وزير الأوقاف في حوار مع فيتو: لست مشغولا بـ “التغيير الوزاري”، لا يمكن مواجهة الإرهاب بـ “دعاة” غير مؤهلين
- لا تراجع عن إعادة تأهيل الأئمة وتجديد الخطاب الديني “لا يرى بالعين المجردة”
- ربنا ابتلانا بجماعات متطرفة حاولت قيادة الدعوة بـ«العافية»
- أنقذنا المساجد من سيطرة 12 ألف إخواني.. ولو ظل الوضع كما كان عليه لأصبحنا في كارثة محققة
- من يظن أننا نزرع في الصباح ونحصد في المساء “واهم”
- لا يمكن مواجهة الإرهاب بـ “دعاة” غير مؤهلين
- لست مشغولا بـ “التغيير الوزاري”
- لا يمكن أن ينجح إنسان يمتلئ قلبه جبنا ولا مجال للمترددين
- معركة البناء والتعمير لا تقل أهمية عن مواجهة التطرف
- “الشواذ” قنبلة موقوتة داخل المجتمع
- مصر قبلة طلاب العلم من كل بقاع الأرض.. ومن يقول عنها كافرة جاهل
أدار الحوار: عصام كامل
شارك فيه: محمد أبو المجد – أحمد نصير
أعده للنشر: محمد فودة
عدسة : هشام عادل
يمكن أن تختلف مع وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، ويمكن أن ترفض طريقته في إدارة بعض الملفات داخل الوزارة، لكن لا يمكن أبدا أن تنكر أن الوزير القادم من جامعة الأزهر نجح في تحريك المياه الراكدة في الأوقاف، وأنه ــ ربما ــ أول وزير أوقاف يمتلك شجاعة الاشتباك مع الجماعات المتشددة التي تسيطر على كثير من المساجد في مصر.
أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الجهد المبذول في مجال تجديد الخطاب الديني غير مسبوق وإذا لم يوفقنا الله مع القيادة السياسية لكنا الآن في كوارث رهيبة.
وقال الوزير خلال لقائه في صالون “فيتو” إن الوزارة اتخذت منهجا تدريجيا طويل النفس، وقد اُبتليت الدعوة بأمرين، أولهما وجود فرق محسوبة على الجماعات المتطرفة الذين حاولوا أن يقودوا الدعوة بـ«العافية» وهي التي تؤدي إلى نتائج كارثية، والفريق الثاني هو غير المؤهلين وهم يؤدون إلى نتائج غير مقبولة، وليست مطلوبة، ولا يمكن أن نواجه الإرهاب مهملين أو غير مؤهلين.
وكشف “مختار جمعة” عن محاولات هدم وإفشال الدولة المصرية عن طريق الخطاب الديني لزعزعة القيم والأخلاق في نفوس الناس، حتى لا يصبح هناك أي قيم أو ضمير وتحويل الناس لمئات الأديان والمذاهب.. وإلى نص الحوار..
◄ هناك توجيهات من رئيس الجمهورية نحو تجديد الخطاب الديني.. هناك من يرى أن الأزهر والأوقاف لم يقدما شيئا كبيرا حتى الآن.. ما ردكم على ذلك؟
ما حدث فعلا أن رؤية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعطت دفعة قوية لجميع المؤسسات الدينية، ونحن بذلنا ونبذل أقصى ما في طاقتنا لنكون عند مستوى المسئولية، وحجم العمل والجهد المبذول غير تقيلدي وغير طبيعي ونسابق فيه الزمن، ولكن هناك أمرين يقفان حائلا أمام ما يبذل من مجهود، أولهما وجود تراكمات ضخمة وصعبة، ولو لم يوفقنا الله عز وجل بالعمل مع القيادة السياسية والاستجابة لدعوات تجديد وتصويب الخطاب الديني لكنا الآن في كوارث رهيبة، ولو ظل الوضع كما هو عليه من سيطرة أكثر من 12 ألفا من قيادات الإخوان والجماعات المتحالفة معها على المساجد والمنابر لكنا الآن في كارثة حقيقية.
◄ تحدثت في تصريحات سابقة عن محاولات هدم وإفشال الدولة الوطنية.. فما حقيقة ذلك؟
الحقيقة أن خطة هدم الدولة تعتمد في أولها على الخطاب الديني، وثانيا ضرب التعليم، وثالثا الإعلام، فما يتصل بالخطاب الديني يكون عن طريق زعزعة أمر القيم والأخلاق في نفوس الناس حتى لا يصبح هناك أي قيم أو ضمير وتحويل الناس لمئات الأديان والمذاهب، لتبدأ الصراعات العرقية والمذهبية والطائفية والدينية وتفتيت المعتقدات وتشويهها لدخول الناس في ارتباكات متواصلة.
◄ هل هناك تنسيق بين الأوقاف ومختلف المؤسسات الدينية العاملة على الساحة المصرية؟
طبعا، يقينا هناك تعاون.. لكن بصدق كل ما هو قد أمر الله به، وأنا حريص على أن تصنع خططا، لكن الأهم منها بالنسبة لي هو وجود رجال يؤمنون بها ويكونون قادرين على تنفيذها وغير قابلين للارتداد للخلف في وجودك أو عدم وجودك، وفي فترة من الزمن كان يستعان بعلماء من خارج وزارة الأوقاف، ولم تكن داخل وزارة الأوقاف الكوادر التي تستطيع أن تدير الأعمال الإدارية الكبرى، فاجتهدت لإنشاء كوادر من أبناء المكان لأن المنتدب مهما يأتي سنة أو اثنتين لن يستمر؛ والوزارة تحولت الآن لنظام مؤسسي بآلية ديناميكية خاصة وفي خلال أسبوع قررت تعيين مساعد وزير لشئون الامتحانات والتدريب وإنشاء إدارة خاصة للتدريب والامتحانات بموافقة الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة.
◄ ما المنهج الذي اتخذته الأوقاف للنهوض بأمر الدعوة؟
الحقيقة، أن الوزارة اتخذت منهجا تدريجيا طويل النفس، وقد اُبتليت الدعوة بأمرين: الأول وجود فرق محسوبة على الجماعات المتطرفة الذين حاولوا أن يقودوا الدعوة بـ«العافية»، وهي التي تؤدي إلى نتائج كارثية، والفريق الثاني هو غير المؤهلين؛ وهم يؤدون إلى نتائج غير مقبولة وليست مطلوبة، ولا يمكن أن نواجه الإرهاب بمهملين أو غير مؤهلين، بل بالعكس نحن بذلك نغذيه، ودخول غير المتخصصين في مجال الخطاب الديني أضر به كثيرا، وغياب المتخصص وعدم قيامهم بعملهم على الوجه الأكمل أحد أوجه الخلل لأن الفكر المتطرف ينشأ في المكان الخالي الذي يوجد فيه إنسان ضعيف، لا يستطيع أن يملأ الفراغ ولذلك تنشأ في محيطه البؤر المتطرفة.
ولذلك؛ كانت المرحلة الأولى هي التخلص من الدخلاء في المساجد وغير المتخصصين والإرهابيين والمتطرفين.
◄ ماذا عن المرحلة الثانية؟
هي إعادة تأهيل الأئمة عن طريق امتحانات تحديد المستوى، وأكدنا أنه لن يُمس أحد في وظيفته أو مستحقاته المالية، لأن الهدف إعادة تقييم ورفع المستوى العلمي والدعوي والمهني للأئمة، لكن هناك قلة مدسوسة من كتائب الجماعات الإرهابية التي تنتظر أي أمر صغير لتحريض باقي الأئمة والخطباء عن طريق إيميلات مزيفة؛ وقررنا إقامة دورة تحت عنوان “التأهيل طريق النجاح”، لتناسب جميع المستويات وستكون 15 يوما، وتم وضع برنامج تدريبي يشمل مراجعة 5 أجزاء من القرآن الكريم حفظًا وتلاوة مع بيان معاني المفردات من سورة الناس إلى الأحقاف، ومراجعة فقه الطهارة والصلاة من كتاب الفقه على المذاهب الأربعة ومراجعة موسوعة الدروس الأخلاقية وكتاب مفاهيم يجب أن تصحح وبعد نهاية الدورة بأسبوع سيتم عقد الامتحان.
◄ ما مصير من يرسب في تلك الدورة؟
لن يتم فصله من العمل، وتعقد له الوزارة دورة أخرى مركزية على مستوى محافظات الجمهورية لمدة 45 يوما للعمل على رفع مستواه العلمي، وإذا رسب في الدورة الثانية سأعقد له دورة ثالثة، وإذا رسب “بردو مش همشيه”، لكن سيتولى أي عمل إداري أو باحث دعوة أو إمام قبلة، في مسجد صغير لا يوجد فيه صلاة جمعة، لأنه غير مؤهل؛ فدوره يقتصر على الصلاة بالناس في الأوقات الأخرى، وفي أي وقت يرى هذا الإمام أنه جاهز للاختبارات من جديد سأسمح له بدخول الامتحانات من جديد، ولكن من يتخلف عن حضور الدورة دون عذر رسمي مقبول لا يصرف له بدل صعود المنبر حتى يلتحق بالدورة التي تليها.
◄ ألا ترى أن خطة الوزارة الدعوية قد تأخرت كثيرا من أجل النزول للناس والالتحام بهم؟
هذا العمل ليس وليد اليوم، فالمرحلة الأولى كانت لتنقية ما يزيد على 12 ألف إمام ولابد من إيجاد من يشغل أماكنهم، وحينما قصرت خطبة الجمعة على المسجد الجامع في كل مرحلة من المراحل كانت تأخذ مجهودا بدأنا بعد ذلك بأول خطوة وهي الدفع بالشباب لأداء خطبة الجمعة، والظهور على شاشة التليفزيون الرسمي بالإضافة إلى البرامج الإعلامية ومعظم قيادات الوزارة الآن من الشباب؛ أما موضوع الامتحانات فكان يحتاج إلى ثقافة تقبل بين الأئمة، فتم البدء به بشكل اختياري لتصعيد المتميزين والآن تم تعميمه على جميع الأئمة.
◄ ألا يخشى الوزير على إستراتيجية التغيير والتطور في الوزارة من تعديل وزاري قريب؟
نحن نعمل لآخر لحظة وآخر نفس، ولدينا أمران: قضية وفكر، وأنا دائما أقول الأصل في الداعية أن يكون داعية أولا؛ والأصل في أستاذ الجامعة أن يكون أستاذا جامعيا، وصاحب القضية سيظل على قضيته بغض النظر عن موقعه، فالعمل الإداري سأتركه اليوم أو غدا، “كله نازل وكله مروح وسنة التداول جارية وما علينا إلا الأخذ بالأسباب ونعمل حيث استخدمنا الله”.
◄ بعد فوضى الفتاوى التي شهدتها مصر.. لماذا يتأخر قانون الفتاوى حتى الآن؟
نأمل أن يتم إقراره بشكل نهائي في دور الانعقاد الحالي للبرلمان، وهذا القانون أرى أن بصياغته الحالية صورة مثالية وكان بتوافق الأزهر والإفتاء والأوقاف واللجنة الدينية؛ ولكن طبيعة المجتمع المصري الذي يوجد فيه الانفتاح الثقافي والسيولة الفكرية يحتاج إلى المرحلية؛ لأن القانون لو ظهر بشكل خانق وضيق لن تتحمله طبيعة المجتمع في الوقت الراهن، ولو ظهر بشكل فضفاض سيصبح هو والعدم سواء ولكن انتهينا إلى الآتي: التفريق بين الفتوى والرأي الثقافي أو الفكري، وكذلك فيما يسأل فيه الإمام في مسجده من أمور الصلاة والصيام، وكذلك أستاذ الجامعة داخل جامعة الأزهر.. وإنما تجريم الفتوى ينصب على الفتوى في الشأن العام عبر وسائل الإعلام والتي تُحدث بلبلة مجتمعية.
وكل جهة دينية سواء كانت الأزهر الشريف أو الإفتاء والأوقاف، تعطي تصريحا بالإفتاء لمن يرى أنه يصلح لذلك، وحينما يخطئ من يمثل تلك المؤسسات يتم محاسبته وظيفيا، لكن إذا حظرت عليه الفتوى وعاد للإفتاء عبر وسائل الإعلام يطبق عليه القانون.
◄ ما الذي أعدته وزارة الأوقاف لمواجهة الفكر المتطرف؟
وضعنا خطة كاملة متكاملة، لأننا لو لم نضع خطة واضحة المعالم والأهداف يمكن أن يستغرقنا اتجاه واحد، ويمكن أن يسقط منا أشياء لا تقل أهمية عن مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، فالمؤسسات الدينية دائما موجودة ويجب أن تكون في المقدمة ومواجهة الإرهاب والتطرف من الركائز الأساسية التي نبني عليها الفلسفة الدعوية؛ يليها أيضا العمل والإنتاج والتنمية، لأن معركة البناء والتعمير لا تقل أهمية عن مواجهة التطرف لأن الفكر المتطرف يريد أن يشغلنا ويعطلنا عن مسيرة البناء فيحتقن الناس لتحدث الأزمات، وجزء من فلسفة الفكر المتطرف هو العمل على البناء لأن الناس التي لديها فراغ من العمل هي أكثر الناس عرضة للاستقطاب، ولكن حينما يتم إيجاد فرص عمل في البناء والتعمير وكل ما يدفع ويسهم عمارة الكون وإصلاح حال العباد والبلاد يتوافق مع الإسلام والأديان والإنسانية السوية.
