أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

“الحقوق والحرمات في خطبة حجة الوداع” خطبة الجمعة القادمة ، للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : الحقوق والحرمات في خطبة حجة الوداع ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 6 ذو الحجة 1442هـ ، الموافق 16 يوليو 2021م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 16 يوليو 2021م بصيغة word بعنوان : الحقوق والحرمات في خطبة حجة الوداع ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 16 يوليو 2021م بصيغة pdf بعنوان :  الحقوق والحرمات في خطبة حجة الوداع ، للدكتور محمد حرز.

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 16 يوليو 2021م بعنوان : الحقوق والحرمات في خطبة حجة الوداع ، للدكتور محمد حرز:

 

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 16 يوليو 2021م  بعنوان : الحقوق والحرمات في خطبة حجة الوداع : كما يلي:

 

  أولاً: خطبة الوداع عطر يفوح شذاه.

ثانيًا: الحقوق والحرمات في ديننا مصانة 

ثالثًا: إياك وانتهاك الحرمات .

رابعًا : وقفة سريعة مع يوم عرفة

 

خطبة الجمعة القادمة بعنوان: الحقوق والحرمات من خطبة حجة الوداع د. محمد حرز بتاريخ: 6 ذي الحجة 1442هــ – 16يوليو2021م

 الحمد لله القائلِ في محكم التنزيل ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًاالمائدة:3, وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه أول بلا ابتداء وآخر بلا انتهاء الوتر الصَّمَدُ الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ عن عمر بن الخطاب أنَّ رَجُلًا، مِنَ اليَهُودِ قالَ له: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ في كِتَابِكُمْ تَقْرَؤُونَهَا، لو عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ، لَاتَّخَذْنَا ذلكَ اليومَ عِيدًا. قالَ: أيُّ آيَةٍ؟ قالَ: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] قالَ عُمَرُ: قدْ عَرَفْنَا ذلكَ اليَومَ، والمَكانَ الذي نَزَلَتْ فيه علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو قَائِمٌ بعَرَفَةَ يَومَ جُمُعَةٍ). متفق عليه فاللهم صل وسلم وزد وبارك على النبي المختار وعلى آله وصحبه الأطهار وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

أما بعد ….. فأوصيكم ونفسي أيها الأخيار بتقوى العزيز الغفار {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (أل عمران :102)                                                  ثم أما بعد: (الحقوق والحرمات من خطبة حجة الوداع) عنوان وزارتنا وعنوان خطبتنا

عناصر اللقاء :  

  أولاً: خطبة الوداع عطر يفوح شذاه.

ثانيًا: الحقوق والحرمات في ديننا مصانة 

ثالثًا: إياك وانتهاك الحرمات .

رابعًا : وقفة سريعة مع يوم عرفة

أيها السادة : ما أحوجنا إلي أن يكون حديثنا عن الحقوق والحرمات في خطبة الوداع, وخاصة ونحن نعيش زمانًا ضاعت فيه الحقوق ,وتطاول الكثير من الناس إلا ما رحم الله على الحرمات  وخاصة ونحن نعيش زمانًا أصبح أكل الحقوق وانتهاك الحرمات أمرًا سهلًا ولا حول ولا قوة إلا بالله .

   أولاً: خطبة الوداع عطر يفوح شذاه.

