عاجل

الحور العين .. مجرد إغراء !!

زعمت إحدى الفنانات أن الكلام عن الحور العين من قبيل الأفلام الهندية، لأن الجنة ليست (أوتيلا)، ومن المستحيل في فلسفة القرآن أن تكون الحور العين هي النساء، وهذا مجرد إغراء، قائلةً إن المعنى اللغوي لكلمة “الحور العين” ليس هو المعنى الذي قصده المفسرون.

ويفند تلك الشبهة فضيلة الدكتور محمد داوود استاذ ورئيس قسم الدراسات اللغوية والاسلامية بكلية الآداب بجامعة قناة السويس بقوله :

 أولا : الحور العين من الأمور الغيبية التي تناولها القرآن في محكم آياته، ومن غير المعقول أن نؤمن بالقرآن الكريم كله، ونسلم بما جاء فيه، ثم ننكر بعد ذلك خبرا جاء به! فإذا اعتبرنا أخبار الحور العين من قبل الأفلام الهندية، فإن ذلك سينسحب على جميع الأخبار الغيبية التي وردت في القرآن الكريم، من نعيم الجنة وعذاب النار، ومشاهد الحساب… إلخ، فهل كل هذا من قبيل الأفلام الهندية؟
 ثانيا : مبدأ الثواب والعقاب مبدأ تربوي معمول به كثمرة تأتي بعد إنهاء عمل ما، سواء بالخير أو بالشر، فكيف ننكره على أعظم منهج تربوي، وهو الإسلام، وقد أعد الله لعباده المؤمنين الصالحين في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ولا شك أن الحور العين تأتي لترسيخ مبدأ الثواب لعباد الله الصالحين المتقين في الدنيا، إثابة لهم على صالح أعمالهم.
 ثالثا : ينبغي ألا نُغفل تلك الحقيقة التي تقول بأن أمر إتقان الصنعة يختلف من صانع لآخر، وهذا مما لا جدال فيه، فقد يملك صانعانِ نفس الأدوات، لكن منتج كل منهما يختلف عن الآخر، ولله المثل الأعلى؛ فإن الصانع تعالى هو الذي خلق السماواتِ والأرض بفضائها الرحيب، ومحيطاتها الواسعة، وعوالمها المهيبة التي يُفصح لنا العلم الحديث كل يوم عن عظيم قدرة صانعها جل وعلا، فكيف نستبعد أو نستعظم تلك المواصفات التي وصف الله بها الحور العين في كتابه الجليل، إلا إذا شككنا في عظمة من تعالت قدرته، مع العلم بأننا نحن البشر قد يبهرنا وصف امرأة ما في الدنيا، وهي ليست من الحور العين، فكيف نستعظم ذلك في جنة وعدها الله عباده المتقين.
 رابعا : المشاعر في الجنة وقواعد التعامل ليست كالدنيا، فإن الجنة عالم آخر مختلف، لا حقد فيه ولا غيرة، من مثل هذه الأمور الموجودة في الدنيا، وبالتالي لا مكان لما تدعيه أو يدعيه بعضهم بأن المرأة تريد الزوج لها وحدها دون مزاحمة من الحور العين، بل تزيدنا السنة بيانًا بأن الحور العين سَيَكُنَّ سببًا في مزيد من سعادة المرأة.
 خامسًا : وبالرجوع إلى المعنى اللغوي لـ”الحور العين” نجد أن (حور) في اللغة العربية جمع حوراء، والحوراء هي بيضاء الجسد، و(عِين) بكسر العين، هي صاحبة العيون الجميلة الواسعة، كما يعني مصطلح الحور العِين في كلام العرب: النساء وَاسِعات العيون، شديدات بياض بياض العين، شديدات سواد سوادها؛ ولذلك قال سبحانه وتعالى: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان: 54]، وفي هذا دلالة واضحة على أن الحور العين خلق من خلق الله، وهن نساء، ولكنهن غير نساء الدنيا، جعلهن الله سبحانه وتعالى مكافأة لعباده الصالحين المؤمنين.
 سادسًا : وعلى الرغم من هذا الجمال الذي تُوصف به الحور العين، وأن جمالهن يفوق جمال كل نساء أهل الأرض، وهن ما زلن على الأرض، أما عندما تدخل نساء الأرض الجنةَ فإنهن يصبحن أشدَّ جمالًا من الحور العين، وذلك حتى يسعد المؤمن بزوجته التي كانت معه في الدنيا، حيث تصبح أجمل مخلوقة في كل المخلوقات بالنسبة له، وتصبح سيدة الحور العين اللواتي سَيَكُن من نصيبه في الجنة، ولا غيرة في الجنة من زوجة الرجل عليه من الحور العين، فالله سبحانه وتعالى هو الذي مخلق الطبائع، وهو الذي يُكَيِّفها كيف يشاء، فسيكون أهل الجنة في سعادة أبدية، نسأل الله لنا جميعًا تلك السعادة.
وما يعقلها إلا العالمون، وسبحان الله الخلاق العظيم، والله ربي أجل وأعلم.

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »