وزير الأوقاف : بناء دولة قوية من أولى أولويات الشرع الحنيف ، والاقتصاد لابد له من قوة تحميه ، والقوة لابد لها من اقتصاد قوي يبنيها
وزير الأوقاف : بناء دولة قوية من أولى أولويات الشرع الحنيف ، وهو ما أسسه النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة .
فالاقتصاد لابد له من قوة تحميه .
والقوة لابد لها من اقتصاد قوي يبنيها .
فلا اقتصاد بلا أمن وقوة تحميه .
ومن ثمة فإن بناء دولة قوية من أولويات مقاصد الشرع الحنيف .
صرح د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
بأن بناء دولة قوية من أولى أولويات الشرع الحنيف ، وهو ما أسسه النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة ، فالاقتصاد لابد له من قوة تحميه ، والقوة لابد لها من اقتصاد قوي يبنيها ، فلا اقتصاد بلا أمن وقوة تحميه ، ومن ثمة فإن بناء دولة قوية من أولويات مقاصد الشرع الحنيف .
وقد تحدث القرآن الكريم عن الرزق والأمن وربط بينهما في مواضع عديدة , منها قوله تعالى : “وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ” (النحل : 112) , فلما كانت القرية آمنة مطمئنة يتعاضد أبناؤها في الحفاظ على أمنها كان يأتيها رزقها رغدًا وفيرًا هانئًا من كل مكان , فلما كفرت بأنعم الله (عز وجل) عليها وجحدتها أذاقها الله (عز وجل) لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ، ” وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” (النحل : 118) .
ويقول سبحانه في سورة قريش : ” لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ” , وفي سورة القصص عقب القرآن الكريم على أهل مكة بنعمتي الأمن والرزق مرتبطتين بحرمة الأمن, فيقول سبحانه وتعالى : ” أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ” (القصص : 57) , ويقول سبحانه في سورة الأنفال: ” وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ” (الأنفال : 26) , وهذا نبي الله إبراهيم (عليه السلام) يدعو ربه أن يجعل لآله وذريته حرمًا آمنًا وأن يرزق أهله من الثمرات , فيقول : ” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ” (البقرة : 126) .
فالعلاقة بين الأمن والرزق وتوفير المناخ الملائم للاستثمار علاقة طردية , فمتى تحقق الأمن والأمان والاستقرار تبعه النمو والاستثمار والعمل والإنتاج واتساع أسباب الرزق , ومتى كانت الحروب ، أو التطرف والإرهاب ، والتخريب والتدمير ، والفساد والإفساد ، كان الشتات والفقر ومشقة العيش وصعوبة الحياة .
هذا وقد ربط القرآن الكريم بين الأمن والإيمان وشكر النعم , فقال سبحانه : “لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ” (سبأ :15-18) .
لهذا كله حرم الإسلام كل ما يهدد أمن الناس وحياتهم , فالمؤمن الحقيقي من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم , يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ ” ( سنن الترمذي) , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : ” لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ” (رواه أحمد) , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : “وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ ، قَالُوا : وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : جَارٌ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ ، قَالُوا : وَمَا بَوَائِقُهُ ؟ قَالَ : شَرُّهُ ” (المستدرك للحاكم )