عبد الغفار هلال العالم المتواضع

الأستاذ الدكتور عبد الغفار هلال رحمه الله تعالي كان من العلماء العاملين والذين يتصفون بالعلم والتواضع.
كان الدكتور عبد الغفار هلال حريصاً علي حضور الصلاة بمسجدي ، بل وكان يحضر جميع الدروس ، وعند الفراغ من الدرس أذهب إليه وأقبل يديه ، فكان الرواد يعرفون علمه وفقهه ، وكانوا يسألونه عن بعض أمور دينهم فكان يقول لهم إمام المسجد موجود وإذا حضر الماء بطل التيمم ، وكنت أقول له أنت أستاذي وأنا أنهل من علمك الغزير ، فكان يرفض ويقول هذا مكانك وأنت رجل فاضل.
وفي مرة من المرات طلب منه أحد الرواد أن يعطيهم درساً فقال لهم لا أستطيع أن أتعدي علي إمام المسجد ، فذهبت إليه وكان مريضاً وقلت له أستاذي الفاضل لو أردت أن تعطي درساً للمصلين فهذا شرف كبير وأنا سأتولي الأمر وأسعي لاستخراج التصريح لفضيلتكم ، فكان معه تصريح بالخطابة، وهذا درس عظيم يعطيه لنا عالم كبير فهو يعرف أن الأمر يحتاج تصريح من الأوقاف بأداء الدروس ، رغم أنه كان عضواً بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعميد كلية اللغة العربية الأسبق بجامعة الأزهر ، بالقاهرة ، وبالتأكيد الأوقاف لا تمانع هذا الأمر ولكنه فقط تقنين للأوضاع ، وأيضا درس لكل أستاذ بجامعة الأزهر الشريف أن يسلك الطرق القانونية ، ودرس أيضاً للإمام ألا يمكن أحد أي كان من أداء الخطبة أو الدرس إلا بتصريح رسمي.
وإذا أراد أن يستفر عن شيء قلته في الدرس ، كان يأتي إلي منفردا ويتحدث إلي ، وفي الحقيقة استفدت كثيرا من علمه ومن لغته السلمية ، فكان تعليقه للإمام مع الإمام وفقط وليس بين الجمهور.
بل كان يُسّخر أبنائه لخدمة أهل المسجد ، فأحد أبنائه أستاذ بكلية الطب – جامعة الأزهر الشريف وهو الأستاذ الدكتور / أحمد عبد الغفار هلال ، كان يخدم الجميع في عيادته بدون مقابل بل وبصدر رحب ، ويقول لهم أسألكم فقط الدعاء لوالدي.
فأنا وجميع أهل المسجد اليوم في حزن شديد لوفاة عالم كبير ، رحمه الله رحمة واسعة ، ورزق أهله الصبر والسلوان.