ومن يريد أن يأخذنا تجاه البطالة أو الكسل أو التخريب والفساد والإفساد يريد أن يخالف الأديان، وما يخالف الفطرة الإنسانية السوية، والثاني هو العمل والتحفيز على الإنتاج والتنمية، والاثنان بشكل أو بآخر لا يكاد يمر أسبوع دون التطرق لأحد الأمرين.
والمحور الثالث هو القيم والأخلاق والحس الإيماني وترسيخ الخوف من الله، والإيمان في النفس، لأن الوسطية مختطفة من المتطرفين والمتسيبين.
◄ ما تعليقك على ظهور الشواذ داخل المجتمع المصري؟
أفعال الشواذ خلقيا وفكريا والمنحرفين هي قنابل موقوتة داخل المجتمع المصري، كقنابل المتطرفين سواء بسواء وبنفس الخطر، وأحيانا أشك أن من يستخدم المتطرفين ويمولهم هو من يستخدم الشواذ ويمولهم أيضا، حتى ينضم المتشدد لداعش وللتنظيمات الإرهابية والمتحلل ينضم لقائمة الشواذ فكريا وخلقيا.
◄ ما الآليات التي تستخدمها الجماعات المتطرفة في الهجوم على مؤسسة الجيش والشرطة؟
هي دائما ما تسعى للترويج بأن الدولة لا تريد الدين وأنها ضد الدين، لاستباحة دماء الجيش والشرطة والقضاء والعلماء والإعلاميين وبدأنا في تغيير فلسفة انتظار الإمام للناس داخل المسجد، وبدأنا نتحرك وننزل في النادي ومراكز الشباب ونستغل المناسبات الاجتماعية وفي واجب العزاء وزيارات المريض ونبدأ في العمل في التواصل المجتمعي مع الناس، خاصة داخل المناطق والمحافظات التي يوجد بها هذا التضليل عن طريق جمع الأطفال وعمل مسابقات داخل المساجد وتوزيع المصاحف حتى يتم كسر حاجز من يروجون بأن الدولة ضد الدين.
◄ بماذا ترد على الجهلاء ممن يقولون إن مصر دولة كافرة ولا تطبق شرع الله؟
إن بلدا فيه الأزهر الشريف، وأكثر من 120 ألف مئذنة تصدح بالحق وأكثر من 20 ألف قارئ ومقرئ ومعلم ومحفظ للقرآن الكريم، ليس مجتمعًا جاهليا ولا يمكن أن يكون كذلك وإن بلدا فيه أكثر من مليوني طالب يدرسون علوم الشريعة واللغة العربية ووسطية الإسلام، وأكثر من 9 آلاف معهد أزهري تعنى بدراسة شرع الله وتدريس منهج الله ووسطية الإسلام لا يمكن أن يكون بلدا جاهليا.
فمصر هي قبلة العلماء والباحثين وطلاب العلم والوافدين من مختلف دول العالم، لا يمكن أن يكون بلدًا جاهليا ولا يصفه بالجاهلية إلا جاهل أو أحمق أو خائن أو عميل أو دخيل أو مستأجر لهدم هذا البلد.
الواعظات الآن يسابقن العلماء والأئمة في نشر صحيح الإسلام، واستطعنا افتتاح في أقل من ثلاثين يوما ما بين السادس من أكتوبر والثالث من نوفمبر الجاري في تسعة وعشرين يوما فقط 185 مسجدا، منها نحو 80 مسجدا من تنفيذ وزارة الأوقاف، و105 مساجد من جهود المحبين لدينهم لا يمكن إلا أن يكون بلدا يسعى لمرضاة الله تعالى وترسيخ منهجه.
◄ ما المخاطر التي تواجهها الدولة خلال الفترة المقبلة؟
المعركة الحقيقية ضد الإرهاب، ألا تنشأ في الجماعات سلطات موازية لسلطة الدولة أيا كان مصدر هذه السلطات، فهو لواء واحد تنطوي تحته جميع تلك الألوية الأخرى، فمُتاحا العمل الثقافي والفكري والاجتماعي بكامل الحرية، أما أن يتم تأسيس مؤسسة دينية تتولى أمر الخطابة أو دعوة أو إفتاء خارج المؤسسات الدينية الرسمية لن نقبل به لأنه يقوم على تشويه المؤسسات الدينية وتشكيك الناس في الدين.
ودائما ما نفرق بين التعددية السياسية التي هي مطلب وبين الكيانات الموازية التي تأخذ من الدولة الوطنية، فالتعددية تضيف للدولة والكيانات الموازية تأخذ.
◄ كيف تصل الوزارة إلى جميع فئات الشعب بالمنهج الوسطي التي وضعته؟
لن نستطيع وحدنا أن نصل لكل أحد، ولا كل الناس سوف يجذبها اتجاه واحد، فهناك من نصل له عن طريق الشعر والأدب والفن، وهناك تعاون بين وزارة التربية والتعليم والشباب والرياضة، لجمع الطلاب في الإعدادية والثانوية العامة وعمل محاضرات التقوية لأحد شيوخ الأوقاف الشباب، بالإضافة إلى عقد ندوات في قرى الصعيد لأن هناك أناسا لا تقرأ صحفا ولا تتابع شاشات التلفاز أو تشاهد برامج تليفزيونية.
◄ ماذا عن القوافل الدعوية الأخيرة بالمحافظات؟
بدأنا نأخذ الواعظات مع الرائدات الريفيات للنزول في القرى للتوعية بالجانب الديني والعلمي والتوعية أيضا بالزيادة السكانية، وضرورة تنظيم النسل وهذا هو التكامل بين الجانبين.
◄ أعلنت في تصريحات سابقة أن تميز الأئمة هو شعار المرحلة القادمة.. حدثنا عن ذلك؟
بدأنا في عمل برامج ربطنا فيها كل شيء بالتميز وليس بالأقدمية، فالإمام يدخل أولا على مستوى الإدارة في مرحلة تسمى إمام المسجد الجامع الذي يوجد في كل بلد، وبمجرد نجاح الإمام يأخذ 800 جنيه مكافأة دفعة واحدة وزيا أزهريا، بالإضافة إلى بعض الميزات في العمل.
والمرحلة الثانية هي الإمام المتميز يخطب في المساجد المتميزة على مستوى الجمهورية، مثل الحسين والسيدة زينب وحينما ينجح في الاختبارات يأخذ 1000 جنيه وزيا أزهريا بالإضافة إلى القوافل الدعوية الداخلية والخارجية.
المرحلة الثالثة، وهي أعلى مستوى للإمام المجدد، أي القادر المهيأ لفهم التجديد بـ800 ساعة تدريبية يدرس فيها علم نفس وعلم اجتماع وتنمية بشرية ومفاهيم الأمن القومي، إضافة إلى العلوم الشرعية وآليات وسائل إفشال الدول وتحديات الأمن القومي والمدارس الفلسفية والفكرية قديما وحديثا، والمصطلحات السياسية وانتقينا على مستوى الجمهورية 120 إماما وواعظة وباحث إفتاء ومعظمهم يحمل الدكتوراه أو الماجستير أو يتحدث أكثر من لغة وهؤلاء سنبدأ في نهاية نوفمبر برنامجا تدريبيا 800 ساعة، وسيكون فيها محاضرات لأساتذة إعلام وجزء عملي في مواقع الصحف لممارسة الكتابة الصحفية، ولكي يتعلم الصحافة والسياسة ويتواصل مع المجتمع أكثر وأفقه سيتسع؛ وسيتم توزيع 120 على وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع كتدريب عملي وهؤلاء هم صفوة الصفوة في أئمة الأوقاف ولا يوجد لديهم أي ميول أو توجهات سياسية وتم فحصهم جميعا من الناحية الأمنية.
◄ ماذا أعدت الوزارة لمدارس تحفيظ القرآن الكريم؟
المدرسة القرآنية ستعمل في كل قرية من خلال المساجد وسيضم كل مسجد اثنين من المحفظين والمحفظات، وتتولى الأوقاف الإشراف على المدارس القرآنية للحفاظ على عقول الأطفال من الجماعات المتطرفة.
◄ كنت على قائمة الإخوان الإرهابية في الاغتيالات.. ألم تخش يوما من هذا الاستهداف أو محاولة الاغتيال؟
“لو كل إنسان خاف وارتعدت فرائصه أو الضابط والجنود الذين يقفون على الجبهة 24 ساعة كان الإرهاب انتصر علينا، وإذا لم نؤمن بأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، ولن تموت نفس حتى تستوفى أجلها ورزقها.. لن يصدقك أحد، وإذا لم يصدقك أحد لا يمكن أن تنجح.. ولا يمكن أن ينجح إنسان يمتلئ قلبه خورا أو جبنا، فلا مجال في هذا العالم للمترددين ولا للمتوجسين، ومن فضل ربنا أننا نحسن الظن بالله وعندنا حسن توكل على الله والأصعب قد مر والأيسر قادم بإذن الله”.