أنت عند الله غالٍ ، خطبة الجمعة القادمة
بتاريخ 20 جماد أول 1446 هـ ، الموافق 22 نوفمبر 2024 م
خطبة الجمعة القادمة : أنت عند الله غالٍ ، بتاريخ 20 جماد أول 1446 هـ ، الموافق 22 نوفمبر 2024 م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف بصيغة صور : أنت عند الله غالٍ
ننفرد حصريا بنشر خطبة الجمعة القادمة 22 نوفمبر 2024م لوزارة الأوقاف بصيغة word : أنت عند الله غالٍ word
و لتحميل خطبة الجمعة القادمة 22 نوفمبر 2024م لوزارة الأوقاف بصيغة pdf : أنت عند الله غالٍ بصيغة pdf
* الجمعة الرابعة من شهر نوفمبر بعنوان : “أنت عند الله غالٍ”، وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف من هذه الخطبة هو توعية جمهور المسجد إلى احترام قدسية الإنسان بنيان الله وصنعته، والتحذير من الانتقاص منه بأي لفظ أو إشارة ، وأضافت الوزارة أن هذا الموضوع يحقق المحورين الأول والثالث من محاور وزارة الأوقاف وهما مواجهة التطرف الديني وبناء الإنسان، جدير بالذكر أن هذه الجمعة بتاريخ 22 نوفمبر 2024م، الموافق العشرين من جمادى الأول لعام 1446هـ.
وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف : أنت عند الله غالٍ :
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
و للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف 22 نوفمبر 2024م.
وتؤكد وزارة الأوقاف على جميع السادة الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة القادمة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير ، وألا يزيد أداء الخطبة عن خمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية .
مع ثقتنا في سعة أفقهم العلمي والفكري ، وفهمهم المستنير للدين .
ولقراءة خطبة من الأرشيف عن موضوع خطبة الجمعة القادمة : أنت عند الله غالٍ :
الأبعادُ الإنسانيةُ ومخاطرُ تجاهُلِهَا
26 ربيع الآخر 1445هـ – 10 نوفمبر 2023م
المـــوضــــــــــوع
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:
فإنَّ الإنسانيةَ رحمةٌ وعدلٌ وإنصافٌ بينَ البشرِ جميعًا على اختلافِ معتقداتِهِم، وألوانِهِم، ولغاتِهِم، وأعراقِهِم، مِن منطلقِ منظومةٍ أخلاقيةٍ وحضاريةٍ مِن شأنِهَا أنْ تجمعَ ولا تفرق، وتبنِي ولا تهدم؛ لينعمَ الناسُ جميعًا بالأمنِ والاستقرارِ، دونَ تفرقةٍ بينَ إنسانٍ وآخر، أو شعبٍ وآخر، مع تأكيدِنَا أنَّهُ لا إنسانيةَ بلا عدلٍ، ولا إنسانيةَ بلا رحمةٍ، ولا إنسانيةَ بلا قيمٍ.
ودينُنَا الحنيفُ دينُ الإنسانيةِ الحقيقيةِ، التي استمدتْ أبعادَهَا مِن القرآنِ الكريمِ والسنةِ النبويةِ المشرفةِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، فالإنسانُ – على مطلقِ إنسانيتِهِ – مُكرّمٌ بتكريمِ اللهِ تعالَى لهُ، يقولُ سبحانَهُ: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: ” كُلُّكُمْ لِآدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ “، ويقولُ (صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ): “يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ “.
