أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfخطبة الجمعة خطبة الأسبوع ، خطبة الجمعة القادمة، خطبة الاسبوع، خطبة الجمعة وزارة الأوقافعاجل

فضل إغاثة المكروبين ، خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة : فضل إغاثة المكروبين ، بتاريخ 28 ربيع الأول 1445هـ – الموافق 13 أكتوبر 2023م.

خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف المصرية بصيغة صور : فضل إغاثة المكروبين

 

ننفرد حصريا بنشر خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف بصيغة word : فضل إغاثة المكروبين بصيغة word 

 

و لتحميل خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية pdf : فضل إغاثة المكروبين بصيغة pdf

 

وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف : فضل إغاثة المكروبين :

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف 13 أكتوبر 2023م. 

وتؤكد وزارة الأوقاف على جميع السادة الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة القادمة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير , وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة.

مع ثقتنا في سعة أفقهم العلمي والفكري ، وفهمهم المستنير للدين ، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة .

نسأل الله العلي القدير أن يجعل عودة صلاة الجمعة فاتحة خير ، وأن يعجل برفع البلاء عن البلاد والعباد.

عن مصرنا العزيزة وسائر بلاد العالمين ، وألا يكتب علينا ولا على أحد من خلقه غلق بيوته مرة أخرى.  

ولقراءة خطبة من الأرشيف كما يلي:

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 9 صفر 1445 هـ ، الموافق 25 أغسطس 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب :

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب : كما يلي:

 

أولًا: حثُّ الإسلامِ على قضاءِ الحوائجِ.

ثانيًا: نماذجُ وصورٌ مشرقةٌ لقضاءِ الحوائجِ.

ثالثًا: دعوةٌ إلى قضاءِ الحوائجِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة  25 أغسطس 2023م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب : كما يلي:

 

خطبة بعنوان: قضاءُ حوائجِ الناسِ بينَ الواجبِ والمندوبِ

بتاريخ: 9 صفر 1445هـ – 25 أغسطس 2023م

المـــوضــــــــــوع

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ . أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة

أولًا: حثُّ الإسلامِ على قضاءِ الحوائجِ.

لقد حثَّ الإسلامُ على قضاءِ الحوائجِ وفعلِ الخيرِ ومساعدةِ الآخرين، وقد ربَّى الرسولُ أصحابَهُ على أعمالِ البرِّ والخيرِ وقضاءِ الحوائجِ، حتى أصبحَ حقُّ أحدهِم ملكًا للجميع، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:” بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ قَالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ؛ وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ. قَالَ: فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ.” (مسلم).

 وعَنْ أَبي هُريرة رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ : “كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ؛ تَعْدِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا، أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ , وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَبِكُلِّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ”.( متفق عليه) .

ولقد اهتمَّ الخلفاءُ الراشدونَ بقضاءِ الحوائجِ اهتمامًا كبيرًا، وكانوا يكتبونَ إلى ولاتِهِم بذلك .

 فقد كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ : إِنَّهُ لَمْ يَزَلْ لِلنَّاسِ وُجُوهٌ يَرْفَعُونَ حَوَائِجَ النَّاسِ إِلَيْهِمْ ؛ فَأَكْرِمْ وُجُوهَ النَّاسِ، فَبِحَسْبِ الْمُسْلِمِ الضَّعِيفِ مِنَ الْعَدْلِ أَنْ يُنْصَفَ فِي الْحُكْمِ وَالْقِسْمَةِ . (المجالسة وجواهر العلم لابن عبد البر). وكان عمرُ بنُ الخطابِ إذا بعثَ عمالَهُ شرطَ عليهِم: « ألّا تركبُوا برذونًا، ولا تأكلُوا نقيًّا، ولا تلبسُوا رقيقًا، ولا تغلقُوا أبوابَكُم دونَ حوائجِ الناسِ، فإنْ فعلتُم شيئًا مِن ذلك فقد حلتْ بكم العقوبةُ، ثم يشيعُهُم». (مصنف عبدالرزاق والبيهقي في الشعب).

 وعنْ أَبِي الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ لِمُعَاوِيَةَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ:” مَا مِنْ إِمَامٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ وَالْخَلَّةِ وَالْمَسْكَنَةِ، إِلاَّ أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ خَلَّتِهِ وَحَاجَتِهِ وَمَسْكَنَتِهِ. فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلاً عَلَى حَوَائِجِ النَّاسِ .” ( أحمد والترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي).

وهكذا حثَّ الإسلامُ على قضاءِ الحوائجِ، واهتمَّ بذلك أمراءُ المسلمين وولاةُ الأمرِ عبرَ العصورِ والقرونِ.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة

ثانيًا: نماذجُ وصورٌ مشرقةٌ لقضاءِ الحوائجِ.