أيها السادة : خطبةُ الوداع وما أدراك ما خطبةُ الوداع؟ خرج النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من مائة ألف حاج وحاجة وهو يقول: ((خذوا عني مناسككم))، وهو ينادي في الناس: أيها الناس اسمعوا وعوا لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا وهو ينادي في الناس السكينة َ السكينةَ حجاج بيت الله الحرام، خطبة الوداع وما أدراك ما خطبة الوداع؟ خطبة عصماء جامعة نافعة مانعة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون بالدموع. خطبة الوداع وما أدراك ما خطبة الوداع؟  عطر يفوح شذاه وعبير يسمو في علا، خطبة الوداع وما أدراك ما خطبة الوداع؟ خطبة حوت كل تعاليم الإسلام ومقاصده ومبادئه، خطبة غيرت مجرى التاريخ، خطبة ودّع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بل إن شئت فقل: ودّع النبي صلى الله عليه وسلم الأمة الإسلامية جمعاء، خطبة الوداع وما أدراك ما خطبة الوداع؟  هي البيان الختامي للإسلام بنص القرآن ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ المائدة:3, خطبة الوداع وما أدراك ما خطبة الوداع؟ خطبة بلّغ النبي صلى الله عليه وسلم فيها الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمة فكشف الله به الغمة وهو يسألهم: ألا هل بلغت؟ فيقولون جميعًا: اللهم نعم فيقول: اللهم فاشهد، خطبة مات بعدها إمام الأنبياء وإمام الأتقياء وإمام الأصفياء وصعدت أطهر روح عرفها التاريخ إلى ربها، خطبة الوداع وما أدراك ما خطبة الوداع؟ أول ميثاق عالمي للمحافظة على حقوق الإنسان وكيف لا؟ والحقوق مصانة والأعراض مصانة والدماء مصانة، هكذا أعلنها نبينا صلى الله عليه وسلم: أتَدْرُونَ أيُّ يَومٍ هذا؟، قُلْنَا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، فَسَكَتَ حتَّى ظَنَنَّا أنَّه سَيُسَمِّيهِ بغيرِ اسْمِهِ، قالَ: أليسَ يَومَ النَّحْرِ؟ قُلْنَا: بَلَى، قالَ: أيُّ شَهْرٍ هذا؟، قُلْنَا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، فَسَكَتَ حتَّى ظَنَنَّا أنَّه سَيُسَمِّيهِ بغيرِ اسْمِهِ، فَقالَ أليسَ ذُو الحَجَّةِ؟، قُلْنَا: بَلَى، قالَ أيُّ بَلَدٍ هذا؟ قُلْنَا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، فَسَكَتَ حتَّى ظَنَنَّا أنَّه سَيُسَمِّيهِ بغيرِ اسْمِهِ، قالَ: أليسَتْ بالبَلْدَةِ الحَرَامِ؟ قُلْنَا: بَلَى، قالَ: فإنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ علَيْكُم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، إلى يَومِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، ألَا هلْ بَلَّغْتُ؟ قالوا: نَعَمْ، قالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ)(متفق عليه)      أيها السادة: لقد أعلن الناطق الرسمي باسم الدولة الإسلامية آنذاك  أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة  وأعلن البراءة من المشركين ومن أعمالهم ، ونشر الإعلان شفهيًا عن طريق الرجال ، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ )جِئْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ بِبَرَاءَةَ فكُنَّا نُنَادِي إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ ، وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ ، وَمَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْدٌ فَأَجَلُهُ أَوْ أَمَدُهُ إِلَى أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِذَا مَضَتِ الْأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ فَإِنَّ ( اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ) ، وَلَا يَحُجُّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ ،يقول أبو هريرة : فَكُنْتُ أُنَادِي حَتَّى صَحِلَ صَوْتِي ) الترمذي.

  الله أكبر   تنادي الأوطان وأنت تدعوا فلا لبيك إلا لك ، وتمسك الأهل وأنت تدعوا فلا لبيك إلا لك ، ويدعوا المال والولد إلي أن يظل الإنسان خليفتهم وأنت تدعو فلا لبيك إلا لك، سبحان من قدس البيت وعظمه ، سبحان من جعل مكة هي البلد الحرام ، سبحان من خصها دون بقاع الأرض بالتقديس والإعظام، سبحان من هدي خليله إليها بعد طول شوقا وهيام ، سبحان من فجر زمزم لإسماعيل إجلالا له وإكرام ، سبحان من جعل مكة مشرق للنور بعد أن مصدر لكل ظلم وظلام، سبحان من جعلها أصل التوحيد بعد أن كانت مصدرا للعبادة الأصنام، سبحان من اصطفي رسوله منها وجعله رسولا لخير دين هو الإسلام، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم . 

