أساليب خاطئة يتبعها الأباء و الأمهات في تربية ابنائهم
نهي هشام تكتب :
يمر الطفل بعدة مدارس على مدار حياته منذ الصغر و يترعرع على عادات وتقاليد حتى الكبر فقد تكون الاسرة هي اول مدرسة تربوية وعلمية يتعرض لها الطفل وهي من اهم المدارس التي ينشأ بها الطفل ومن هنا تتكون لديه رواسخ ثابته قد يزرعها به الاباء والامهات ،وإن كانت التنشئة خاطئة أثر على الطفل بالسلب. لابد من ان تكون الاسرة لديها الاساليب التربوية السليمة التي تجعل الطفل سوي واثقا من نفسه وشخصية لها تأثير في المجتمع فقد تتكون الاساليب الخاطئة للآباء والامهات من سببين. الاول: هو اتباع الاساليب التقليدية التي استخدمها اجدادنا في تربية ابنائنا وامهاتنا وبإختلاف عنصر الزمن تختلف طرق التربية من جيل إلى اخر وهي من اكبر المشكلات التي قد يعاني منها البعض . الثاني : هو فقدان الاباء والامهات إلى بعض الاشياء منذ الصغر قد يكون الاهتمام او الحنان … إلخ
ومن هنا نقدم إليكم المناهج الخاطئة التي يتبعها الآباء و الامهات في تربيه ابنائهم واثرها عليهم وهي:
* فرض السيطرة
* الإهمال
* التفرقة بين الأبناء وبعضهم
* الحماية الزائدة
* استخدام اساليب العقاب الخاطئة
* العنف …إلخ
اولاً: فرض السيطرة
في بعض الاحيان يتبع الاباء اسلوب فرض السيطرة على ابنائهم فقد يكون الطفل له ميول واتجاهات تختلف عن ميول والاتجاهات الاب قد تكون هذه الميول هي اسباب اساسي في نجاح هذا الطفل في يوم ما ولكن …. سيطرة الاباء وتحكمهم في هذه الميول هي اكبر واهم سبب لفشل الطفل في حياته
تستخدم فرض السيطرة ايضا على الابناء في تحديد مصير حياتهم الشخصية فمثلا فرض الوالدين على ابنائهم في تحديد مجال دراستهم او تخصص معين في الجامعه ….إلخ
قد يسيطر الوالدين ايضا في تحديد نوع الملابس التي يرتديها الطفل او نوع الطعام والشراب الذي يتناوله وقد يعتقدون ان هذا الاسلوب هو الامثل في التربية ولكنه يشكل خطرا كبيرا على الطفل الذي يجعله فاقداً للرأي وغير مبدع في حياته لأنه منذ الصغر تحكمت في ميوله وإتجاهاته مما اثر على صحته النفسية بالسلب وليس الإيجاب وجعل لديه خضوع شديد إلى اتباع الاخرين .
ثانيا: الإهمال
وهو يعني ترك الوالدين للطفل دون العناية به وبأفكاره وميوله واهتماماته الشخصيه وعدم تنميتها وعدم تشجيعه على سلوك مرغوب فيه وتركه عندما يقوم بفعل شئ غير مرغوب فيه .
فألاهمال يكون من الجانبين سواء كان من الأب او من الأم ففي الطبيعي يكون الأب في العمل من الصباح الباكر يعود لمنزله ليأكل ثم ينام وتتكرر هذة العملية يوميا . اما الأم فمنهم الملتحقات بوظيفة ما ومنهم ربات منزل، فقد يكون الأهمال من جهة الام عن طريق إنشغالها احيانا بوظيفتها وعدم التفرقة بين ساعات العمل الخارجي وساعات العمل المنزل ، واما ان تكون في انشغال عن ابنائها في حالة ان كانت ربه منزل بالهواتف والإنترنت والزيارات …إلخ
وكل هذا يؤثر على الطفل في تنشئته النفسيه مما يجعله باحثا على هذا الاهتمام واستبداله بعنصر خارجي وثقته بأشخاص غير مرغوب فيهم مما يجعله بأذي نفسه بنفسه دون ان يشعر ويبدأ الاباء هنا بمعاقبه ابنائهم دون محاسبه انفسهم على خطأ ارتكبوه في حقهم وفي حق ابنائهم بسبب انشغالهم الدائم عنهم فيحاولون تصحيح هذا الخطأ مؤخرا بعد ان ثبتت كل المفاهيم الخاطئة لدى الابناء .
ثالثاً : التفرقة بين الأبناء وبعضهم
وهي تعني عدم المساواة بين الابناء جميعا واستخدام التفضيل بين ابن وآخر .
قد يستخدم العديد من الاباء هذا الاسلوب في تربية الابناء دون ان يشعروا بمدى الألم النفسي الذي يثيره داخل ابنه ، ويستخدم هذا التفضيل بسبب الجنس او السن او تفضيل ابن من الابناء بسبب انه متفوق وبارع في شئ يختلف عن الآخر ويتجاهلوا تماما بإن لكل ابن شخصية وميول وعقلية تختلف عن الآخر والتي فرقها الله على عباده لكل يكون كل شخص بارع في شئ مختلف عن الاخر .
ومما لا شك فيه ان هذا يؤثر ايضا على صحته النفسيه مما تجعله أنانيا ويشعر بالحقد الحسد من اقرب الاشخاص لديه وهذا يجعله يشعر بحب الامتلاك والاستحواذ على كل شئ لنفسه وشعوره بأن كل شئ سخر له .
رابعا : الحماية الزائدة
وهي تعني الخوف الشديد على الابناء من ان يصيبهم اي مكروه مما يجبر الاب او الام او كلاهما على القيام بأعمال كان من الممكن للإبن ان يقوم بها حيث يحرص الوالدان على حماية الطفل والتدخل في شؤونه مما لا يتيح له فرص اتخاذ القرار وعدم إعطاءه حريه التصرف في العديد من الامور مثل :حل الواجبات المدرسية عن الطفل او الدفاع عنه عندما يعتدي عليه احد الأطفال وقد يرجع ذلك بسبب خوف الوالدين على الطفل ان كان الطفل الوحيد او الاول او إذا كان ولد وسط عديد من البنات والعكس …. إلخ.
الحماية الزائدة هي احد اسباب تذبذب الصحة النفسية لدى الطفل مما لا شك فيه انها تجعله شخص خائف دائما من الاخرين لايستطيع ان يحمى نفسه بنفسه وقد يعرضه أيضا إلى مرض التوحد بسبب انعزاله عن العالم الخارجي وعدم التعرض للمواقف التي تجعل منه رجلا يعتمد على نفسه بسبب خوف الاباء الزائد على ابنائهم .
خامسا : استخدام أساليب العقاب الخاطئة
وهى تعني عقاب الابناء بأساليب تقليدية مثل الحرمان من المبالغ المادية المقدمة من الاب او من الام ، وفي هذة المرحلة تزداد قائمة الممنوعات و المحذورات عن قائمة المسموح به ، من اساليب العقاب الخاطئة ايضا هي الحرمان من الخروجات الاسبوعيه او فترات الاستراحة من المذاكرة و منع الاباء ابنائهم من استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة مثل الهواتف واجهزة الكومبيوتر .
يعتقد الاباء ان هذة الأساليب قد تصلح من شخصية الطفل او تجعله يتراجع عن ما فعله من خطأ ما ، ولكنهم لا يعلمون ان الطفل تتكون لديه غريزة العناد حتى مع اقرب الاشخاص لديه وهذا خطأ كبير يقع فيه اغلبية الأباء والأمهات فهذا يجعل الطفل بالتراجع عن هذا الخطأ لكي تعود إليه كل هذة المنافع والمميزات ويفتقد تماما حبه لأهله وترتبط لديه مفاهيم ثبت من الصغر بأن هذة الوسائل اهم من إرضاء والديه لذلك يقوم بالإعتذار والتراجع عن الخطأ لجلب كل هذة الفرص وليس لإرضاه والديه وهذا يشكل خطرا كبيرا على الأباء والأمهات عند الكبر لأنهم لم يستطيعوا أن يبرزوا مدى اهمية رضا الوالدين اولاً و أخيراً .
سادساو أخيراً : العنف
العنف هو سلوك يمارس من تجاه الأباء او الأبناء بسبب كل هذة العادات السابقة التي تمارس من خلال احدهما.
كل هذة الأخطاء وغيرها من الأباء تولد العنف لدى الطفل منذ الصغر وتجعله شخصأ غير مرغوب فيه بالمجتمع مما يؤثر على نفسيته من جميع النواحي وتجعله شخص سلبيا قد يكون العنف ممارس من الأباء فمثلا في إسلوب العقاب قد يستخدم العنف في بعض الاحيان مثل الضرب وهذا العقاب يسبب الأذى البدني والنفسي للطفل
ولكن هل سيظل المجتمع غافلاً عن كل هذة الآثار السلبية ؟؟!! … ام سيكون إيجابياً ويقوم بتغير هذة المعتقدات ؟؟!!..