إن لكل دين خلقه وخلق الاسلام الحياء ” .
فالحياء كلمة مشتقه من الحياة وهى من أحيا حياءه فى الدنيا كسب الدنيا وفاز بالآخرة ومن ترك الحياء خسر الدنيا والآخرة .
وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه فى الحياء فقال صلى الله عليه وسلم : ” دعه فإن الحياء من الايمان ” . رواه البخارى)
إذن الحياء يمنع المرء من الوقوع فى المعاصى والذنوب أو فى ارتكاب ما حرم الله وما نهى عنه
لقول النبى صلى الله عليه وسلم : ” الحياء خير كله ” .
والحياء أنواع : فطري وإيماني
أولا : الفطرى : وهو يأتي بطبيعة الانسان دون أن يتحكم فيه ، وهو مثل : حياء النبى صلى الله عليه وسلم كان أشد حياء من العذراء فى خدرها . ومثل : حياء هند بنت عتبه عندما جاءت الى النبى تبايعه فقال صلى الله عليه وسلم أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين وضعت يداها على رأسها فأعجب النبى من حياءها .
وهذا النوع من الحياء تختص به المرأة بصفة خاصة ، فإذا ضاع حياؤها ضاعت المرأة بأكملها وبأجمل صفاتها ؛ لأن جمال المرأة فى روحها لا جمال جسدها ، فقد تكون المرأة جميله الشكل ، ولكن أفعالها أو كلامها بلا حياء فأصبح جمالها لا يرى ، والظاهر هو القبح إلا من رحم ربي ؛ لأن الحياء روح ، والروح قلب متعلق بالخلق ؛ لقول الفاروق(من قل حياء قل روعه ومن قل روعه مات قلبه .
أما الحياء الإيمانىفينقسم إلى ثلاثة أقسام : مع الله ، ومع الناس ، ومع النفس
أما الحياء مع الله ، فقد قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ” أوصيك أن تستحى من الله تعالى كما تستحى من الرجل الصالح من قومك ” ، والمعنى في الحديث : هو الخوف من الله وان تستشعر دائما مراقبه الله اليك فى كل مكان فى همساتى وسكتاتي وقولى وفعلى وصمتى فانه أعلم بي من نفسى . وهذه المراقبة والاستشعار بمراقبة الخالق تجلب الطمأنينة والسعادة ومعرفتى بربى فى السراء والضراء والكرب والشدة .
الحياء فى تقصير فى حق من حقوق الله ، أو اثم فعلته أو خالفت أمر من أوامره ، مثل : حياء سيدنا آدم عليه السلام من الله فى الجنة بعد أن أكل من الشجرة .
ومثل : حياء السؤال : سؤال الله تعالى لابد فيه من الذل لله ؛ وهذا لأن الله هو العلى الكبير العاطي الوهاب وأنا العبد الضعيف الذليل الى الله
أما الحياء مع النفس
اختاه ….. ألم تستحِ من الخالق الذى خلقك وسوّاك وصوّرك فى أحسن وأجمل صورة ، وفى أحسن موضع بعد أن جاء الإسلام ونزعكِ من الذل والموت والإهانة والعبودية ، وكرّمكِ الاسلام ورفّى شأنك ولم يترك لك حق إلا نزلت به آية من القران الكريم ، وجعل أول من آمنت بالرسالة امرأة وهى السيدة خديجة ، وجعل القران محفوظًا من الكفار عند امرأة وهى السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب ، وسمع الله ندائها وهي تشتكى من زوجها ، ونزول القران بسورة النساء شرف لنا ومع ذلك أكثر من يدخلن النار هم النساء .
أصبحتِ الآن غلى ظهر الأرض تبدلين نعمة الخالق نعمة الطبيعة التى منحها الله إليك بصورة أدوات وعمليات التجميل حتى تصيري مثل فلانة وعلانة
أخناه …….سألتِ نفسك : أنك تحاسبين بمفردك ؟! لامع فلانة او علانة . والملابس التى يطلق عليها ملابس وهى اسم على غير مسمى حتى تجذبى الأنظار إليكِ وتكسبين ابن الحلال … هل فكرتِ ؟ كيف يقبل الزوج الصالح ابن الحلال زوجة أم أولاده وهى تمشى متبرجة سافرة كاسيات عاريات ؟؟؟!!!
