مقالات وأراء

محمد الزهيري يكتب: هل يلبي الإمام الطيب نداء جمانة؟!

في مداخلة هاتفية لتلفزيون فلسطين، وجدتها تحكي معاناتها بكل فخر وصمود، وكيف فقدت أسرتها التي لم يتبق منها سوى الجدة، والأب الأسير، وكيف وصلت لحلم والدها، بأن تصبح طبيبة أسنان .

فبحثت عن وسيلة تواصل لها من خلال بعض الزملاء الفلسطينيين، ولكن باءت محاولاتي بالفشل، إلى أن هدانى الله للتواصل مع عميد المعاهد الأزهرية بفلسطين، وقتئذ، فضيلة الشيخ عماد حمتو، الذى لم يبخل في تقديم المساعدة، وعرفني بجدها (خال والدها)

توصلت للبطلة جمانة علاء أبو جزر، ابنة مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، البنت الأولى البكر الوحيدة لوالديها، توفيت والدتها وهي رضيعة عمرها لايتخطى أربعة أشهر، واعتقل والدها قبل أن تتم عامها الأول، ثم توالت في حياتها حالات الفقد .. فتبناها جدها ورعاها ثم توفي وكانت في الخامسة من عمرها، ثم تولى رعايتها عمها “أيمن” الذي عوضها عن فقدان الأب فكانت تناديه بأبي، واستشهد بحرب ٢٠١٤م .

لم يكن أسر والدها وحبسه بسجون الاحتلال نقطة ضعف لها بل كان دافعا وعزيمة لها في أن تخطوا خطواتها نحو هدفها، الذي تمناه والدها كثيرا .. ساعدتها في تخطي الصعاب، جدتها الثمانينية “مريم أبو جزر” التى واجهت هي الأخرى حياة قاسية فقدت فيها زوجها الشهيد شحادة أبو جزر، ثم ابنها أيمن بعد اعتقال والد “جمانة” .

أجابت جمانة، عن أسئلتي بكل عزة وكرامة، متعجبا لصمودها وضعفي مرة وأنا أسمعها، والمرة الثانية وأنا أخط معاناتها ..والمرة الثالثة عندما علمت اليوم، بخبر الإفراج عن البطل علاء ابوجزر، والد جمانة، حيث انسابت دموع عيني كالسيل المنهمر من أعالي الجبال .

وهدأت نفسي وأنا أرى الفرح في بيوت كسا جدرانها الحزن والألم منذ أكثر من ١٧عام، قضاها علاء أبو جزر، في سجون الاحتلال .

وكانت قد حصلت البطلة التي واجهت مرارة الحياة وقسوتها، على منحة من الأزهر الشريف للدراسة بكلية طب الأسنان للبنات، عقب خبر تفوقها بالثانوية العامة هناك، فمنع جمانة من حضورها لمصر أسر والدها، وفضلت قبل مغادرة وطنها أن تطمئن على والدها وتراه حرا طليقا .

فأتمنى أن تكتمل فرحتهم بمساعدة فضيلة الإمام الطيب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على أن تلتحق جمانة بزميلاتها في الفصل الثاني ثم تمتحن مواد الفصل الأول مع امتحانات التصفية بشهر سبتمبر .. وأن ينظر فضيلته لأصحاب المنح من طلاب فلسطين الذين يسعون للدخول إلى مصر للالتحاق بجامعة الأزهر … حفظ الله مصرنا وفلسطيننا وقدسنا وأزهرنا .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »