مصطفى الدناصورى يكتب : خزائن الرحمة بيد الله وحده
إن خزائن الرحمة لا يملكها إلا الله وحده ، كما قال تعالى ) : وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ” ومن رحمته التي لا يملك مفاتح خزائنها إلا هو الماء الذي منه كل شيء حي كما قال سبحانه وتعالى : ” وجعلنا من الماء كل شيء حي ” . فلا يرسله مدارا ، ولا يجريه أنهارا ، ولا يفجره ينابيع إلا هو ، ولا يجمده في السماء ، أو يجعله غورا في الأرض إلا هو ، كما قال سبحانه : ” قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ” . ولا يستطيع كائنا من كان من المخلوقين ـ مهما أوتي من الأسباب ـ أن يملك مفاتيح هذه الخزائن ، ليتحكم في مصائر البشر ، كما قال سبحانه : ” قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق ، وكان الإنسان قتورا ” . ومادامت مفاتيح هذه الخزائن بيد الله تعالى فلا تقلق ولا تخش من ذي العرش إقلالا ، وكن دائما حسن الظن بربك ، وكن دائما كما يريد منك ،وإذا أردت أن تعرف مالك عند الله فانظر إلى ما لله عندك . والنيل الذي جعله الله هبة الحياة في مصر لن يجف يوما مهما عبث العابثون ، أو مكر الماكرون ، لأنه يجرى بإرادة الله لا بإرادة أحد سواه ، والخير قادم ، فأبشروا بفرج من الله قريب .