ومِن أهمِّ الأبعادِ الإنسانيةِ الرحمةُ بالضعفاءِ والأطفالِ، واحترامُ كبارِ السنِّ، وإعطاءُ ذوي الهممِ حقوقَهُم كاملةً غيرَ منقوصةٍ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: “إنَّمَا تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ”، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: “ليسَ مِنّا مَن لم يرحمْ صغيرَنَا ، ويُوَقِّرْ كبيرَنَا “، وعندما مرَّ سيدُنَا عمرُ بنُ الخطابِ (رضي اللهُ عنه) برجلٍ كبيرِ السنِّ مِن أهلِ الكتابِ، يسألُ على أبوابِ الناسِ، فقال له سيدُنَا عمرُ (رضي اللهُ عنه): ما أنصفنَاكَ في شيبتِكَ، ثم ضيعنَاكَ في كبرِكَ، ثم أجرَى عليهِ مِن بيتِ المالِ ما يصلحُهُ، ويقولُ ﷺ: “الرَّاحِمونَ يرحَمُهم الرَّحمنُ تبارَك وتعالى؛ ارحَموا مَن في الأرضِ يرحَمْكم مَن في السَّماءِ”.
وقد بلغتْ القيمُ في الإسلامِ أوجَّ عظمتِهَا حينَ شددتْ على مراعاةِ الأبعادِ الإنسانيةِ في الحروبِ، فقد كان أصحابُ نبيِّنَا ﷺ حين يجهزونَ جيوشَهُم يوصونَ قادتَهَا ألّا يقطعُوا شجرًا، وألّا يحرقُوا زرعًا، أو يخربُوا عامرًا، وألّا يتعرضُوا للزراعِ في مزارعِهِم، ولا الرهبانِ في صوامعِهِم، وألّا يقتلُوا امرأةً، ولا طفلًا، ولا شيخًا فانيًا – ما دامُوا لم يشتركوا في القتالِ ، ولَمّا رأىَ النبيُّ ﷺ) امرأةً كافرةً مسنةً مقتولةً في إحدَى المعاركِ قال ﷺ: “ما كانتْ هذه لِتُقاتِلَ، فقالَ لأحَدِهِم: الحَقْ خالِدًا فقُلْ له: لا تَقتُلوا ذُرِّيَّةً ولا عَسِيفًا”.
ومِن الأبعادِ الإنسانيةِ تفريجُ الكربِ عن المكروبينَ والمستضعفين، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: “مَن نفَّسَ عن مسلمٍ كُربةً مِن كُربِ الدُّنيا نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومن يسَّرَ على مُعسرٍ في الدُّنيا يسَّرَ اللَّهُ عليهِ في الدُّنيا والآخرةِ، ومن سَترَ على مُسلمٍ في الدُّنيا سترَ اللَّهُ علَيهِ في الدُّنيا والآخرةِ، واللَّهُ في عونِ العَبدِ، ما كانَ العَبدُ في عونِ أخيهِ”.
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
لا شكَّ أنَّهُ إذا تخلَّى العالمُ عن إنسانيتِهِ أو انسلخَ منها؛ دمرَّ بعضُهُ بعضًا، واستحالتْ الحياةُ إلى جحيمٍ، وفوضَى عارمةٍ، ونزاعاتٍ لا تنتهِي، وحلَّ الخوفُ مكانَ الأمنِ، فتُسفَكُ الدماءُ، وتُنتهَكُ الأعراضُ، وتغيبُ الرحمةُ، وينتشرُ الإرهابُ الأعمَى، سواءٌ أكانَ إرهابَ جماعاتٍ أم إرهابَ دولٍ.
على أنَّنَا نؤكدُ أنّنَا سنظلُ متمسكينَ بإنسانيتِنَا التي يوجبُهَا علينَا دينُنَا ووطنيتُنَا إنسانيةِ الأقوياءِ لا الضعفاءِ، مدركينَ أنَّ السلامَ الحقيقيَّ هو السلامُ العادلُ الذي له قوةٌ تحميهِ، وأنّنَا مصطفونَ خلفَ قيادتِنَا الرشيدةِ، جنودًا في سبيلِ الدفاعِ عن الدينِ والوطنِ والعرضِ والقيمِ الإنسانيةِ.
نسألُ اللهَ (عزَّ وجلَّ) أنْ يردَّ الإنسانيةَ إلى صوابِهَا ورشدِهَا ردًا جميلًا.
_______________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف