أحمد نور الدين يكتب : ما أعظمك من حليم
أحبتي في الله. يقول الله عز وجل ــ في كتابه الكريم “ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون”، ما أجدر وأحري بنا أن نتلمس توبته في العشر الأواخر من رمضان، فما أكثر اجترائنا علي الله ــ عز وجل ــ طول العام، وما أكثر تساهلنا في المعصية، وما أكثر معاقرتنا للرب ــ سبحانه ــ بما يسخطه ويغضبه، وما أكثر وسائل الانحراف والإغواء ومكر شياطين الجن والإنس التي أغرقتنا في أوحال الذنوب والآثام وأوردتنا في حفر الخطيئة، ومع ذلك لم تنقطع نعمه، ولم تنته فضائله وإحسانه علينا.
فلتكن تلك الأيام المباركات وما تحويه من ليلة القدر التي من قامها إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه بداية الرجوع إلي الله ــ عز وجل ــ وأن نفيق من سكرة الذنوب، والهوي واللذات وأن ننطرح بين يدي الحق ــ جل وعلا ــ نبكي علي مامضي من الآثام وأن نذرف الدموع الغزار ندما علي مافات، طالبين القبول والغفران من الرب الرحيم، الذي يرانا فيسترنا، فما أعظمه من رب حليم صبور ودود رشيد.
احبتي في الله. إن باب الله مفتوح ولا يقفل أبدا ولا يحول بينك وبينه ــ سبحانه ــ حائل، كما في الملل الفاسدة المحرفة الأخري، فلنبادر إلي التوبة النصوح من التقصير في الطاعة والوقوع في المعصية، وليعلم كل منا أن التوبة ليست مقصورة علي أهل الفسق والفجور، بل هي عامة لنا جميعا كما قال الرءوف الرحيم “وتوبوا إلي الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون” وقول نبينا (صلي الله عليه وسلم) “يا أيها الناس توبوا الي الله فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة”.
فلنسرع بالتوبة ولا نسوّف، فلرب توبة نصوح يدركها المرء منا في هذه الأيام المباركات تكون بها سعادته في الدنيا والآخرة وفوزه الكبير بجنات النعيم. فبادروا أحبتي في الله. وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.