لبيك ربي وإن لم أكنّ بينَ الزحَام مُلبيا***   لبيك ربي وإن لم أكنّ بينَ الحجيج ساعيا                              لبيك ربي وإن لم أكنّ بينَ عبادك داعيا ***     لبيك ربي وإن لم أكنّ بينَ الصفوف مصليا                   لبيك ربي وإن لم اكنّ بينَ الجموع لعفوك طالبا ** لبيك ربي فاغفر جميع ذنوبي أدقها وأجلها

ثانيًا: الحقوق والحرمات في ديننا مصانة  .

أيها السادة : أعلن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع أن الحقوق والحرمات مصانة في ديننا  فقد قرّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في خُطبة الوداع مبدأ المساواة بين الناس، دون التفريق بينهم على أيّ أساسٍ؛ سواء اللون، أم العِرْق، أم المكانة الاجتماعية؛ فالكلّ في ميزان الإسلام سواءٌ، لا تفرقة ولا تفاضُل بينهم إلّا بمعيارٍ واحدٍ؛ ألا وهو التقوى، وهو الذي أكّد عليه الله -تعالى- بقَوْله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات 13  فلقد أعلنها بصراحة في خطبة الوداع حفاظًا على الحقوق  يا سادة  (يَا أَيُّهَا النَّاسُ: أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى) رواه أحمد بإسناد صحيح .

وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الدماء والأموال والاعراض مصانة ومحفوظة فقال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع وهو يودع الصحابة بل إن شئت فقل وهو يودع الأمة الإسلامية جمعاء أيها الناس( إِن َّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وأعْراضَكُم عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ) (متفق عليه), إذا فدم المسلم وعرضُه ومالُه حرام ،لا يجوز أن يعتدي عليه بغير حق،لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ) رواه مسلم    حياة الإنسان مقدسة … لا يجوز لأحد أن يعتدي عليها, والإنسان بنيان الرب ملعون من هدمه  ,بل لو تتبعت المعاصي كلها لم تجد معصيةً فيها فساد يساوي فساد الشرك والقتل أبدا  يا رب سلم !! لذا قال صلى الله عليه وسلم ((كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ إِلَّا مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا أَوْ مُؤْمِنٌ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا) رواه أبو داود وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: “لَوِ اجْتَمَعَ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَأَهْلُ الأَرْضِ عَلَى قَتْلِ رَجُلٍ مُؤْمِنٍ لَكَبَّهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ” بل جاء في صحيح البخاري عنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا)) فحرمة الدم مصانة في الدين.

والأموال مصانة فالمال مُصانٌ كصيانة العِرض والنفس، قال -تعالى-: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ({البقرة : 188}ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يَحِلُّ مالُ امرِيءٍ مُسلمٍ إلَّا بِطِيبِ نفسٍ مِنهُرواه أحمد والبيهقي . لذا حرم النبي صلى الله عليه وسلم الربا فقال في خطبة الوداع وَإِنَّ كُلَّ رِبًا مَوْضُوعٌ وَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ، قَضَى اللَّهُ أَنَّهُ لا رِبًا وَإِنَّ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ) رواه الترمذي

والأعراض مصانة وانتهاكها جرم خطير وأعظم خيانة في الأعراض هي جريمة الزنا والعياذ بالله فالزنا عار يهدم البيوت الرفيعة، ويطأطئ الرؤوس العالية، ويشرد الأسرة الآمنة، ويسود الوجوه النيرة، ويخرس الألسنة البليغة.  يا رب سلم    لذا كانت جريمة الزنا من أعظم الجرائم، وأبشع الذنوب، ومن أكبر الكبائر عند علام الغيوب، وستير العيوب قال الله فيها: ((وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً)) [سورة الإسراء:32]