تعالُوا معنَا في هذا العنصرِ لنتعايشَ مع هذه الصورِ المشرقةِ لقضاءِ الحوائجِ ودورهَا في نشرِ التعاونِ والتراحمِ والتكافلِ الاجتماعِي بينَ أفرادِ المجتمعِ:

فيُعَدُّ رسولُ اللَّهِ أعظمَ مَن تحدثَ عن هذا الجانبِ، وطبّقَهُ في حياتِهِ، فقد ضربَ لنَا أروعَ الأمثلةِ في فعلِ الخيرِ وقضاءِ الحوائجِ قبلَ البعثةِ وبعدَهَا، ونحن نعلمُ قولَ السيدةِ خديجةَ فيهِ لمَّا نزلَ عليهِ الوحيُ وجاءَ يرجفُ فؤادُهُ:” كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ؛ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ؛ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ؛ وَتَقْرِي الضَّيْفَ؛ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ”. (متفق عليه). وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَتِ الصَّلاَةُ تُقَامُ، فَيُكَلِّمُ النَّبِيُّ الرَّجُلَ فِي حَاجَةٍ تَكُونُ لَهُ، فَيَقُومُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَمَا يَزَالُ قَائِمًا يُكَلِّمُهُ، فَرُبَّمَا رَأَيْتُ بَعْضَ الْقَوْمِ لَيَنْعَسُ مِنْ طُولِ قِيَامِ النَّبِيِّ لَهُ.( أحمد والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح).

 فانظرْ إلى اهتمامِ النبيِّ بقضاءِ حوائجٍ الناسِ، فالصلاةُ أقيمتْ والصحابةُ صفوفٌ خلفَهُ، ومع ذلك يقضِي حاجةَ المحتاجِ مهمَا طالَ الفصلُ والوقوفُ!! حتى أنَّ أحدَهُم لينعسَ مِن كثرةِ الوقوفِ!!

كما كان دائمَ الاهتمامِ بقضاءِ حوائجِ ذوي الاحتياجاتِ الخاصةِ، فعَنْ أَنَسٍ رضي اللهُ عنه:” أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً ، فَقَالَ : يَا أُمَّ فُلاَنٍ ، انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ ، حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ ، فَخَلاَ مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ ، حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا”. ( مسلم ).

وهذا مِن حلمِهِ وتواضعِهِ في قضاءِ حوائجِ ذوِي الاحتياجاتِ الخاصةِ، وفي هذا دلالةٌ شرعيةٌ على وجوبِ تكفلِ الحاكمِ برعايةِ ذوي الاحتياجاتِ الخاصةِ، صحيًّا واجتماعيًّا، واقتصاديًّا ونفسيًّا، والعملُ على قضاءِ حوائجِهِم.

وهذا أبوبكرٍ – رضي اللهُ عنه – ضربَ أروعَ الأمثلةِ في قضاءِ حوائجِ الناسِ، فقد كان يتعهدُ امرأةً عمياءَ في المدينةِ يقضِي لها حاجاتِهَا سرًّا إبانَ خلافتِه للمسلمين، وكان يحلبُ لأهلِ الحيِّ أغنامَهُم، فلمَّا استخلفَ وصارَ أميرَ المؤمنين قالت جاريةٌ منهم -يعني مِن نساءِ الحيِّ- بعد أنْ صارَ أبو بكرٍ خليفةً: الآن لا يحلبُهَا. تقولُ: لقد صارَ قائدَ الدولةِ وأميرَ المؤمنين، يسيرُ الجيوشَ ويتحملُ المسئولياتِ، هل يلتفتُ إلى غنمِنَا ويحلبُهَا؟ الآن لا يحلبُهَا، فسمعَ بذلك أبو بكرٍ رضي اللهُ عنه فقالَ: بلى، وإنِّي لأرجُو ألَّا يغيرنِي ما دخلتُ فيهِ عن شيءٍ كنتُ أفعلُهُ.( التبصرة لابن الجوزي وجامع العلوم والحكم لابن رجب).

وهذا عمرُ – رضي اللهُ عنه – كان يسعَى لخدمةِ العجزةِ والأراملِ والمقعدين وقضاءِ حوائجِهِم تطوعًا، فقد روى أبو نُعيمٍ في «حليةِ الأولياء» أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ رضي اللهُ تعالى عنه خرجَ في سوادِ الليلِ فرآهُ طلحةُ، فذهبَ عمرُ فدخلَ بيتًا ثم دخلَ آخرَ، فلمَّا أصبحَ طلحةُ ذهبَ إلى ذلك البيتِ فإذا بعجوزٍ عمياءَ مقعدةٍ، فقالَ لهَا: ما بالُ هذا الرجلِ يأتيكِ؟ قالت: إنَّه يتعاهدُنِي منذُ كذا وكذا يأتينِي بما يصلحُنِي، ويخرجُ عني الأذَى، فقالَ طلحةُ: ثكلتْكَ أمكَ يا طلحة، أعثراتُ عمرَ تتبعُ؟!

وهذا عثمانُ – رضي اللهُ عنه – يسعى إلى الجنةِ عن طريقِ التراحمِ والتكافلِ وقضاءِ الحوائجِ، ” فإنَّ النبيَّ قالَ مَن يشترِي بئرَ رومةَ يوسعُ بهَا على المسلمينَ وله الجنة؟ قال: فاشتراها عثمانُ بنُ عفانَ رضي اللهُ عنه مِن يهودِيٍّ بأمرِ النبيِّ وسبلهَا للمسلمين، وكان اليهوديُّ يبيعُ ماءَهَا. وفي الحديثِ أنَّ عثمانَ رضي اللهُ عنهُ اشترَى منهُ نصفَهَا باثنَي عشرَ ألفًا، ثم قال لليهودي اخترْ إمّا أنْ تأخذَهَا يومًا وآخذهَا يومًا وإمّا أنْ تنصبَ لك عليها دلوًا وأنصبَ عليهَا دلوًا، فاختارَ يومًا ويومًا، فكان الناسُ يستقونَ منها في يومِ عثمانَ لليومين، فقال اليهوديُّ: أفسدتَ عليَّ بئرِي فاشترِ باقيهَا، فاشتراهُ بثمانيةِ آلافٍ ” ( زاد المعاد لابن القيم ).

 تخيلُوا يا عبادَ اللهِ أنَّهٌ لا يوجدُ بئرٌ ولا ماءٌ للمسلمين غيرَ هذه، وكان عثمانُ قادرًا على احتكارِهَا وحدَهُ، ولكنهُ مثالٌ للتراحمِ والتعاونِ والتكافلِ، وقضاءِ الحوائجِ لإنقاذِ البلادِ والعبادِ مِن المحنِ التي حلتْ بهِم، وتخيلُوا لو أنَّ هذه البئرَ في أيدِي أحدِ المحتكرين الجشعين وحدَهُ في هذا الزمانِ، ماذا كان يفعلُ بالمسلمين ؟!!

ومِن صورِ قضاءِ الحوائجِ أيضًا ما ذكرُوا أنَّ عليًّا بنَ الحسينِ كان كثيرَ الصدقةِ بالليلِ، وكان يقولُ: صدقةُ الليلِ تطفئُ غضبَ الربِّ، وتنورُ القلبَ والقبرَ، وتكشفُ عن العبدِ ظلمةَ يومِ القيامةِ، وقاسمَ اللهَ تعالَى مالَهُ مرتين.

قال محمدُ بنُ إسحاق: كان ناسٌ بالمدينةِ يعيشونَ لا يدرونَ مِن أينَ يعيشونَ ومَن يعطيهم؟!! فلمَّا ماتَ عليٌّ بنُ الحسينِ فقدُوا ذلك فعرفُوا أنَّهُ هو الذي كان يأتيهِم في الليلِ بما يأتيهِم به، ولمّا ماتَ وجدُوا في ظهرهِ وأكتافِه أثرَ حملِ الجرابِ إلى بيوتِ الأراملِ والمساكينِ في الليلِ. وقِيلَ إنَّهُ كانَ يعولُ مائةَ أهلِ بيتٍ بالمدينةِ ولا يدرونَ بذلكَ حتّى ماتَ. ودخلَ عليٌّ بنُ الحسينِ على مُحمدٍ بنِ أسامةَ بنِ زيدٍ يعودُه ؛ فبكى ابنُ أسامةَ، فقالَ لهُ ما يبكيكَ ؟ قال: عليَّ دَيْنٌ، قال: وكم هو ؟ قال خمسةَ عشرَ ألفَ دينارٍ – وفي روايةٍ سبعةَ عشرَ ألفَ دينارٍ – فقال: هي عليَّ !!” ( البداية والنهاية لابن كثير ).

وهكذا كان الصالحون يتسابقون إلى قضاءِ الحوائجِ وفعلِ الخيراتِ؛ امثالًا لأمرِ ربِّ الأرضِ والسماواتِ.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة

ثالثًا: دعوةٌ إلى قضاءِ الحوائجِ.

أيُّها الإخوةُ المؤمنون: ما أجملَ أنْ يسعَى الإنسانُ إلى قضاءِ حوائجِ الناسِ وتفريجِ كروبَهُم، يقولُ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ:” الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ؛ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ؛ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.(متفق عليه) .

 وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ”(مسلم).

