أهل الله لوزير الأوقاف
بمناسبة إقامة وزارة الأوقاف للمسابقة العالمية الثامنة والعشرين في حفظ القرآن الكريم وفهم مقاصده في شهر ديسمبر 2021م ، والتي تأتي إقامتها إكرامًا لأهل القرآن أهل الله وخاصته ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ ” قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : “هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ ” ، (صحيح ابن ماجة) , ويقول (صلى الله عليه وسلم)” إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ تَعَالَى : إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبةِ المُسْلِمِ ، وَحَامِلِ الْقُرآنِ غَيْرِ الْغَالي فِيهِ والجَافي عَنْهُ ، وإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ المُقْسِطِ ” (سنن أَبُي داود) ،ويقول (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): ” يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ، وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا” (رواه أبو داود والترمذي).
ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): ” إِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِب ، فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟، فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ، فَيَقُولُ لَهُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ , الَّذِي أَظْمَأتُكَ فِي نَهَارِكَ ، وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ، قَالَ: فَيُعْطَى الْمُلْكَ بيَمِينِهِ ، وَالْخُلْدَ بشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا تَقُومُ لَهُمَا الدُّنْيَا، فَيَقُولَانِ: بمَ كُسِينَا هَذِهِ؟, فَيُقَالُ لَهُمَا: بأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْرَأ وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا, فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ مَعَكَ ” (سنن الدارمي) .
ويقول (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: ” مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ: كَالأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَالَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ: كَالتَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلاَ رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ: كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ، وَطَعْمُهَا مُرٌّ ، وَمَثَلُ الفَاجِرِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ: كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ، وَلاَ رِيحَ لَهَا ” (متفق عليه).
وعن سيدنا أبي بن كعب (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال له يومًا : “أُمِرْتُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ” ، فَقُلْتُ: أَسَمَّانِي لَكَ رَبِّي أَوْ رَبُّكَ ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، فَتَلَا: “قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ” ، وفي رواية : ” قال أُبيّ يا رَسُولَ اللَّهِ، وَذُكِرْتُ هُنَاكَ؟ ، قَالَ (صلى الله عليه وسلم): “نَعَمْ بِاسْمِكَ ونَسَبِكَ فِي الْمَلَأِ الْأَعْلَى” قَالَ: فَاقْرَأْ إِذًا يَا رَسُولَ اللَّهِ” (حلية الأولياء) .
وعَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ سُورَةَ البَقَرَةِ، وَفَرَسُهُ مَرْبُوطَةٌ عِنْدَهُ، إِذْ جَالَتِ الفَرَسُ فَسَكَتَ فَسَكَتَتْ، فَقَرَأَ فَجَالَتِ الفَرَسُ، فَسَكَتَ وَسَكَتَتِ الفَرَسُ، ثُمَّ قَرَأَ فَجَالَتِ الفَرَسُ فَانْصَرَفَ، وَكَانَ ابْنُهُ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا، فَأَشْفَقَ أَنْ تُصِيبَهُ فَلَمَّا اجْتَرَّهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، حَتَّى مَا يَرَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ حَدَّثَ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ: اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ، اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ، قَالَ: فَأَشْفَقْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى، وَكَانَ مِنْهَا قَرِيبًا، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَانْصَرَفْتُ إِلَيْهِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ المَصَابِيحِ، فَخَرَجَتْ حَتَّى لاَ أَرَاهَا، قَالَ: «وَتَدْرِي مَا ذَاكَ؟»، قَالَ: لاَ، قَالَ: «تِلْكَ المَلاَئِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ، وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْهَا، لاَ تَتَوَارَى مِنْهُمْ” (متفق عليه).
وإذا كان هذا هو إكرام الله ورسوله لأهل القرآن الكريم ، فإن إكرامهم من إجلال الله (عز وجل) ، فمن أكرمهم أكرمه الله في الدنيا والآخرة .
على أن أهل الله يجب أن يكونوا على قدر إكرام الله عز وجل لهم ، فيجتهدوا غاية الاجتهاد في حسن فهم كتاب الله عز وجل ، وحسن العمل به : صدقًا ، وأمانة ، ورحمة ، ووفاء ، يقول سيدنا عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال : ينبغي لحامل القُرآن أن يُعرف بليلهِ إذا النَّاس نائمون، وبنهاره إذا النَّاس مفطرون ، وبصمتهِ إذا النَّاس يخوضون ، وبخشوعه إذا النَّاس يختالون(أخرجه ابن أبي شيبة) .