افتتح اليوم الإثنين 2 يونية 2014كل من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، ومعالي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس عاطف حلمي قاعة بانوراما تراث ذاكرة الأزهر الشريف، كما اطلقوا إشارة البدء في التشغيل التجريبي للمشروع.
وتتم هذه الجهود في إطار تنفيذ برتوكول التعاون الذي تم في 2011 بين الأزهر الشريف ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتنفيذ مشروع “ذاكرة الأزهر الشريف”، والذي يهدف إلى التعريف بدور الأزهر الشريف عبر تاريخه الذى يمتد لأكثر من ألف عام.
وشمل المشروع عدة محاور من أهمها : توثيق تاريخ الأزهر من خلال مواقفه سواء الداخلية أو الخارجية، ومحور توثيق السير الذاتية لشيوخ الأزهر ومؤلفاتهم وإنجازاتهم عبر السنين، ومحور توثيق التراث المعماري للجامع الأزهر والمعاهد الدينية القديمة، ومحور توثيق الذاكرة الصحفية لكل ما نشر عن الأزهر، وتصميم وإنشاء بانوراما التراث Culturama .
ويقوم على تنفيذ هذا المشروع كل من مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي أحد مراكز مكتبة الاسكندرية تحت مظلة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومكتبة الأزهر الشريف .
وصرح فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بأن الأزهر الشريف حينما اتخذ قراره في عام 2011 بتوثيق تاريخه الذي يناهز الألف عام فكان لابد من تحديد مصادر توثيقه المتنوعة باستخدام الاستقصاء العلمي لكل محاور توثيق ذاكرة الازهر الشريف من حيث توثيق شيوخه ببيانات صحيحة وموثقة، و أيضا مواقف الأزهر من الأحداث الوطنية والاقليمية والعالمية، وكذلك توثيق الجامع الازهر والمعاهد الازهرية التي ساهمت بشكل كبير في نشر الثقافة الإسلامية سواء داخليا أو خارجيا بما يشمله هذا التوثيق من مرجعية علمية لمكونات محتوى الذاكرة من كتب ومخطوطات ووثائق ومقالات صحفية ورسائل جامعية…إلخ.
واضاف فضيلة الإمام الأكبر بأن ذاكرة الأزهر الشريف تهدف إلي إتاحة هذا التراث الكبير لإبراز دور الأزهر في نشر الثقافة الإسلامية الوسطية للعالم أجمع.
كما أضاف فضيلته أن من أهم الأهداف التي يطمح هذا المشروع القومي لتحقيقها هو استدعاء عظمة الأزهر الشريف إلى ذهن المسلمين والعالم أجمع، وإبراز دوره في نشر الوسطية، واحتواء الخلافات بين المذاهب الإسلامية، والحفاظ على الهوية الإسلامية في مختلف بقاع العالم وعلى مر العصور.
وصرح المهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بأن التطورات المتلاحقة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ساهمت في تقديم مفاهيم جديدة للتوثيق الرقمي يمكن الاستفادة منها وتوظيفها في توثيق ذاكرة الأزهر الشريف. كما أكد سيادته على حرص الوزارة الدائم والمستمر على التعاون مع هذا الصرح العملاق والذى يعد مركزا للإشعاع التراثي والفكري والديني ليس لمصر فقط، وليس للمنطقة العربية وحسب، وإنما للعالم أجمع.
كما صرح الأستاذ مهدى شلتوت مدير المشروع من جانب الأزهر الشريف بأن الاهتمام بحفظ وتوثيق التراث من أهم أولويات العمل بمكتبة الأزهر العريقة والتي أخذت زمام المبادرة وحرصت على التواصل مع مركز توثيق التراث الطبيعي والحضاري لتنفيذ هذا المشروع. واكد الأستاذ مهدي إلى أن المشروع قد ساهم في خلق كوادر مدربة في الأزهر على استخدام أحدث وسائل تكنولوجيا المعلومات وقواعد بيانات لكل محاور توثيق تراث الأزهر الشريف، وأن عملية التوثيق هذه ستكون عملية مستمرة حتى بعد تسليم المشروع.
كما أضاف أن من أهم التحديات التي واجهت المشروع استكشاف وتحديد مصادر تراث الأزهر الشريف وعناصره الموجودة لدى جهات مختلفة وأفراد شتى.
وأضاف المهندس محمد فاروق القائم بأعمال مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي ومدير المشروع من جانب وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن بانوراما التراث هي اختراع مصري 100% وحاصلة على براءة اختراع، وهي ناتج جهود مضنية قام بها مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي لاستخدام أحدث تقنيات العرض الرقمي في استعراض مفردات التراث المصري، وتم قد إعداد نسخة مخصصة منها لعرض تراث الأزهر الشريف بحيث يرى المشاهد ولأول مرة العناصر المختلفة لتاريخ الأزهر الشريف مرئية ومسموعة بشكل مترابط وجذاب أمام ناظريه!
هذا، ومن المنتظر أن يتم الافتتاح النهائي ونشر مخرجات المشروع من بوابة إلكترونية ومطبوعات وغيرها خلال الستة أشهر القادمة ديسمبر 2014 بإذن الله تعالى.