 قال الإمامُ النوويُّ: ” فيهِ فضلُ قضاءِ حوائجِ المسلمين ونفعِهِم بما تيسرَ مِن علمٍ أو مالٍ أو معاونةٍ أو إشارةٍ بمصلحةٍ أو نصيحةٍ وغيرِ ذلك، وفضلُ السترِ على المسلمين، وفضلُ إنظارِ المعسرِ.” (شرح النووي) .

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا ، أَوْ تُطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا ، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ ، شَهْرًا ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ ، مَلأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَلْبَهُ أَمْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى أَثْبَتَهَا لَهُ ، أَثْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الأَقْدَامُ “. ( ابن أبي الدنيا في كتاب: قضاء الحوائج، والطبراني وغيرهما، بسند حسن).

كلُّ هذه النصوصِ وغيرِهَا الكثير، الهدفُ منها جعلُ المسلمين جميعًا ذكورًا وإناثًا يشعرون بروحِ الجماعةِ الواحدةِ المرتبطةِ ببعضِهَا البعض ماديًّا ومعنويًّا في العونِ والمساعدةِ وقضاءِ الحوائجِ، فهُم كالفردِ الواحدِ وكالجسدِ الواحدِ، تسعدُ الأعضاءُ كلُّهَا بسعادتِه وتحزنُ لحزنِه، فعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :”مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”(مسلم).

لذلك كثرتْ أقوالُ السلفِ حولَ الحثِّ على فعلِ الخيرِ وقضاءِ الحوائجِ، يقولُ الحسنُ البصريُّ رحمه اللهُ: ” لأنْ أقضِي حاجةً لأخٍ أحبُّ إليَّ مِن أنْ أصلِّي ألفَ ركعةٍ، ولأنْ أقضِي حاجةً لأخٍ أحبُّ إليَّ مِن أنْ أعتكفَ شهرين”. وقد قِيلَ: “العجلةُ مِن الشيطانِ” إلَّا في خمسٍ: إطعامِ الضيفِ، وتجهيزِ الميتِ، وتزويجِ البكرِ، وقضاءِ الدينِ، والتوبةِ مِن الذنبِ. وكان ابنُ عباسٍ رضي اللهُ عنهما يقولُ: لأنْ أعولَ أهلَ بيتٍ مِن المسلمينَ شهرًا أو جمعةً أو ما شاءَ اللهُ أحبُّ إليَّ مِن حجةٍ، وَلَطَبَقٌ بدرهمٍ أهدِيهِ إلى أخٍ لي في اللهِ أحبُّ إليَّ مِن دينارٍ أنفقُهُ في سبيلِ اللهِ”.

ومِن نعمِ اللهِ تعالى على العبدِ أن يسخرَهُ اللهُ لقضاءِ حوائجِ الناسِ، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : ” إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا عَنْهُمْ وَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ “. (الطبراني وابن عساكر ). يقول أبو العتاهية:

اقضِ الحوائجَ ما استطعـتَ*** وكُن لهمِّ أخيكَ فارجْ

فــــلخــــــيرُ أيـــــــــــــــامِ الفــــــتَى *** يومٌ قـضَى فيهِ الحـوائجْ

ومِمَّا تجدرُ الإشارةُ إليهِ أنَّ قضاءَ الحوائجِ يصيرُ واجبًا إذا كانت هناك شدةٌ أو بلاءٌ، فمثلًا إذا لم تَقُمْ الزكواتُ بسدِّ حاجةِ الفقراءِ عندَ الشدائدِ والأزماتِ، يُفرضُ على الأغنياءِ بما يسدُّ حاجةَ الفقراءٍ مواساةً لهم.

 يقولُ ابنُ حزمٍ:” وفرضٌ على الأغنياءِ مِن أهلِ كلِّ بلدٍ أنْ يقومُوا بفقرائِهِم، ويُجبرهُم السلطانُ على ذلك، وإنْ لم تَقُم الزكواتُ بهم، ولا في سائرِ أموالِ المسلمين بهم، فيقامُ لهم بما يأكلون مِن القوتِ الذي لا بدَّ منهُ، ومِن اللباسِ للشتاءِ والصيفِ بمثلِ ذلك، وبمسكنِ يكنهُم مِن المطرِ والصيفِ، والشمسِ وعيونِ المارةِ ” . (المحلى).

فعليكُم أنْ تكثرُوا مِن الأعمالِ الخيريةِ وقضاءِ الحوائجِ؛ لتفوزُوا بسعادةِ العاجلِ والآجلِ !!!

نسألُ اللهَ أنْ  يصب علينا الخير صبا؛ وأن لا يجعل عشنا كدا، وأنْ يحفظَ مصرنَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ .

    الدعاء،،،،،،،                 وأقم الصلاة،،،،،                كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »