الأوقاف
مركز الثقافة الاسلامية بأسيوط يعقد ندوة تحت عنوان حسن العشره الزوجيه خيركم خيركم لأهله
مديرية أوقاف أسيوط
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط،
انعقدت اليوم السبت الموافق 9 نوفمبر 2024، ندوة علمية هامة بعنوان “حسن العشرة الزوجية: خيركم خيركم لأهله” بمقر المركز الثقافي الإسلامي بأسيوط.
شهدت الندوة حضورًا نخبة من العلماء والمتخصصين، حيث قدمت مناقشات قيمة حول هذا الموضوع الحيوي الذي يمس كل أسرة مسلمة، لما له من أثر كبير على استقرار المجتمع وتماسكه.
افتتح الندوة فضيلة الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير المركز الثقافي الإسلامي بأسيوط، الذي رحب بالسادة الحضور وأكد في كلمته على أهمية حسن المعاشرة بين الزوجين في الإسلام. وأوضح أن الإسلام وضع أسسًا واضحة للحياة الزوجية تقوم على المودة والرحمة، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”، مشيرًا إلى أن هذه القيم لا تقتصر على الزوج فقط، بل تشمل أيضًا الزوجة، حيث يجب على كلا الطرفين الالتزام بحسن التعامل والأخلاق الفاضلة في حياتهم اليومية. كما أضاف فضيلته أن المجتمع الإسلامي بحاجة ماسة اليوم لتفعيل هذه المبادئ النبيلة التي أسستها الشريعة الغراء، استنادًا إلى قوله تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً” [الروم: 21].
وتحدث الأستاذ الدكتور محمد سيد أحمد سليم، رئيس قسم الدعوة بكلية أصول الدين بأسيوط، عن دور الدعوة الإسلامية في توجيه الأزواج نحو الالتزام بتعاليم الإسلام في حياتهم الزوجية. وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قدوة حسنة في تعامله مع زوجاته، حيث كان يُحسن إليهن ويشاركهن أوقاتهن بالمودة والمرح. وأكد أن الإسلام لم يترك مجالًا إلا ووضع له أحكامًا لتنظيم العلاقة بين الزوجين، مما يسهم في بناء أسرة مستقرة تقوم على الاحترام المتبادل والحب الصادق. واستشهد الدكتور سليم بقول الله تعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ” [النساء: 19]، مبيّنًا أن هذه الآية تدعو الأزواج إلى الالتزام بالعشرة الطيبة والمعاملة الحسنة.
ومن جانبه، قدم الأستاذ الدكتور درويش مرسي عبد المعطي، أستاذ الفقه العام بكلية البنات بأسيوط، رؤية فقهية حول أحكام العشرة الزوجية، مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية جاءت لترسخ مبادئ العدالة والإنصاف بين الزوجين. وأوضح أن الإسلام يحث على مراعاة الحقوق المتبادلة بين الزوجين، من خلال الاهتمام بمشاعر الطرف الآخر وتقديم الدعم اللازم له. كما أشار إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة” (رواه مسلم)، موضحًا أن المرأة الصالحة هي التي تحفظ زوجها وتراعي حقوقه، وأن للزوج أيضًا مسؤولية كبيرة في تحقيق السعادة والاستقرار للأسرة من خلال حسن المعاملة والتفاهم.
ثم تحدث الدكتور عيد علي خليفة، المدرس بالمركز الثقافي الإسلامي، عن البعد الروحي في العلاقة الزوجية، مشددًا على أهمية تعزيز الروابط الروحية والأخلاقية بين الزوجين. وأكد على ضرورة الصبر والتسامح في مواجهة التحديات الزوجية، مشيرًا إلى أن هذه القيم الإسلامية تساهم بشكل كبير في استقرار الحياة الأسرية وتقليل المشكلات بين الأزواج. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما النساء شقائق الرجال” (رواه أحمد)، مبينًا أن هذا الحديث يؤكد على المساواة والتكافؤ بين الزوجين، مما يعزز من التفاهم والتعاون بينهما.
إتبعنا