الأوقاف
“أحكام الوصية” مجلس الفقه اليوم بالمسجد الجامع البقلي أوقاف أسيوط
انعقاد مجلس الفقه اليوم بالمسجد الجامع البقلي غرب أسيوط تحت عنوان: “أحكام الوصية”،”
=======================
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود سعد شاهين وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وتحت إشراف الشيخ محمد عبد اللطيف محمود مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية، انعقد اليوم السبت الموافق 16 نوفمبر 2024، مجلس فقهي بعنوان “أحكام الوصية”، في المسجد الجامع البقلي بأسيوط. شهد المجلس حضورًا كبيرًا من أهل المنطقة، حيث توافد المهتمون بالعلم الشرعي من مختلف الأعمار، ما يعكس حرص الناس على التزود بالعلوم الدينية وفهم الأحكام الشرعية المتعلقة بموضوع الوصية، الذي يُعد من القضايا الفقهية الحساسة والمهمة في حياة المسلم.
افتتح الجلسة الدكتور حسن اليداك، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية بأسيوط، حيث رحب بالحضور الكريم وأشاد بالدور الكبير الذي تقوم به وزارة الأوقاف في تنظيم مثل هذه المجالس الفقهية التي تهدف إلى نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة وتوعية الناس بأحكام الشريعة السمحة. بدأ الدكتور اليداك حديثه بآية كريمة من القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: “كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ” [البقرة: 180]. وأوضح أن هذه الآية تشير إلى أهمية الوصية كوسيلة لضمان حقوق الأقربين وتحقيق العدالة بعد وفاة الموصي، كما أن الوصية تعكس حرص الإسلام على تأمين حياة كريمة للأقارب والمحتاجين.
ثم استعرض الدكتور اليداك حكم الوصية في الإسلام، مؤكدًا أنها تُعد من المواضيع التي يجب على المسلمين الإلمام بها وفهمها جيدًا. أشار إلى أن الوصية قد تكون واجبة في بعض الحالات، مثل إذا كان على الموصي دين يجب سداده أو كان له حقوقٌ تجاه آخرين، كما قد تكون مستحبة عندما يرغب المسلم في التبرع بجزء من أمواله لأعمال الخير أو إعطاء من لا يرث من أقاربه. واستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده” [صحيح البخاري]، ليؤكد على ضرورة كتابة الوصية في وقت مبكر وعدم تأجيلها، لما فيها من حفظ للحقوق وتجنب النزاعات بين الورثة.
وتطرق الدكتور اليداك أيضًا إلى ضوابط كتابة الوصية، حيث أكد أن من أهم الشروط أن لا تتجاوز الوصية ثلث مال الموصي، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: “الثلث والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس” [صحيح البخاري]. وأوضح أن هذا الحديث يعكس الحكمة النبوية في تحديد نسبة الوصية لحماية حقوق الورثة وضمان عدم الإضرار بهم.
كما أشار الدكتور اليداك إلى ضرورة أن تكون الوصية مكتوبة بشكل واضح ومحددة المعالم، وأكد على أهمية وجود شاهدين على كتابة الوصية لضمان تنفيذها بعد الوفاة دون أي نزاع. وذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث” [سنن أبي داود]، مشيرًا إلى أن الوصية لا تجوز للورثة لأن الميراث يتكفل بحقوقهم بناءً على الشريعة الإسلامية.
وفي ختام حديثه، نصح الدكتور اليداك الحضور بضرورة الاهتمام بكتابة الوصية وفق الأحكام الشرعية والالتزام بالضوابط التي جاءت في السنة النبوية، مؤكدًا أن كتابة الوصية تُعد من الأعمال التي تعين المسلم على تجنب الخلافات والمشكلات بين الورثة بعد وفاته، وتساهم في توزيع الثروة بشكل عادل ومنظم. ودعا الحضور إلى التفقه في أمور دينهم والسعي لتعلم الأحكام الشرعية، موضحًا أن ذلك من شأنه أن يعين المسلم على تحقيق السكينة والطمأنينة في حياته.
إتبعنا
