تواصلت ردود أفعال علماء الأزهر حول مبادرة وزير الأوقاف بتقنين العمرة مرة كل 5 سنوات مراعاة للأوضاع الاقتصادية الراهنة التي تمر بها البلاد. وأعرب الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية، عن تأييده للمبادرة مؤكدا أنها تتماشى مع مصلحة البلاد الراهنة،
لأن هناك قطاعات عريضة من المجتمع يعانون من نقص ضروريات الحياة من مأكل ومشرب ومسكن وغيرها من صور ونقص في الموارد وعلاج هذا النقص في الموارد يعتبر فرائض شرعية ويمكن ان تقيد النوافل وفقا لفقه الأولويات لان مقاصد الشرع هدفها حفظ النفس ونحن نحتاج لموارد تنموية ونحتاج لموارد من القادرين ممن يذهبون للحج أكثر من مرة، ويجوز للحاكم العادل أن يقنن عدد مرات أداء حج التطوع والعمرة لأن الهدف هنا هو مصلحة الناس، وهناك قاعدة شرعية تقول: ( حق الأبدان مقدم على حق الأديان ) وذلك طبقا لفقه الموازنات. وأكد الجندي أن تقنين أداء فريضة الحج من خلال تحديد عدد مراتها هو أمر ضروري في حين ما نمر به من ضائقة مالية حيث يجب منع حج التطوع لمدة زمنية معينة، وهذا ما يتفق مع مصالح العباد لأقصي مدى مطلق والمصلحة العامة للناس تتمثل في قضاء احتياجاتهم الضرورية وهذه مقدمة على المصلحة الخاصة لأننا نعتمد في الشرع على قاعدتين أساسيتين وهى أولا :أحكام الشريعة معللة بمصالح العباد وثانيا: مصالح العباد تقتضي تقنين أداء حج التطوع وعمرة التطوع لمدة زمنية معينة لمواجهة الحاجات الأساسية أو الضرورية للمجتمع وأضاف: انه وفقا لفقه الموازنات يقتضي المحافظة على مقصد من مقاصد الشريعة في حماية النفس لان الفقر يصل إلى 40 % وهناك من يعانون من ضائقة الحصول على الطعام اليومي والاحتياجات المنقوصة في التعليم والصحة وهنا نحتكم للقاعدة ( صحة الأبدان مقدمة على صحة الأديان) والهدف هو تلبية احتياجات الفقراء بدلا من أداء عمرة النافلة وحج التطوع .