بمشاركة 500 إمام بمسجد عمر مكرم بأوقاف أسيوط عقدت ندوه كبرى بعنوان “الإدمان ومخاطره على الفرد والمجتمع” لتوعية وتحصين المجتمع ضد آفة العصر”**
================================
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبحضور الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، والاستاذ الدكتور محمد عبد المالك مصطفى نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي والدكتورة مروة ممدوح كدواني مقرر المجلس القومي للمرأة بأسيوط والاستاذ كريم على أخصائى التثقيف الصحي بمديرية الشئون الصحية بأسيوط والشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية والشيخ أسامة عبد الفتاح محمود مدير إدارة الإدارات والشيخ ناصر محمد السيد على مدير المتابعة والشيخ أحمد كمال علي رئيس الإرشاد الدينى والشيخ محمود جميل محمود مدير مكتب وكيل الوزارة والسادة مديرى الإدارات الفرعيه وأعضاء المكتب الفنى
وفي إطار الجهود المستمرة لوزارة الأوقاف لتعزيز الوعي المجتمعي حول القضايا التي تهدد استقرار المجتمع.
عقدت مديرية أوقاف أسيوط اليوم الاثنين الموافق 11 نوفمبر 2024، الندوة الكبرى بمسجد عمر مكرم بميدان جامعة أسيوط تحت عنوان “الإدمان ومخاطره على الفرد والمجتمع”.
جاءت هذه الندوة بحضور نخبة من العلماء والمتخصصين الذين قدموا كلمات توعوية وإرشادية تهدف إلى تسليط الضوء على مخاطر الإدمان وآثاره السلبية على الفرد والأسرة والمجتمع.
بدأت الندوة بكلمة افتتاحية للدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، الذي رحب بالحضور وعبّر عن شكره وتقديره لجميع المشاركين في هذه الفعالية الهامة. وأكد في كلمته على أن موضوع الإدمان يشكل خطراً جسيماً على أمن المجتمع واستقراره، إذ يمثل أحد أهم التحديات التي تواجه الأسر اليوم.
وتطرق الدكتور شاهين إلى الأضرار الجسيمة التي يسببها الإدمان على مستوى الصحة الجسدية والنفسية، مشيراً إلى أن الإسلام حرّم كل ما يؤدي إلى هلاك الإنسان وإفساد عقله، واستشهد بقول الله تعالى في القرآن الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” [المائدة: 90].
وأوضح فضيلته أن الإدمان بأنواعه المختلفة، سواء كان عبر تناول المخدرات أو تعاطي المواد الكيميائية الضارة، هو بمثابة شكل من أشكال الميسر الذي يفسد حياة الأفراد ويؤدي إلى تدمير الأسر وتفككها وشدد على أهمية تكثيف حملات التوعية والإرشاد للحد من انتشار هذه الظاهرة السلبية في المجتمع.
ومن ثم، القى الأستاذ الدكتور محمد عبد المالك مصطفى، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، كلمته متناولاً موضوع الإدمان من منظور ديني وشرعي. وأوضح الدكتور عبد المالك أن الإدمان لا يقتصر ضرره على الجانب الصحي فحسب، بل يمتد ليشمل جوانب اجتماعية وأخلاقية ودينية، حيث يُعتبر من الكبائر التي حرمها الإسلام لأنها تُذهب العقل وتدمر النعمة التي أنعم الله بها على الإنسان.
واستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “كل مسكر خمر، وكل خمر حرام”، مؤكداً أن الإسلام جاء ليحافظ على الضروريات الخمس وهي حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال. وبيّن أن الإدمان يتعارض مع هذه الضروريات، حيث يُهلك النفس ويفسد العقل ويستنزف المال ويؤدي إلى الفساد في الأرض. كما استشهد بقول الله تعالى: “وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا” [النساء: 29]، ليؤكد على ضرورة حماية النفس البشرية من كل ما قد يسبب لها الهلاك.
ثم تحدثت الدكتورة مروه ممدوح كدواني، مقرر المجلس القومي للمرأة بأسيوط، التي سلطت الضوء على تأثير الإدمان على الأسرة والأبناء. وأشارت إلى أن المدمن لا يدمر حياته فقط، بل يؤثر بشكل مباشر وسلبي على حياة أفراد أسرته، مما يؤدي إلى تفكك الأسرة وزيادة حالات العنف المنزلي والإهمال. وأوضحت أن الأطفال الذين ينشأون في بيئة يكون فيها أحد الوالدين مدمناً يتعرضون لخطر كبير، حيث يكونون أكثر عرضة للانحراف السلوكي والانخراط في الإدمان بأنفسهم.
كما دعت إلى ضرورة تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأسر التي تعاني من وجود أحد أفرادها مدمنًا، والعمل على رفع الوعي المجتمعي حول كيفية الوقاية من الإدمان وأساليب العلاج المتاحة. وشددت على أهمية دور المرأة في الأسرة كخط دفاع أول ضد هذه الظاهرة الخطيرة، وأشارت إلى ضرورة تقديم التوعية المستمرة للأمهات والأسر حول كيفية حماية أبنائهن من الانحراف والإدمان.
ثم تحدث الأستاذ كريم علي، أخصائى التثقيف الصحي بمديرية الشئون الصحية بأسيوط، الذي تناول موضوع الإدمان من زاوية صحية وعلمية. وأوضح أن الإدمان يعتبر من الأمراض المزمنة التي تؤثر على جميع أجهزة الجسم، خاصة الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى تغيرات كيميائية في الدماغ تؤثر على سلوك المدمن وتجعله غير قادر على التحكم في تصرفاته. وأشار إلى أن الإدمان لا يقتصر على المخدرات فقط، بل يمتد ليشمل إدمان الكحول والسجائر والمواد الكيميائية الأخرى التي تسبب ضرراً بالغاً بالصحة.
وأكد الاستاذ كريم على ضرورة توعية الشباب بمخاطر هذه المواد الضارة، وتعزيز برامج الوقاية والعلاج من الإدمان بالتعاون مع المؤسسات الصحية والدينية والمجتمعية. كما استشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لا ضرر ولا ضرار”، ليبرز أهمية حماية المجتمع من كل ما يسبب الضرر والأذى.
ثم اختتمت الندوة بكلمة شكر وتقدير من الدكتور محمود سعد شاهين لجميع المشاركين والحضور، مشدداً على أهمية استمرار مثل هذه الندوات التوعوية التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى المواطنين وتعزيز القيم الدينية والأخلاقية التي تحث على الابتعاد عن كل ما يضر بالصحة والعقل. وأكد على أن الإسلام يهدف إلى حماية الإنسان من كل ما يضر به، سواء كان ذلك مادياً أو معنوياً، مستشهداً بقول الله تعالى: “وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” [المائدة: 32]. ودعا إلى ضرورة تضافر جهود جميع مؤسسات المجتمع، من دينية وتعليمية وصحية، لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة والعمل على نشر الوعي بين الشباب حول مخاطر الإدمان، مشيراً إلى أن الشباب هم عماد الأمة ومستقبلها، ومن الواجب حمايتهم من كل ما قد يعرضهم للخطر.
وأجمع السادة الأئمة الحضور على أهمية هذه الندوة وما طرحته من معلومات مفيدة حول خطورة الإدمان وطرق مواجهته، مؤكدين على ضرورة استمرار حملات التوعية والتثقيف للحد من انتشار هذه الظاهرة السلبية في المجتمع.
Follow Us