أحمد نور الدين يكتب : رمضانك عندنا
أحبتي في الله.. كل عام أنتم بخير، ها هو شهر النفحات الربانية والخيرات قد أظلنا ولله الحمد والنعمة والمنة أن بلغنا إياه،ويمضى بنا سريعا , القائل فيه حبيبنا صلي الله عليه وسلم “أتاني جبريل فقال رغم أنف رجل ادرك رمضان فلم يغفر له، قل امين، فقلت أمين” ورغم أنف أي خاب وذل وخسر خسرانا مبينا أعاذنا الله من ذلك، ويقول ربنا ـ عز وجل ـ “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون”، فالغاية الربانية من فريضة الصوم هي تمكين التقوي من قلوب العباد المؤمنين.
ولان شياطين الانس ودعاة الضلال والباطل المتمثلين في القنوات الفضائية ينظرون لمسلمي هذا الزمن علي أنهم تفهاء ـ معاذ الله ـ ولا يعرفون لشهر رمضان الفضيل قدره ولا حرمته، ولا للفريضة مكانتها، فإن ضلالتهم وغوايتهم تزيد فيه، بل ويتبارون قبل مجيئه في اصطياد المشاهد لوقوعه في شرك المعاصي والضلال والمآثم المتمثلة في المسلسلات الساقطة والبرامج التافهة الهابطة التي لا طائل منها، ويربطون تلك التفاهات بالشهر المبارك فيقولون “رمضان عندنا أحلي” و”رمضانك عندنا واسأل مجرب”, وتناسوا وعميت قلوبهم وابصارهم عن أن سلفنا الصالح كانوا يدعون الله ـ عز وجل ـ قبله بستة اشهر أن يبلغهم رمضان ويدعونه بعده ان يتقبل منهم عبادتهم فيه.
يقول عبدالله بن المبارك ـ رحمه الله ـ “إن البصراء لايأمنون من خمس خصال: ذنب قد مضي لايدري ما يصنع الرب فيه، وعمر قد بقي لايدري ماذا فيه من الهلكات، وفضل قد اعطي لعلة واستدراج، وضلالة قد زينت له فيراها هدي، ومن زيغ القلب ساعة بعد ساعة، اسرع من طرفة عين قد سلب دينه وهو لايشعر”. ونحن نقول لك ايضا عزيزي القارئ رمضانك عندنا،
نعم أدعوك قارئي الحبيب أن تمضي رمضانك عندنا, حيث معية الله –عز وجل- وذلك بالأعمال الصالحة والعبادات النافعة لدنياك وآخرتك في هذا الشهر الكريم الذي منّ الله سبحانه علينا فجعل الفريضة فيه بسبعين فريضة والنافلة بأجر فريضة، وندعوك لتكون في معية الرب العلي الكريم وما جاء به الرسول الحبيب من عطايا سخية ومنها صيام رمضان إيمانا واحتسابا يغفر لك ما تقدم من ذنبك، وكذلك قيامه، والذهاب إلي المسجد “من غدا إلي المسجد أو راح أعدا لله له نزلا في الجنة كلما غدا أو راح “وبشارته (صلي الله عليه وسلم) “من تطهر في بيته ثم مضي إلي بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والأخري ترفع درجة , وقوله صلي الله عليه وسلم بشر المشائين في الظلم إلي المساجد بالنور التام يوم القيامة”.
ندعوك لأن يكون رمضانك عندنا في ملازمة الذكر والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار حيث أمر الله تبارك وتعالي ـ لنا “يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا” وقوله ـ سبحانه ـ “والذاكرين الله كثيرا والذاكرات” وقول حبيبنا (صلي الله عليه وسلم) “يقول الله تعالي أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة”. ندعوك لأن يكون رمضانك عندنا في ملازمة الدعاء لله ـ عز وجل ـ المتقدم بالذكر والثناء عليه سبحانه ـ المقرون بالذل والمسكنة والافتقار إليه والاعتراف بالذنب والبكاء عليه، تسأله من خير الدنيا والآخرة وأن يصلح أحوال بلادنا وسائر بلاد المسلمين، وأن يرزقنا الاخلاص في القول والعمل وأن يعيذنا من الشرك والكفر والنفاق والرياء والسمعة والفقر ومن عذاب النار وعذاب القبر ومن فتنة المحيا وفتنة الممات وفتنة المسيخ الدجال… وبعد ذلك انظر أخي الحبيب مع من تفضل أن تقضي رمضانك؟ عندنا؟ أم عندهم؟ وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.. وكل عام انتم بخير.