تقوم الجماعات التي تدعي الالتزام بالدين بتشويه الإسلام ، وها هي اليوم تدعو لرفع المصاحف تشبها بالخوارج ، وتريد أن تستحوذ علي المنابر كما كانت من قبل بهدف بث سمومها بين المصريين ، وتتمني أن ترجع عقارب الساعة للوراء لكي تنتشر الفوضي ، ويصعد المنبر كل متشدد أو متطرف ، أو صاحب مصلحة أو غرض سياسي.
وأنا في مقالي أسلط الضوء علي غرض الجماعات في الاستحواذ علي المنابر أو إضعاف الأزهر:
فنحن نؤكد أن الأوقاف هي مؤسسة تابعة للدولة ، وتخضع لقانون الدولة ، والقانون يؤكد أن المنابر ليست لكل متطرف أو متشدد أو صاحب غرض وهدف سياسي ، بل هي للأزهر ورجاله من أساتذة الجامعة والأئمة والوعاظ الوسطيين ، وتجرم الدولة صعود المنبر لغير الأزهريين ، وليست الأوقاف هي من تجرم ذلك .
ولذا فإن واجب الأوقاف يحتم عليها أن تحافظ علي المنابر من كل متطرف أو متشدد ، وهي تنفذ قانون أصدره رئيس الدولة السابق المستشار عدلي منصور بتجريم ارتداء الزي الأزهري لغير الأزهريين ، وتجريم الخطابة والدروس في المساجد لغير الأزهريين.
وكنا في القديم نتمني أن تقتصر المنابر علي رجال الأزهر الوسطيين ، حتي لا يتم تشويه صورة الإسلام من خلال أناس لا يعرفون الدين ، بل يعرفون التطرف والتشدد ، ويحاولون بشتي الطرق تشويه صورة الإسلام سواء أكان بعمد أم بجهل أم بتطرف فكري.
وفي الحقيقة تحقق ما كنا نتمناه ، وتم قصر الخطابة علي الأزهريين ، وتواجه الأوقاف حربا شرسة من أجل أن تتخلي عن مهمتها ، وهو لن يكون أبدا ، وأوجه كلامي لمن يقول أن الأزهر لا يقوم بدوره ، أو أن الأوقاف لا تقوم بدورها في التصدي للأفكار المنحرفة ، نحن نعيش في أقوي الفترات من محاربة الأفكار الهدامة والمنحرفة والمتطرفة، وهو ليس دفاعا ، بل حقيقة يشعر بها من ذاق المر علي يد جماعات تريد تشويه الإسلام ، أو تحجيم للأزهر ورجاله.
بيد أن هذه الجماعات لا تريد هدم المجتمع وفقط ، لا، بل إنها وجدت أن المصريين يثقون في رجال الأزهر ويحبونهم ، فبدأت تشوه فيهم .
ماذا تريد الجماعات التي فرقت الأمة ، ماذا تريد من الأزهر ورجاله وخصوصا الأئمة ، ترتكب الجرائم باسم الإسلام ، وباسم الأئمة ، فمنذ أيام اتهمت زوجة زوجها أنه قام بضربها وتعذيب ابنته ، وقالت في برنامج صبايا الخير أمس الأربعاء المذاع علي قناة النهار مع المذيعة ريهام سعيد أن زوجها يعمل إمام مسجد ، وبعد التواصل مع السادة الأئمة في نبروه والإدارة تبين أنه ليس إماما بل مقيم شعائر ، وينتمي لإحدي الجماعات السلفية ، وتم وقفه عن العمل لحين انتهاء التحقيقات.
ومع العلم أن مقيم الشعائر كان يعين قبل ذلك من خريجي الإعدادية الأزهرية ، أما الإمام فلابد وأن يكون خريج الكليات الشرعية بجامعة الأزهر ، ويتم عقد امتحان له قبل أن يعين في الأوقاف، ويتم عقد مسابقة وقد يتقدم لها حوالي 40 ألف خريج ، يتم اختيار ألفين أو ألفين ونصف أو يزيد قليلا.
وفي النهاية: احذروا ثم احذروا أن تقتربوا من الأزهر ، أو تسيئوا لمصر ، اللهم احفظ مصر ، وأمنها ، واجعلها سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.
انتظروا الجزء الثاني غدا بمشيئة الله تعالي ، وهو عن : الأئمة يحتاجون للاهتمام لدورهم المحوري في مواجهة الأفكار المتشددة والمتطرفة .
د.أحمد رمضان
إتبعنا