الأزهرالبحوث الإسلامية
أمين عام مجمع البحوث الاسلامية: امتداد علماء الأزهر الشريف يملأ الكرة الأرضية…
وفضيلة الإمام الأكبر يُولِي الوافدين اهتمامًا كبيرًا وبخاصة طلاب غزَّة
أمين عام مجمع البحوث الاسلامية: امتداد علماء الأزهر الشريف يملأ الكرة الأرضية… وفضيلة الإمام الأكبر يُولِي الوافدين اهتمامًا كبيرًا وبخاصة طلاب غزَّة
قال فضيلة الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: إنَّ الفترة الأولى من ثلاثينيات القرن العشرين قد شهدت تغيُّرًا في العَلاقات بين شعوب العالَم الإسلامي والأزهر الشريف؛ إذْ بدأ وفود البعثات الرسمية من بعض الدول للدِّراسة بالأزهر الشريف بعد أن كانت الدراسة فيه تتَّسم بالصفة الفردية أو على المستوى الشخصي، ويرجع تاريخ أول دفعة من طلبة العِلم الصينيين الذين درسوا بالأزهر إلى عام 1931م، وكان مِن بين طلَّابها على سبيل المثال: العالِم الكبير المرحوم محمد مكين ما جيان، والعلَّامة المؤرِّخ عبد الرحمن نا تشونغ، اللذان قدَّما إسهاماتٍ عظيمةً في تعليم اللغة العربية بالصين، والعَلاقات الصينية العربية، وغيرهما من كلِّ دول العالَم.
وأضاف الدكتور الجندي -خلال كلمته في حفل تخريج دفعة جديدة من الطلاب الوافدين لعام ٢٠٢٤م بمشاركة طلاب (٣٦) دولة بمركز الأزهر للمؤتمرات- أنَّه قد تفرَّع عن جذر الأزهر الشريف وعيٌ معتدلٌ في قلب كلِّ خريج أزهري وفد على أروقته من بلاد بعيدة يطلب العِلم والمعرفة الرصينة المتأصِّلة، ويتمدد هذا المشجر الفكري الوسطي المعتدل في أوردة المعمورة ليشع النور والهدى، وأنه قد أصبح للأزهر بعلمائه امتداد يملأ خريطة الكرة الأرضية، ودخل العلَّامة السفير الأزهري الوافد إلى مصر ليدرس في أروقة الأزهر الشريف، دخل في عقد السند الأزهري المتصل بالعنعنة، وأصبح في سنده العام شيوخ الأزهر وعلماؤه.
وطالب الأمين العام الخرِّيجين بالحفاظ على هيبتهم وهيئتهم الأزهرية الرصينة، مشيرًا إلى أنهم امتدادٌ للأزهر الشريف في كلِّ أرجاء المعمورة، وأنَّ فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشريف، يتابع بنفْسه الطلَّاب الوافدين، ومِن صور دعمه لهم: أن منحهم آلاف المِنَح الدراسية والإقامة والرعاية العِلمية والمعيشية، كما أولى فضيلته لطلاب (غزَّة) اهتمامًا خاصًّا ورعايةً متميزة.
وأكَّد فضيلته أنَّ الأزهر الشريف بكلِّ قطاعاته وفروعه يمدُّ يد العون ويضخُّ علومه ومنهجه الوسطي في وعي الطلاب الوافدين، ويُولِيهم عناية خاصة من كل زوايا احتياجاتهم، ويقدِّم دعمه أيضًا لخدمتهم تكوينًا وتدريبًا وحلًّا لمشكلاتهم، فتتكامل جميع القطاعات الأزهرية في كِيان واحد خدمةً للطالب الوافد، وحماية لوعيه من الشرود للتطرف يمنة أو يسرة، وتحصينًا لوعيه من اختراقات الفضاء الإلكتروني والواقعي؛ حتى يتكوَّن لديه فِكر وسطي معتدل يعبِّر عن سماحة الإسلام واعتباره للأحوال والتغيُّرات.
واختتم الدكتور الجندي بأنه في ظلِّ ما يشهده العالَم من تغيُّرات خطيرة يأتي دَور الأزهر الشريف -قلبِ مصر النابض وقلعتها المقننة لكلِّ طرح فِكري أو عِلمي- في حماية الوعي محليًّا وعالميًّا من مداخلات الإرهاب، واستقطابات التطرُّف، وينسج حروف الاعتدال، ويرسم صورة دِيننا الحنيف بإبداعٍ يمحو عنه الشُّبهة، ويدفع عنه الفرية.
إتبعنا