الأوقاف
أوقاف أسيوط: انعقاد ندوة تثقيفية بالمدارس تحت عنوان ” تنمية الأخلاق الحميدة …حرمة الغش وشهادة الزور “
ندوات المدارس بمديرية أوقاف أسيوط
” انعقاد ندوة تثقيفية بمدرسة السيدة عائشة الإعدادية بنات بالوليدية تحت عنوان ” تنمية الأخلاق الحميدة …حرمة الغش وشهادة الزور “
========================
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وبإشراف الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية، نظمت مديرية الأوقاف بأسيوط ندوة تثقيفية مميزة بعنوان “تنمية الأخلاق الحميدة… حرمة الغش وشهادة الزور”، وذلك بمدرسة السيدة عائشة الإعدادية بنات بالوليدية، حيث شهدت حضورًا لافتًا من طالبات المدرسة وعدد من المدرسين المهتمين بتعزيز القيم الأخلاقية في المجتمع.
استهل فضيلة الدكتور أسامة عوض عبد الله، إمام مسجد حراء بأسيوط، محاضرته بالتأكيد على أهمية الأخلاق في بناء المجتمعات، مشيرًا إلى أن الأخلاق الحميدة ليست مجرد سلوكيات شخصية، بل هي القاعدة التي يقوم عليها صلاح الأمم ونهضتها. واستشهد بقوله تعالى: “وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ” (القلم: 4)، مبينًا أن الأخلاق هي أبرز صفات النبي محمد ﷺ وأعظم ما جاء به الإسلام، كما قال النبي ﷺ: “إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
تحدث الدكتور أسامة عن مفهوم الأخلاق الحميدة، موضحًا أنها تشمل الصدق، والأمانة، والإخلاص، واحترام الآخرين، والتعاون، وغيرها من القيم التي تجعل الفرد عنصرًا إيجابيًا في مجتمعه. وأكد أن الإسلام اعتبر الأخلاق جزءًا أساسيًا من العبادة، وجعل التحلي بها من أسباب الفوز برضوان الله والجنة، استنادًا إلى حديث النبي ﷺ: “ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق” (رواه الترمذي).
انتقل الدكتور أسامة إلى الحديث عن الغش، موضحًا حرمته وخطورته على الأفراد والمجتمع. وبيّن أن الغش ليس مقتصرًا على المعاملات التجارية فقط، بل يشمل كل ما يخل بالأمانة والصدق في التعامل. واستشهد بحديث النبي ﷺ: “من غش فليس منا” (رواه مسلم)، مؤكدًا أن الغش يهدم الثقة بين الناس ويؤدي إلى فساد العلاقات الاجتماعية. وشرح آثار الغش الاقتصادية والاجتماعية، مشددًا على أهمية التوعية بمخاطره، وخاصة في البيئة المدرسية، حيث يُعد الغش في الامتحانات من أخطر أشكاله لأنه يربي جيلًا يفتقد القيم والمبادئ.
كما تناول الدكتور أسامة قضية شهادة الزور، موضحًا أنها من كبائر الذنوب التي حذر منها الإسلام بشدة. واستشهد بقول الله تعالى: “وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ” (الحج: 30)، وبحديث النبي ﷺ: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟” قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين – وكان متكئًا فجلس – فقال: ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور” (رواه البخاري ومسلم). وأوضح أن شهادة الزور تظلم الأبرياء، وتؤدي إلى انتشار الفساد والظلم، مما يؤثر سلبًا على استقرار المجتمع وأمنه.
ركز المحاضر على دور التعليم والتربية في غرس القيم الأخلاقية، مشيرًا إلى أن المؤسسات التعليمية، كالمدارس والجامعات، لها دور كبير في تنشئة جيل واعٍ يدرك قيمة الأخلاق ويتحلى بها في حياته اليومية. وأشاد بالتعاون المثمر بين وزارة الأوقاف والمؤسسات التعليمية في تنظيم مثل هذه الندوات التي تهدف إلى نشر الوعي وتعزيز القيم الإسلامية.
اختُتمت المحاضرة بجلسة نقاشية بين الدكتور أسامة والطالبات، حيث طُرحت العديد من الأسئلة حول كيفية التحلي بالأخلاق الحميدة وتجنب الغش وشهادة الزور في الحياة اليومية. وقد أشاد الحضور بأسلوب الطرح و التناول الذي جعل الموضوع قريبًا من فهم الطالبات وحياتهن الواقعية.
في ختام الفعالية، وجه القائمون على المدرسة الشكر لوزارة الأوقاف ولمحاضريها على الجهود المبذولة في تعزيز القيم الأخلاقية والتربوية، مؤكدين أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات التي تزرع القيم السامية في نفوس الطلاب وتبني مجتمعًا قوامه الأخلاق والفضيلة.
إتبعنا