صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان ، خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة : صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان ، بتاريخ 11 جمادي الآخرة 1446 هـ ، الموافق 13 ديسمبر 2024 م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف بصيغة صور : صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان
ننفرد حصريا بنشر خطبة الجمعة القادمة 13 ديسمبر 2024م لوزارة الأوقاف بصيغة word : صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان word
و لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 ديسمبر 2024م لوزارة الأوقاف بصيغة pdf : صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان بصيغة pdf
الجمعة الثانية (١٣ من ديسمبر ٢٠٢٤م – ١١ من جمادى الآخرة ١٤٤٦هـ)، بعنوان: “صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان”، تسلط الخطبة الضوء على أهمية صناعة العقل الواعي المفكر المبدع، فهذا من شأنه تعزيز محورَي بناء الإنسان وصناعة الحضارة ضمن محاور الوزارة.
وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف : صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان :
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
و للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف 13 ديسمبر 2024م.
وتؤكد وزارة الأوقاف على جميع السادة الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة القادمة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير ، وألا يزيد أداء الخطبة عن خمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية .
مع ثقتنا في سعة أفقهم العلمي والفكري ، وفهمهم المستنير للدين .
ولقراء خطبة الجمعة القادمة كما يلي:
جمهورية مصر العربية 24 صفر 1443 هـ
وزارة الأوقاف 1 أكتوبر 2021م
“إعمال العقل في فهم النص .. الإمام أبو حنيفة ومدرسته الفقهية أنموذجًا“
الصفحة الأولي من خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف (1)
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين القائلِ في كتابهِ الكريمِ: ( كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ مُبَٰرَكٌ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلْأَلْبَٰبِ)
وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له وأشهدُ أنّ سيدنَا ونبيّنَا محمداً عبدُه ورسولُه اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلي آلهِ وصحبِه ومن تبعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ وبعدُ :
فقد اهتمَّ الإسلامُ بالعقلِ اهتماماً بالغاً ، وذلك لأنّ العقلَ مناطُ التكليفِ. كما أنّ حفظَ العقلِ مقصدٌ عظيمٌ مِن مقاصدِ الشريعةِ الإسلاميةِ ، وأحدُ الكلياتِ الستِّ التي اتفقتْ كافةُ الشرائعِ والأديانِ علي حفظِها .
وقد أرشدَنَا ربُّنا عزّ وجلّ إلي استخدامِ نعمة العقلِ في التفكرِ والتأملِ في ظواهرِ الكونِ للوقوفِ علي عظمتِه سبحانَهُ وتعالي ووحدانيتِهِ ، حيثُ يقولُ تعالي : } إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ {.
كما أنّ المتتبِعَ للبيانِ القرآنيِّ يلاحظُ الحضَّ علي التعقلِ والتفكرِ بصيغٍ متعددةٍ، نحو قولِه تعالي ( لعلكم تعقلون) (أفلا تعقلون) (لقوم يعقلون) ( لقوم يتفكرون) (لقوم يفقهون).
والمتأملُ بالشريعةِ الإسلاميةِ يجدْ أنّها قد حثّتْ العلماءَ على إعمالِ العقولِ بالاجتهادِ لاستنباطِ الأحكامِ الشرعيةِ مِن الأدلةِ التفصيليةِ. بما ييسرُ للناسِ أمورَ حياتِهم ولتصلحَ به أحوالَ معاشِهم ومعادِهم. مع الحفاظِ على ثوابتِ الشرعِ الشريفِ وعدمِ المساسِ بها بحيثُ يقولُ نبيُّنا صلي اللهُ عليه وسلم: (إِذَا حَكَمَ الحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فأَصابَ فله أَجْرَان، وإِذا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ فأَخْطَأَ فله أَجْرٌ).
الصفحة الثانية من خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف (2)
ومما لا شكَّ فيه أنّ الإمامَ أبَا حنيفَة النعمانِ رحمَه اللهُ صاحبُ المذهبِ الحنفيِّ المشهورِ كان رائدَ مدرسةِ إعمالِ العقلِ في فهمِ النصوصِ ، فقد رزقَهُ اللهُ تعالي عقلاً واعياً فلم يكنْ مقلداً، ولم يقفْ عندَ ظاهرِ النصِّ ، بل نظرَ إلى مرامِيه ومقاصدِه، لذا أصبحَ الإمامُ رحمَهُ اللهُ رائدَ مدرسةِ العقلِ في التعاملِ مع النصوصِ حتي قال العلماءُ عنه: (الناسُ عالةٌ في الفقهِ علي أبي حنيفة) وقد راعي الإمامُ أبو حنيفةَ رحمَهُ اللهُ في مدرستِه الفقهيةِ الزمانَ والمكانَ وأحوالَ الناسِ وعاداتهِم وطبائعهِم فكان مما توسعَ فيه مِن الأدلةِ أدلة القياسِ، والاستحسانِ ، والعرفِ معتمدا في ذلك علي حديثِ سيدِنا معاذٍ رضي اللهُ عنه حين قال له النبيُّ صلي الله عليه وسلم لما بعثَه إلى اليمن : (بمَ تقضِي؟) قال بكتابِ اللهِ تعالي قال (فإن لم تجدْ) قال بسنةِ رسولِ اللهِ صلي اللهُ عليه وسلم قال (فإن لم تجدْ) قال أجتهدُ في ذلك رأيي فقال صلي الله عليه وسلم (الحمدُ لله الذي وفقَ رسولَ رسولِ اللهِ صلي الله عليه وسلم)، وغيرِه من الأحاديثِ الحاثةِ علي إعمالِ العقلِ في فهمِ النصِ في إطارِ المقاصدِ العامةِ للتشريعِ .
********
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ علي خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنا محمدٍ صلي الله عليه وسلم وعلي آلهِ وصحبِه أجمعين .
الصفحة الثالثة من خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف (3)
إنّ الأديانَ جاءتْ لسعادةِ الناسِ لا لشقائِهم حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ ) طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى( ويقولُ تعالي: ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ )
ويقولُ سبحانَه: )يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) وما خُيّرَ نبيُّنا صلي الله عليه وسلم بين أمرينِ إلا أخذَ أيسرَهُما ما لم يكنْ إثماً فإنْ كان إثماً كان أبعدَ الناسِ منه ولذلك فإنّه لا غني عن إعمالِ العقلِ في فهمِ صحيحِ النصِّ ، وفي تطبيقاتِه وفي إنزالِ الحكمِ الشرعيِّ علي مناطِه من الواقعِ العمليِّ علي أنَّنَا نؤكدُ أنّه ينبغِي علي الفقيهِ أنْ يلمَّ بأحوالِ ومستجداتِ عصرِه، وواقعِ الناسِ وعاداتِهم وتقاليدِهم؛ ليكونَ قادراً علي إنزالِ الفتوي علي مظانِّها، وظروفِ عصرِها، لا علي مظانِّ وأحوالِ عصورٍ ُأُخري مختلفةٍ، فمَن أفتيَ الناسَ دونَ النظرِ إلي واقعِ زمانِهم ومكانِهم وطبيعةِ حياتِهم وعصرهِم ،عرضَّهم للعنتِ والمشقةِ، في حين أنّ شريعتَنا الغراءَ قائمةٌ علي اليسرِ والسعةِ ورفعِ الحرجِ .
اللهم فقهنَا في دينِنا، واحفظ بلادَنا وسائرَ بلادِ العالمين
_______________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف