الأزهر

في ذكرى مولد النبي … الرد على منكرى حادثة الفيل

أحمد رفعت عبد الجواد: اشتركت الفيلة مع الجيش البطلمي في معركة رفح

محمد سالم: الرقص والاختلاط ينافيان أخلاق النبوة والمنظومة الأخلاقية

أحمد أمين: نهانا الشارع الحكيم عن الإطراء

كتب: محمد الزهيري

حادثة الفيل جاءت تمهيدا وإرهاصا بمولد النبي محمد – صلى الله عليه وسلم -، وإشارة إلى أن العرب لم تكن لهم المقدرة على حماية الكعبة المشرفة، و”أن للبيت رب يحميه”، حتى إذا بعث النبي من أوساط العرب يكون هذا البيت قبلته، ويعظم العرب البيت المحمي من قبل الله .. وذكر القرآن الكريم هذه الحادثة في سورة سميت باسم بطل القصة “الفيل”، إلا أن البعض أنكر حادثة الفيل مستدلا بعدم قدرة الفيلة على السير لمسافات طويلة مؤكدين أنها “أسطورة” وضرب من الخيال ..

معجزة

أوضح الدكتور أحمد رفعت عبد الجواد، أستاذ مساعد تاريخ وحضارة مصر والشرق الأدنى القديم بقسم التاريخ والحضارة جامعة الأزهر فرع القاهرة، أن قصة الفيل وردت في القرآن الكريم، ومعلوم أن القرآن كتاب منزل من عند الله عز وجل ولاريب فيه، وهو كتاب لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ إذ إنه منزل من عند الله تعالى، مضيفا: هذا يبطل ما زعمه البعض بأن قصة الفيل ضرب من الخيال، وحجتهم في ذلك أن المعجزة لا تحدث إلا مع الرسل، وزمن أبرهة لا يوجد فيه نبي مرسل، وبالتالي صعوبة وقوع الحادثة، ولا شك أن الله حفظ بيته، مصداقا لثقة جد رسولنا صل الله عليه وسلم في ذلك عندما قال لأبرهة:” إن للبيت رب يحميه”. فالمعجزة هنا معجزة حفظ الله لبيته الذي جعله أمنا للناس، ومقصدا لزيارته.

 

د.أحمد رفعت عبدالجواد

اشتراك الفيلة في الحروب والقتال

وأكد الأستاذ المساعد أنه ثبت تاريخيا قدرة الفيلة على السير مع الجيوش القديمة لمسافات طويلة، مشيرا إلى أنه في معركة رفح ( 217 ق.م ) اشتركت الفيلة مع الجيش البطلمي الذي خرج من مصر ناحية رفح على الحدود المصرية الفلسطينية، ومعلوم أن البطالمة وقت احتلالهم مصر اتخذوا من الاسكندرية عاصمة لهم، والمسافة من الاسكندرية إلى رفح أكثر من 750 كم .

إرهاصات وبشريات

وعن حقيقة النور الذي أضاء قصور الشام، واهتزاز إيوان كسرى، بمولده -صلى الله عليه وسلم- بين الدكتور محمد سالم، المدرس بقسم التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر فرع المنصورة، أنه ورد في طبقات ابن سعد وفي تاريخ الإمام البخاري وتاريخ دمشق لابن عساكر وغيرها أن آمنه أم النبي صلى الله عليه وسلم لما وضعته رأت نورا أضأ لها قصور الشام, وقد روي هذا الحديث الحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد, حيث ذكر يقول: “عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ، وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَأَبِي مُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ أَنَا دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبِشَارَةُ عِيسَى، وَرُؤْيَا أُمِّي آمِنَةَ الَّتِي رَأَتْ» وَكَذَلِكَ أُمَّهَاتُ النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ، وَأَنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْهُ لَهُ نُورًا أَضَاءَتْ لَهَا قُصُورُ الشَّامِ، ثُمَّ تَلَا {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}” وكذا البيهقي والإمام أحمد وقال الذهبي رحمه الله صحيح الإسناد .
كما أن البيهقي في كتابه الاعقتاد ذكر أن في ميلاده صلى الله عليه وسلم أهتز إيوان كسرى وخمدت نيران فارس وغير ذلك من البشريات والارهاصات التى لازمت ميلاده صلى الله عليه وسلم .

د.محمد سالم

مخالفات شرعية

يقع بعض المسلمين في احتفالاتهم بذكرى مولد خير البرية – صلى الله عليه وسلم – في أمور نهى عنها الشارع الحكيم .. يقول الدكتور محمد سالم: مما يؤسف له أن تجد البعض يحتفل بمولد سيد الخلق بالرقص واختلاط الرجال بالنساء في صورة لا ترضي الله ولا ترضي رسوله وهذا أمر ينافي أخلاق النبوة وينافي المنظومة الأخلاقية التى ربانا وأمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأشار إلى أن الجائز والذى عليه كثير من أهل العلم كابن حجر والسيوطي وابن كثير وغيرهم أن الأحتفال يكون بقراءة القرآن والصلاة على رسول الله وذكر سيرته العطره, والتوسيع على فقراء المسلمين, وعلى أهل بيتك، وأننا مامورن بصيام الأثنين اتباعا لهديه، كما أن الصلاة على النبي من النوافل المستحبة في أي وقت فلا غضاضة ولا غصه أبدا من الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم على الصورة التى ذكرناها .

مغالاة في المدح

وأفاد الدكتور أحمد أمين، المدرس المساعد بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهرفرع القاهرة، أن الاحتفاء بالنبي ليس بدعة كما يقول بعض الناس؛ لأن الرسول أكبر نعمة بعثها الله إلينا، والتذكير بالنعم مشروع ومطلوب ونحن مأمورون به، فإن كان الاحتفاء بالتذكير بسيرة النبي وبسنته وبحبه وبالاقتداء به فهذا كله من الأمور المحمودة شرعا، أما أن يصل الإنسان بمدحه للنبي إلى المغالاة وتوصيل النبي إلى درجة الألوهية فقد نهينا عن ذلك شرعا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم فإنما أنا عبد الله ورسوله فقولوا عبد الله ورسوله” .

د.أحمد أمين

 

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »