الأوقاف
استمرار الدراسة للدورة الثانية بمركز إعداد الخطباء والواعظات بأوقاف أسيوط
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود سعد شاهين وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، والأستاذ الدكتور محمود مهني محمود، عميد مركز الثقافة الإسلامية، وفضيلة الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير مركز إعداد الخطباء والواعظات بأسيوط،.
تواصلت اليوم الأحد الموافق 24 نوفمبر 2024 فعاليات الدورة الثانية بالمركز. هذا الصرح العلمي الذي يُعد منارة لنشر الوعي الثقافي والديني وتطوير المهارات اللغوية والدعوية للخطباء والواعظات.
ألقي الدكتور محمود شعبان عبد الناصر، مدرس اللغويات بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بأسيوط، محاضرة ثرية حول “أساسيات اللغة العربية” ودورها المحوري في تكوين شخصية الخطباء والواعظات القادر على التأثير وإيصال الرسالة الدعوية ببلاغة ودقة.
استهل الدكتور محمود شعبان حديثه بالتأكيد على أهمية اللغة العربية باعتبارها وعاء الفكر الإسلامي وأداة رئيسية لفهم النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية. وبيّن أن إتقان اللغة لا يقتصر فقط على التحدث الصحيح، بل يشمل عمق الفهم والتأويل وتحليل النصوص وإظهار جمالياتها. وأضاف أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي فن وأدب وثقافة، يجب على كل خطيب واعظة أن يتقنها ليكون أهلًا لنقل الرسالة السماوية.
ركزت المحاضرة على محاور جوهرية تتعلق بالنحو والصرف، وهما الأساس لفهم تركيب الجمل وإدراك المعاني الكامنة في النصوص.
وأوضح الدكتور محمود أن دراسة النحو تمنح المتحدث القدرة على بناء خطاب متماسك ومفهوم بعيدًا عن الأخطاء اللغوية، بينما يُعد الصرف أداة لتشكيل الكلمات واستخدامها في مواضعها الصحيحة. كما تطرق إلى البلاغة العربية باعتبارها جوهر الجمال في اللغة، وبيّن كيف يمكن للخطيب والواعظة أن يستخدم أساليب البيان والتشبيه والاستعارة لجذب انتباه المستمعين وإيصال رسالته بقوة وتأثير.
ولم يغفل الدكتور محمود أهمية الإلقاء والتعبير، مشددًا على أن اللغة ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي نبض مشاعر وروح أفكار. وأوضح أن الإلقاء الجيد يعتمد على استخدام اللغة بوضوح وقوة وإيصال الأفكار بأسلوب جاذب. وأشار إلى ضرورة تجنب الأخطاء اللغوية الشائعة، مؤكدًا أنها قد تؤثر سلبًا على مصداقية الخطيب أو الواعظة، وتُضعف من قوة رسالته الدعوية.
جاءت هذه المحاضرة ضمن الجهود المتواصلة التي يبذلها مركز إعداد الخطباء والواعظات بأسيوط و الهيكل الإداري للمركز. هذه الجهود تُركز على إعداد جيل جديد من الخطباء والواعظات يتمتعون بالكفاءة العلمية واللغوية، قادرين على مواجهة تحديات العصر وتقديم الخطاب الديني بأسلوب حضاري يجمع بين الأصالة والمعاصرة.
وتُعد هذه الدورة استكمالًا لرؤية وزارة الأوقاف بقيادة معالي الدكتور أسامة السيد الأزهري، الهادفة إلى تطوير الخطاب الديني وإعداد كوادر دعوية تتمتع بالعلم والمهارة والقدرة على التأثير في المجتمع. يتم تقديم برامج تدريبية مكثفة تتضمن دراسات نظرية وتطبيقات عملية تغطي جميع جوانب الدعوة الإسلامية، مع التركيز على تعزيز المهارات اللغوية والبلاغية للخطباء والواعظات.
وختاماً أن هذه الجهود يعكس الالتزام الراسخ برفع مستوى الخطاب الديني، وتقديم صورة مشرقة للخطيب والواعظة المتميز الذي يجمع بين العمق العلمي والمهارة اللغوية، ليؤدي رسالته على أكمل وجه.
إتبعنا