فالأعراض أمانة: فلا تتحدث في أعراض الناس بالغيبة والنميمة؛ لأن الغيبة والنميمة تعد خيانة والعياذ بالله. بل لما وقع ماعز في جريمة الزنا وأقام النبي صلى الله عليه وسلم الحد سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ انْظُرْ إِلَى هَذَا الَّذِي سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الْكَلْبِ فَسَكَتَ عَنْهُمَا ثُمَّ سَارَ سَاعَةً حَتَّى مَرَّ بِجِيفَةِ حِمَارٍ شَائِلٍ بِرِجْلِهِ فَقَالَ أَيْنَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَقَالَا نَحْن يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ انْزِلَا فَكُلَا مِنْ جِيفَةِ هَذَا الْحِمَارِ فَقَالاَ يَا نبي اللَّهِ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ هل يَأْكُلُ مِنْ هَذَا فقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(أكلاكم آنِفًا من لحم  أَخِيكُمَا أَشَدُّ مِنْ أَكْلٍما مِنْ جيفَةِ حِمَارٍ يا رب سلم  وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ الْآنَ لَفِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَنْغمِسُ فِيهَا)(متفق عليه) ولم يكن من هديه يا سادة إذا أخطأ إنسان أن يقول ما بال أقوم إلا في الأعراض يا سادة فقال أين فلان وفلان ؟لماذا؟ لأن الأعراض مصانة في دنيننا الله أكبر كم لوثت أفواهنا بأكل لحوم إخواننا الله أكبر كم لوثت أسناننا بتمزيق إخواننا ولا حول ولا قوة إلا بالله، فلا يحلّ لعبدٍ أن ينال من عِرض أخيه، ولا أن يتّهم أحدهم بالفاحشة بحال من الأحوال؛ لماذا لأن الأعراض ليست مستباحة في دنيننا يا سادة لله در القائل:

احْفَظْ لِسَانَك أَيُّهَا الْإِنْسَانُ   ***         لَا يَلْدَغَنَّكَ إنَّهُ ثُعْبَانُ                                                                 كَمْ فِي الْمَقَابِرِ مِنْ قتيل  لِسَانِهِ   ***   كَانَتْ تَهَابُ لِقَاءَهُ الشُّجْعَانُ

بل من الحقوق التي قررها نبي الإسلام وأكد عليها في خطبة الوداع حق المرأة فقد أوصى الرجال بهنّ خيرًا، ودعا إلى الإحسان إليهنّ في المعاملة، وإعطائهنّ حقوقهنّ كاملةً دون مَنٍّ، أو أذىً، والإنفاق عليهنّ، وكسوتهنّ، ومعاشرتهنّ بالمعروف، كما ثبت في الصحيح أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال:  واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا، فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا)(متفق عليه) إنها وصية عظيمة في يوم عظيم من رسول عظيم ، يوصي بهن على الملأ ، لبيان قدرهن ومكانتهن ، وللتأكيد على حقوقهن ، وليقرر للأمة الإسلامية من بعده عظم هذه الأمانة وقدر هذه المسئولية . قال المستشرق اندريه سرفيه في كتابه ( الإسلام ونفسية المسلمين ) : )من أراد أن يتحقق من عناية محمد بالمرأة فليقرأ خطبته في مكة التي أوصى فيها بالنساء (
بل من الحقوق التي قررها نبي الإسلام وأكد عليها في خطبة الوداع حق الأخوة فقال صلى الله عليه وسلم أيُّهَا النَّاسُ: أَنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ أَخُو الْمُسْلِمِ، وَأَنَّ الْمُسْلِمِينَ إِخْوَةٌ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ فقالوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ. فالأخوة أيها السادة نعمة ربانية ،ومنحة إلهية، يقذفها الله في قلوب عباده الأصفياء وأوليائه الأتقياء، فالأخوة الموصولة بحبل الله، نعمة امتن بها ربنا جل وعلا على المسلمين الأوائل، قال رب العالمين {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } ال عمران 103، لذا جمع الله بين الإيمان والأخوة ،قال ربنا (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} فالمؤمنون جميعًا كأنهم روح واحد، وصدق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  إذ يقول كما في صحيح مسلم من حديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e : مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى (متفق عليه)بل من الحقوق التي قررها نبي الإسلام وأكد عليها في خطبة الوداع التمسك بالكتاب والسنة فلا صلاح للأمة إلى إذا اصطلحت الأمة مع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لذا أعلنها النبي صلى الله عليه وسلم مدوية صريحة(( أيُّهَا النَّاسُ وَاسْمَعُوا قَوْلِي؛ فَإِنِّي قَدْ بَلَّغْتُ، وَتَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ ) رواه الترمذي ولما كان الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الإنسان ويعلم ضعفه وفقره وعجزه، ويعلم أن الإنسان لا يستطيع أن يضع  لنفسه ما يضمن له  السعادة  في الدنيا والآخرة. فلقد وضع الله تبارك وتعالى للإنسان منهجًا يضمن له السعادة في الدنيا والآخرة قال ربنا ) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ) سورة  طه 125 فلقد وضع الله للبشرية منهجًا يضمن لها السعادة في الدنيا والآخرة. فمن اتبع منهج الله سعد في دنياه وسعد في أخراه، ومن أعرض عن منهج الله وعصى مولاه شقي في دنياه، وهلك في أخراه. فالله الله في التمسك بالقرآن والسنة والفلاحَ الفلاحَ في القرآن والسنة  .