الحلوى الرخيصة هى التى لا يجتمع عليها إلا الذباب … أما الغالية المستورة المغلّفة هى التى لا يطلبها إلا من يُقدر قيمتها …. فاجعلى نفسك غالية لا يأخذك إلا الغالي حتى يستطيع الحفاظ عليك …. واعلمى أن زوجك مكتوب إليكِ وأنت فى بطن أمك ..
اختاه ……. إذا كنتِ تسألين كيف أعرف أنا عندى حياء مع نفسى أم لا ؟
أغلقى حجرتك على نفسك وأغلق النور واسألي نفسك : هل ما أفعله يرضى الله ورسوله ؟ وأين الدليل من القرآن والسنة ؟ كم تبقى من عمرى وما الدليل ؟ ماذ أفعل ساعة الاحتضار وشريط ذكرياتى يمر أمامى ؟ من يدجل معى القبر وقتما يتركونى بمفردى ؟
ألم تستحِ من نفسك مع خالقك !!!!! الدنيا ساعة فاجعلها طاعة والنفس طماعة ، عوّدها على القناعة .
غض البصر عما حرمه الله
أعطانا الله الحلال وهى العين كيف استعملها فى الحرام ؟ فلا تهلكين الحلال بالحرام ، ” وقل للمؤمنات يغضن من أبصارهن ” .
فالحياء شعبه من الإيمان ولا أنسى قول الشيخ الغزالى رحمه الله : ” الحياء أمارة صادقة على طبيعة الإنسان فهو يكشف عن قيمة إيمانه ، ومقدار أدبه ، وعندما نرى حمرة الخجل تصبغ وجهًا ما إذا بدر منه ما لا يليق فاعلم أنه حى الضمير ، تقي المعدن ، زكي العنصر . وإذا رأيت الشخص صفيقا بليد الشعور لا يبالى ما يأخذ أو يترك فهو امرؤ لا خير فيه وليس له من الحياء وازع يعصمه عن اقتراف الآثام وارتكاب الدنايا ، ولا أنسى قول الله تعالى : ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” .
أما الحياء مع الناس
فمنه ألا أجهر بالمعصية ؛ لقول النبى صلى الله عليه وسلم : ” من لا يستحي من الناس لا يستحى من الله ” .
انظروا أخواتى إلى حياء النبى مع الناس عندما دعا أصحابه إلى عُرسه على السيدة زينب فأطالوا الجلوس ، واستحيا صلى الله عليه وسلم أن يأمرهم بالانصراف .
والحياء مع الناس يكون أيضا بعدم التدخل فيما لا يعنينى ، وأن أتعامل معهم بما أمرنى الله ورسوله
ولا أنشغل بعيوب الناس عن عيوبى ، ولا أظن بالناس إلا الظن الحسن ؛ لقول الله تعالى : ” يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ” .
ولا أنسى قصة الغلام الذى كان يأكل لقمة ويلقى للكلب لقمة فقال له عمر بن عبد الله : هذا الكلب ملكك ؟ قال : لا . قال عمر : فلِمَ تطعمه مثل ما تأكل ؟ فرد الغلام : إنى استحيي أن يرانى أحد وأنا آكل دون أن يشاركنى طعامى . أعجب عمر بغلام فسأله : أنت حر أم عبد ؟
قال الغلام : أنا عبد عند أصحاب الحديقة . فانصرف عمر ثم عاد ، فقال للغلام : فقد أعتقك الله ، وهذه الحديقة أصبحت ملك لك . قال الغلام : الحمد لله ، أشهد أننى جعلت ثمارها لفقراء المدينة . تعجب عمر وقال للغلام : عجبا لك أتفعل هذا مع فقرك وحاجتك إليها ؟ قال الغلام : إنى أستحيي من الله أن يجود عليّ بشيء فأبخل به .
فالحياء إذن نعمة أنعمها الله على عبده ومنها تتزن حياته ….. وما كان الحياء فى شيء إلا زانه