وزير الأوقاف في خطبة الجمعة : حرمة الدول كحرمة البيوت لا تدخل إلا بإذن . والتدين الحق عطاء للخلق طاعة لله وليس متاجرة بدين الله . والهجرة أهم نقطة تحول في تاريخ الإسلام نحو بناء الدولة ، وهو سر تأريخهم بها . والمهاجر الحقيقي من هجر ما نهى الله عنه . خلال خطبة الجمعة اليوم بمسجد ناصر ببنها بمناسبة العيد القومي لمحافظة القليوبية والتي دارت حول موضوع الهجرة بين الماضي والحاضر أكد د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الهجرة النبوية المشرقة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة كانت أهم نقطة تحول في الإسلام نحو بناء الدولة ، وهو سر تأريخهم بها ، وأن التدين الحقيقي هو عطاء للخلق طاعة للخالق ، وليس متاجرة بدين الله كما تفعل الجماعات المتطرفة التي تتاجر بدين الله عز وجل ، وأن حرمة الدول كحرمة البيوت لا تدخل بغير إذن ، مؤكدا على أن الهجرة غير الشرعية محرمة شرعا ومجرمة قانونا وأنها إلقاء بالنفس إلى التهلكة ، وأن المهاجر الحقيقي في زماننا هو من هجر ما نهى الله عنه ، فالهجرة إلى الله تعالى هي تحول من الضلالة إلى الهدى ، من الشر إلى الخير ، من المعصية إلى الطاعة ، من الجهل إلى العلم ، من التخلف إلى التقدم ، من الشح إلى الكرم ، من أكل الحرام إلى ابتغاء الحلال ، من الكذب إلى الصدق ، من خلف الوعد إلى الوفاء به ، من قطيعة الرحم إلى صلتها ، من الأثرة إلى الإيثار ، وهكذا هي عملية تحول نحو مرضاة الله بكل ما تعنيه وتحمله الكلمة من معان ، واجتنابا لمعصيته بكل ما تحمله الكلمة من معان ودلالات ، مؤكدا أن المؤمن الحق هو من يعطي لدين الله لا من يتاجر بدين الله ، وأن إقامة الدول وتثبيت أركانها ، والعمل على كل ما يقوي شوكتها ، ويؤدي إلى رقيها ونهضتها ، ويحقق مصالح البلاد والعباد ، هو من صميم مقاصد الأديان ، فحيث تكون المصلحة فثمة شرع الله عز وجل ، مبينا أن الدروس المستفادة من الهجرة النبوية عظيمة في كل نماذجها سواء في المؤخاة بين المهاجرين والأنصار ، أم في إنشاء السوق لبناء اقتصاد الدولة ، أم في وثيقة المدينة التي رسخت لفقه التعايش السلمي بين البشر ، مبرزة صحفة بيضاء نقية ناصعة البياض مفعمة بسماحة الإسلام ويسره وإيمانه بحق الناس جميعا في حياة كريمة آمنة مستقرة ، و عمله على تحقيق السلام الإنساني للناس أجمعين .