ثالثًا: إياك وانتهاك الحرمات .

أيها السادة : إياك وانتهاك الحرمات ,فانتهاك الحرمات خزي وعار وهلاك ودمار لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ) رواه الترمذي والمحارم كل ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وإياك  المجاهرة بالمعصية فهي من أخطر أمراض الذنوب  كما قال النبي المختار صلى الله عليه وسلم (  كُلُّ أُمتى مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ}(متفق عليه) ,وإياك  أن تكون ممن يراقبون العباد ، وينسون رب العباد، يخشون الناس وينسون رب الناس فتكون من الهالكين قال ربنا  ) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ) وإياك وذنوب الخلوات فذنوب الخلوات هلاك ودمار في الدنيا والآخرة فعَنْ ثَوْبَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمتى يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا) رواه ابن ماجه بإسناد صحيح . فاللهَ اللهَ في السرائر، لذا يجب على كل مسلم أن يصلح سريرته، وليكن حرصه على باطنه وسريرته أعْظَمَ من حرصه على ظاهره وعلانيته قال الله  ﴿ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ ﴾ [الطارق: 9، 10فلا يكفي أن تجمع الحسنات فقط؛ وإنما المهم أن تحافظ على هذه الحسنات حتى لا تذهب هباءً منثورًا.

إذا ما خلوت الدهر يوما فــلا ***  تقل خلوت ولكن قل على رقيب

ولا تحسبن الله يغفل ســـاعة ***  ولا أن ما يخفى عليـــه يغيب

وإِذا خَلَوتَ بِرِيبَةٍ في ظُلمَةٍ ***والنَفسُ داعيَةٌ إلى الطُغيانِ

فاِستَحيِ مِن نَظَرِ الإِلَهِ وقل لها*** إنَّ الَّذي خَلَقَ الظَلامَ يَراني
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم

الخطبة الثانية الحمد لله ولا حمد إلا له وبسم الله ولا يستعان إلا به وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ  …………………… وبعد                                          رابعًا : وقفة سريعة مع يوم عرفة.

أيها السادة : يوم عرفة وما أدراك ما يوم عرفة ؟ إنه اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأتم به علينا النعمة، ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ))المائدة:3 وهو اليوم المشهود. قال ربنا  ﴿ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴾ [البروج: 3.قال أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَالْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ…”؛ رواه الترمذي ,ويوم عرفة هو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: ﴿ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْر ﴾ [الفجر: 3]، قال ابن عباس: “الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة) ويوم عرفة يوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما من يومٍ أكثرُ من أن يعتِقَ اللهُ فيه عبيدًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ) رواه مسلم. ويقبل الله فيه الدعوات قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة) ويباهي بأهل عرفة ملائكته كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء اشهَدوا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم) رواه أحمد فالله الله في اغتنام النفحات بالصيام والتقرب إلي الله، الله الله في التوبة والرجوع إلى الله، البدار البدار قبل فوات الأون بفتح صفحة جديد مع علام الغيوب وستير العيوب

 يا من بدنياه اشتغل … وغره طول الأمل

ولم يزل في غفلة … حتى دنا منه الأجل

الموت يأتي بغتة … والقبر صندوق العمل

        كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه

د/ محمد حرز                                                                                                                                                                                                   إمام بوزارة الأوقاف                                                                                                                                                                                            

 ____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »